الأحد، 29 يناير 2012

العصب السابع إنها فتنة..!!


العصب السابع

إنها فتنة..!!

إمام الإنصار الصادق المهدي مارس نوعاً من الاجتهاد الفقهي كغيره من المفكرين الإسلاميين التجديديين، لم يمس الإمام باجتهاده عقيدة المسلمين في عظمها، تطرق إلى موضوع سبقه كُثر غيره، ولا زال موضع جدل واسع وصراع فقهي بين مجددين يرون ضرورة الخروج بالإسلام من العباءة التقليدية وفهم النصوص في أزمانها التاريخية التي نزلت فيها حتى يتحقق أسمى هدف للإسلام، وهو أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وبين من يرى أن مس النصوص بشيء من الاجتهاد المسنود يعد إخراجاً لها من قدسيتها، ومساساً بالعقيدة والإيمان، وينبغي قطع دابر كل مجتهد ليبقى الإسلام نظيفاً من مفسدي الدين حتى لو أصبح إسلاماً دون مسلمين لا يهم. إمام الأنصار لم يصدر فتوى رسمية ملزم العمل بها، قال قوله هذا كغيره من الكثير جداً من علماء الدين المسلمين، خرجت الرابطة الشرعية استتابت إمام الأنصار وكفرته عبر بيان طويل.. عصام البشير انتقد تكفير الرابطة للإمام، وقال: إن التكفير مسؤولية القضاء، وليس العلماء، والرابطة الشرعية هي لا تتبع لهيئة علماء السودان، ظهرت في إصدار الفتاوى قبيل الانفصال حيث أصدرت فتوى تُحرم التصويت للانفصال. علماء مسلمون كُثر لديهم آراء متعددة ومختلفة حول الحجاب وتفاسيره المقصودة، وهناك اجتهادات كثيرة لا حصر لها حول ما المقصود بالحجاب أهو الاحتشام أم هو شيء آخر، والاحتشام ما هي معاييره، ما دام ليس هناك نص قاطع حول زي المرأة، إن كان عباءة أو ثوباً سودانياً أو بنطالاً، أو جلباباً خليجياً مثلاً.. وكل فترة نسمع رأياً جديداً من مفكر جديد في إيجاد تفسير شامل للحجاب، من جملة المجتهدين هؤلاء الشيخ المفكر الإسلامي جمال البنّا شقيق حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر.. لديه رأي مخالف تماماً حول حجاب المرأة، جمال البنا يرى أن الحجاب عادة وثنية كانت موجودة قبل الإسلام، وأن الإسلام لم يفرض الحجاب بشكله المفهوم لدى العامة، إنما هو عادة فُرضت على الإسلام، أي حسب ما يرى جمال البنا، أنها عادة مجتمعية لا علاقة للدين بها، هذا الرأي ليس وحده الذي يبدو غريباً من المفكر الإسلامي جمال البنا.. بل انتقد قتل المرتد عن الإسلام، واستند على أن القرآن ليس به نص يوجب قتل المرتد بل آية "لا إكراه في الدين" تكفي.. الشيخ مصطفى محمد راشد المعروف له رأي في الحجاب وفي الذين يطلقون مسميات "زي إسلامي".. عام 2009 كتب مقالاً مطولاً في مجلة "روز اليوسف" بعنوان عريض "الحجاب ليس فريضة إسلامية" شنّ الشيخ مصطفى هجوماً فكرياً على العلماء الذين يستندون على آية الحجاب المعروفة، الشيخ مصطفى قال: غطاء الرأس لم يذكر لفظاً في القرآن، وآية الحجاب تخص زوجات النبي وحدهن.. لم تصدر بحق هؤلاء أية دعاوى تكفيرية، رغم أنهم يقولون أقوالهم هذه في مصر، أرض أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، الأزهر الشريف.. الصادق المهدي لم يخرج عن المألوف بأي حال، ما يحدث هو فتنة دينية قادرة على تفتيت الوطن شبراً شبراً.. لابد من إطفاء هذه الشرارة عاجلاً.
إرسال : 0طباعة : 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق