أشكر صديقي الدبلوماسي السابق ورجل الأعمال الناجح محمد بابكر حمد الذى عقب أمس من أبو ظبي على مقالي حول العلاقات السودانية الأمريكية قدم فيه مقترحات بحكم عمله وخبرته الدبلوماسية السابقة وهي فى غاية الأهمية والموضوعية. ولعل أهم ماجاء فيه إشراك صفوة السودانيين الذين لديهم علاقات وخبرات فى هذا الخصوص وهو عين ما هدف إليه اللقاء الذى تم بدار حزب الأمة مؤخرا وتكوّن بموجبه اللجنة القومية للنظر فى العلاقات السودانية الأمريكية، كما أن فكرة مجلس لرجال الأعمال السودانيين والأمريكيين يمكن أن يساهم فى تحريك العلاقة ويعيد الثقة بين البلدين ويشكل قناة أخرى بجانب مجلس الصداقة السوداني الأمريكي لوضع العلاقة فى إطارها الصحيح لمصلحة الشعبين فالشاهد أن عدد السودانيين فى أمريكا ظل يتزايد فى العقدين الأخيرين وهناك مصلحة سودانية فى رعاية مصالحهم والاهتمام بشئونهم خاصة فى مسألة تيسير تحويلاتهم الى ذويهم حيث يجدون صعوبات شتى وطرق غير قانونية تعرضهم للمساءلة فى ظل عدم اعتماد البنوك الأمريكية للبنوك السودانية نظام (الأوفاك) الأمريكي الذى تتم بموجبه الإجراءات المالية بين البنوك السودانية والأمريكية وشركات الصرافة.
لا زلت أرى وأقول دائما إن أمريكا ليست حكرا على أحد فجميع اللوبيات الحالية فى أمريكا وعلى رأسها اللوبي الصهيوني ثم اللوبي الأسود وغيرهم من تجار الأسلحة ولورداتها هم من الذين جاءوا لأمريكا بعد أن نالت استقلالها وثورتها وازدهارها فأمريكا كانت ولا زالت هي أرض الفرص الواسعة وهي ساحة لجميع الشعوب ومن الغباء أن تترك لأقليات تستغلها لمصالحها الضيقة لضرب الآخرين.. من هذا المنطلق يجب أن تتحد رؤى السودانيين جميعا من أقصى اليمين الى أقصى اليسار حول العلاقات السودانية الأمريكية سيما وأن الشعب الأمريكي كما يؤكد السودانيون الذين عاشوا هناك شعب يشبه السودانيين فى كثير من خصاله المميزة. ولا شك أن لذلك استحقاقاته وعلى رأسها أن تتيقن أمريكا أن أهل السودان متحدون فى رؤاهم تجاهها حتى لا تتكرر تجارب الماضي حين كانت أمريكا تحاول تحسين علاقتها مع السودان منذ الاستقلال فينبري حزب أو جهة بإجهاض العلاقة كما حدث منذ المعونة الأمريكية عام 1957 فطريق بورتسودان فمحطة الأقمار الأصطناعية وغيرها..
أذكر أن الرئيس عبد الناصر فى غمرة انحيازه للمعسكر الشرقي طلب من الفريق عبود أن يقطع علاقته بألمانيا الغربية ويعترف بألمانيا الشرقية مسببا ذلك بأن ألمانيا الغربية تبيع السلاح لإسرائيل فقال له الفريق عبود إذن أقطع علاقتي أيضا بإنجلترا وفرنسا وأمريكا لأنهم أيضا يمدون اسرائيل بالسلاح ويبدو أنه نسي أن يقول له لنقطع جميعا علاقتنا مع روسيا كذلك لأنها تمد إسرائيل بالعنصر البشري الذى هو أخطر من السلاح فقد كانت الهجرة الروسية ومن شرق أوروبا وقتها هي المدد البشري المستمر للكيان الصهيوني!!.
الثورة السورية مستمرة ولكن؟
تحت إصرار الثوار السوريين وضربات الجيش الحر بالداخل فقد النظام السوري أعصابه وسرعان ما سيصيبه الإرهاق فالانشقاقات والسقوط قريبا بإذن الله خاصة وبعثة عنان تضيق عليه الخناق مع متغيرات دولية لصالح الثوار وهي الفرصة الأخيرة له كما قالت تركيا. ولذلك نتمنى أن تتفق المعارضة السورية بالخارج وتترك خلافاتها خاصة من جانب الأكراد فلا يرفعوا سقف مطالبهم ليستغلها النظام وكذلك بعض قوى المعارضة.. الموقف الآن يتطلب وحدة المعارضة وإسقاط النظام أولا ثم من خلال الحوار فى ظل نظام مدني ديمقراطي تعددي يحترم التنوع ويديره بكفاءة يمكن أن ينال كل حقوقه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق