الأحد، 1 أبريل 2012

الجنوب – التفاوض بعقلية الصراع


الجنوب – التفاوض بعقلية الصراع 
قضية الجنوب وما يترتب عليها من معاملات ليست قضية عقيدة ولا عبادات توفيقية إنما شأن عام يخضع لفتوى من يستطيع تحديد مصالح الأمة من مفاسدها. وهو الشخص المختص الذي يعلم العلاقات الدولية والاتفاقيات البينية والمعلومات الأمنية. إذا كان الأمر كذلك فلماذا يتدخل المختصون في العقائد والعبادات التوفيقية ولا يتركونه للمختصين المكلفين من قبل أهل الشأن إن لم يتم الفصل في الاختصاص ستأتي الفتنة من العلماء أكثر من الجهلاء. لذا نرجو تخصيص دعاء الجمعة للسودان.
شكراً للأخ المهندس عبد المنعم السني على هذه الرسالة التي وصلتني عبر الموبايل. أعرف له صدقه في الانتماء وحرصه على تقييم الأمور بحس وطني راق، فترك الأمور للمختصين من قبل أهل الشأن ضرورة لازمة للأمور الشائكة والمعقدة، وبقراءتي لحديث أخي وزميلي في الدراسة الأخ الكريم الشيخ كمال حسن رزق الذي لم ألتقِ به منذ أن غادرنا الدراسة. والذي أعرف له انتماءه الصادق فمنذ أكثر من أربعين عاماً. مما يدعوني إلى وصفه بالشيخ المتفقه والملتزم إلا أنني أسمتحيه عذراً بأن دعوته لمناهضة اتفاق الحريات الأربع لم يكن مقبولاً وبما إنه ليس وحياً ولا قرءاناً ولا الذين وضعوه هم أنبياء فإن ما جاء في خطبة الجمعة عن الحوار لمصلحة البلاد والعباد هم دنيوي يجوز فيه الاجتهاد وصولاً لاستقرار يجنب بلادنا ويلات الحروب ويوقف إهدار الدماء والموارد مما يقع في اختصاص القائمين على أمر السياسة في بلادنا. وأقول لصديقي الشيخ كمال حسن رزق وأرجو أن يكون حديثي بداية للتواصل وقد التقينا بعد فراق طويل وخلاف للرأي ردحاً من الزمن. أقول دعوا الأمور تسير نحو غاياتها علنا نجني ثمار السلام بعد أن فقدنا الوحدة التي سعينا اليها ولها وقعنا اتفاق نيفاشا.
لم يخذل الأخ الرئيس شعبه حين قبل بشجاعته المشهودة والمعهودة عنه دعوة الفريق سلفاكير لزيارة الجنوب فقد امتطى صهوة جواده بسيفه حين استدعى الأمر ذلك ويرفع غصن الزيتون اليوم مؤكداً صدق التوجه وقوة الإرادة. والذين لم يقرأوا حديث باقان أموم وزير السلام بدولة الجنوب بأن كل الجولات التفاوضية السابقة كان يدخلها الوفدان بعقلية الصراع التي ظلت تسيطر على الجانبين لسنوات طويلة وأن التفاوض بالعقلية الخلافية يصعب معه تحقيق الأهداف، فعلى هؤلاء قراءتها مرتين ليدركوا أن تحولاً جوهرياً قد طرأ على الموقف في دولة الجنوب لدرجة تدعوهم الى القول بتحول الوفدان المفاوضان الى (تيم) تفاوضي واحد مما يعزز حديثنا بأننا مقبلون على مرحلة جديدة وما إقرار الحريات الأربع إلا بداية لبناء جسور الثقة كبداية لاختراق جدار الخلاف يعزز ذلك لقائي بالسيد باقان أموم ورفيقه دينق ألور مصادفة ببرج الفاتح وهم يدخلانه والترحاب الشديد والتفاؤل الذي لاحظته في حوار قصير حول أهمية تضميد الجراحات وبداية طريق معبد للوصول لتفاهمات تفضي لمصالح الشعبين. ولم أجد صعوبة في تصديقها بحكم علاقات امتدت لفترة طويلة لم أعهد فيهما غير الذي رأيت. فهل نطمع في مد حبال الصبر ووقف استهداف نتائج لقاء لم يكتمل بعد آخذين في الاعتبار جريان مياه كثيرة تحت الجسر فجربنا الخلاف والتصعيد لدرجة وقف ضخ النفط عبر السودان والتفكير في بدائل لا تعالج مشكلة الجنوب على الأقل في المدى القريب وتزداد معاناة شعب كان جزءاً منا فإن فقدنا استمرار تواجدهم معنا فلا ينبغي فقدان حسن الجوار. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق