الثلاثاء، 31 يناير 2012

مع الأحداث.. أخطبوط الفساد

مع الأحداث.. أخطبوط الفساد

بقلم: بابكر عيسى

في قديم الزمان وسابق العصر والأوان كانت هناك ممالك وإمبراطوريات مزدهرة يشع من ضيائها النور وينتشر العدل ويعم الأمن والاستقرار، وبقيت تلك الممالك والإمبراطوريات إلى أزمان طويلة إلى أن ابتليت بالأمراض التي أحرقت كل شيء وانتشر الطاعون يحصد في البشر وينخر في أساس تلك الممالك إلى أن انهارت بصورة كاملة إلى جانب أسباب أخرى ساعدت على الهلاك وأسهمت في تقويض ما كان مزدهراً ومشعاً بالضياء.

الآن.. في الألفية الثالثة نحن في مواجهة طاعون من نوع جديد، سيقود إلى ذات النتيجة ويورثنا الخراب والعدم، والطاعون الجديد ليس بعيداً عن مداركنا، وإنما هو قريب نتلمسه كل صباح، ونكاد نستنشقه مع كل زفرة، إنه الفساد الذي أخذ ينتشر في كل المجتمعات بدرجات متفاوتة، ويدمر كل الأسس التي تقوم عليها، كما يدمر النفوس ويجعل الثقة منعدمة في كل شيء، لتبدأ سلسلة متصلة من الفضائح والكوارث المالية والانهيارات الأخلاقية لمؤسسات يفترض أن تسهر على صون العدالة وحفظ المال العام ومحاسبة القراصنة الجدد.

اليوم عندما ننظر حولنا نكتشف أن اذرع أخطبوط الفساد قد انتشرت بصورة كارثية في جميع الأرجاء حتى بات الفساد ثقافة مقننة ومعروفة في محيط الظلام الذي تتعامل فيه وحوله، ورغم الكثير الذي ينشر في وسائل الإعلام المختلفة عن الفساد والأصابع الملوثة والذمم الصدئة والنفوس المنتفعة بالمال الحرام، فإن ذلك لم يكبح بعد زمام المتورطين في هذه الحلقة الفاسدة التي تتسع على الدوام في مناخات العمولات وغسيل الأموال والرشاوى والاتجار بالبشر وترويج المخدرات.

الانهيارات الاقتصادية التي يعاني منها العالم اليوم لم تأت من فراغ، وإنما هي نتيجة منطقية لواقع فاسد تغيب عنه رقابة الضمير ورقابة القانون، ويفسح المجال واسعاً في غياب الشفافية والمراجعات القانونية الأمينة إلى تلوث أيدٍ كثيرة على مستويات مختلفة وان كانت آثار الفساد في الديمقراطيات الغربية محصورة وملاحقة فإن كارثة حقيقية تجري وقائعها في مؤسسات العالم الثالث المالية حيث الديكتاتوريات السياسية والانهيارات الاقتصادية وغياب أي نوع من المساءلة والرقابة، حتى أصبح أخطبوط الفساد ثقافة متداولة ومحمية من الدولة نفسها، وفي تلك المناخات اليائسة ينهار كل شيء ويضيع الإنسان البسيط.

سعدت بإنشاء هيئة للرقابة والشفافية بدولة قطر تكون عيناً ساهرة على المال العام وعلى حسن الأداء وتملك حق المساءلة والتحقيق، وأعتقد أنها خطوة ناجحة وذكية في إطار توجه عام نحو مكافحة الفساد تتبناه الدولة كنهج سياسي سليم.. ونسأل الله أن يحفظنا جميعاً من لعنة الفساد وأن يحفظ أوطاننا، فالفساد لا يأكل فقط قوت اليوم وإنما يلتهم رصيد المستقبل.

في توظيف البكاء ..!


في توظيف البكاء ..!
بكى آخر ملوك الأندلس وهو يلقي نظرة وداع على ملكه الزائل في غرناطة، فقالت أمه قولتها التي ذهبت مثلاً (ابك كالنساء على ملك لم تحفظه كالرجال) .. لكن سوابق كثيرة في التاريخ الحديث أخرجت البكاء من دائرة الفعل اللا إرادي المصحوب بالعجز والخجل إلى ساحات الممارسة السياسية، ودللت على أن البكاء السياسي – سواء أكان صادقاً أم مصطنعاً – أصبح – اليوم - وسيلة فعالة يستخدمها الحكام والقادة لتوجيه دفة شعوبهم نحو ما يبتغون ..!
استيقظ الأمريكيون ذات صباح على شاشات التلفاز وهي تعرض صورة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، منكس الرأس، دامع العينين، بالغ الحزن، وهو يعزي شعبه في إصابة لاعب كرة سلة شهير بمرض الإيدز .. مستثمراً بذلك فجيعة رياضية شعبية لصالح جماهيريته السياسية .. لكن دموعه تلك آتت أكلها، فبقي في قومه رئيساً لفترة أخرى ..!
حتى الرئيس نيكسون صاحب فضيحة ووترجيت الذي لعنه اللاعنون، تعاطف الشعب الأمريكي معه حينما بكى بعد مرور سنوات وهو يعتذر عن ذلك الخطأ أمام عدسات الصحافة وشاشات التلفاز ..!
وقد بكى صدام حسين نفسه – مرة - أمام كاميرات التليفزيون يوماً وهو يذكر أسرى وشهداء العراق في حربه مع إيران، لكنه واجه المشنقة بعدها، في آخر لحظات حياته، دون أن يطرف له جفن! .. وقبله جمال عبد الناصر الذي واجه لوم اللائمين على ضياع الوحدة مع سوريا بقطرات لا بأس بها من الدموع ..!
وما يزال العالم يذكر مشهد الفتاة الكويتية الباكية التي كانت تحدث العالم عن معاملة الجنود العراقيين للأطفال المرضى في الكويت، يقال – والله أعلم - أن تلك اللقطة الدامعة كانت سبباً رئيساً في صدور أقوى قرارات مجلس الأمن ضد العراق ..!
والطريف ما ثبت بعد ذلك من أن تلك الفتاة الباكية ليست سوى ابنة دبلوماسي كويتي تلقت تدريبا حاذقاً على إجادة البكاء المؤثر، والهدف أن تحصد تعاطف العالم مع محنة الكويت، وقد نجحت دموعها جداً فيما فشلت بتحقيقه أقوى الخطب السياسية ..!
حتى الرئيس التركي عبد الله جول لم يسلم من لعنة البكاء السياسي، فقد تناقلت الصحف نبأ بكائه عندما زار اليمن ووقف أمام مقابر الشهداء الأتراك هناك، فانهمرت دموعه على تاريخ وحدة العرب والأتراك العظيمة ضد احتلال الغرب ..!
السياسيون في السودان تعلموا – أيضاً - استثمار الدموع مع شعبهم الذي أدركوا كم يبدو طيباً وأكثر تسامحاً مع الأخطاء التي تصاحبها الدموع .. ومنشأ الاستهبال في دموع ساستنا ليس فعل البكاء نفسه - كجزء من سلوك البشر الخطائين - بل إقحامه في مواقف لم يواجهوا فيها صنيعة أيديهم فحسب، بل جاهروا فيها بإصرارهم على إكمال مسيرة الخراب ..!

الحرب ليست حلا!!

الحرب ليست حلا!!
السياسة هي الحل لا الحرب... سنظل نصيح في البرية ...الحرب ليست حلا ونعلم أن "المكتولة ما بتسمع الصايحة" ولكن قدرنا مع هذه المهنة أن نظل (ننبح بلا سميع). المؤسف أن السياسيين في المؤتمر الوطني إذا ما التقيت بهم فرداى اتفقوا معك أن الحرب ليست حلا ولكن إذا ما خرجوا للصحف ارتدوا عباءة (جوبلز) وأعلنوا أن الحرب هي وحدها الحل!!.لا أصدق أن إخواننا في المؤتمر الوطني فقدوا حاسة البصر البعيد!!.هم وحدهم من يعلم أن كلفة الحرب قاتلة وليست باستطاعة الدولة أن تمضي فيها بلا نهاية خاصة في ظل وضع اقتصادي خانق، خزينة بلا موراد كافية، وتنمية متوقفة، والبلاد بلا صادرات ترهقها الديون داخليا وخارجيا، فكيف يا ترى ستخوض الدولة حربا في خمس جبهات!!. بالحساب السياسي الواقعي إن هذا مستحيل بل هو انتحار رسمي، فهل فضل المؤتمر الوطني الانتحار بديلا عن الاستقرار؟. إذا عفى الله النظام من عواصف الربيع العربي فلماذا تشعل الدولة النار بجسدها عمدا؟!. أكاد لا أفهم هل تغيب هذه الحسابات السياسية البسيطة عمن عرفوا السياسية نصف قرن وخبروا الحروب لعقدين من الزمان!!. لا أظن، ولكن فيما يبدو لي أن هناك سببا قاهرا يجعل إعلاء الصوت السياسي في هذه الآوانة خطرا على تماسك النظام. ولكن إلى متى؟. الأخطر هو رؤية الحريق يشتعل والجميع ينظرون وهم يدركون المآلات والنتائج المترتبة عليه. الأخطر هو التحديق في المجهول وانتظار المعجزة التي ستوقف الحرب دون أن تكون هناك إرادة سياسية لوقفها.
يعلم السياسيون في المؤتمر الوطني أن حروب السودان وبطبيعتها لن توقفها إلا المساومة السياسية. لقد استمرت حرب الجنوب خمسين عاما وبالرغم من الإدانات التي تنهال على نيفاشا إلا أن عظمتها لا تزال تتوهج إذ إنها أوقفت الحرب مما سمح بالتنمية والاستقرار زهاء سبع السنوات. ولذا كان ينبغي استلهام دروس هذه التجربة الفريدة بإفريقيا بدلا عن الانزلاق في أتون حروبات جديدة. طال الزمن أم قصر سيعود المتقاتلون لمائدة التفاوض لكن بعد أن تهدر الموارد وتفنى الآلاف النفوس ويخرب ما تبقى من السودان هذا إذا بقي هناك سودان أصلا!!.
يخطئ جماعة المتمردين إذا ظنوا أنهم قادرون على إسقاط السلطة بحروبهم العبثية وقتل الناس في المدن والقرى النائية وتخريب ممتلكات الدولة. تلك أفعال قطاع طرق ونهابين ولا تليق بشخص يحمل قضية يقاتل من أجلها. كل ما سيفعلوه أنهم سيعبئون أهل القرى والقبائل ضدهم وستصبح حروبهم بدلا عن أن تكون ضد السلطة ستتحول لحروب أهلية بينهم وبين القبائل التي نهبوها وشردوها وخربوا ديارها!!. انظر للهجوم العبثي الذي شنته حركة العدل والمساواة في شمال كردفان أول أمس، يا ترى ما هدفه غير ترويع الآمنين؟. ماذا أنجز هذا الهجوم غير تخريب أبراج الاتصالات!!. سيتحولون في تلك الأصقاع إلى أعداء بدلا عن أن يكسبوا تعاطف الناس!!. لقد وصل المتمردون أمدرمان فماذا كسبوا؟. لم يكسبوا شئيا ولن يكسب أحد من الحرب شيئا. لو أن متمردي دارفور يدركون المأزق الذي قادوا إليه قضيتهم لكفوا عن مواصلة تعذيب أهلهم. فالحرب يدفع ثمنها أهلهم في دارفور وليس سواهم. فقد المتمردون تعاطف كثير من النخب التي كانت تدافع عن عدالة قضيتهم. المجتمع الدولي بدا زاهدا في أي علاقة مع تمردهم الذي هو بلا سقف وبعث لهم من الرسائل ما يكفي ليفهموا أنه غير قادر لا على دعمهم ولا على تفهم مواقفهم. لقد أنكر المجتمع الدولي التحالف الجديد كونه يتبنى العمل المسلح، ثم أسمعهم مندوب الولايات المتحدة في المؤتمر الأخير رأي واشنطون صراحة. لم يعد هناك من يتعاطف معهم في الإقليم، انتهى القذافي وتوابعه. رغم كل ما يجري من تغيرات سياسية في العالم من حولهم ولكن لا يزال المتمردون يعتقدون أن السلاح هو الحل.... تالله ليس حلا!!.

نفط بوابة الحرب!!.(1-2 )

ي(الأرشيف)
النفط بوابة الحرب!!.(1-2 )
لم يتبق لإعلان الحرب بين دولتي السودان القديم سوى الاستماع للمارشات العسكرية جنوبا أو انطلاق الدعوات للجهاد وحشد الحشود شمالا، أما البنية التحتية للحرب فلقد تم تعبيدها بالكامل. استغرق بناء مداميك الحرب ست سنوات هي عمر اتفاقية نيفاشا ثم بسرعة سقف البناء في أقل من عام هو عمر الانفصال بين الدولتين. الآن نحن على حافة الحرب وإذا لم يتدارك الله السودانيين برحمته فعن قريب ستتناثر آلاف الجثث في فضاء واسع هو طول السودان القديم وعرضه.
النفط الذي كان يظن أنه سيكون من العوامل التي ستؤسس لعلاقات ممتازة بين دولتي السودان أصبح الآن معبرا سهلا لعودة الحرب. للأسف طيلة الزمن الذي ظل فيه النفط يتدفق في شرايين البلدين لم تتم الاستفادة من عوائده بشكل فعال ، أصابنا باكرا بالمرض الهولندي وحلت علينا لعنة النفط. فبدلا عن الانتباه لخطورة الركون للنفط كمصدر رئيس للمداخيل الحكومة والتجارب العالمية والإقليمية ماثلة أمامنا تم تجاهل كل التحذيرات واستمرأت الحكومة الصرف على هياكلها السياسية المتضخمة وبعزقة أموال النفط بعيدا عن المشاريع المنتجة التي كان يمكن أن تعينها في سنينها العجاف هذه. سوء تقدير وسوء تخطيط تحسد عليهما. كما لم تقصر الحركة الشعبية التي أدارت وتدير شأن الجنوب في الصرف على ملشياتها وجيوشها فانتفت التنمية وظل الجنوب بعوائد نفطة يعاني المجاعات بينما تضخم ثروات السياسين والتنفيذيين الجنوبيين. الآن وضع الطرفان البلاد على حافة الحرب إعلانا عن عجزهما عن إنتاج اتفاق خلاق يعبر بهما أنفاق جدلهما العبثي الذي استطال لست سنوات. هل يعتقد الطرفان أن الحرب ستخرجهما من مأزقهما الداخلي والخارجي ....هيهات. سيتضح للطرفين بعد قليل أنهما أدخلا نظاميهما في مأزق كارثي لن يكسب منه الطرفان شيئا.
هب أن الجنوب أوقف إنتاج نفطه خلال الأسبوعين القادمين فما هي الآثار أو التداعيات المتوقعة على اقتصاده؟. سيفقد مباشرة 98 % من دخله القومي ولا مصدر آخر له!!. فكيف سيغطي الجنوب التزاماته السياسية والأمنية والاجتماعية؟. على المدى القصير يستطيع الجنوب أن يغطي أغلب احتيجاته من الاحتياطيات النقدية المتوافرة لديه الآن والتي هي الآن في حدود خمسة مليار دولار. على المدى المتوسط يمكنه الاستعانة بمؤسسات التمويل الدولية للحصول على قروض. في المدى البعيد بإمكانه بناء خط ناقل ومصافٍ منفصلة لبتروله لا تعبر بحدود دولة السودان. ماهو مع أن الجنوب بدأ يعمل في هذا الاتجاه بالإعلان عن مناقصة للشركات لبناء الخط الناقل.
أسئلة كثيرة ستتدفق على حكومة الجنوب في حالة اعتمادها على خيارات أخرى غير إنتاج بترولها. الاعتماد على الصرف من الاحتياطات سيؤدي إلى تدهور مريع في العمولات الأجنبية مما سيقود لرفع سعر الصرف وسيصبح الجنيه الجنوبي لا يساوي قيمة طباعته، إذ إن الدولة تعتمد بالكامل على مصدر وحيد للدخل هو النفط وتوقف. سيشنق الجنوب نفسه بحبلين حبل التضخم الاقتصادي، إذ ستشهد أسعار السلع الغذائية المستوردة ارتفاعا جنونيا وخاصة أن الجنوب يستورد كل شيء حتى المياه!!.ومن ناحية أخرى ستشدد الرقابة على الحدود مع الشمال لمنع أكثر من 186 سلعة يستوردها الجنوب الآن من الشمال وسيقود ذلك إلى تسارع مميت في معدلات التضخم.
خيار الجنوب الثاني في المدى المتوسط هو الاستدانة من الخارج وهو احتمال في حيز الممكن إلا أن الاقتراض من المؤسسات الدولية بحاجة لزمن في وقت تتأزم فيه الأوضاع الاقتصادية عالميا وتكاد مؤسسات التمويل الدولية تعلن إفلاسها فإذا لم يكن الجنوب قد حصل مسبقا على موافقات من تلك المؤسسات فسيجد وضعا صعبا أمامه وعليه الانتظار طويلا لحصد نتائج مفاوضاته مع تلك المؤسسات. أما الخيار الثالث الذي يتعلق بإنشاء خط ناقل فلا زالت الرؤية غائمة حول جدوى إنشاء هذا الخط. فالنرويجيون عبر دراسات أشاروا لعدم جدوى الخط لأسباب تتعلق بإنشاءات منتظرة في ميناء لامو بكينيا والتكلفة العالية لبناء الخط كما أفتوا بناء على درسات أخرى تتعلق بنفط الجنوب الذي سينضب في غضون عشرين عاما بعدم جدوى بناء خط ناقل لنفط الجنوب. قد يجد الأخوة في الجنوب مخرجا آخر ولكن ليس أمامهم سوى انتظار زمن طويل ليس أقل من ثلاثه أعوام ليتمكنوا من تشغيل خط ناقل خاص بهم. فكيف سيتمكنون من الصمود خاصة إذا لم يحصلوا على قروض ائتمانية ميسرة؟.
( تعليق: 0)

قصص أديس أبابا (1)!!

قصص أديس أبابا (1)!!
سنقول اليوم لإخوتنا في الجنوب اليوم قولاً ثقيلاً وينبغي أن يسمعوه بعقل مفتوح. اعتبر نفسي صديقا للجنوب ولطالما ما دافعت عن قضاياه حين كان الجنوبيون بيننا، وحتى بعد أن فارقونا متوجيهن نحو بناء دولتهم ظللنا نتبنى قضاياهم العادلة. ولكن ما شهدناه في أديس أبابا كان وجهاً آخر للإخوة الجنوبين، وجها ما عارفناه عنهم، وجها مقتضبا مكفهرا يضمر كرها للشماليين لا تعرف ما سببه. لكم وددت أن يكون الانفصال هو آخر فصل من فصول الأحزان بيننا والأخوة في الجنوب ولكن يبدو أننا بحاجة لسنوات طويلة حتى ينسى الجنوبيون مراراتهم تجاه الشمال.
ما جرى في أديس أبابا اليومين الماضيين لم يكن اقتصادا ولا سياسة ولا يحزنون، كان مجرد تعبير عن كره ليس للحكومة إنما للشمال كله، أما للمؤتمر الوطني فلا أعرف، ولكن الشاهد أن ليس له ما يبرره في كلا الحالتين. لا تكاد تمد يدك بالسلام على الإخوة في الجنوب فتكاد تشعر بأنك لا تسلم على أخ لك بل على غريب من جفاف الرد والنظرات الغاضبة وعدم إبداء أي مشاعر نحوك. إذا أضفت لهذا الكره الموقف الذي اتخذه وفد الجنوب في مفاوضات أديس أبابا الأخيرة فلا تكاد تفهم ماذا يريد الجنوب للشمال، أو من الشمال تحديدا.
رفضت حكومة الجنوب التوقيع على الاتفاق الإطاري حتى مساء أمس لحظة عودتنا مع الرئيس البشير إلى الخرطوم . قال لنا الرئيس مساء (لا أمل رغم كل شيء فعلناه منذ البداية وحتى إطلاق سراح البواخر أمس). كان السيد الرئيس زيناوي قبل ذلك طلب من الرئيس البشير عدة مطالب وكان الرئيس في كل مرة يستجيب إكراما لمواقف زيناوي الكثيرة والداعمة للموقف السوداني. في البداية تقدم زيناوي بطلب لإطلاق سراح البواخر، فوافق الرئيس البشير على الطلب، ثم عاد زيناوي يطلب تفويضا ليضمن الإخوة في الجنوب أن الرئيس سيطلق سراح البواخر إذا تم التوقيع فوافق الرئيس البشير، مرة ثالثة عاد الرئيس زيناوي للرئيس البشير يطلب أن تطلق البواخر فعليا قبل التوقيع فرفع الرئيس سماعته أمام زيناوي ليطلب من وزير النفط عوض الجاز إطلاق البواخر فورا فكان أن بدأت إجراءات إطلاق سراح البواخر. ولأن البواخر ليست عربات تدور محركاتها فورا إنما تحتاج لترتيببات داخل الميناء وخارجة تأخرت مغادرة البواخر ساعات فأصرت حكومة الجنوب أنها لن توقع قبل مغادرة البواخر مياه السودان للمياه الإقليمية!!. لم يتذكر الجنوبيون أن الرئيس البشير هو من وقع اتفاق نيفاشا و هو من وقع قانون الاستفتاء وذهب للجنوب معلنا استعداده للاعتراف بدولة الجنوب حالما صوت شعب الجنوب لصالح الانفصال. وبالفعل أوفى الرئيس البشير في كل تلك المراحل بتعهداته فكيف لا يستأمن على إطلاق ثلاث بواخر كل ما في جوفها اثنا مليون برميل فقط.!!. فمن ضحى ببترول الجنوب كله لصالح السلام لا يمكن أن يكون كل ما يسعى له هو الاستيلاء على اثني مليون برميل.!!. لقد كانت تلك فسالة لا تشبه إخوة ولا تاريخا مشتركا ولا أي شيء، مجرد فسالة وبؤس في التفكير والتقدير أضحكت المراقبيين وجعلت الرؤوساء الأربعة يهزون رؤوسهم عجبا من التقديرات الفطيرة لقادة وفد التفاوض. للأسف أن الصورة المهزوزة التي ظهر بها الوفد المفاوض انعكست على صورة الرئيس سلفاكير في أول محفل إقليمي كبير يشارك فيه. لقد بدأت صورة الرئيس سلفا تهتز منذ أن أعلن موافقته على الاتفاق الإطاري وصفق له رؤوساء دول الإيقاد ثم عاد بعد قليل أثناء الغداء ليعلن تراجعه عما وافق عليه!!. تكررت وعود التوقيع وتكرر التراجع بعذر جديد في كل مرة لإرجاء التوقيع فأي صورة تلك التي ترسم لرئيس دولة لا يستطيع أن يتخذ قرارا نهائيا حول أمر بسيط لا تتعدى خطورته 35 ألف برميل نفط هي مدة الاتفاق الإطاري (شهر من يوم التوقيع) علما بأن الخط الناقل به أربعة مليون برميل الآن، فماذا تعني 35 ألف برميل!!. إن في الأمر عجب. نواصل غدا بإذن الله.

لا أكتب عن الفساد

لا أكتب عن الفساد

تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد


يتحدانا بعض المعلقين على ما نكتب فى موقع الشبكة العنكبوتية عن الفساد ألا نحصره فى المستويات الدنيا بل يقولوا نريدكم أن تكتبوا عن الفساد (فوق فهو معروف وحديث الناس)!! ولعل القارئ يلاحظ أنني قليل الكتابة عن قضايا الفساد لا خوفاً ورهبة أو رغبة ومطمعاً بل لأنى اتفق تماماً مع المعلقين في مواقع الشبكة أنه من المعيب أن تكشف وتهاجم صغار الفاسدين ولا تستطيع أن(تهبش الكبار والقطط السمان والفاسدين الحقيقيين)..بل أكاد أجزم أنه ما كتب عن فساد أشخاص إلا كان تسريباً من جهات لها من المعلومات والمستندات الكثير. وهنا ينشأ سؤال هل بدأ هذا الفساد الآن فقط أم كما تقول الوثائق له سنوات وسنوات؟ وهل لهذا صلة بصراع خفى يدور خلف الكواليس بين قيادات تهدف لتصفية حساباتها وأجندتها الخاصة ويريد من سرب تلك الوثائق – وهى صحيحة دون شك – أن يضرب بها الآخر المنافس؟ طالما الأمر كذلك فلماذا نقوم نحن معشر الصحفيين والكتاب بخدمة أجندة الآخرين؟ لذلك أبعد نفسي عن صراعات مراكز القوى فكلهم عندي سيان وما فيش حد أحسن من حد والفساد قد وصل إلى سرطان في مراحله الأخيرة وسواء كتبنا أم لم نكتب فالمصير واحد... من يريد أن يحارب الفساد فليكتب بصراحة وحرية.
روسيا والنظام السوري
قدم مندوبو موكب الثوار السوريين أمس مذكرة إلى السفير الروسي بالخرطوم تدين الموقف الروسي تجاه الثورة السورية خاصة بعد مبادرة الجامعة العربية التي أعطت فرصة ذهبية للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه القمعي الدموي كي يتفادوا ما حدث للطاغية القذافي ونظامه. وبدلاً من أن ترعوي روسيا وتغير موقفها من الطاغية تتمادى في القول أنها تقف مع أصدقائها ولن تتخلى عنهم وتقصد بذلك سوريا كما ذكر السفير الروسي أمس. الذي فات على السفير الروسي وحكومته أنهم في الحقيقة لا يقفون مع الشعب السوري ولكن يقفون مع نظام قمعي مكروه وفاسد وساقط لا محالة ولو قدمت له روسيا كل سلاحها. عليه يتعين على دولة روسيا عندما يسقط النظام السوري أن تستعد لموقف شعبي عربي مضاد لمصالحها في المستقبل فلن تغفر الشعوب العربية موقف روسيا ولن أندهش حين يتولى الشعب المنتصر أمره أن يرفض سداد أي فواتير ومديونيات لروسيا منحتها للنظام البعثي، من غير المعقول أن يسدد النظام الديمقراطي القادم في سوريا فواتير السلاح لجلاديه.. ألم يتعلم النظام الروسي بعد؟ لقد ظل الاتحاد السوفياتي يدعم الأنظمة الثورية تحت ستار وشعارات دعم حركات التحرر الوطني ومحاربة الامبريالية ولكنه سقط سقوطاً مدوياً حيث كان هو نظاماً استعمارياُ امبريالياُ مثل الغرب الر أسمالي ولكن تحت ستار الصداقة مع الشعوب ولكنه في الحقيقة صداقة مع الأنظمة الديكتاتورية مثل النظام السوري وأشباهه كالقذافي وصدام.. لقد سقط القذافي وسقط صدام حسين وسيسقط الأسد وحينها ستفقد روسيا شعوب هذه المنطقة لأنها وقفت الموقف الخطأ. أيها الروس أفيقوا قبل فوات الأوان.

(ياخ زولكم ده ذاتو ما مؤتمر وطني)

(ياخ زولكم ده ذاتو ما مؤتمر وطني)

الاثنين, 30 يناير 2012 12:11 اعمدة الكتاب - إليكم - الطاهر ساتي
طباعةPDF
تقييم المستخدمين: / 3
سيئجيد


** هي إحدى قصص الحارات..ورغم صغر مكان الحكاية ووقائعها وعدم معرفة أهل البلد بكل شخوصها، إلا أن مغزاها هو مربط فرس الزاوية، فلنتابع معاً بعض التفاصيل لنصل سوياً إلى ذاك المربط..بالثورة الحارة (71)، قطعة أرض مساحتها (600 متر)، تحمل الرقم (778)..هذه القطعة - وأخريات في كل أحياء مدائن البلاد - هي المساحات الخالية والمملوكة لحكومة السودان منذ العهود الفائتة، وذلك بغرض بناء المرافق الخدمية عليها في المستقبل حين يتكاثف السكان، ولكن نهج الحكومة هذه ألغى ذاك الغرض الخدمي وملك تلك القطعة وغيرها لإدارة الاستثمار بولاية الخرطوم، أي حول النهج الحكومي الرشيد أغراض القطع التي تتوسط الأحياء من مواقع للخدمات والمرافق العامة إلى مواقع للخدمات والمرافق الاستثمارية..شاء القدر بأن يكون حظ القطعة رقم (778) بالثورة الحارة (71)، في قسمة أراضي العامة للمستثمرين، بأن تكون (روضة خاصة)..نعم رياض أطفال خاصة في موقع كان يجب أن يكون رياض أطفال عامة أو مدرسة عامة أو مركز صحي عام، أو هكذا شاء القدر وإنا به من المؤمنين وعليه من الصابرين ..!!
** المراحل التي يجب أن تمر بها تلك الرياض الخاصة حتى يتم تسجيلها وتشغيلها بشكل رسمي، حسب قانون الحكم المحلي، هي : موافقة اللجنة الشعبية بتلك الحارة، ثم موافقة معتمد المحلية..نعم القانون يلزم المستثمر في القطع الحكومية الموزعة بالأحياء بأن يبرز للدوائر الحكومية موافقة اللجنة الشعبية، بل ذات القانون يلزم معتمد المحلية بألا يصدق أية قطعة بأي حي لأي مستثمر ما لم توافق اللجنة الشعبية..وللجان الشعبية ضوابط تنظم كيفية الموافقة وشروطها، ومنها أن يكون المستثمر من أبناء الحي وله مقدرة مالية وكذلك من الذين يساهمون في خدمات الحي، وأن يلتزم بتخصيص جزء من ريع استثماره لخدمات الحي أو للأسر الفقيرة، ثم يلتزم بعدم التنازل عن الموقع وما عليه لأي شخص قبل فترة مقدارها (15 سنة)، هكذا تقديرات اللجان الشعبية ورؤيتها ولوائحها التى تنظم الموافقة للمستثمر في داخل الأحياء..معتمد محلية كرري، دون علم اللجنة الشعبية بالثورة الحارة(71)، صدق لأحد المستثمرين بتلك القطعة ليؤسس فيها (روضة خاصة)، ثم كتب خطاباً للجنة الشعبية قبل شهر ونيف طالباً فيه بالموافقة..استلمت اللجنة خطاب معتمدها، ثم جاءت بشروط الموافقة وضوابطها، ووجدت بأن هذا المستثمر لا يستوفي تلك الضوابط والشروط المعمول بها في تلك الحارة..ليس من أهل الحي، ولم يساهم في خدماته منذ تأسيس الحي، ولذلك اعتذرت اللجنة عن الموافقة وأخطرت المعتمد بالاعتذار ..!!
** اعتذار اللجنة الشعبية للمستثمر لم يعجب المعتمد، ولذلك أصدر قراراً يوم الأربعاء الفائت بإقالة رئيسها..نعم لم يقله لرداءة الخدمات بالحي ولا لضعف الأداء، بل لأنه طبق الضوابط والشروط في استثمار تلك القطعة..بالقانون رئيس اللجنة منتخب من قبل سكان الحي، وكذلك من قبل أعضاء المكتب التنفيذي، وليس للمعتمد سلطة إقالته، بل لايملك حتى سلطة حل اللجنة ذاتها إلا بموافقة ثلثي الأعضاء، ومع ذلك أقاله المعتمد بـ(جرة قلم)..وهذا ليس مهماً..ولكن المهم، غضب أعضاء اللجنة وأهل الحارة على هذا القرار المخالف للقانون والذي لايحترم اختيار أهل الحارة..غضبوا، وتوجهوا ضحى البارحة إلى رئاسة المحافظة بمذكرة تطالب المعتمد بإلغاء قراره، احتراماً للقانون وتقديراً لأهل الحارة..لم يجدوا المعتمد، فحولهم مدير مكتبه إلى المنسق العام للجان الشعبية بمحلية كرري ليستلم المذكرة إنابة عن المعتمد ..استقبلهم المنسق العام، وخطب فيهم قائلاً بالنص (نحن الشلنا رئيس لجنتكم الشعبية، لانو خالف توجيهات المعتمد، وده قرار نهائي)، وقبل أن يردوا عليه، استطرد مواصلاً : (بالمناسبة، ياخ زولكم ده ذاتو ما مؤتمر وطني)..هكذا الحكاية، إقالة رئيس لجنة حى منتخب بقرار مخالف للقانون، ولم يكتشف المعتمد بأن رئيس اللجنة لاينتمي إلى المؤتمر الوطني إلا حين أراد تطبيق الضوابط والشروط في استثمار تلك القطعة الحكومية ..أهل الحارة (71)، وأعضاء اللجنة، انشغلوا منذ ضحى البارحة بقضية أخرى، أي لم تعد تلك القطعة وضوابط استثمارها هي القضية، بل إثبات انتماء رئيس لجنتهم للمؤتمر الوطني هي القضية الكبرى..وعليه، عزيزي الحزب الحاكم : تكرموا ببطاقة عضوية لرئيس اللجنة بالحارة (71)، ليتم استثمار القطعة رقم (778)، وفق الضوابط والشروط ، وكذلك ليحترم معتمد كرري (قانون الحكم المحلي) ..!!

ياخ زولكم ده ذاتو ما مؤتمر وطني)

(ياخ زولكم ده ذاتو ما مؤتمر وطني)

الاثنين, 30 يناير 2012 12:11 اعمدة الكتاب - إليكم - الطاهر ساتي
طباعةPDF
تقييم المستخدمين: / 3
سيئجيد


** هي إحدى قصص الحارات..ورغم صغر مكان الحكاية ووقائعها وعدم معرفة أهل البلد بكل شخوصها، إلا أن مغزاها هو مربط فرس الزاوية، فلنتابع معاً بعض التفاصيل لنصل سوياً إلى ذاك المربط..بالثورة الحارة (71)، قطعة أرض مساحتها (600 متر)، تحمل الرقم (778)..هذه القطعة - وأخريات في كل أحياء مدائن البلاد - هي المساحات الخالية والمملوكة لحكومة السودان منذ العهود الفائتة، وذلك بغرض بناء المرافق الخدمية عليها في المستقبل حين يتكاثف السكان، ولكن نهج الحكومة هذه ألغى ذاك الغرض الخدمي وملك تلك القطعة وغيرها لإدارة الاستثمار بولاية الخرطوم، أي حول النهج الحكومي الرشيد أغراض القطع التي تتوسط الأحياء من مواقع للخدمات والمرافق العامة إلى مواقع للخدمات والمرافق الاستثمارية..شاء القدر بأن يكون حظ القطعة رقم (778) بالثورة الحارة (71)، في قسمة أراضي العامة للمستثمرين، بأن تكون (روضة خاصة)..نعم رياض أطفال خاصة في موقع كان يجب أن يكون رياض أطفال عامة أو مدرسة عامة أو مركز صحي عام، أو هكذا شاء القدر وإنا به من المؤمنين وعليه من الصابرين ..!!
** المراحل التي يجب أن تمر بها تلك الرياض الخاصة حتى يتم تسجيلها وتشغيلها بشكل رسمي، حسب قانون الحكم المحلي، هي : موافقة اللجنة الشعبية بتلك الحارة، ثم موافقة معتمد المحلية..نعم القانون يلزم المستثمر في القطع الحكومية الموزعة بالأحياء بأن يبرز للدوائر الحكومية موافقة اللجنة الشعبية، بل ذات القانون يلزم معتمد المحلية بألا يصدق أية قطعة بأي حي لأي مستثمر ما لم توافق اللجنة الشعبية..وللجان الشعبية ضوابط تنظم كيفية الموافقة وشروطها، ومنها أن يكون المستثمر من أبناء الحي وله مقدرة مالية وكذلك من الذين يساهمون في خدمات الحي، وأن يلتزم بتخصيص جزء من ريع استثماره لخدمات الحي أو للأسر الفقيرة، ثم يلتزم بعدم التنازل عن الموقع وما عليه لأي شخص قبل فترة مقدارها (15 سنة)، هكذا تقديرات اللجان الشعبية ورؤيتها ولوائحها التى تنظم الموافقة للمستثمر في داخل الأحياء..معتمد محلية كرري، دون علم اللجنة الشعبية بالثورة الحارة(71)، صدق لأحد المستثمرين بتلك القطعة ليؤسس فيها (روضة خاصة)، ثم كتب خطاباً للجنة الشعبية قبل شهر ونيف طالباً فيه بالموافقة..استلمت اللجنة خطاب معتمدها، ثم جاءت بشروط الموافقة وضوابطها، ووجدت بأن هذا المستثمر لا يستوفي تلك الضوابط والشروط المعمول بها في تلك الحارة..ليس من أهل الحي، ولم يساهم في خدماته منذ تأسيس الحي، ولذلك اعتذرت اللجنة عن الموافقة وأخطرت المعتمد بالاعتذار ..!!
** اعتذار اللجنة الشعبية للمستثمر لم يعجب المعتمد، ولذلك أصدر قراراً يوم الأربعاء الفائت بإقالة رئيسها..نعم لم يقله لرداءة الخدمات بالحي ولا لضعف الأداء، بل لأنه طبق الضوابط والشروط في استثمار تلك القطعة..بالقانون رئيس اللجنة منتخب من قبل سكان الحي، وكذلك من قبل أعضاء المكتب التنفيذي، وليس للمعتمد سلطة إقالته، بل لايملك حتى سلطة حل اللجنة ذاتها إلا بموافقة ثلثي الأعضاء، ومع ذلك أقاله المعتمد بـ(جرة قلم)..وهذا ليس مهماً..ولكن المهم، غضب أعضاء اللجنة وأهل الحارة على هذا القرار المخالف للقانون والذي لايحترم اختيار أهل الحارة..غضبوا، وتوجهوا ضحى البارحة إلى رئاسة المحافظة بمذكرة تطالب المعتمد بإلغاء قراره، احتراماً للقانون وتقديراً لأهل الحارة..لم يجدوا المعتمد، فحولهم مدير مكتبه إلى المنسق العام للجان الشعبية بمحلية كرري ليستلم المذكرة إنابة عن المعتمد ..استقبلهم المنسق العام، وخطب فيهم قائلاً بالنص (نحن الشلنا رئيس لجنتكم الشعبية، لانو خالف توجيهات المعتمد، وده قرار نهائي)، وقبل أن يردوا عليه، استطرد مواصلاً : (بالمناسبة، ياخ زولكم ده ذاتو ما مؤتمر وطني)..هكذا الحكاية، إقالة رئيس لجنة حى منتخب بقرار مخالف للقانون، ولم يكتشف المعتمد بأن رئيس اللجنة لاينتمي إلى المؤتمر الوطني إلا حين أراد تطبيق الضوابط والشروط في استثمار تلك القطعة الحكومية ..أهل الحارة (71)، وأعضاء اللجنة، انشغلوا منذ ضحى البارحة بقضية أخرى، أي لم تعد تلك القطعة وضوابط استثمارها هي القضية، بل إثبات انتماء رئيس لجنتهم للمؤتمر الوطني هي القضية الكبرى..وعليه، عزيزي الحزب الحاكم : تكرموا ببطاقة عضوية لرئيس اللجنة بالحارة (71)، ليتم استثمار القطعة رقم (778)، وفق الضوابط والشروط ، وكذلك ليحترم معتمد كرري (قانون الحكم المحلي) ..!!

31-يناير-2012:الصداقة بين الجنسين ...السلوك (الذكوري) غير المسؤول سبب (انكماش) المجتمع حيالها

ميني تحقيق: فاطمة بشير: مع انفتاح المجتمع على العالم الخارجي؛ بسبب الغزو الفكري والثقافي الذي اجتاحه عبرالقنوات التي تزحم الفضاء من حولنا، وإتاحة فرص التعليم بصورة أكبر في الجامعات المختلفة في ظل مطالبة المرأة بحقوقها في التعليم وغيره، باتت علاقات الصداقة بين البنات والأولاد أمراً محتوماً لا مفر منه، وإن كان للبعض تحفظات على الأمر إلا أنه بات حقيقة لا يمكن تجاوزها، ودفن الروؤس في الرمال حيال الأمر الذي نجده متوفراً وبصورة لافتة في سوح الجامعات ومكاتب العمل ومؤخراً على صفحات الفيس بوك .. ومابين القبول والرفض لهذه العلاقة الاجتماعية ووضع المحاذير في مواجهتها وخصوصية المجتمع السوداني ..تباينت الآراء خصوصاً في ظل الاختلاط بين الجنسين في كل ضروب الحياة .
(1)
العلاقة بين الرجل والمرأة لاتقبل سوى أن تكون في الإطار الشرعي في مجتمع تحكمه الشريعة الإسلامية هكذا ابتدر العم (عثمان) حديثه إلينا مواصلاً قوله: إن أسباب الفساد والانحراف الأخلاقي الذي أصاب المجتمع السوداني هو بسبب هذه العلاقة التي يحرمها الشرع، واتفقت- حاجة مريم- معه في الرأي وهي تقول "زمان ما بنعرف حاجة اسمها أصحاب وأهلنا ما ربونا على كدا..وانا كمان ماربيت بناتي علي حاجة زي دي" وأشارت حاجة مريم إلى أن العلاقات في المجتمع السوداني كانت طيبة وكنا لا نخاف على بناتنا من اولاد الجيران؛ لأنهم كانوا مثل الإخوة، أما الآن فلا يمكن ان نضمن هذه العلاقات.
(2)
أما المجتمع الشبابي المعني بهذه القضية فكانت له دفوعاته تجاه هذه العلاقات الشبابية؛ حيث تقول (م ل) أنا مع صداقة الأولاد والبنات، بشرط وجود حدود بينهما، وتتفق معها ندى (طالبة) إن كانت صداقة شريفة وطاهرة فهي أجمل شيء في الوجود، مؤكدة أنها تعجب كثيراً بالأشخاص الذين يملكون عدداً كبيراً من الأصدقاء، مشيرة إلى أن العلاقة بين أسرتي التي تتفهم طبيعة العلاقة بيني وأصدقائي وتحترمها ويقدمون المساعدة لها، ولم يحدث أن حدثت أشياء ضايقتني في علاقتي معهم لأنهم أصدقاء حقيقيون، بينما اختلف معهم في الرأي جمال قاسم (موظف) في أنه يرفض تماماً الاعتراف بمسمى الصداقة؛ لأنها لا تكون الا بين أبناء الجنس الواحد فقط، وفي نفس الاتجاه يمضي منصور علي (موظف) في أن الصداقة وسط الأعمار المتقاربة عادة تأخذ اتجاهات أخرى وحقيقة أنه لا يعرف (البنات غير البنات..والاولاد غير الاولاد)، مجموعة من الطلاب في إحدى النشاطات الطلابية عند طرح القضية عليهم، أبدوا استياءهم من النظرة المجتمعية السالبة لعلاقة الصداقة مابين الأولاد والبنات وسوء النية تجاه هذه العلاقة، منوهين إلى أنه بحكم العمل والدراسة مثلاً يقضي الجنسان معظم وقتهم في الجامعة مع بعضهم فلماذا نتخيل أن أي علاقة بين شاب وفتاة تقود للانحراف، مشيرين في حديثهم لـ(لأخبار) إلى أن التربية الأسرية هي التي تتحكم في أخلاق الشاب والفتاة، وتقول سارة (طالبة) إن ذهنية المجتمع السوداني تصور للفتاة أن الرجل عبارة عن فخ ينصب للبنات، وأنها هي الخاسر الأول والأخير في جميع الأحوال، أما ايمان (طالبة) فقالت إن الأمور عندما تكون بعيدة عن أعين الأسرة، وفي تكتم فهذه إشارة واضحة إلى أنها علاقة خاطئة. وعن نفسها تقول: علاقتي بأصدقائي مميزة وأسرتي تحترمها لأن عامل الثقة متوفر فيما بيننا، ورفضت أن تكون الصداقة هي الحجة التي يتقرب بها الجنسان من بعضهما من أجل مآرب أخرى، إلا أنها تقر بإمكانية أن تتحول العلاقة بعامل الوقت بينها وصديقها إلى حب، أما محمد (طالب) فبدت وجهة نظره تجاه فكرة زميلته مختلفة؛ لأن الشاب حتى وإن تزوجها (الصديق) فسيدخل الشيطان بينهما ليوسوس له ويشككه إلا أن الصداقة البريئة والحقيقية لا مانع من وجودها فالرجل يحتاج إلى المرأة وهي كذلك.
(3)
الباحث الاجتماعي ا. وحيد الدين عبد الرحيم كشف عن أن القلق تجاه علاقة الصداقة بين الجنسين في المجتمع السوداني يرجع الى طبيعة المجتمع السوداني التقليدي، ومشيراً إلى أن هذه العلاقات في السابق كانت تأخذ اتجاهاً آخر لا علاقة له بما يحدث الآن من تصرفات الشاب، وخصوصاً الذكور غير المسؤولة والتي تؤدي بدورها إلى (انكماش) المجتمع وتحفظه تجاهها، حيث كان في السابق ابن الجيران مصدر ثقة بتصرفاته أما الآن فبعض الناس لا يعرفون جيرانهم حتى ، وأشار د. وحيد إلى أن علاقات الصداقة يغلب عليها الطابع الرومانسي مما يثير علامات الاستفهام حولها، وأوضح أنه لابد ان تكون علاقة الصداقة الحقيقية واضحة حتى نضمن السلوك القويم للشباب، ودعا إلى ضرورة تلقين المجتمع هذه العلاقة ببطء؛ لأنه قطعاً لا يمكن ان يستوعب (البوي وقير فرند) بسهولة، أما صديقة زوجي وصديق زوجي فهي مرحلة بعيدة لم يصلها المجتمع السوداني بعد.

إلى كل معجبيها.. نحن لا نكره أمريكا


إلى كل معجبيها.. نحن لا نكره أمريكا

أرسل إلى صديقطباعةPDF
تقييم المستخدم: / 1
ضعيفجيد

{ في الستينيات وخلال ذروة الصحوة ضد الاستعمار القديم والحديث في كل الدول التي عانت منه.. ومع وضوح أهداف الإستراتيجية الأمريكية في إفريقيا وآسيا حول وراثة الاستعمار الأوروبي.. خلال تلك الحقبة النضالية التحررية بأحلامها التي وحدت مثقفي آسيا وإفريقيا وجعلت فناناً مثل الكابلي يدشن لقاءه مع المستمعين بنشيد يقول :«على باندونق تمتد سمائي.. والقنال الحر يجري في دمائي.. وأنا في قلب إفريقيا فدائي» فيحصل على أكبر شعبية خلال أيام لأن تربة النفوس مهيأة لمطر النضال الموحد ضد كل أشكال الاستعمار.. في تلك الحقبة النضالية كان كل سياسي راغب في الحصول على أكبر شعبية يطلق تصريحاً من كلمات قليلة يفيد أنه في المعسكر المناهض لزعيمة الاستعمار الجديد أمريكا.. وكان أي ثائر ضد الاستعمار في بلاده أمام خيار وحيد لتحرير بلاده، هو إعلانه أنه في الجانب الآخر الذي تبغضه أمريكا وحلفاؤها في أوروبا.. ونقول إنه كان الخيار الوحيد أمام المناضلين ضد الاستعمار لأنه المعسكر الذي يساند المكافحين لنيل استقلال بلادهم كان هو المعسكر الاشتراكي الذي يرى في أمريكا زعيمة للامبريالية العالمية.
{ هل هذا هو الوضع الآن؟.. أقصد.. هل ينال السياسي أو المثقف احترام مجتمعه إذا أعلن أنه في المعسكر المناوئ لأمريكا؟ وهل هناك أصلاً معسكر مناوئ لأمريكا حالياً؟ وإذا كان هناك تغيير ما هي خلفياته وما هو مستقبله؟.. بالتأكيد أن هذا الوضع الحالي ليس هو نفسه الذي كان خلال عقود الخمسينيات والستينيات حتى أواخر الثمانينيات.. تحررت الدول وعندما جاء دورالتنمية وجدت أنها بحاجة إلى عون نفس مستعمريها السابقين.. وخلال عقد أو عقدين غاب جيل النضال ضد الاستعمار، ووجدت الدول النامية نفسها أمام قيادات جديدة كانت هي عصارة المدارس والجامعات والنظام التعليمي الذي أسسه الاستعمار ووضع له منهجاً يجعل من الدولة المستعمَرة كعبة لا يعرف النظام منقذاً غيرها وفي الغالب يتحدث بلغتها.. ولا يجد معيناً غير صندوق النقد بشروطه التي تُدخل الاستعمار من الشبّاك بعد أن خرج من الباب من خلال فرض اقتصاد السوق ونسيان النماذج الروسية والصينية في النمو.
{ الذي يتصدّى للمخططات الأمريكية بالقلم أو عبر النضال السياسي يجد نفسه، هذه الأيام، في نفس الوضع الذي كان فيه من يعلن تأييده لأمريكا في الستينيات.. يجد نفسه معزولاً مفلساً تطارده الاتهامات ابتداء من الجنون إلى غياب العقلانية التي تجعله يرفض رعاية لنظامه وحزبه أو مؤسسته أو حتى لنفسه تمنع عنه المؤامرات وتفتح له أبواب المصارف العالمية وتؤمِّن مستقبله.. وكلَّما كان كريماً في التنازل عن «أوهام» تحرير قراره وبناء دولة معتمدة على نفسها، في قوتها على الأقل، حصل على رعاية أكبر قد تصل حد تزويده حتى بالخبز اليومي من خلال قروض وتسهيلات لا يحصل عليها إلاّ من كان من المقربين من قلب من كان لقبها في الماضي «زعيمة الإمبريالية العالمية».
{ والحال كذلك يجد أمثالنا ممن لا يقرأ القارئ لهم إلا ما يعتبر «جنوناً» هذه الأيام أي كشف المخطَّطات الخبيثة للسياسة الخارجية الأمريكية، يجد نفسه محاصراً باتهام لا ينطق به أحد تصريحاً، أننا لا ندرك أين تكون مصالح شعبنا وبلادنا.. وأننا توقّفنا في مرحلة رومانسيات الستينيات التي انتهت بانتهاء الحرب الباردة.. وأن العالم يعيش الآن وفق نظام جديد.. وأن المسيطر حالياً والمتحكم في الأمور دون منازع هي أمريكا ومن حالفها من صهيونية وشركات مهيمنة على كل نشاط اقتصادي لها القدرة على إشعال الحروب، إذا شاءت، لتحقيق أهدافها، في أي منطقة في العالم. بل وتغيير الرؤساء والأنظمة.
{ منطقٌ قوي يؤكد صوابه حال من اختار الصف الأمريكي ومن اختار الصف الآخر.. تأملوا حال كل الذين أعلنوا عشقهم وهيامهم بالديمقراطية الأمريكية، وبعضهم كان في المعسكر الآخر حتى لحظة إعلان الرئيس الروسي يلتسين نهاية الحقبة السوفيتية الاشتراكية الأممية وبداية عصر اقتصاد السوق في مهد أول دولة بروليتاريا.. فلل وسيارات فارهة ورحلات وجولات في أمريكا وإقامة في أفخر الفنادق وخدود مكتنزة متوردة وكروش لا يرضيها حتى الكافيار..
بينما جماعة أوهام النضال ضد مؤامرة يتخيلونها تمزقت أحذيتهم والتصقت جلودهم بعظامهم.. ولا يريدون أن يفهموا أن الدنيا تغيرت وأننا وصلنا نهاية التاريخ كما قال الياباني فوكوياما.
{ في أي مجلس يواجهنا السؤال الاستنكاري: «لماذا نعادي أمريكا؟».. وأنا أتفهم طرحه من قِبل مواطن أمريكي لا يرى في بلاده إلا ما يبثه إعلامه حول حبها للخير لكل بلاد وشعوب الدنيا وسعيها لمساعدة الجميع للحصول على حقوق التعبير والتنظيم والعبادة وأننا نمنع هذه الخيرات عن بلادنا من خلال الإيمان بنظرية المؤامرة ونرمي أمريكا بما ليس فيها من اتهامات ولّدتها حقبة التحرُّر من الاستعمار وغذّتها صراعات الحرب الباردة.. أول من طرح عليّ هذا السؤال كان السكرتير الأول بالسفارة الأمريكية بالخرطوم، عندما كُلِّفت من قبل صحيفة «الإنقاذ» بإجراء حوار مع السفير الأمريكي بالخرطوم بعد أيام قليلة من احتلال جيش صدام حسين للكويت.. وكانت المفاجأة الموافقة الفورية وتحديد موعد في اليوم التالي.. وكانت المفاجأة الأخرى لي عندما وصلت إلى مكتب السكرتير الأول بمبناها بشارع علي عبداللطيف ما قاله أن السفير يعتذر وأنه فوضه لإجراء الحوار والإدلاء بأي تصريحات نيابة عنه.. وعندما سألني عن اسمي ونحن نستعد للحوار ظننته إجراء روتينياً ولكنه فاجأني بقوله: لماذا يا... «وقال اسمي كاملاً» لماذا تعادينا ولا ترى فينا أي صفة حميدة وأننا الشر المطلق؟!.. ولأنه كان سؤالاً «خارج التسجيل» وعندما طرحه الدبلوماسي الأمريكي كان يبتسم ابتسامة تقول: لا تأخذ كلامي على محمل الجد.. ولكني أخذته لأنه بادر بتعليقه على كتاباتي فور سماعه لاسمي مما يشير إلى أنه يتابع أي كلمة أكتبها.. وبنفس الطريقة قلت له: لأنكم لا ترون فينا ولا في أي مسلم أي صفة حميدة.. واكتفى بالضحك وهو يطلب من امرأة شابة كانت تقف خلفي «وتابعتني منذ لحظة دخولي» بالجلوس وتسجيل أي كلمة أقولها.. وطمأنني أن ذلك إجراء روتيني حتى يعرف السفير والوزارة أي كلمة قالها خلال الحوار قبل نشره. وصْف الدبلوماسي الأمريكي لكل ما أكتبه أنه عداء مطلق وغير مبرر للسياسة الأمريكية فيالمنطقة شيء متوقَّع وأمرٌ منتظر من أمثاله لأنه جاء إلى بلادنا ليخدم سياسة بلاده ويستقطب لها المناصرين.. لكن ما لم أفهمه أن يكون ذلك رأي الضحايا في السودان وغيره من الدول النامية.. وهو على أي حال رأي يستحق النظر فيه والرد عليه، خاصة هذه الأيام والجميع يلقي بمتاعه الأيدلوجي الذي حمله لأربعين عاماً ويسارع للحاق بالقطار الأمريكي!!
{ نحن لا نعادي الديمقراطية الأمريكية بل نعمل صباح مساء لنرى شبيهاً لها في بلادنا وهذا ما تقوله كتاباتنا خلال العشرين عاماً الماضية والذي يرفض ذلك هو أمريكا نفسها!! بدليل أنها ترفض نتيجة أي انتخابات حرة تأتي بالإسلاميين للسلطة.. وتساند الطغاة من حكام المسلمين الذين يطاردون كل من يصلي بانتظام في المساجد.. وأمريكا التي هي تجمُّع خمسين دولة حسدتنا على هذه المليون ميل مربع وضغطت على الجنوبيين والشماليين للموافقة على انفصال الجنوب وجعلت الحياة مستحيلة لجزئي البلاد معاً.. وأمريكا تملك التكنولوجيا التي تمكننا من زراعة مائتي مليون فدان صالحة للزراعة لكنها لم تفعل وتكتفي بتزويدنا بالقمح بعد دفع ثمنه، أو بالإغاثات عند وقوع كوارث لكنها إطلاقاً لا تعيننا على الاعتماد على أنفسنا.. وأمريكا كانت أول من اكتشف مواقع البترول في السودان لكنها بدلاً من استخراجه حرّضت الجنوبيين على الثورة لحرماننا من عائداته وسحبت شركاتها.. وسعي أمريكا لتمزيق الدول الإسلامية الكبيرة لدينا عليه عشرات الأدلة ليس أولها ولا آخرها فصل تيمور عن إندونيسيا وتمزيق الصومال إلى دويلات قبلية بلا حكومة مركزية والعمل على تمزيق السودان إلى خمس دول.. ورغم أن نيجيريا من حلفائها إلا أنها تعمل على تقسيمها كالسودان إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي بعد أن اتضح أن البترول يتركز في الجنوب.. الموضوع كبير ويتطلب مساحات كبيرة ولكني أختمه بأننا لا نعادي الديمقراطية الأمريكية ولا حضارتها.. وليس لدينا أدنى رغبة في تحويلها إلى دولة إسلامية.. ما نتصدى له ونقف في وجهه بقوة هو السياسة الأمريكية في المنطقة.. لا نتخيل ولا نتوهم ولدينا عشرات الأدلة على المؤامرة.
{ تصحيح: في عمود الثلاثاء الماضي جاء «إن المملكة الإلهية» والصحيح «المحكمة الإلهية» وفي عمود الجمعة قرأتم: «الكل يرتجف حيث ملاقاته» والصحيح «حين ملاقاته». وفي عمود السبت ورد «في بلدها ضدالحكومة» والصحيح «في بلد ما ضد الحكومة» وفي نفس العمود جاء أن أثيوبيا فيها «عشرات الأعراف» بالفاء والصحيح «الأعراق» بالقاف.. وفي نفس العمود جاء «وقد يتبعه البعض» والصحيح «ينتبه البعض».

إضافة تعليق