حسن مكي: لا يمكن إهمال دور الجيش في خلافة الرئيس
> حوار: أسامة عبد الماجد
في إطار حوارات «الإنتباهة» حول المستقبل السياسي للبلاد والتحوُّلات التي يمكن أن تحدث خاصة حال ترشيح خليفة للرئيس البشير كان هذا الحوار مع البروفيسور حسن مكي الذي اعتمر قبعتين وإن كانت إحداهما هي الأهم بالنسبة لنا وهي قبعة المحلل السياسي العالم ببواطن الأمور في المؤتمر الوطني فضلاً عن كونه إسلامياً يعرف جيدًا كيف يفكِّر الوطني إن لم يكن هو من المفكرين له.. وفي منزله بجامعة إفريقيا العالمية والتي هو مدير لها بدأ مكي هادئاً في إجاباته التي لها ما بعدها، وهي محاولة ــ سواء مبادرتنا أو إجاباته ــ لتحريك الساكن فيما يلي خلافة البشير:
> هل تعتقد أن الوطني أمام امتحان عسير عند اختيار خليفة للبشير؟
هي ليست امتحاناً عسيراً بل يسير ليس لأن المسألة مسألة تعويض البشير، ولكن مسألة أن السودان ظل ينجب القادة، أنجب الأزهري وعبد الرحمن المهدي والناس ظنوا بعد محمد أحمد المهدي أن لن يأتي قائد، وجاءهم عبد الرحمن المهدي وأخرجهم من تحت الأنقاض وفي لحظة حديثة تغيّرت الاتجاهات من الشخصنة إلى المؤسسة بمعنى ليس من المهم أن يكون هناك قائد فيه ملامح الزعامة والتفوُّق والقدرات، وإنما المهم أن تكون هناك مؤسسات متكاملة بما يسمى القيادة الجماعية. الآن سويسرا لا تكاد تعرف لها رئيساً لأنها تدار عن طريق المؤسسات حتى جنوب السودان الآن الناس كانوا يعتقدون بأن لا بديل لجون قرنق.. فهو درس في أمريكا وخريج المدرسة العسكرية السودانية ولكن جاء شخص عادي ثائر من الصفوف وكان مجرد ضابط صف في الاستخبارات ليصبح رئيس الدولة.
> لكن يا بروف الأمر في السودان اعتمد على الشخصية والتي تمثل رمزية القيادة!!
هذا ما نسميه الشخصنة والتي أحياناً تضرُّ أكثر مما تنفع أُنظر إلى الصين الشعبية في عهد ماو تسي تونغ، الناس ما كانوا يعرفونها ولا كانوا يعرفون الصناعات الصينية ولا القدرات الصينية، ولكن كانوا يعرفون ماو الذي يحرك الجبال ويصنع المعجزات وكانت الصين في عهده دولة من العالم الثالث وحين جاءت دولة المؤسسات أصبحت بكين نكاد لا نعرف رئيسها.
> هل من الممكن أن يستنسخ المؤتمر الوطني الرئيس البشير؟
لا أعتقد الظروف تسمح، و«ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله».. النبي الذي ربط الأرض بالسماء خرج من الأرض والدولة الإسلامية لم تكن تتجاوز الحجاز ولم يكن فيها أكثر من خمسمائة ألف رجل وبعد «12» سنة حينما جاء عهد عثمان بن عفان وصلت السودان والصين يعني تضاعفت مائة مرة وحدث فيها نمو كبير.
> هل من المرجح أن يترشح البشير مرة ثانية رغم إعلانه زهده في الرئاسة؟
اعتقد أن هناك حراكاً سياسياً كبيراً داخل المؤتمر الوطني على مستوى السودان، والحياة والموت بيد الله ليس فقط موت الأشخاص ولكن لكل أجل كتاب سواء حقبة سياسية أو اجتماعية او اقتصادية والمتغيرات كبيرة والمطلوبات أيضاً كبيرة وتجديد القيادات هو الذي يكشف عن حيوية الأمم.
> باهى د.أمين حسن عمر بإمكانية تقديمهم لـ «20» شخصية مناسبة للرئاسة، هل ترى وجود عدد مقدر من قيادات الوطني مؤهلة لخلافة عمر؟
لا أعتقد أن خلافة البشير أو التغيير السياسي أو التجديد السياسي في السودان سيكون مرهوناً فقط بالمجموعات الموجودة في الوطني، أعتقد التجديد السياسي ستلعب فيه قوى مختلفة، المؤسسة العسكرية ستظل فاعلة في المسألة السياسية لأن السودان يواجه عدواناً، ولا يمكن إهمال دور المؤسسة العسكرية ولا يمكن إهمال دور المؤسسة الأمنية وكذلك دور القوى السياسية المختلفة ولذلك ستأتي لحظة تضع السودان بين كل هذه المتغيرات لأنه لابد أن يأتي شخص تكون فيه المزايا لتوحيد أو ــ لنقل ــ لخلق تجانس بين مختلف أنواع الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي.
في الديمقراطيات هذة المسألة سهلة ولكن السودان كله مليشيات فيه أكثر من مليون قطعة سلاح ما بين دارفور وشرق السودان وكذلك السودان فيه عنصر المفاجأة.
> هل من الممكن أن تكون المفاجأة بأن يخلف البشير رجل يرتدي البزة العسكرية؟
ليس شرطاً أن يرتدي البزة العسكرية ولكن أن يكون مقبولاً في المؤسسة العسكرية الآن انظر للسودان ولجنوب السودان كليهما يحكم بواسطة خريج المدرسة العسكرية وكذلك تشاد، وإثيوبيا بواسطة ملس زيناوي الذي ترك الدراسة في السنة الثانية بكلية الطب بأديس أبابا ليصبح عسكرياً مثل كاسترو ويأتي عن طريق البندقية وأيضا أفورقي عن طريق البندقية وموسفيني في يوغندا ولا يوجد من جيران السودان من يحكم عن طريق الديمقراطية حتى في مصر ما يزال الحاكم عسكرياً وحتى حينما يأتي حاكم مصر الجديد ستكون من أهم معادلاته الجيش المصري الذي ظل يحكم مصر خلال المائتي سنة الأخيرة. لا تكاد توجد ما يسمى بالديمقراطية بدول الجوار إلا في كينيا.
> هل هذا تنبؤ بانقلاب جديد لصالح الجيش؟
ليس معنى ذلك أن السودان يتجه في طريقة متأخرة، السودان كان متقدماً وفيه ديمقراطية، ولكن الديمقراطية بالطريقة القديمة لن تكون عملية. تصور هناك نظام ديمقراطي وأن الذي يحكم السودان ابن محمد عثمان الميرغني والوضع كما هو عليه الآن، في دارفور لن يكون الختمية هم الوقود لفرض الأمن وحينما يكون القادم من شرق السودان بقوة عسكرية لن ينتظره من في القصر دون أن تكون هناك قوة عسكرية ذات قدرة على الصمود وأداء المطلوبات لأن الحكم ليس نزهة والديمقراطية تتطلب قدراً من الوعي والتجانس والوفاق السياسي، فإذا كانت هذه المطلوبات الثلاثة لم تتوفر فيكون الحكم في حاجة لنوع من الغلبة.
> بتوضيح أكثر!!
الغلبة والشوكة لأن الذي يدير أمور البلد قادر على تحريك المؤسستين العسكرية والسياسية، أعطيك مثالاً: لماذا حدث التقارب التشادي السوداني؟ السودان كان يدعم المعارضة وكان هناك اعتقاد أنه بالقضاء على الوضع التشادي يتم محاصرة الحركات في دارفور هذه المعادلة فشلت ولا تنسى أن النظام التشادي ذو شوكة عسكرية، لذلك انتهج السودان سياسة جديدة وأن النظام التشادي قادر على إطاحة النظام في السودان والعكس، ومن الأفضل أن يتخلى الفريقان عن دعم الخصوم، وهذا كان يحتاج إلى قدرات سياسية وعسكرية لأن هناك مراكز قوى كان من مصلحتها العداوة.
> تنبِّه أم تحذِّر أكثر من ضرورة عدم إغفال العسكر عند النظر لمنصب الرئاسة؟
أنا لا أنبِّه ولا أحذِّر، أنا أقرأ معطيات في جغرافيا التضاريس السياسية السودانية!
> هل يمكن مع ذلك أن يتم اختيار رئيس من الصف الثاني حسبما لم يستبعد د.أمين حسن؟
لا أسميه من صف الوطني، قد يأتي رئيس يكون مقبولاً للوطني والحركة الإسلامية والقوى السياسية الأخرى ومؤسسات الدولة ولا تكون فيه كل شروط العضوية الشكلية المنصوص عليها في الوطني.
> اتبع الوطني طريقة مبتكرة لاختيار مرشحيه لمنصب الوالي ــ هل تتوقع نهجاً جديدًا بشأن الرئاسة؟
هي المفاجأت إذا لم يكن الوطني لديه الشجاعة الكافية من الآن في التفكير بأن الذاكرة السياسية في وسطه والتي تتم في عز قوته وسط القيادة التاريخية لا أعتقد أن ثلاثة رجال بالنسبة للوطني والحركة الإسلامية يمكن أن يتكرروا مثل الترابي شخص ملم بالثقافة الإسلامية والغربية وعنده كل الخبرات، أصبح الآن خارج دائرة الاختيار، والبشير بين «89» والآن حاجتان مختلفتان من الخبرات والتجارب، وكذلك الأستاذ علي عثمان الذي كان ملماً بأسرار الحركة الإسلامية منذ أن كان طالباً وظل منذ 1976 إلى الآن في قلب الحدث السياسي، لكن مع ذلك قد لا يكون القائد الجديد يملك هذه الخصائص، والآن إذا هناك ململة من الشباب وململة في الحركة الإسلامية وحراك فكيف في ظروف فراغ سياسي لم تعد له العدة لابد أن تكون هناك مفاجآت. إذا كان وسط كل هذه التحسبات وأجهزة أمنية وصحافة مسيّسة وبوتقة وحراك قوى وتلمُّس للخروج، فكيف في ظل فراغات سياسية خصوصاً أن السودان كله تحرك، وهذا متوقع وأكاد أراه رأي العين كل واحد في الوطني يشعر بأنه يبحث عن قناعاته وأمنياته يبحث عن النادي السياسي.
> هل من حق أي قيادي في الوطني أن يُمني نفسه بالرئاسة؟
الزعامة طريقها صعب والقائد تخلقه معطيات، من 1989 إلى 1999 كان الصراع مستتراً بين البشير والترابي أي واحد كان يمني نفسه بالقيادة ومثل النجوم ما كل فنان يمكن أن يكون الفنان الأول حتى ولو امتلك الحنجرة. القائد يأتي عن طريق اللطف الإلهي أولاً، واللطف الإلهي يعبر عن مطبات وامتحانات واختبارات، كثير من الناس يحب أن يكون في حزب الرئيس أو حزب الفريق أو الكابتن.
> هل يمكن تفسير تمسُّك البعض ببقاء الرئيس لارتباط مصالحهم بذلك؟
شيء طبيعي ليس في السودان بل في كل الدنيا والذي يخلف البشير أو المجموعة التي تخلفه لابد أن يكون لها من المؤهلات والقدرات ويصحب ذلك من المتغيرات ما يحجب هذه الموجة التي تكون دائماً متمسكة بالقديم.
> هل ترى أن هذه المجموعة ضخمة العدد؟
أنا أتكلم أن السودان كله سيتغير ولكل أجل كتاب، ولو كان تاريخ السودان السياسي محطة نهايته الأزهري ما كان وصل الأزهري، ولو كان محطة نهايته نميري ما كان وصل النميري نفسه، والتاريخ في حالة صيرورة وفي حالة تغيُّر واللطف الإلهي يعبِّر عن نفسه في أشكال مختلفة، الحكيم هو من استطاع أن يقرأ اللطف الإلهي في لحظات تجلياته.
هي ليست امتحاناً عسيراً بل يسير ليس لأن المسألة مسألة تعويض البشير، ولكن مسألة أن السودان ظل ينجب القادة، أنجب الأزهري وعبد الرحمن المهدي والناس ظنوا بعد محمد أحمد المهدي أن لن يأتي قائد، وجاءهم عبد الرحمن المهدي وأخرجهم من تحت الأنقاض وفي لحظة حديثة تغيّرت الاتجاهات من الشخصنة إلى المؤسسة بمعنى ليس من المهم أن يكون هناك قائد فيه ملامح الزعامة والتفوُّق والقدرات، وإنما المهم أن تكون هناك مؤسسات متكاملة بما يسمى القيادة الجماعية. الآن سويسرا لا تكاد تعرف لها رئيساً لأنها تدار عن طريق المؤسسات حتى جنوب السودان الآن الناس كانوا يعتقدون بأن لا بديل لجون قرنق.. فهو درس في أمريكا وخريج المدرسة العسكرية السودانية ولكن جاء شخص عادي ثائر من الصفوف وكان مجرد ضابط صف في الاستخبارات ليصبح رئيس الدولة.
> لكن يا بروف الأمر في السودان اعتمد على الشخصية والتي تمثل رمزية القيادة!!
هذا ما نسميه الشخصنة والتي أحياناً تضرُّ أكثر مما تنفع أُنظر إلى الصين الشعبية في عهد ماو تسي تونغ، الناس ما كانوا يعرفونها ولا كانوا يعرفون الصناعات الصينية ولا القدرات الصينية، ولكن كانوا يعرفون ماو الذي يحرك الجبال ويصنع المعجزات وكانت الصين في عهده دولة من العالم الثالث وحين جاءت دولة المؤسسات أصبحت بكين نكاد لا نعرف رئيسها.
> هل من الممكن أن يستنسخ المؤتمر الوطني الرئيس البشير؟
لا أعتقد الظروف تسمح، و«ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله».. النبي الذي ربط الأرض بالسماء خرج من الأرض والدولة الإسلامية لم تكن تتجاوز الحجاز ولم يكن فيها أكثر من خمسمائة ألف رجل وبعد «12» سنة حينما جاء عهد عثمان بن عفان وصلت السودان والصين يعني تضاعفت مائة مرة وحدث فيها نمو كبير.
> هل من المرجح أن يترشح البشير مرة ثانية رغم إعلانه زهده في الرئاسة؟
اعتقد أن هناك حراكاً سياسياً كبيراً داخل المؤتمر الوطني على مستوى السودان، والحياة والموت بيد الله ليس فقط موت الأشخاص ولكن لكل أجل كتاب سواء حقبة سياسية أو اجتماعية او اقتصادية والمتغيرات كبيرة والمطلوبات أيضاً كبيرة وتجديد القيادات هو الذي يكشف عن حيوية الأمم.
> باهى د.أمين حسن عمر بإمكانية تقديمهم لـ «20» شخصية مناسبة للرئاسة، هل ترى وجود عدد مقدر من قيادات الوطني مؤهلة لخلافة عمر؟
لا أعتقد أن خلافة البشير أو التغيير السياسي أو التجديد السياسي في السودان سيكون مرهوناً فقط بالمجموعات الموجودة في الوطني، أعتقد التجديد السياسي ستلعب فيه قوى مختلفة، المؤسسة العسكرية ستظل فاعلة في المسألة السياسية لأن السودان يواجه عدواناً، ولا يمكن إهمال دور المؤسسة العسكرية ولا يمكن إهمال دور المؤسسة الأمنية وكذلك دور القوى السياسية المختلفة ولذلك ستأتي لحظة تضع السودان بين كل هذه المتغيرات لأنه لابد أن يأتي شخص تكون فيه المزايا لتوحيد أو ــ لنقل ــ لخلق تجانس بين مختلف أنواع الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي.
في الديمقراطيات هذة المسألة سهلة ولكن السودان كله مليشيات فيه أكثر من مليون قطعة سلاح ما بين دارفور وشرق السودان وكذلك السودان فيه عنصر المفاجأة.
> هل من الممكن أن تكون المفاجأة بأن يخلف البشير رجل يرتدي البزة العسكرية؟
ليس شرطاً أن يرتدي البزة العسكرية ولكن أن يكون مقبولاً في المؤسسة العسكرية الآن انظر للسودان ولجنوب السودان كليهما يحكم بواسطة خريج المدرسة العسكرية وكذلك تشاد، وإثيوبيا بواسطة ملس زيناوي الذي ترك الدراسة في السنة الثانية بكلية الطب بأديس أبابا ليصبح عسكرياً مثل كاسترو ويأتي عن طريق البندقية وأيضا أفورقي عن طريق البندقية وموسفيني في يوغندا ولا يوجد من جيران السودان من يحكم عن طريق الديمقراطية حتى في مصر ما يزال الحاكم عسكرياً وحتى حينما يأتي حاكم مصر الجديد ستكون من أهم معادلاته الجيش المصري الذي ظل يحكم مصر خلال المائتي سنة الأخيرة. لا تكاد توجد ما يسمى بالديمقراطية بدول الجوار إلا في كينيا.
> هل هذا تنبؤ بانقلاب جديد لصالح الجيش؟
ليس معنى ذلك أن السودان يتجه في طريقة متأخرة، السودان كان متقدماً وفيه ديمقراطية، ولكن الديمقراطية بالطريقة القديمة لن تكون عملية. تصور هناك نظام ديمقراطي وأن الذي يحكم السودان ابن محمد عثمان الميرغني والوضع كما هو عليه الآن، في دارفور لن يكون الختمية هم الوقود لفرض الأمن وحينما يكون القادم من شرق السودان بقوة عسكرية لن ينتظره من في القصر دون أن تكون هناك قوة عسكرية ذات قدرة على الصمود وأداء المطلوبات لأن الحكم ليس نزهة والديمقراطية تتطلب قدراً من الوعي والتجانس والوفاق السياسي، فإذا كانت هذه المطلوبات الثلاثة لم تتوفر فيكون الحكم في حاجة لنوع من الغلبة.
> بتوضيح أكثر!!
الغلبة والشوكة لأن الذي يدير أمور البلد قادر على تحريك المؤسستين العسكرية والسياسية، أعطيك مثالاً: لماذا حدث التقارب التشادي السوداني؟ السودان كان يدعم المعارضة وكان هناك اعتقاد أنه بالقضاء على الوضع التشادي يتم محاصرة الحركات في دارفور هذه المعادلة فشلت ولا تنسى أن النظام التشادي ذو شوكة عسكرية، لذلك انتهج السودان سياسة جديدة وأن النظام التشادي قادر على إطاحة النظام في السودان والعكس، ومن الأفضل أن يتخلى الفريقان عن دعم الخصوم، وهذا كان يحتاج إلى قدرات سياسية وعسكرية لأن هناك مراكز قوى كان من مصلحتها العداوة.
> تنبِّه أم تحذِّر أكثر من ضرورة عدم إغفال العسكر عند النظر لمنصب الرئاسة؟
أنا لا أنبِّه ولا أحذِّر، أنا أقرأ معطيات في جغرافيا التضاريس السياسية السودانية!
> هل يمكن مع ذلك أن يتم اختيار رئيس من الصف الثاني حسبما لم يستبعد د.أمين حسن؟
لا أسميه من صف الوطني، قد يأتي رئيس يكون مقبولاً للوطني والحركة الإسلامية والقوى السياسية الأخرى ومؤسسات الدولة ولا تكون فيه كل شروط العضوية الشكلية المنصوص عليها في الوطني.
> اتبع الوطني طريقة مبتكرة لاختيار مرشحيه لمنصب الوالي ــ هل تتوقع نهجاً جديدًا بشأن الرئاسة؟
هي المفاجأت إذا لم يكن الوطني لديه الشجاعة الكافية من الآن في التفكير بأن الذاكرة السياسية في وسطه والتي تتم في عز قوته وسط القيادة التاريخية لا أعتقد أن ثلاثة رجال بالنسبة للوطني والحركة الإسلامية يمكن أن يتكرروا مثل الترابي شخص ملم بالثقافة الإسلامية والغربية وعنده كل الخبرات، أصبح الآن خارج دائرة الاختيار، والبشير بين «89» والآن حاجتان مختلفتان من الخبرات والتجارب، وكذلك الأستاذ علي عثمان الذي كان ملماً بأسرار الحركة الإسلامية منذ أن كان طالباً وظل منذ 1976 إلى الآن في قلب الحدث السياسي، لكن مع ذلك قد لا يكون القائد الجديد يملك هذه الخصائص، والآن إذا هناك ململة من الشباب وململة في الحركة الإسلامية وحراك فكيف في ظروف فراغ سياسي لم تعد له العدة لابد أن تكون هناك مفاجآت. إذا كان وسط كل هذه التحسبات وأجهزة أمنية وصحافة مسيّسة وبوتقة وحراك قوى وتلمُّس للخروج، فكيف في ظل فراغات سياسية خصوصاً أن السودان كله تحرك، وهذا متوقع وأكاد أراه رأي العين كل واحد في الوطني يشعر بأنه يبحث عن قناعاته وأمنياته يبحث عن النادي السياسي.
> هل من حق أي قيادي في الوطني أن يُمني نفسه بالرئاسة؟
الزعامة طريقها صعب والقائد تخلقه معطيات، من 1989 إلى 1999 كان الصراع مستتراً بين البشير والترابي أي واحد كان يمني نفسه بالقيادة ومثل النجوم ما كل فنان يمكن أن يكون الفنان الأول حتى ولو امتلك الحنجرة. القائد يأتي عن طريق اللطف الإلهي أولاً، واللطف الإلهي يعبر عن مطبات وامتحانات واختبارات، كثير من الناس يحب أن يكون في حزب الرئيس أو حزب الفريق أو الكابتن.
> هل يمكن تفسير تمسُّك البعض ببقاء الرئيس لارتباط مصالحهم بذلك؟
شيء طبيعي ليس في السودان بل في كل الدنيا والذي يخلف البشير أو المجموعة التي تخلفه لابد أن يكون لها من المؤهلات والقدرات ويصحب ذلك من المتغيرات ما يحجب هذه الموجة التي تكون دائماً متمسكة بالقديم.
> هل ترى أن هذه المجموعة ضخمة العدد؟
أنا أتكلم أن السودان كله سيتغير ولكل أجل كتاب، ولو كان تاريخ السودان السياسي محطة نهايته الأزهري ما كان وصل الأزهري، ولو كان محطة نهايته نميري ما كان وصل النميري نفسه، والتاريخ في حالة صيرورة وفي حالة تغيُّر واللطف الإلهي يعبِّر عن نفسه في أشكال مختلفة، الحكيم هو من استطاع أن يقرأ اللطف الإلهي في لحظات تجلياته.
التعليقات