الأحد، 1 أبريل 2012

حديث المدينة (فاتكم القطار..)..!!



 
حديث المدينة
(فاتكم القطار..)..!!
في التسعينات، أقيمت دورة البطولة الآسيوية لكرة القدم في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض.. كان يلعب في الدوة لأول مرة فريق دولة اسمها "مكاو".. (كانت مستعمرة برتغالية حتى العام 1999).. الفريق كانت روحه المعنوية عالية في السماء وهو ينهزم من الفرق كلّها بمعدل (عشرة) أهداف في كل مباراة.. ولكن الجمهور غرق في الضحك من أكثر الأهداف في البطولة إثارة.. وكان هو الهدف الوحيد الذي أحرزه فريق "مكاو" في شباك فريق منافس.. في تلك المباراة، كانت النتيجة وقتها (عشرة – صفر).. فأحرز مهاجم "مكاو" الهدف الوحيد.. ثم جرى بكل فرح نحو الجمهور وخلع فانيلته وهو يلوّح بها، بينما كان يعدو خلفه بقية لاعبي فريقه ويتقافزون فوقه لتحيـّته. وكتب حينها الدكتور محمد عبد الله الريح مقالاً ساخراً عنوانه: (رفع الغبن عن منختبنا القومي السوداني) واقترح أن يلعب منتخبنا مباراة ضد منتخب "ماكو".. من باب رفع الروح المعنوية و(الغبن) عن منتخبنا القومي.. حالنا اليوم، أشبه بمنتخب "مكاو".. عاصمتنا الخرطوم.. ورغم مجهودات حكومتها وواليها، إلا أنها مقارنة بأي عاصمة عربية .. مجرد قرية كبيرة.. أكثر من (95%) من شوارعها مظلمة تماماً ليلاً.. شوارعها –إلا ما رحم ربي- إما ترابية خالصة أو نصف ترابية.. وأجمل مناطقها السياحية مهملة بدرجة امتياز .. رأيت بأم عيني منظراً أمام قاعة الصداقة مباشرة.. لا أصدق أننا سنستقبل به الاجتماع السنوي لبنك جدة الإسلامي.. والذي ينعقد في قاعة الصداقة يومي الثلاثاء بعد غدٍ والأربعاء. .. منطقة متسخة عبارة عن مواقف للسيارات ويجري فيها غسيل السيارات لتسبح في بحيرة من الماء المتسخ.. كل ذلك مقابل البوابة الرئيسية لقاعة الصداقة.. لتقع عليه أعين زوارنا الكثر الكبار و(اللي ما يشتري يتفرج).. أقترح – ووالله أنا جاد للغاية – إصدار اتحادي وولائي.. منع الاحتفالات الرسمية بأي افتتاح لأي مشروع أو فعالية ما لم يكن حجم المشروع في مستوى (ضخم).. حتى لا نصبح مثل منتخب "مكاو" نخلع الفانيلة ونجري نحو الجمهور في المدرجات.. فرحين بالهدف الأول.. وبينما في شباكنا عشرة أهداف كاملة الدسم.. حالنا اليوم (عشرة – صفر) وهو حال يستوجب كلما أحرزنا هدفاً أن نجري بسرعة ونحمل الكرة من الشباك إلى دائرة "السنتر" لنضمن سرعة اللعب للحاق بالزمن.. فالزمن فاتنا جداً .. (فاتكم القطار.. فاتكم القطار..) على قول المخلوع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.. إني أستغرب للغاية كيف يجد المسؤولون الوقت لإدارة البلاد وهم مشغولون حتى النخاع بافتتاح مشروعات (صغيرة!!) للغاية.. فعلاوة على إضاعة وقتهم الثمين.. يهدر ذلك الإحساس بالحاجة لضخّ مزيد من الجهد لمزيد من الإنجاز.. ثم إن هذه الاحتفالات – والله العظيم – بحساب مجموعها الكلي تهدر قدراً مهولاً من مواردنا المالية .. نحن في أمس الحاجة إليها لتضميد جراح فقرنا المدقع. شدوا الحزام .. ليس على البطون. بل على الكتف لنسابق الزمن بأقصى سرعة..!! وحتى لا يفوتنا قطار علي عبدالله صالح..!!
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق