الخميس، 31 مارس 2011

انتخابات مبكرة.. تنازل أم تكتيك


انتخابات مبكرة.. تنازل أم تكتيك
رشان أوشي
اقترح عليَّ أحد أصدقائي قبل فترة طويلة الاشتراك في موقع فيس بوك الذي يعنى بالتواصل الاجتماعي وأقنعني بضرورة ذلك، بداية لم أكن متحمسة باعتبار أن العمل الصحفي يستغرق زمناً طويلاً، قبلت بالفكرة بعد أن وجدت الجميع مهتمين بالأمر الذي بدا لي ممتعاً للغاية، لم يجل بخاطري يوماً أن مشتركي فيس بوك الذين تركوا عندي انطباعاً بأنهم مجموعة عطالة يعملون على تمضية أوقات فراغهم، ولكن تحول الأمر عندي قبل شهور عندما وجدت أن ثورة مصر العظيمة كان منفذها الفيس بوك موقع العطالة. أطلقت حركة شباب لأجل التغيير(شرارة) صفحة على موقع فيس بوك تحمل ذات الاسم وتدعو للتغيير عبر ذات الآلية التي استخدمها الشباب المصري، ولكن يبدو أن الأمر مختلف تماماً هنا وأكثر صعوبة، أعلن هؤلاء الشباب لتظاهرة ترفض الغلاء في شارع القصر، وقبل أن يحتشد هؤلاء جيداً كانت الأجهزة الأمنية قد فضت التظاهرة واعتقلت المتظاهرين. خرجت تصريحات الحزب الحاكم استهزاءً وسخرية بثورة الفيس بوك، بعد شهر أعلن هؤلاء الشباب مرة أخرى لتظاهرة تهدف هذه المرة لإسقاط النظام، عندها اختلف الأمر تماماً وتضاربت تصريحات المسؤولين بين السحق والتنازل، وسخر تحالف المعارضة من تهديدات المؤتمر الوطني بسحق معارضيه وشباب الـ"فيس بوك"، ووصف الحزب الحاكم بالمعزول سياسياً ويعاني من فصام حاد. في خطوة مفاجئة أعلن قيادي بالمؤتمر الوطني مندور المهدي عزم حزبه إجراء انتخابات مبكرة تهدف إلى التغيير الذي ينشده الجميع، وأبلغ أحزاب المعارضة والحركات الشبابية بالاستعداد لخوض هذه الانتخابات التي ستقام بعد الفراغ من تصميم الدستور الدائم الجديد، وأكد أن حزبه لا يخشى خوض تلك الانتخابات. اعتبر مراقبون أن الخطوة التي سارع إليها المؤتمر الوطني تقع تحت احتمالين إما أنه اقتنع بأن تسونامي التغيير في طريقه الى الخرطوم، أو أنه يرغب في كسب مزيد من الشرعية لخرس الألسن التي تنادي بالتغيير الجذري، وذر رماد على عيون المجتمع الدولي التي أصبحت الحليف الإستراتيجي لثورات الشباب في الشرق الأوسط. أصبحت الحكومة تقود مركباً به عدة مجدفين، أولهم الحكومة القومية التي لم تجد الى الآن قبولاً من الأحزاب السياسية، وبالتالي أصبحت(كرت محروق) لا فائدة منه بعد أن فشل قطار التفاوض في الوصول الى آخر محطة، في الوسط يجدف الحوار الوطني الشامل الذي حشدت له أعداد كبيرة من المؤيدين ولكنهم ليسوا من ذوي الثقل الجماهيري، فأصبح غير مجدٍ، والآن يقود المركب مقترح الانتخابات المبكرة التي ألجمت ألسن قيادات المعارضة ولم ينطقوا بحرف واحد تأييداً أو رفضاً. تجربة سابقة: عندما اقترب موعد الانتخابات السابقة كانت القوى السياسية المعارضة قد أكملت ترتيب صفوفها، ونجحت في عقد فعاليات جماهيرية تعبوية لبرامجها الانتخابية، وقررت خوض التجربة التاريخية ككتلة