الأحد، 1 أبريل 2012

حقيقة الصراع في ولاية جنوب كردفان وسبل الحل



 
حقيقة الصراع في ولاية جنوب كردفان وسبل الحل
مشاركات
 
 
ولاية جنوب كردفان كغيرها من المناطق التي طبّق عليها الاستعمار قانون المناطق المقفولة، الذي لم تجن منه سوى التخلف المريع في كافة مناحي الحياة جهلاً ومرضاً وعرى وانعدام الخدمات الأساسية تماماً إلا من بعض المناطق. والحال ظل كذلك في العهد الوطني بكل تشكيلاته المختلفة عسكرياً، كانت أم ديمقراطية، إلا ما حظيت به بعض المناطق من اهتمام طفيف إبان عهد المرحوم المحافظ محمود حسيب في العهد المايوي، وازداد الحال سوءاً اثناء الحرب الأهلية التي أوقفت عجلة التنمية تماماً. أما فترة الانقاذ فقد بدأ بعض الاهتمام بالجانب الخدمي الصحي والتربوي، والحق يقال إن هناك بوادر تنمية حقيقية ظهرت عند تولي الوالي الحالي أحمد محمد هارون، كما كان الاستقرار الأمني واضحاً خلال عام ولكن بعد الانتخابات الأخيرة انفلت العقد. تجدد الصراع: بعد إعلان نتيجة الانتخابات التكميلية بجنوب كردفان في مايو 2011م بفوز المؤتمر الوطني بمنصب الوالي بفارق 6 آلاف صوت والمجلس التشريعي بـ33 عضواً، شككت الحركة الشعبية في نتيجة الانتخابات بدعوى التزوير، وقامت الحركة بالهجوم على مدينة كادقلي، ردت عليه الحكومة بضراوة فأدى ذلك الى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وشردت اعداد كبيرة من مواطني الولاية ونزحوا الى الولايات الشمالية المجاورة، حيث وصل عدد النازحين الى قرابة الثمانين ألف نازح، كان توزيعهم حول كادقلي ورشاد وابو كرشولا وتلودي، بالاضافة الى الكثير في كل من الدلنج والابيض وام روابة والرهد ابو دكنة، وقد وصلت اعداد كبيرة منهم الى العاصمة القومية هرباً من جحيم الحرب الدائرة في جنوب كردفان. فقد كان لتجدد الصراع المسلح بجنوب كردفان اثر بالغ لما اوجده من سفك للدماء وتشريد لكثير من الابرياء وخلق حالة رعب مخيف لمواطني الولاية، مما جعل انسان المنطقة لا يأمن على حياته وممتلكاته. فالحرب في جنوب كردفان تعني خلق ازمة جديدة ستجر المنطقة الى صراع دموي سيكون مدخلاً وذريعة لتكالب القوى الدولية التي تنظر ضمن استراتيجيتها، مما ينعكس سريعاً على السودان بكل ما هو سلبي، بدءاً من زيادة غلاء في المعيشة وازدياد معدل الجريمة التي يمكن أن تكون مسلحة، فيجعل من السودان جسماً هشاً يمكن تقسيمه الى دويلات مما يعني الضياع للوطن. وعند تناول المشكلات المصيرية للسودان لابد من اخذ حالة جنوب كردفان بعين الاعتبار الحقيقية بكل ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية لإيجاد حلول من الحريصين على ما تبقى من وحدة السودان. أسباب الصراع: شعور المواطن بالظلم في مجال التنمية والتمثيل في المركز بصورة عامة مع الاستقطاب الحاد بين الشريكين الذي استمر لمدة ست سنوات بعد اتفاقية السلام التي حرمت الأحزاب السياسية من المشاركة وحتى المتوالية منها، فانفجر الصراع بعد نتيجة الانتخابات فكانت النتائج الآتية: 1. اشتعال حرائق الحرب في معظم أرجاء الولاية. 2. توقف العمل في معظم قطاعات الطرق بالولاية. 3. تعطيل الخدمات في مناطق سيطرة الحركة وما جاورها. 4. النزوح الواسع للمواطنين داخل الولاية وخارجها. 5. اتجاه الصراع نحو الإثنية والعرقية (مشكلة الفيض كمثال). 6. تهتك النسيج الاجتماعي مما ينذر بخطر عظيم على مستقبل العلاقات الاجتماعية. 7. تمدد الحركات المسلحة في المناطق الشرقية للولاية لأول مرة (جبل أبو الحسن). 8. مهاجمة قوات الحركة لمقر الشركة الصينية في منطقة كودي على العباسية واعتقال العمال كرهائن وقطع الطريق بين ام روابة ورشاد. 9. التسليح بطريقة إثنية عرقية عشوائية غير منظمة، مما ادى الى ظهور جماعات مسلحة غرضها شخصي (النهب المسلح) مع تصفية الحسابات (مهاجمة منجم حلة بشير مؤخراً). 10. توقف الإنتاج الزراعي هذا الموسم مما ينذر بكارثة إنسانية، حيث النقص المريع في الحبوب (الأمن الغذائي). المعالجات والحلول: 1. الحوار والحل السلمي هو الأسلوب الأمثل لإعادة بناء السلام والتنمية وإعادة ما دمرته الحرب، لأن انسان الولاية ملّ الحرب. 2. على الأحزاب السياسية على المستويين الولائي والقومي تولي زمام المبادرة والمساهمة في حل القضايا المصيرية للوطن. 3. التزام الأحزاب السياسية للدولة في شأن العلاج الناجع والسريع كشرط أساسي لنجاح المبادرة في وقف الحرب بمناقشة جادة. 4. يجب مشاركة الأحزاب السياسية في أي عمل يخص الولاية. 5. جمع السلاح من جميع المواطنين كضرورة ملحة لتوطين السلام الاجتماعي، وحفظ الامن مسؤولية الدولة. 6. إرسال وفود مواساة من قيادات الأحزاب السياسية الى انحاء الولاية المختلفة والمناطق الشرقية بصفة خاصة في اقرب وقت. 7. إرسال قوافل إغاثة مصاحبة لوفود المواساة لتمهيد الطريق لأي عمل اجتماعي - سياسي قادم. 8. قيام قيادات الأحزاب بالولاية بمبادرات لرتق النسيج الاجتماعي بالتنسيق مع الإدارة الاهلية والتنفيذية والقوى الوطنية بالولاية للوصول الى الهدف المنشود. كانت تلك رؤية واضحة لمواضع الداء بالولاية بصورة مختصرة وحيادية تامة وفق معايشتنا للواقع بالولاية عامة والمنطقة الشرقية بصفة خاصة، آملين الاستفادة منها في أية مبادرة وطنية صادقة تخرج البلاد من هذا النفق المظلم. (بقلم:ادم القديل)..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق