الأحد، 1 أبريل 2012

صوت سكان الحدود مع دولة جمهورية جنوب السودان


 
صوت سكان الحدود مع دولة جمهورية جنوب السودان
مشاركات
 
 
بدأ السيناريو الذي ربما يجهله كثير من أهل السودان و لا سيما الساسة الذين يديرون دفة الحكم في هذا البلد.. شهدنا أول اتصال هاتفي خارجي قام به رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت مع رئيس دولة الكيان الصهويوني نتنايهو، حيث طلب الأخير من الأول أن يطلب ما يريد و سوف يجاب على الفور.. أتدرون ما المطلوب؟ هل تعتقدون أنها مطالب تنموية أو خدمية!! التوقعات واضحة، كيف يكون شكل مطالب هذه الدولة الوليدة و حتى يوفر سلفا كير لحلفائه في جمهورية جنوب السودان مأمناً عسكرياً استراتيجياً ينطلق منه أنه، لا بد من أن ينصح دولة الكيان الصهيوني بإنشاء قاعدة عسكرية مشتركة قبالة الحدود الشمالية لجمهورية جنوب السودان مع جمهورية السودان بحجة بناء القدرات العسكرية لهذه الدولة الوليدة؛ و لكن بالطبع الأهداف الاستراتيجية هي إيجاد مدخل إلى دولة الشمال عن طريق المغامرين الذين يضمرون سوءًا لجمهورية السودان و هم يبنون إرثهم السياسي و الآيديلوجي على خطى دولة جنوب السودان.. معلوم أن الآيديولوجية التي انطلقت منها الحركة و على ضوءها قرر الجنوب الاستفتاء على تقرير المصير و الوقوف بجانب الانفصال لتكوين دولة دستورها قائم على العلمانية، أصبحت مرفوضة جملة و تفصيلاً من قبل شعب جمهورية السودان حتى و لو طرحت عبر استفتاء عام، إذاً البديل لفرض ذلك بالشمال هو الترسانة الحربية المتطورة لضرب معقل النظام بالخرطوم؛ لذلك جبال النوبة هي المنصة الطبيعية لتنفيذ هذه الأهداف العسكرية البعيدة المدي.. إسرائيل هي إحدى الدول من خلال استراتيجيتها العسكرية و من خلا تعاملها مع جيرانها من الدول العربية أنها تستخدم كثيرًا المرتفعات الجبلية للمراقبة العسكرية الأرضية و إن دعا الحال ضرب أهداف بعيدة المدى (و مرتفعات الجولان في الحدود مع سوريا) هي خير دليل على ما ذهبنا إليه.. إننا لسنا خبراء عسكريين و لكن الافتراض الذي ذهبنا إليه سوف يقع لا محالة بالشريط الحدودي مع دولة الجنوب.. خاصة إذا تم تجاهله من قبل الخبراء العسكريين في مجال الاستراتيجية العسكرية، و أكثر المناطق تكون عرضة و مسرحًا لمحاولات تنفيذ هذا البعد الاستراتيجي لاستخدام المرتفعات في تطوير منصات لضرب أهداف بعيدة المدى، هي جبال النوبة و من هذه الجبال الهضاب الواقعة على منطقة طروجي و تلودي و تجمع جبال الليري (خاصة قمة جبل الكريس) في الناحية الجنوبية الشرقية لعاصمة الولاية كادقلي.. هذه الفرضية تقوم على الظرفية الحالية المشاهدة، حيث نجد أن هناك تجاهلاً و تراخياً كبيراً لأخذ زمام المبادرة من قبل جمهورية السودان لإنشاء شريط حدودي آمن يتمتع بمعينات عسكرية حدودية رادعة و متطورة تقنيًا و لوجستياً بوقت مبكر، أي تراخي في الوقت الراهن يعطي فرصة ناجحة لتقدم الطرف الآخر و الخريف ظرف موات للاستفادة منه من قبل الأطراف المعادية التي مارست حرب العصابات ردحًا من الزمان.. و المرحلة القادمة من حرب العصابات هي حرب الجبال و بالتالي نتوقع التعاون العسكري المعادي لجمهورية السودان أن يتركز من خلال الخبرات العسكرية المتوقعة لدولة الكيان الصهيوني في أن يدعم متمردي الشمال و إغراءهم باستمرارية الحرب مع الشمال لتحقيق أهداف هذه المغامرة الآيديولوجية في الشمال.. لذلك نقول لأهل السودان: انتبهوا حتى لا تبني ترسانة عسكرية بالوكالة عبر المغامرين في جبال النوبة و بالتالي تكون الجولان (2).. هذا الكلام هو صوت أهل سكان الحدود المتاخمين لحدود دولة الجنوب الوليدة و التي سوف تفرغ جام حقدها المتراكم للنيل من الشمال المسلم فانتبهوا !!! ....... و نواصل.(بقلم:آدم جاروط خميس - جامعة الدلنج – كلية تنمية المجتمع 2011.7.19)..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق