الأحد، 22 يناير 2012

المذكرة التصحيحية .. و تحالف كاودا .. و التغيير القادم .. !!

بسم الله الرحمن الرحيم

قريمانيات

المذكرة التصحيحية .. و تحالف كاودا .. و التغيير القادم .. !!

بقلم / الطيب رحمه قريمان

geiger31@hotmail.com

تواترت الأخبار عن دخول المذكرة التي سميت بالتصحيحية إلى القصر الرئاسي بالخرطوم على أن تلتقي المجموعة التي رفعت المذكرة "المجاهدون" مسئول رفيع المستوى في حاكم الخرطوم و تطرح هذه المجموعة رؤيتها لذلك المسئول رؤيتها التصحيحية , و تقول الأخبار انه مرفق مع تلك المذكرة توقيع عشرة ألف من منسوبي المؤتمر الوطني الحاكم , و أن هناك سيناريوهات من ضمنها انسلاخ مجموعة المجاهدين من المؤتمر الوطني , و انه من وراء كل ذلك دعم و تأييد من أسماء بارزة و كبيرة في الحركة الإسلامية.
حاولت تلك المجموعة أن تبعد شبهة العلاقة لها بالمؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي و ذلك حتى تجد لها أذن صاغية في القصر الحاكم , لم توضح مجموعة المجاهدين المزعومة عن السيناريوهات التي في جعبة مذكرتها و إنما أشارت إلى انسلاخ عن حزب المؤتمر الوطني في حال تعنت القصر و رفض المذكرة و ما قد يكون ورد فيها من تهديد بالانقلاب على البشير و صحبه في القصر الرئاسي أو تحريك الشارع و بالتالي الثورة الشعبية ضد الحكومة تماشيا مع موجة الربيع العربي التي لا محالة سوف تغشى السودان و تغير النظام الحاكم فيه و أن ما قاله البشير و صرح به كثير من المناسبات في أن الربيع العربي قد بدأ من السودان و تمكن منه على ما يزيد عن العقدين من الزمان ما هو إلا إسفاف و سخف و أن الطوفان قادم و إن علت قمقم الإنقاذ .. !!
تؤكد مجموعة المجاهدين أنها من الحكمة و القوة و الحنكة و بعد النظر بمكان , و يتجلى ذلك من أوجه عدة منها , أنها اختارت اسما يدل على عدم التردد في التضحية بالنفس من اجل الحفاظ على إضافة إلى أنها تحدثت حتى كتابة هذا المقال عن سيناريو وحيد و هو الانسلاخ عن الحزب الحاكم و هذا دليل قوى على أن "مجموعة المجاهدين" هم على يقين أن انسلاخهم من الحزب الحاكم سوف يلحق به ضررا و قد يصاب المؤتمر الوطني في مقتل .. !!
و من وجه القوة لهذه المجموعة أنها أرفقت مع المذكرة توقيع عدد عشرة ألف من منسوبي المؤتمر الوطني , و من المؤكد أن من وافق على التوقيع على تلك المذكرة من القوة القاعدية أو الاقتصادية و المالية بمكان وان نافع على نافع أو غيره ممن سوف تتلقيهم المجموعة لا يستطيعون سحقهم أو حتى المساس بهم أو بمصالحهم و بالتالي فهم لا يعبأؤون كثيرا إلا بمصالحهم الشخصية و الأسرية و التنظيمية و بنظام يضمن لهم استمرار هذه المصالح في المستقبل و أن نظام البشير قد أكل و شرب و قد أصبح في أيامه الأخيرة قبل أن تقبره جماهير الشعب السوداني .. !! و أن ما ذكر في المذكرة من تأييد من قيادات بارزة في الحركة الإسلامية حيلة يظهر فيها غباء المجموعة المذكورة ظنا منهم أن التغيير في السودان سوف يكون على شاكة التغيير في البلاد التي اجتاحتها موجة الربيع العربي "الحركة الإسلامية" "الإخوان المسلمون" " الجماعية الإسلامية" إلى غير ذلك من المسميات فنسوا ان السودان بلد تختلف ظروفه كليا عن الدول العربية الأخرى في كثير من المناحي .. !!
و نحن نؤكد أن هذه المجموعة ما هي إلا إحدى التمثيليات ثقيلة الدم التي لا تجد إقبالا جماهيريا تعدها و تخرجها قيادات وسيطة طموحة في صفوف المؤتمر الوطني تريد للصفوف الأولى أن ترتاح من العنت بعد أن حكمت السودان أكثر من عقدين من الزمان و إنهم اغتنوا بالسحت , و أنهم سوف يضمن لهم كل الأمن و الأمان و معاملة بكل تقدير و احترام لما قاموا به من دور في إرساء دعائم الدولة الإسلامية في السودان .. !!
و في حقيقة الأمر , ما كانت دولة نظام الإنقاذ إلا دولة فساد و إفساد محسوبية , و نظام مؤامرات دنيئة و أنها كانت فتنة فدمرت دولة السودان التي كانت مفخرة لكل أهل السودان .. !! فبحال من الأحوال لم تخرج سياسات نظام الإنقاذ من إطار المصالح , و المكاسب الشخصية , و الحزبية الضيقة فلذلك خابت دولتهم الرسالية التي كانوا بها يبشرون , فقد انسكب اللبن بتعجلهم بالانقلاب الإنقاذي الذي كانت وبالا على السودان و على أهل السودان و على الحركة الإسلامية في السودان فحاق المكر السيئ بأهله .. !!
إن التغيير القادم في السودان سوف لم و لن يخرج من مخرجات تحالف كاودا .. !! ذلك التحالف الذي نحسب انه سوداني خالص , و وطني من الدرجة الأولى , و أن أجندته تناسب ظروف السودان الجغرافية و الاجتماعية و الاثنية و العقدية منها غير تلك التي تتوفر في دول الربيع العربي .. !! أن موجة الربيع العربي و التي حتما سوف تمر بالسودان و ستصنع فيه ربيعا سودانيا خالصا بنكهة و رائحة سودانية صرفة , سيكون ربيعا ثوريا مثلما حدث في كل من ثورة أكتوبر 1964 و ابريل 1984 و ستكون ثورة سودانية في مقدمتها تحالف كاودا من اجل دولة مدنية ديمقراطية تضمن لكل السودانيين حقا في العيش الكريم فيه ثورة تضمن العزة و الكرامة و الشرف لكل السودانيين بعيدا عن الحركة الإسلامية السودانية و مؤتمرها الوطني الفساد .. !! إن أي سرقة يحاول المؤتمر الوطني صنعها ستكون مكشوفة, و سيقضى عليها ثوار السودان في مهدها, لان كل ألاعيب و حيل المؤتمر الوطني "الحركة الإسلامية " في السودان قد كشفت, فما على الإسلاميين في السودان و أشياعهم إلا مغادرة القصر إن أرادوا.. !! و إلا فسوف تكون عقباتهم وخيمة , و حينها سيندمون حيث لا ينفع الندم , و سيلحقون بالدكتاتوريين "القذافى و مبارك و بن على" أو الذين سوف تذهب موجة الربيع العربي بريحهم قريبا "على صالح و بشار الأسد" , فما البشير و نظامه بأقل منهم بطشا و تنكيلا بالشعب السوداني و ما الشعب السوداني إلا أكثر خبرا و شجاعا و جسرا في و مقارعة و هزيمة الأنظمة العسكرية الباطشة.. !!

نشر بتاريخ 2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق