الأحد، 1 أبريل 2012

Accounting Lecture 06 - Closing Entries

Accounting Lecture 05 - Adjusting Entries for Accruals

Accounting Lecture 01 - Basic Concepts

كيف تتعرَّف على الذين أثروا بالحرام؟!..د. فتح العليم عبد الله


كيف تتعرَّف على الذين أثروا بالحرام؟!..د. فتح العليم عبد الله

أرسل إلى صديقطباعةPDF
تقييم المستخدم: / 3
ضعيفجيد 
ما هي العلامة الجسدية التي تدلّك على شخص «لهط» المال العام أو نهب آخرون ثرواتهم بغير وجه حق؟؟بعد قراءتك لهذا المقال سوف تتعرف على هذا النوع من الناس دون تحرٍ أو مراقبة أو المطالبة باقرار ذمة!! هو لو هناك ذمة كان الناس طالبوك بإثباتها؟ الفقر والعدم والاملاق والمخمصة تترك آثارها على تكوين وتركيب الجسد منذ الطفولة، فتظهر أكثر ما تظهر على أصابع اليدين والقدمين، حيث تجد بهما يباساً وخشونة نتيجة لمشقة العمل والحفا ونوع الاقتصاد المعيشي البائس الذي مارسوه، ولا يتعدى وجبتين تعيستين من غالب قوت أهل البلد.. والمنطقة الأخرى التي تدلك هي العينان، فالفقر له آثار واضحة على العيون بكل أشكالها، فالواسعة تجد أن رموشها قصيرة مقصّفة ومتباعدة، وباطن العين به إحمرار اتسع حتى زحف على البؤبؤ وتغول على اطرافه، وبذلك يكون اتساعهما في غير جمال لكنهما فاحصتان جداً أوع بالك، أما العيون الصغيرة فلا تجد بها رموشاً البتة مع تفسخ في الجفون وعروق فوشية اللون بارزة في بياض العين، وكل ذلك نتيجة للتغذية السيئة والمناخ الحار والوبائيات المحلية مثل الرمد الربيعي والتراكوما والالتهابات الناتجة عن استخدام الذباب للعيون مهابط اضطرارية.
وبعد نهب المال الحرام بعدة أشهر تجد أن هذه «النعمة» قد توزعت على الجسد توزيعاً غير عادل، فبينما تكون الساقان نحيفتين وبهما ندوب وكدمات متفرقة على الظنبوب «عظم الساق يا جماعة»، تجد أن الوركين يكتظان بالشحم واللحم الحنيذ ويلتفان بشكل مخروطي متموج غير مستوٍ لدرجة أن كل المناطلين وبصرف النظر عن مقاساتها او بلاد المنشأ لا تناسب هذا الزول، حيث تجد ضيقاً هنا وانفراجاً هناك، مع ميلان في الحوض.. وإن صعدت إلى أعلى تجد أن الكرش قد اندلقت أمام صاحبها حتى صارت ابرز المعالم وعصفت ببعض زرائر القميص سيما تلك التي فوق «السُرّة»، أما الصدر فإنه ضامر مقارنة مع البطن، كما أنه يضيق كلما صعدت إلى أعلى حتى يبدو صاحبه مثل أهرامات جبل البركل التي كان يُدفن فيها النبلاء وأبناء الملوك...المشكلة الثانية لآكل السحت أنه يتنكر لأصدقائه الذين تربى وسطهم ويستبدلهم بآخرين من طبقة اقتصادية أرفع «جرياً على العادة المتبعة»، فيقاطع أفراحهم وأتراحهم ويقحم نفسه وأسرته في تلك الطبقة العليا بالآليات وليس بالقيم، حيث تجده يمتطي سيارة للأرض تنهب، وله منزل به مسبح ذو ماء أرجواني وجنينة فيها كل أسباب السعادة الكنت بتمناها ليييييييكا.. وهنا تقام الولائم بدعاوى هشة جداً، مثل عيد ميلاد البنت الكبري، إزالة بروستات والد الزوجة، شفط ماء أبيض من عين الجنايني.
أما الصفات السلوكية للحرامي فقد ذكرها السلف قبلنا، فهو دنيء الأصل، شحيح النفس، لجوج رديء الخلق، إذا غني بطر، وإذا افتقر قنط، واذا قال أفحش، وإذا سأل ألحف، صديقه منه على حذر وعدوه منه على غدر.. نسأل الله وإياكم السلامة.. قولوا آميييييييين.

