الأحد، 1 أبريل 2012

بغداد لطمة أخرى في وجه أوكامبو


بغداد لطمة أخرى في وجه أوكامبو

طباعةPDF
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

(نحن لا نشتري العبيد إلا من تجارهم الزنوج، فإذا كان من لوم يقع علينا فإن اللوم الأكبر يقع على عاتق بني جلدتهم الذين يبيعونهم لنا) هذه كلمات أحد الدهاقنة الغربيين وهو يبرر لسوءاتهم التي لا ساتر لها إبان فترة إزدهار تجارة الرقيق، رغم وصفه بأنه من دعاة الإصلاح الاجتماعي ..
يبدو أن المستعمرين الجدد قد راقت لهم هذه الفكرة وحاولوا تطويرها إلى نظرية ضمن منظومة نظريات الكيد والتآمر التي ترمي إلى تطويع وقهر شعوب العالم الثالث، ويبدو أيضاً أن هذه النظرية قد (ظبطت) على شاكلة المثل السوداني القائل: (من دقنو وفتلّو) فتعيين الغامبية فاتو بينسودا لتخلف موريس لويس أوكامبو بعد أشهر معدودة في موقع مدعي عام محكمة الجنايات الدولية لم يأت إلا كمحاولة ساذجة لخلق غطاء صُنع مهترئاً بعد أن راجت وعلت الأصوات التي تنادي بإلغاء محكمة الاستعمار العنصري التي ما وُجِدت إلا لاستهداف دول إفريقيا وشعوبها، بدليل ما بداخل أضابيرها من ملفات منتقاة بعناية يتم تحريكها لتحقيق الأهداف السياسية المرتبطة بمصالح الغرب في هذه الدول، ودليل ثانٍ هو استعصام الدول الكبرى كالولايات المتحدة وإسرائيل عن الخضوع لمساءلتها مهما اقترفت جيوشهما من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بائنة وموثقة كما حدث في العراق وقطاع غزة.
ربما يقول قائل: تمهل قليلاً فربما تأتي بينسودا على نقيض أُوكامبو، والشواهد تقول إن هذه المرأة ستكون (ملكية أكثر من الملك)، فما كان لمُساعِدة أوكامبو التي كان وراء ظفرها بالموقع أن تنتهج ما يقودها لفقد هذا المنصب وبريقه وإغراءاته، ثم إنها وما إن تفوهت بدءاً عقب الإعلان عن توليها للمنصب إلا صرحت بأنها ستواصل - زعماً - في ملاحقة رئيس الجمهورية.
منذ صدور مذكرة الجنائية الكائدة بحق الرئيس البشير ما زالت تتوالى على أوكامبو والجنائية ومن وراءهم صنوف من الخيبات المعنوية والهزائم السياسية، فإن كان هدفان من أهداف صدور المذكرة يتمثلان في: أولاً: بث حالة من الارتباك وسط جماهير الشعب السوداني يُنتظر منها أن تؤدي إلى الفوضى، ثانياً: فرض الإقامة الجبرية على الرئيس داخل البلاد وبالتالي يتم عزله إقليمياً ودولياً ومن ثم تستثمر سلبيات حالة الغياب هذه، فقد جاءت النتائج معاكسة تماماً لتوقعات واضعو هذه الأهداف ومستشاروهم من (بني جلدتنا) .
أولى هذه الضربات التي تلقاها أوكامبو وزمرته هي مشاركة الهارب مني أركو مناوي في السلطة بموقع كبير مساعدي رئيس الجمهورية وهو المعروف تاريخياً أحد عرابي دعوة أوكامبو للتدخل في الشأن السوداني، ثم كان الالتفاف الجماهيري حول الرئيس منذ الدقائق الأولى لإعلان المذكرة (إنتفاضة أمدرمان - كرري) التي جعلت العالم يحبس أنفاسه في تلك الأمسية وهو يرى نتاج من حاولوا العبث بخلية النحل، أما موجع الضربات التي وجهت إلى خاصرة الكيد فهي رحلات التحدي التي قام بها الرئيس من لدن الدوحة مروراً بالصين وبقية جدول أعماله التي تقضي المصلحة الوطنية من تنفيذه كاملاً، وبالطبع هذا التحدي لم يكن من أجل التحدي المجرد، ولكن على النقيض تبقي الاستجابة لمخطط التخويف والتلويح هي الهزيمة الكبرى والتي على إثرها تمرر الأجندة .
حطت مساء أمس أقدام الرئيس البشير على أرض بغداد، وما أدراك ما بغداد، ورغم إدراك ما ببغداد تبقى هي دوماً في مصفوفة العزة، ولطمة أخرى في وجه أوكامبو رمز الكيد المرسل إلى مزابل التاريخ .. وإلى الملتقى .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق