الأحد، 1 أبريل 2012

الى ربيع عبدالعاطي وآخرين


الى ربيع عبدالعاطي وآخرين

تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

حتى كاتب الحكومة الصغير لا يفعل هذا. في كثير من الأحيان يمسك جمعة بأهداف سهلة (شرطي أو شخصية حزبية مغلقة أمامها السبل مثلاً) فيشبعها لطماً في عموده اليومي ليبدو متوازناً ومحترفاً في مرايا الذات. يتفوق صاحبنا هذا على د.ربيع عبدالعاطي بالصبر والرزانة.
أما عبدالعاطي فيبدو في عجلة شديدة من أمره:  يكتب أكثر مما يقرأ، وينشر أكثر مما يراجع، ودون أن يتدبر. هذه الطاقة الفائضة في الكتابة غير المعقولة (من عقال) برسن التدبر تدفعه للنشر في صحيفتين اثنتين والتحدث لجميع الصحف والمحطات الفضائية عن كل شيء. إبان اعتقال الطالب محمد حسن بوشي تحدث مستشار وزير الإعلام، وهذه هي صفته الرسمية إضافة الى صفة الخبير الوطني التي خلعها على نفسه أو خلعها عليه الصحاب، وقال لراديو سوا أن بوشي اعتقل لتطاوله على مساعد الرئيس! وحين نفت الحكومة ارتباط الإساءة بالإعتقال لم يعتذر على تسرعه، ولم يطالبه أحد بشيء فالحكومة والمعارضة كلتاهما لم تهتما لما قال.
الكتابة الصحفية بالنسبة للدكتور وكثيرين غيره ليست مساهمة نقية في العمل العام، والتنوير، وبذل النصح، ولكنها وسيلة للبقاء الباهظ الثمن في الضوء. هي كتابة (تتطقس) التيار العام لمجريات الأحداث، ثم تحاول استباق ذلك  بالنشر المتعجل  وهذا ما يعيد الدكتور المرة بعد الأخرى  الى آخر صف السباق من جديد بعد أن يكاد أن يصل الى (ميس) النهاية.
محجوب فضل بدري مثلاً صدّق بعض الأخبار التي تناولتها بعض الصحف وشبكات الدوائر المغلقة أيام تشكيل هذه الحكومة بعد استقلال الجنوب بأن الأستاذ علي عثمان محمد طه لن يعود نائباً أول للرئيس، فدبج مقالاً عجولاً يرشح فيه الفريق بكري حسن صالح للمنصب (الصحافة 12/7/2011) لكن حين خذلته الواقعات لم يجد في نفسه حرجاً فلبس للحالة الجديدة لبوسها وكتب "ودار الزمان دورته ليعود الأستاذ على عثمان محمد طه نائباً أول لرئيس الجمهورية وهو منصب يكبر بالأستاذ.. ولا يكبر به الأستاذ" (الصحافة 18/9/2011). قدرة هائلة تلك التي تمكن الشخص من تمثل الموقف ونقيضه وهي لا تؤتى للكثيرين.
حين تم التوقيع على اتفاق أديس أبابا الإطاري الأخير والذي عرف باتفاق الحريات الأربع، حمل د. عبدالعاطي قلمه وكال المديح كيلاً للإتفاق. مسكين لم يكن يدرك اتجاه الريح فحين عرفت دوائر الخرطوم المغلقة أن الإتفاق سينسف، كانت الأقلام قد رفعت. لكن ممن ترفع الأقلام؟ بعد يومين عاد الدكتور بمقال مناقض للسابق وهو يحمل من التبريرات أكثرها بؤساً نحو أن مقاله السابق "كان بحثاًعن مبررات ومخارج لمن وقّعوا على ذلك الاتفاق" ثم كال الهجوم على الوفد المفاوض الذي امتدحه فوصفه هذه المرة بالغفلة والإعتماد على التخمين والحدس والتقديرات العشوائية وتكليف الشعب بدفع الثمن عن أخطائه (الإنتباهة 19/3/2012).
إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. الجميع يعرف العبارة ولكن البعض لا يتدبر عمقها وحكمتها.

هناك تعليق واحد:

  1. اخي العزيز د.ربيع عبد العاطي اكبر من ذلك وانا اعرفه شخصيا وياريت كل البكتبو مثل ربيع عبدالعاطي وياريت لو كان عندهم القليل من تفكير د.ربيع رجل بالف رجل من امثالكم.

    ردحذف