التعليقات  

العلاقات السودانية الأمريكية.. تعقيب


العلاقات السودانية الأمريكية.. تعقيب

تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

أشكر صديقي الدبلوماسي السابق ورجل الأعمال الناجح محمد بابكر حمد الذى عقب أمس من أبو ظبي على مقالي حول العلاقات السودانية الأمريكية قدم فيه مقترحات بحكم عمله وخبرته الدبلوماسية السابقة وهي فى غاية الأهمية والموضوعية. ولعل أهم ماجاء فيه إشراك صفوة السودانيين الذين لديهم علاقات وخبرات فى هذا الخصوص وهو عين ما هدف إليه اللقاء الذى تم بدار حزب الأمة مؤخرا وتكوّن بموجبه اللجنة القومية للنظر فى العلاقات السودانية الأمريكية، كما أن فكرة مجلس لرجال الأعمال السودانيين والأمريكيين يمكن أن يساهم فى تحريك العلاقة ويعيد الثقة بين البلدين ويشكل قناة أخرى بجانب مجلس الصداقة السوداني الأمريكي لوضع العلاقة فى إطارها الصحيح لمصلحة الشعبين فالشاهد أن عدد السودانيين فى أمريكا ظل يتزايد فى العقدين الأخيرين وهناك مصلحة سودانية فى رعاية مصالحهم والاهتمام بشئونهم خاصة فى مسألة تيسير تحويلاتهم الى ذويهم حيث يجدون صعوبات شتى وطرق غير قانونية تعرضهم للمساءلة فى ظل عدم اعتماد البنوك الأمريكية للبنوك السودانية نظام (الأوفاك) الأمريكي الذى تتم بموجبه الإجراءات المالية بين البنوك السودانية والأمريكية وشركات الصرافة.
لا زلت أرى وأقول دائما إن أمريكا ليست حكرا على أحد فجميع اللوبيات الحالية فى أمريكا وعلى رأسها اللوبي الصهيوني ثم اللوبي الأسود وغيرهم من تجار الأسلحة ولورداتها هم من الذين جاءوا لأمريكا بعد أن نالت استقلالها وثورتها وازدهارها فأمريكا كانت ولا زالت هي أرض الفرص الواسعة وهي ساحة لجميع الشعوب ومن الغباء أن تترك لأقليات تستغلها لمصالحها الضيقة لضرب الآخرين.. من هذا المنطلق يجب أن تتحد رؤى السودانيين جميعا من أقصى اليمين الى أقصى اليسار حول العلاقات السودانية الأمريكية سيما وأن الشعب الأمريكي كما يؤكد السودانيون الذين عاشوا هناك شعب يشبه السودانيين فى كثير من خصاله المميزة. ولا شك أن لذلك استحقاقاته وعلى رأسها أن تتيقن أمريكا أن أهل السودان متحدون فى رؤاهم تجاهها حتى لا تتكرر تجارب الماضي حين كانت أمريكا تحاول تحسين علاقتها مع السودان منذ الاستقلال فينبري حزب أو جهة بإجهاض العلاقة كما حدث منذ المعونة الأمريكية عام 1957 فطريق بورتسودان فمحطة الأقمار الأصطناعية وغيرها..
أذكر أن الرئيس عبد الناصر فى غمرة انحيازه للمعسكر الشرقي طلب من الفريق عبود أن يقطع علاقته بألمانيا الغربية ويعترف بألمانيا الشرقية مسببا ذلك بأن ألمانيا الغربية تبيع السلاح لإسرائيل فقال له الفريق عبود إذن أقطع علاقتي أيضا بإنجلترا وفرنسا وأمريكا لأنهم أيضا يمدون اسرائيل بالسلاح ويبدو أنه نسي أن يقول له لنقطع جميعا علاقتنا مع روسيا كذلك لأنها تمد إسرائيل بالعنصر البشري الذى هو أخطر من السلاح فقد كانت الهجرة الروسية ومن شرق أوروبا وقتها هي المدد البشري المستمر للكيان الصهيوني!!.
الثورة السورية مستمرة ولكن؟
تحت إصرار الثوار السوريين وضربات الجيش الحر بالداخل فقد النظام السوري أعصابه وسرعان ما سيصيبه الإرهاق فالانشقاقات والسقوط قريبا بإذن الله خاصة وبعثة عنان تضيق عليه الخناق مع متغيرات دولية لصالح الثوار وهي الفرصة الأخيرة له كما قالت تركيا. ولذلك نتمنى أن تتفق المعارضة السورية بالخارج وتترك خلافاتها خاصة من جانب الأكراد فلا يرفعوا سقف مطالبهم ليستغلها النظام وكذلك بعض قوى المعارضة.. الموقف الآن يتطلب وحدة المعارضة وإسقاط النظام أولا ثم من خلال الحوار فى ظل نظام مدني ديمقراطي تعددي يحترم التنوع ويديره بكفاءة يمكن أن ينال كل حقوقه..

بغداد لطمة أخرى في وجه أوكامبو


بغداد لطمة أخرى في وجه أوكامبو

طباعةPDF
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

(نحن لا نشتري العبيد إلا من تجارهم الزنوج، فإذا كان من لوم يقع علينا فإن اللوم الأكبر يقع على عاتق بني جلدتهم الذين يبيعونهم لنا) هذه كلمات أحد الدهاقنة الغربيين وهو يبرر لسوءاتهم التي لا ساتر لها إبان فترة إزدهار تجارة الرقيق، رغم وصفه بأنه من دعاة الإصلاح الاجتماعي ..
يبدو أن المستعمرين الجدد قد راقت لهم هذه الفكرة وحاولوا تطويرها إلى نظرية ضمن منظومة نظريات الكيد والتآمر التي ترمي إلى تطويع وقهر شعوب العالم الثالث، ويبدو أيضاً أن هذه النظرية قد (ظبطت) على شاكلة المثل السوداني القائل: (من دقنو وفتلّو) فتعيين الغامبية فاتو بينسودا لتخلف موريس لويس أوكامبو بعد أشهر معدودة في موقع مدعي عام محكمة الجنايات الدولية لم يأت إلا كمحاولة ساذجة لخلق غطاء صُنع مهترئاً بعد أن راجت وعلت الأصوات التي تنادي بإلغاء محكمة الاستعمار العنصري التي ما وُجِدت إلا لاستهداف دول إفريقيا وشعوبها، بدليل ما بداخل أضابيرها من ملفات منتقاة بعناية يتم تحريكها لتحقيق الأهداف السياسية المرتبطة بمصالح الغرب في هذه الدول، ودليل ثانٍ هو استعصام الدول الكبرى كالولايات المتحدة وإسرائيل عن الخضوع لمساءلتها مهما اقترفت جيوشهما من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بائنة وموثقة كما حدث في العراق وقطاع غزة.
ربما يقول قائل: تمهل قليلاً فربما تأتي بينسودا على نقيض أُوكامبو، والشواهد تقول إن هذه المرأة ستكون (ملكية أكثر من الملك)، فما كان لمُساعِدة أوكامبو التي كان وراء ظفرها بالموقع أن تنتهج ما يقودها لفقد هذا المنصب وبريقه وإغراءاته، ثم إنها وما إن تفوهت بدءاً عقب الإعلان عن توليها للمنصب إلا صرحت بأنها ستواصل - زعماً - في ملاحقة رئيس الجمهورية.
منذ صدور مذكرة الجنائية الكائدة بحق الرئيس البشير ما زالت تتوالى على أوكامبو والجنائية ومن وراءهم صنوف من الخيبات المعنوية والهزائم السياسية، فإن كان هدفان من أهداف صدور المذكرة يتمثلان في: أولاً: بث حالة من الارتباك وسط جماهير الشعب السوداني يُنتظر منها أن تؤدي إلى الفوضى، ثانياً: فرض الإقامة الجبرية على الرئيس داخل البلاد وبالتالي يتم عزله إقليمياً ودولياً ومن ثم تستثمر سلبيات حالة الغياب هذه، فقد جاءت النتائج معاكسة تماماً لتوقعات واضعو هذه الأهداف ومستشاروهم من (بني جلدتنا) .
أولى هذه الضربات التي تلقاها أوكامبو وزمرته هي مشاركة الهارب مني أركو مناوي في السلطة بموقع كبير مساعدي رئيس الجمهورية وهو المعروف تاريخياً أحد عرابي دعوة أوكامبو للتدخل في الشأن السوداني، ثم كان الالتفاف الجماهيري حول الرئيس منذ الدقائق الأولى لإعلان المذكرة (إنتفاضة أمدرمان - كرري) التي جعلت العالم يحبس أنفاسه في تلك الأمسية وهو يرى نتاج من حاولوا العبث بخلية النحل، أما موجع الضربات التي وجهت إلى خاصرة الكيد فهي رحلات التحدي التي قام بها الرئيس من لدن الدوحة مروراً بالصين وبقية جدول أعماله التي تقضي المصلحة الوطنية من تنفيذه كاملاً، وبالطبع هذا التحدي لم يكن من أجل التحدي المجرد، ولكن على النقيض تبقي الاستجابة لمخطط التخويف والتلويح هي الهزيمة الكبرى والتي على إثرها تمرر الأجندة .
حطت مساء أمس أقدام الرئيس البشير على أرض بغداد، وما أدراك ما بغداد، ورغم إدراك ما ببغداد تبقى هي دوماً في مصفوفة العزة، ولطمة أخرى في وجه أوكامبو رمز الكيد المرسل إلى مزابل التاريخ .. وإلى الملتقى .. 

الى ربيع عبدالعاطي وآخرين


الى ربيع عبدالعاطي وآخرين

تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

حتى كاتب الحكومة الصغير لا يفعل هذا. في كثير من الأحيان يمسك جمعة بأهداف سهلة (شرطي أو شخصية حزبية مغلقة أمامها السبل مثلاً) فيشبعها لطماً في عموده اليومي ليبدو متوازناً ومحترفاً في مرايا الذات. يتفوق صاحبنا هذا على د.ربيع عبدالعاطي بالصبر والرزانة.
أما عبدالعاطي فيبدو في عجلة شديدة من أمره:  يكتب أكثر مما يقرأ، وينشر أكثر مما يراجع، ودون أن يتدبر. هذه الطاقة الفائضة في الكتابة غير المعقولة (من عقال) برسن التدبر تدفعه للنشر في صحيفتين اثنتين والتحدث لجميع الصحف والمحطات الفضائية عن كل شيء. إبان اعتقال الطالب محمد حسن بوشي تحدث مستشار وزير الإعلام، وهذه هي صفته الرسمية إضافة الى صفة الخبير الوطني التي خلعها على نفسه أو خلعها عليه الصحاب، وقال لراديو سوا أن بوشي اعتقل لتطاوله على مساعد الرئيس! وحين نفت الحكومة ارتباط الإساءة بالإعتقال لم يعتذر على تسرعه، ولم يطالبه أحد بشيء فالحكومة والمعارضة كلتاهما لم تهتما لما قال.
الكتابة الصحفية بالنسبة للدكتور وكثيرين غيره ليست مساهمة نقية في العمل العام، والتنوير، وبذل النصح، ولكنها وسيلة للبقاء الباهظ الثمن في الضوء. هي كتابة (تتطقس) التيار العام لمجريات الأحداث، ثم تحاول استباق ذلك  بالنشر المتعجل  وهذا ما يعيد الدكتور المرة بعد الأخرى  الى آخر صف السباق من جديد بعد أن يكاد أن يصل الى (ميس) النهاية.
محجوب فضل بدري مثلاً صدّق بعض الأخبار التي تناولتها بعض الصحف وشبكات الدوائر المغلقة أيام تشكيل هذه الحكومة بعد استقلال الجنوب بأن الأستاذ علي عثمان محمد طه لن يعود نائباً أول للرئيس، فدبج مقالاً عجولاً يرشح فيه الفريق بكري حسن صالح للمنصب (الصحافة 12/7/2011) لكن حين خذلته الواقعات لم يجد في نفسه حرجاً فلبس للحالة الجديدة لبوسها وكتب "ودار الزمان دورته ليعود الأستاذ على عثمان محمد طه نائباً أول لرئيس الجمهورية وهو منصب يكبر بالأستاذ.. ولا يكبر به الأستاذ" (الصحافة 18/9/2011). قدرة هائلة تلك التي تمكن الشخص من تمثل الموقف ونقيضه وهي لا تؤتى للكثيرين.
حين تم التوقيع على اتفاق أديس أبابا الإطاري الأخير والذي عرف باتفاق الحريات الأربع، حمل د. عبدالعاطي قلمه وكال المديح كيلاً للإتفاق. مسكين لم يكن يدرك اتجاه الريح فحين عرفت دوائر الخرطوم المغلقة أن الإتفاق سينسف، كانت الأقلام قد رفعت. لكن ممن ترفع الأقلام؟ بعد يومين عاد الدكتور بمقال مناقض للسابق وهو يحمل من التبريرات أكثرها بؤساً نحو أن مقاله السابق "كان بحثاًعن مبررات ومخارج لمن وقّعوا على ذلك الاتفاق" ثم كال الهجوم على الوفد المفاوض الذي امتدحه فوصفه هذه المرة بالغفلة والإعتماد على التخمين والحدس والتقديرات العشوائية وتكليف الشعب بدفع الثمن عن أخطائه (الإنتباهة 19/3/2012).
إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. الجميع يعرف العبارة ولكن البعض لا يتدبر عمقها وحكمتها.

كما هجليج.. تلودي أيضا سودانية..!!


كما هجليج.. تلودي أيضا سودانية..!!

الأحد, 01 أبريل 2012 15:03 اعمدة الكتاب إليكم - الطاهر ساتي
طباعةPDF
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

** مدائن جنوب السودان الحدودية ليست بعيدة عن مرمى راجمات وطائرات القوات المسلحة، ومع ذلك لم تشهد أية مدينة بجنوب السودان ما شهدتها هجليج منتصف الأسبوع الفائت، وما تشهدها تلودي وأم دوال منذ الجمعة الفائتة.. نعم، لم يعد خافياً للشارع السوداني - ولا للرأي العام العالمي - بأن القوات المسلحة كانت – ولا تزال - في كل معارك هجليج وتلودي وأم دوال في وضع الدفاع، وليس الهجوم.. هجليج وتلودي وأم دوال مناطق معروفة بجنوب كردفان، أي هي أرض سودانية، وكل معارك الأسبوع الفائت كانت على هذه الأرض، وهذا يعني أن القوات المسلحة في حالة دفاع عن تلك الأرض بحيث لا تستولي عليها قوات جنوب السودان، وقالها رئيس حكومة الجنوب - في لحظة غفلة - منتشياً: (شلناها بالقوة)، وقبل أن يحتفي بها أعادتها القوات المسلحة خلال ساعات.. ثم القوات التي لا تزال تهاجم تلودي وأم دوال بجنوب كردفان لم تهبط من السماء، بل جاءتها من وراء الحدود وهاجمتها ثم عادت الى ماوراء حدود دولة جنوب السودان.. هكذا الموقف بالحدود، إذ تدور رحى المعارك على الأرض السودانية، والمجتمع الدولي يشهد على ذلك، وكذلك الشارع السوداني، ثم سلفا كير أيضاً..!!
** وقد تصبر القوات المسلحة على وضع الدفاع عن الأرض السودانية بجنوب كردفان أسبوعاً أو شهراً، ولكنها لن تصبر طويلاً على هذا الوضع الدفاعي.. فالروح العسكرية تختلف عن الروح السياسية، بحيث روح الجندي لا تؤمن كثيرا بالمسمى - سياسياً – بـ(ضبط النفس) و(طولة البال)، ولكنها تؤمن كثيراً لحد القداسة بأن (الهجوم خير وسيلة للدفاع)، أو هكذا تنص العقيدة العسكرية.. والحقيقة التي يجهلها أو يتجاهلها سادة حكومة دولة الجنوب هي أن النظام الذي يحكم السودان هو نظام عسكري مغلف بحزب سياسي، وليس العكس.. أي هو نظام عقيدته تنص وتحث بأن الهجوم على جوبا وملكال خير وسيلة للدفاع عن تلودي وهجليج.. وإذا حدث هذا - لا قدر الله - فإنها الحرب الشاملة والمفتوحة والتي لا تجدي فيها استغاثات من شاكلة (يا يوغندا الحقينا، يا نيفاشا أنقذينا).. ثم البلدين - وشعبهما - لن تحتملا نتائج انفراط عقد المسمى السياسي (ضبط النفس).. فالحكومة السودانية أهدت الحركة الشعبية دولة على طبق من ذهب الاتفاق والتراضي، والمسؤولية تقتضي أن تهتم حكومة الحركة الشعبية بتنمية تلك الدولة وتطويرها، بحيث ينعم إنسانها بالسلام والاستقرار والرخاء، عوضاً عن أزمنة الحرب والفقر والنزوح والهجرة، وذلك بتسخير كل موارد ما تحت الأرض وفوقها لصالح التعليم والصحة وكل وسائل النماء، بدلا عن تسخيرها لدعم حركة زيد المناهضة وجماعة عبيد المسلحة، بمظان تغيير نظام الخرطوم، أو كما يقول لسان حال حكومة جوبا وإعلامها وعملاؤها..!!
** نهج معاداة الخرطوم - بالاعتداء أو بدعم المعتدين - جهل بالتاريخ وتجاهل لطموح مواطن الجنوب.. فالحركة الشعبية عاشت تجارب إيواء الأنظمة للحركات المسلحة.. لقد آوتها إثيوبيا حيناً من الدهر ضد الخرطوم ولم تنجح في تغيير نظام الخرطوم بها.. وآوتها ارتريا ولم تنجح في تغيير نظام الخرطوم بها.. وآوتها يوغندا ولم تنجح في تغيير نظام الخرطوم بها.. فما بال حكومة حركتها الحاكمة لا تتعظ من تجارب أنظمة أوتها عندما كانت معارضة بغرض تغيير نظام الخرطوم، حتى فشلت؟.. حكومة الجنوب - بجهل مدقع - تساهم في تماسك الجبهة الداخلية، أي كما كانت تفعل تلك الأنظمة في زمان قرنق و(سلفاكير أيضاً).. نعم، يطمح المواطن السوداني في تغيير الحال العام بحيث يكون أفضل حالاً، ولكن هذا لا يعني - مهما كان بؤس الحال - أن المواطن السوداني يراهن على قوة سلفاكير (الشال بيها هجليج)، أو كما يتوهم ذوي الضمائر العمياء والعقول الصماء.. وتخطئ حكومة الحركة الشعبية بدولة جنوب السودان لو ظنت - أو صدقت - أن دباباتها في هجليج وسياساتها في تلودي هي مفتاح التغيير في السودان، وكان هذا الظن (مبلوعاً) الى حد ما قبل الانفصال، أي قبل أن تصبح الحركة الشعبية (حكومة دولة أجنبية).. وعليه، فلتمسك حكومة دولة جنوب السودان يدها، بحيث لا تعتدي على مدائن وأرياف السودان ولا تدعم المعتدين.. هذا قبل أن تركل القوات المسلحة نظرية (ضبط النفس)، وتقبل على تطبيق نظرية (الهجوم خير وسيلة للدفاع)، وليس (الغدر خير وسيلة للابتزاز)، أو كما تفعل حكومة الجنوب بهجليج وتلودي وأم دوال..

أسرار الهجوم عـــلـــى هجلــيـج


أسرار الهجوم عـــلـــى هجلــيـج

أرسل إلى صديقطباعةPDF
تقييم المستخدم: / 1
ضعيفجيد 
> تقرير: سودان سفاري
لم يكن أمراً مستغرباً البتة – رغم استغراب الكثيرين – أن تهاجم حكومة جنوب السودان أراضي سودانية وتدعي الاستيلاء عليها، في الوقت الذي تجري بين الجانبين محادثات هامة بغرض التوصل لحلول نهائية.
فالهجوم الذي قاده الجيش الشعبي – الاثنين الماضي – علي منطقة هجليج، هو (تكرار للتاريخ القريب) حين هاجمت الحركة الشعبية منطقة (توريت) ومحادثات نيفاشا تجري على قدم وساق.
هو تكتيك ولا نقول تكنيك ارتبط بالحركة الشعبية فرضته ذهنية حرب العصابات التي لا تعرف سواها حتى بعد إن أصبح جنوب السودان دولة.
إذ يساور قادة الحركة الشعبية اعتقاد – وهم جميعهم لا يتعدي إدراكهم التدريبات القتالية للجيش الشعبي – أن الضرب قبالة المفاوضات هو الأوقع أثراً، حتى ولو تم التوسل لهذا الضرب بوسائل خداعية، بل أن ذهنية القادة الجنوبيين تبدو (غير مبالية البتة) بالنتائج وما إذا كان مثل هذا السلوك يزيد من فقدان عنصر الثقة بين الطرفين أو يسعر أوار الحماس الحربي لدى الطرف الآخر كما يحدث الآن، إذ لا شيء يزيد من تقوية وتمتين الجبهة الداخلية السودانية على مر التاريخ قدر الشعور باستفزاز العدو، أو محاولة النيلِ من أراضي البلاد.
لقد أسهمت الطلقات التي أطلقتها الحركة الشعبية – عبر مسلكها وتكتيكها المخادع – في زحزحة العديد من قوى المعارضة من مربع الخصومة والمعارضة للسلطة الحاكمة، إلى مربع (الدفاع عن الوطن).
وهو ما يكشف بجلاء جهل الحركة الشعبية الفادح بطبعه وتركيبته النفسية السودانية رغم أن غالب قادتها كانوا وإلى عهد قريب جزءاً من السودان وعاشروا وعايشوا الساسة السودانيين منذ ما يجاوز النصف قرن.
لقد أهدت عدائيات الحركة الشعبية ضد السودان (هدايا سياسية) باهظة للحكومة السودانية تمثلت في تمتين الجبهة الداخلية، والتعبئة العامة، وتزويب جليد قوى المعارضة في بحر الوطن الهادر.
لهذا قلنا أن الأمر لا يثير الاستغراب، إذ أن كل ما هناك أن حكومة جنوب السودان قصدت ضرب عدة عصافير بهجوم عسكري واحد، محاولة وقف عمليات النفط تماماً في منطقة هجليج لإلحاق أفدح الأضرار بالموازنة العامة للحكومة السودانية، بما يجعلها حرباً اقتصادية بالدرجة الأولى، وممارسة ضغط – اقتصادي وسياسي وأمني – على الحكومة السودانية لانتزاع المنطقة من الأراضي السودانية وإلحاقها بدولة الجنوب رغم أن كل الوثائق الموجودة بدار الوثائق المركزية في الخرطوم وقرار محكمة التحكيم بلاهاي – قبل نحو من عامين – يقرران أن هجليج أرض سودانية، وليست محل نزاع بين السودان ودولة جنوب السودان تريد جوبا – بهذا الهجوم – جعل المنطقة (ساخنة) وبؤرة لنزاع حاضر بغية تعقيد المفاوضات وخلق مشاكل جديدة، وكلنا يتذكر كيف سعى الوفد الجنوبي في آخر مفاوضات في أديس أبابا لحشر هجليج حشراً في أجندة التفاوض لولا حزم وحسم الوفد المفاوض السوداني الذي رفض ذلك تماماً.
الأمر الثالث الذي هدف إليه الهجوم هو محاولة فرض أمر واقع بحيث تبدو قضية الحدود بالغة التصعيد وعصية تماماً على الحل، وأخيراً، ليس من المستبعد أن يكون هدف الجانب الجنوبي – فضلاً عن إجهاض وعرقلة التفاهم الجاري بين البلدين – هو الحيلولة دون حلحلة القضايا العالقة بما فيها ملف النفط بهذه السرعة وبهذه البساطة فيبدو القادة الجنوبيين وكأنهم لفوا لفاً طويلاً بلا طائل.
لابد من تعقيد الملف حتى يكون لأي توافق مستقبلي ثمناً وهنا بالضبط يكمن خطأ الحساب الجنوبي الفادح والذي يبد ثمنه باهظاً وباهظاً جداً!!

إضافة تعليق