واحدة بمرشح واحد لكي تتمكن من مواجهة طوفان المؤتمر الوطني الذي يمتلك المال والسلطة والأمن، ولكن في الزمن بدل الضائع فاجأت الهيئة العليا لتحالف جوبا الجميع بأنها قررت أن تخوض كل القوى السياسية المنضوية تحت لوائها التجربة منفردين بمرشحين لمستوى الرئاسة وبقية الدوائر، تيقن الجميع أن الأمر قد حسم لصالح الحزب الحاكم، حتى بعد الفوز الساحق الذي اتهم بعدم الشرعية والنزاهة، ثم سادت فترة هدوء في الساحة السياسية ولكن تجدد الاحتقان السياسي الداخلي، والإقصاء من المجتمع الدولي، يرى المراقبون أن السودان كان بإمكانه أن يعيش في حالة سلام، رغم كل المؤشرات السلبية، ولكن مظاهر الأزمات الماثلة أبعدته عن ذلك، غير أن الحقيقة تكمن بلا شك في مكان ما بين الروايتين: المتفائلة والمتشائمة؛ فالتوتر الذي أوجدته نتيجة الانتخابات الأخيرة محسوس، إلا أنه يمكن تلمس ما يمكن أن يحدث تحولاً إيجابياً في القضايا الشائكة، خاصة الاستفتاء ودارفور. تضاربت المصالح داخل كتلة التحالف المعارض، فقد قررت الأحزاب الكبيرة الانسحاب عن خوض تلك الانتخابات التي اتضحت معالم تزويرها على حد قول قياداتهم، بينما قررت الأحزاب الصغيرة ومعهم المؤتمر الشعبي خوض التجربة، قال مرشح الرئاسة من حزب التحالف الوطني السوداني العميد عبدالعزيز خالد لـ(التيار) حينها: إن حزبه قرر خوض الانتخابات ليس بغرض الفوز بمنصب الرئيس أو أي منصب آخر إنما لأغراض أُخرى أهمها معرفة ثقل وحجم الحزب الجماهيري، واكتساب خبرة خوض انتخابات للمرة الأولى. بينما عزت الحركة الشعبية بعد انسحاب مرشحها ياسر عرمان الموقف لتأكدها المسبق من تزوير واقع لا محالة، ولكن أفادتني بعض المصادر الخاصة عند إحدى زياراتي لعاصمة الجنوب جوبا أن مرشح الحركة انسحب بضغط من الحزب الحاكم الذي هدد بنسف الاستفتاء إذا لم تتنازل الحركة الشعبية عن خوض الانتخابات العامة، والتي اتضحت فيها ملامح فوز مرشح الحركة عرمان، وتبين الأمر في تصريحات رئيس الهيئة العليا لتحالف المعارضة فاروق أبوعيسى لـ(التيار) أنه شهد بنفسه مقايضة القوانين تحت قبة البرلمان، عندما كان رئيساً لكتلة التجمع البرلمانية. وأكد أبوعيسى أن الحركة والوطني قد تقايضا قانون الأمن مقابل قانون الاستفتاء، مشيراً الى أن ملامح تزوير الانتخابات باتت واضحة كالشمس. دكة البدلاء اقترح إدوارد لينو الرئيس السابق لاستخبارات الجيش الشعبي والقيادي بالحركة الشعبية "فالحركة الشعبية تلعب الآن دور المشاهد فقط" على حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن يبحث عن بديل للرئيس عمر البشير، وعلى حزبه أن يختار شخصاً آخر بديلاً إذا رغبت الحكومة جدية في إحداث تغيير جذري تفادياً لانتفاضة شعبية؛ كالتي عصفت بالجيران. ورأى المراقبون أن هذا هو التوجه الأول من نوعه منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس البشير بذريعة المسؤولية عن ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب في إقليم دارفور غرب السودان، ولم يقدم الجنرال أي مقترحات لبديل مناسب في الوقت الراهن. اعترضت المجموعات الشبابية المعارضة على مبدأ أن يكون البديل لتولي زمام حكم البلاد من قادة المعارضة الحاليين، وذهبوا الى أكثر من ذلك بتحميل هذه القيادات نصيبها من حالة الفشل المتوالية منذ الاستقلال التي تعاني منها البلاد، باعتبار أن جميع السياسيين الحاليين حكومة ومعارضة قد تمت تجربتهم كحكام، بل اقترحوا بدلاء من شخصيات قومية وشابة، الناطق الرسمي لحركة شباب لأجل التغيير(شرارة) مجدي عكاشة قدم نفسه كبديل، باعتبار المرحلة الحرجة الحالية تتطلب رؤى وبرامج جديدة للحكم؛ تخرج بالبلاد من النفق المظلم الذي ظلت تعاني منه لعقود، بينما وصف مسؤولو الحزب الحاكم الشباب بالحالمين ووصفتهم المعارضة بالمتحمسين، أي طرح البديل لم يرق للطرفين. موقف المعارضة: القيادي بحزب المؤتمر الشعبي الدكتور بشير آدم رحمة وافق على خوض الانتخابات المبكرة ولكن بشروط، لخص رحمة تلك الشروط في حديثه لـ(التيار) بضرورة وضع قانون انتخابات جديد، وإنشاء مفوضية نزيهة، وسجل انتخابي، خاصة بعد انفصال الجنوب، ووضع دستور أساسه الحريات لمراقبة الجهاز التنفيذي، وتشكيل حكومة قومية على رأسها تكنوقراط وليس سياسيين، وقيام جمعية تأسيسية، تعمل على إدارة مرحلة الانتخابات بحيادية، وتقسيم موارد السلطة على الأحزاب والمرشحين بالتساوي، وشدد على ضرورة أن يبتعد المؤتمر الوطني عن السلطة حتى تتصف الانتخابات بالنزاهة والحيادية، مشيراً الى تجربة سابقة أدارها الحزب الحاكم من على عرش المال والسلطة؛ أنفق خلالها مرشحوه على حملاتهم الانتخابية من خزانة وزارة المالية ومال الشعب، خاصة وأن التجربة السابقة واضحة للعيان بما تم فيها من تجاوزات. ووصف رحمة عرض الوطني بالتكتيك السياسي لكسب المزيد من الشرعية والبقاء في السلطة، بينما أقر الأمين العام لحزب الأمة الفريق صديق إسماعيل -أحد أحزاب التحالف الذي يقود حواراً مع الحكومة - بأن حزبه تقدم خطوات كبيرة في إطار الحوار الذي يقوده مع المؤتمر الوطني، وأن الاتفاق قد تجاوز الـ 85% من الأجندة المطروحة، ونفى أنهم تناولوا مقترح الانتخابات المبكرة ضمن الأجندة. البحث عن مخرج: اعتبر المحلل السياسي والإستراتيجي الأستاذ عمر مهاجر أن عرض الوطني يوصف بحالة الرشد التي توصل إليها المؤتمر الوطني، خاصة بعد التغييرات الجذرية التي حدثت في المنطقة المجاورة، نافياً أن يكون ما حدث حالة انهزام أو تكتيك سياسي، مبرراً أن المؤتمر الوطني لديه الشرعية للمكوث لدورة رئاسية كاملة وفق القانون، ولكن هناك حالة احتقان سياسي وغليان بادية في الساحة السياسية يحاول المؤتمر الوطني البحث عن مخرج عبر شتى السبل، حتى ولو كان بانتخابات مبكرة، واعتبرها خطوة تحمل شيئاً من العدالة عن طريق النزول الى الشارع لمعرفة الأحجام الحقيقية وأوزان القوى السياسية الأخرى.

السعودية وأمريكا: الخادم والسيد 2 من 4

مستقبل الحكم في السعودية. مع عبد العزيز الخميس

قضايا وآراء | الإصلاح السياسي في السعودية

عبدالباري عطوان وثورة الاصلاح السعودية

عبد الباري عطوان يعلق على الثورات العربية

الأربعاء، 30 مارس 2011

أبشركم أن الإسلام منتصر


أبشركم أن الإسلام منتصر

د. مصطفى يحييتش وجهود عمل متواصل في فهرسة المخطوطات الإسلامية («الشرق الأوسط»)
د. عائض القرني
لا تهنوا أيها المسلون ولا تيأسوا، فربنا الله يتولانا كما تولى أجدادنا، أما تذكرون كيف كان سلفنا قبل الإسلام؟ وكيف أصبحوا بعده؟ كانوا قبله رعاة غنم ثم صاروا قادة أمم، كانوا عبدة أصنام وأهل أزلام، ثم صاروا للعالم فاتحين وللأفكار مجددين، ولمشاعل النور حاملين، وفي حكم الشعوب عادلين، لا تهنوا؛ فسر نهضتنا وانتصاراتنا وكرامتنا وعزتنا القرآن لا يزال غضا طريا في صدور أطفالنا وفي أرواح شيوخنا. سوف يبعث فينا الحياة من جديد، إلى مجد تليد ونصر مجيد، لا تهنوا فالذي بعثنا بالوحي في فجر الرسالة المحمدية قادر أن يبعثنا من جديد من نومتنا هذه، فقد كان أسلافنا قبل الإسلام في آثار الضأن، يأكلون الميتة، ويعتقدون في الكواكب، ويسلبون القوافل، ويقطعون الطريق، ويغتالون القيم، ويذبحون الفضيلة، يعيشون كأنهم في غابة، في ضلالة وجهالة، يقسمون باللات والعزى، يقطعون الرحم، ويقتلون المسالم، ويغدرون بالمعاهد، فلما أسلموا تحول كل شيء في حياتهم، فصارت قلوبهم مصاحف هدى، وألسنتهم منابر معرفة، وأقلامهم رسل علم، وكلامهم ذكراً وتلاوة، يتوضأون فتفتح لهم أبواب الجنة، يصلون فتخشع معهم الجبال، يسجدون فتنحني لهم الجبابرة، يحاربون فتقاتل معهم الملائكة، يدعون فتهوى أمامهم قلاع الكفر وثكنات الباطل، ومعاقل الزور، يكبرون فتهتز لهم دواوين الجبابرة، وتهد صروح الأكاسرة وقصور القياصرة، حملوا لا إله إلا الله فرحبت بهم الأرض، وحيتهم السماء، وهابهم البحر، وصفق لهم النهر، وفتحت لهم الأقطار، وطوي في أيديهم الليل والنهار. أذن بلال في أذن الدنيا فخشع الكون، ورتل أبو موسى القرآن فانقشع الظلام، وروى أبو هريرة الحديث فأنصت الدهر، وحكم عمر فاستسلم الطغاة، وجاهد خالد فسحق الكفر وزهق الباطل.

أيها المسلمون لا تهنوا فنحن أكثر الديانات أتباعا، وأكثرهم صقاعا وبقاعا، في كل زاوية مسلم يسبح، وفي كل مسجد مؤمن يصلي، وعلى كل منبر موحد يخطب، وفي كل رابية داعية ينصح، ما من مدينة إلا وفيها مسجد، ولا قرية إلا وبها مصلى، ولا دولة إلا وفيها مركز ومعهد، الجبال والوهاد والروابي تهتز بنداء الحق: الله أكبر، الله أكبر، البحار والقفار والديار ترتج بلا إله إلا الله.

أيها المسلمون: إنْ ضعُفنا فما متنا، وإنْ مرِضنا فما انتهينا، وإن غُلبنا فما استسلمنا، لا يزال بنا رمق الحياة، وبذرة التحدي، وعنصر الإباء، ووقود الثورة، وروح النضال، نحن أهل الرسالة الخالدة، والقضية العادلة، والمشروع الرباني الحضاري، لولا أننا ملء السمع والبصر ما اشتغل بنا العالم، ولولا أننا قادمون ما خاف منا الآخر، نحن لسنا جنسا قوميا، ولا حزبا وطنيا، ولا فكرا أرضيا، ولا فريقا سياسيا. نحن أمة عظيمة ذات رسالة كريمة ومبادئ قويمة، نحن عرب وعجم، بيض وسود، علماء وعامة، أغنياء وفقراء، نحن ضمير العالم، وبهجة الحياة الدنيا، وأمل الشعوب المستضعفة، نحن جمعية خيرية كبرى، مؤسسة عالمية عظمى. نحن صيحة إنقاذ في ضمير الغيب، وبسمة أمل في فم الدهر، وقبس من نور الله في عالم التيه، لأننا وحدنا يوم ألحد غيرنا، وآمنا يوم كفر سوانا، نذنب لكن نتوب، ونخطئ لكن نستغفر، إن عثرنا أقامنا الله، وإن هُزمنا نصرنا الله، وإن ضاقت بنا السبل فرّج الله، فنحن إلى الله ومع الله وبالله وعلى الله وفي الله، إلى الله نسير، ومع الله نأنس، وبالله نثق، وعلى الله نتوكل، وفي الله نجاهد، نحن الأمة الخاتمة، ختمت بنا الرسالات، والأمة الوسط صلحت بنا المناهج، والأمة الشاهدة تقول كلمة الفصل، والأمة المجاهدة تدوس الباطل، نحن أمة ابتلانا الله وابتلى بنا. نحن أمة الفطرة والقبلة والملة والسنة، فالفطرة توحيد، والقبلة مكة، والملة الإسلام، والسنة اتباع المعصوم، نحن أهل القبلتين والبيعتين والحسنيين والهجرتين والملحمتين، فالقبلتان الكعبة والأقصى، والبيعتان العقبة والرضوان، والحسنيان النصر والشهادة، والهجرتان الحبشة والمدينة، والملحمتان معركة البعثة ومعركة التجديد.

نموت لكن ربنا حي، نذهب لكن القرآن موجود، نرحل لكن السنة باقية: «وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ».

الرقية الشرعية


الرقية: الرقية الشرعية من العين و الحسدتحصينات قبل الرقية:


بسم الله الرحمن الرحيم


- "
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين" تكرار 7 مرات


-
لا إلهَ إلاَّ اللهُ العَظيمُ الحليمُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ ربُّالعرْشِ العظيمُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرْضِ ،وربُّ العرْشِ الكريم" تكرار 3 مرات

- "
بِسَّمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ في الأرْضِ ولا في السَّماءِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيم " تكرار3 مرات

- "
أعوذُ بكلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ مِنْ شرِّ مَا خَلق " تكرار 3 مرات

- "
أعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التّامات مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ و شَرّعِبَادِهِ ، ومِنْ هَمَزَاتِ الشّيَاطِينِ وأَنْ يَحْضُرُونِ "تكرار 7 مرات

- "
أعـوذُ بكلماتِ اللهِ التامّةِ , من كلِّ شيطانٍ وهـامّةِ , ومن كلِّ عينٍ لامّـة" تكرار 7 مرات

- "
أعوذُ بِكلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّولا فاجِرٌ ، مِنْ شرِّ ما خَلقَ وبَرَأَ وذرَأَ ومِنْ شَرِّ ما يَنزِلُمِنْ السَّماءِ ، ومِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا ، ومِنْ شَرِّ ما ذَرأَفي الأرَضِ ومِنْ شَرِّ ما يَخْرُجُ مِنْهَا ، ومِنْ شرِّ فِتَنِاللَّيْلِ والنَّهَارِ ، ومِنْ شرِّ كلِّ طَارقٍ إلاّ طَارقاً يَطرُقُبِخَيْرٍ يا رَحْمَن "تكرار مرة واحدةثم تقرأ:


آيات الرقية:


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم من نفخه و نفثه و همزه ، الله الشافي ، الله المعافي:


-
بسم الله الرحمن الرحيم


{
الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * الرّحْمنِ الرّحِيمِ * مَلِكِيَوْمِ الدّينِ * إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَاالصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْغَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ}تكرار 7 مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (بسم الله الرحمن الرحيم)


{
الَمَ * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لّلْمُتّقِين * الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ وَممّارَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * والّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَإِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَىَ هُدًى مّن رّبّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة 1-4] تكرار مرة واحدة


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
يكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلّمَا أَضَآءَ لَهُمْمّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَآءَ اللّهُلَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍقَدِيرٌ } [البقرة 20] تكرار 7مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبّكَ يُبَيّن لّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنّهُيَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لّوْنُهَا تَسُرّالنّاظِرِينَ } [البقرة: 6] تكرار 7 مراتأعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِإِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَاتَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُبِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109] تكرار 7 مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌوَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِييَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْوَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَاشَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُحِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ } [البقرة 255] تكرار 7 مرات\


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَكُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُبَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَرَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير * لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّوُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبّنَا لاَتُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّنَا وَلاَ تَحْمِلْعَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبّنَاوَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقـَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْلَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِالْكَافِرِينَ } [البقرة 285- 286] تكرار 3 مراتأعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
قُلِ اللّهُمّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُوَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمّنْ تَشَآءُ وَتُعِزّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلّ مَنتَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنّكَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُاللّيْلَ فِي الْنّهَارِ وَتُولِجُ النّهَارَ فِي الْلّيْلِ وَتُخْرِجُالْحَيّ مِنَ الْمَيّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيّتَ مِنَ الْحَيّ وَتَرْزُقُ مَنتَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آل عمران:26-27] تكرار مرة واحدة


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍلِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّااكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيماً } [النساء 327 ] تكرار 3 مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
أمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْآتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْمّلْكاً عَظِيماً} [النساء: 54] تكرار 7مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] تكرار 7 مرات

-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِيسِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَالنَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَمُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَاللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةًإِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِبَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِقَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 54-56 ] تكرار 3 مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُاللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَأَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}[التوبة: 55] تكرار 3 مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَوَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيأَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيأَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} [هود : 31] تكرار 3 مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِيالَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }[هود: 37] تكرار 3 مراتأعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْمِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِنشَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِفَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } [يوسف:67] تكرار 7 مرات


-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ * إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَالسّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ} [الحجر :1

قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْلَهُ كُفُواً أَحَدٌ }


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَاخَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْشَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِيالْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّالنَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِالْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنْ الْجِنَّةِوَالنَّاسِ }

اتكاءة محارب:الفريق الركن ابراهيم الرشيد

اتكاءة محارب:الفريق الركن ابراهيم الرشيد


سقوط أنظمة الحكم في العالم أصبحت حالات تدرس في الجامعات ومراكز الدراسات الاستراتيجية وفي مجال الدراسات العليا، ويخرج الناس منها بدروس وعبر لمن يعتبر ويتبين ويفتكر من الأنظمة وأهل الحكم والسلطان.
في عهد حكم الرئيس نميري وفي آخر سنتين له في الحكم، كنت من ضمن موظفي رئاسة الجمهورية ملحوقاً من القيادة العامة مديراً لمكتب الرئيس بالقصر، وضابط ارتباط بين القيادة والقصر. وهكذا كنت شاهداً على العصر قريباً من مركز القرار ومراقباً لكثير من الأحداث التي تجري في دهاليز الحكم، وشاهداً على الصراع الذي يجري داخل المنظومة السياسية بين العناصر المكونة والمشاركة والمؤثرة في نظام الحكم.
وكان واضحاً لكل من يراقب عن قرب، سرعة إيقاع الصراع بين الإسلاميين المشاركين في الحكم بثقل كبير وتنظيم دقيق وانتشار واسع، ومجموعة القصر محدودة الانتشار ضعيفة التنظيم، ولكنها مسنودة بالاتحاد الاشتراكي المايوي، وجهاز أمن مقتدر واسع الإمكانات ويتميز بمهنية أمنية عالية.
كانت بداية الصراع بعد إعلان القوانين الإسلامية والعمل بها وتطبيق الحدود بواسطة محاكم خاصة، الشيء الذي أدى إلى شعور كبير لدى الإسلاميين بالحصول على مكاسب سياسية كبيرة، والقرب من تحقيق أعلى غاياتهم. وبدأ الحديث عن قربهم من السيطرة الكاملة على مقاليد الحكم، وبداية الحديث همساً عن نهاية عهد الإمام القائد وبداية عهد الإمام العالم، خاصة بعد المسيرة المليونية التي نظمها وحركها التنظيم الإسلامي. وكان كل ذلك من أسباب احتدام الصراع بين الإسلاميين ومجموعة القصر. وفي الحقيقة أن مجموعة القصر هى التي حركت الصراع ورتبت السيناريو وأعدت العدة له، بعد أن تأكدت من الدعم الخارجي لها، ووقوف الإدارة الأمريكية معها ومساندتها لهم ترتيباً وإخراجاً، بل مشاركة فعلية في إخراج السيناريو.
كانت مجموعة القصر محدودة النظر، تسعى لهدف واحد هو إخراج التنظيم الإسلامي من سدة الحكم وأجهزته. ولكن لم يفكروا في أبعاد تحقيق هذا الهدف. وفي المقابل كانت الإدارة الأمريكية تخطط لهدف آخر يتمثل في ضرب الطرفين والتخلص منهما، فأرسلت نائب الرئيس الأمريكي بوش الأب وقتها ليرتب الأمور وتحريكها ودعمها مع مجموعة القصر ظاهرياً سنداً لهم، وفي باطنهم تحقيقاً للهدف الأمريكي بضرب المجموعتين في وقت واحد، وهم يعلمون أن الإسلاميين هم سند حكم مايو، وبضربهم يصبح النظام نفسه ضعيفاً فيسقط، وبذلك يفسح المجال لعودة الحكم المدني الديمقراطي. وفي نهاية الأمر رُتب لضرب الإسلاميين، وأصبح في ليلة واحدة سبعة وسبعون منهم داخل السجن، وأصبح بذلك النظام كاشفاً، فتحرك الشارع وسقطت مايو، وكسبت الإدارة الأمريكية.
هذه المقدمة الطويلة أكتبها لأقول للقارئ إن قناعاتي وقتها أن الصراع داخل نظام الحكم هو الذي يؤدي إلى سقوطه، خاصة إذا وقفت أهم مؤسسات الدولة على الحياد «القوات المسلحة»، ففي عهد مايو لم يكن هناك فساد بحجم ما يتحدث عنه الناس بعد سقوط النظام في تونس ومصر، ولم تكن بطانة الحكم والمسؤولون يفعلون ما يشاءون كما نرى الآن في تونس ومصر، ولم تكن الضائقة المعيشية قد وصلت إلى الحد الذي وصلت إليه حالة الشعوب في العالم العربي اليوم من بؤس ومسغبة. إذن ليس بالصراع وحده تسقط الأنظمة، فالصراع داخل نظام الحكم المصري لم يكن بالحجم الذي يؤدي إلى سقوطه، على الأقل ما هو ظاهر منه، وكذلك الأمر في تونس. ومن هنا نجد أن هنالك أسباباً كثيرة أصبحت أقوى لتحريك الأمور في اتجاه سقوط النظام، مهما كان ذلك النظام متماسكاً وله مؤسسات قوية راسخة تقبض بيد من حديد على مؤسسات الدولة السيادية والسياسية والتنفيذية والقضائية والأمنية.. فالناظر لنظام الحكم في مصر وكذلك في تونس، لا يتخيل من قريب أو بعيد، أن تلك الأنظمة يمكن أن تسقط بواسطة الشعب.. إذن ما هى تلك الأسباب؟
من خلال مجريات الأحداث في مصر وتونس ودول عربية أخرى، بدأ الشارع يتحرك فيها. ومن الدروس المستفادة المستخرجة من الواقع وما وصلت إليه الأحوال في مصر وتونس وإيقاع حركة الشارع والتجاوب السريع مع الثوار، يمكن تلخيص الأسباب التي أدت إلى سقوط تلك الأنظمة في الآتي:
أولاً: الفساد الواسع المستشري بين بطانة الحاكم والحاكم نفسه والمسؤولين في كل المستويات في سدة الحكم والمحسوبين عليه وعليهم.
ثانياً: إطلاق يد بطانة الحاكم والمسؤولين في التصرف كسباً للمال والجاه دون حسيب أو رقيب.
ثالثاً: التستر على الفساد تبادلاً للمصالح.
رابعاً: السيطرة المركزية على مقاليد الحكم والحصول عليه بأية صورة من الصور دون إفساح المجال للآخرين للمشاركة.
خامساً: الحرمان من حرية الرأي والتعبير والمطالبة بالحقوق.
سادساً: الخطاب المتعالي المستفز من أركان الحكم قولاً وفعلاً.
سابعاً: قمع أجهزة الأمن لكل من يتحدث أو يكتب أو يعارض.
ثامناً: تفشي البطالة بين الخريجين والشباب.
تاسعاً: عدم توفر الخدمات الضرورية.
عاشراً: ارتفاع الضرائب والرسوم وغلاء الأسعار وملاحقة الناس في سبل معيشتهم.
وبنظرة فاحصة نجد أن جميع هذه الأسباب قد توفرت في الحالتين المصرية والتونسية، ومتى ما توفرت كلها أو جزء منها لدى أي نظام حكم آخر يمكن أن تؤدي إلى سقوطه. وإذا وضع كل نظام حكم هذه الأسباب بالإضافة إلى دروس أخرى خرجت من ثورتي مصر وتونس وبدأ العمل الجاد في معالجتها وإشراك كل فئات الشعب في علاجها، وليس ذلك بعسير ولا مستحيل تطبيقه، فلا شك أن النتيجة ستكون استقراراً للحكم ورضاءً لدى جميع فئات الشعب، وانطلاقاً لبناء دولة عظيمة.

سكر وضغط

سكر وضغط


* انا اتابع اخبار الإمبرطور أحمد الصادق"غصبا عنى وغصبا عن الإمبراطور الأصلى (وردي) اتابع اخباره من باب العلم بالشئ ولا الجهل به..مثلما اتابع برنامج التحصين الموسع ضد امراض الطفولة الستة... ليت أحمد الصادق يتابعه.
الحكومة الاتحادية تنشئ وتفتح مصانع(السكر) والحكومات الولائية والولاة يبيعون لنا (الضغط)..
اقصر طريق لقلب النظام الحاكم..هو"فيس بوك" واخوانه.
مع الارتفاع المتواصل لاسعار الدواء.. نجد الشخص الذي يمرض اليوم. خير من الذي يمرض غدا"وبلاش تنوم أوتمرض"!!
الفتاة التى تلبس الملابس الضيقة والمحزقة والساخنة.. اقول لها.. في استار اكاديمى. اماكن شاغرة.. اتمنى لك النجاح.. واكيد "حاصوت ليك".
نوبة الكرم الحكومى.. منحة المائة جنيه.. اتمنى ان تتحول نحو القطاع الخاص.. ونكون كلنا "نوبة" في العطاء.
الزواج مهما كانت زوجته جميلة" كاترين هيجل بس) فأنه سينظر الى غيرها.. فالرجل له عينان.. احداها "طايرة" والاخرى فارغة.. ولايملأهما الا الفراغ أو التراب.
قال لى صاحبي: (ان البابسطة والجاتو والبسبوسة) تسبب له (القارديا).. فيا صديقى ان العيب في بطنك وليس في مكان اخر...ملحوظة: الاخرون اذا وجدوا الباسطة والجاتو والبسبوسة سيسيبون لها (القارديا) فهم عرفوا الباسطة عندما كانت بالمتر.
الجهات التى تقوم بنقل النفايات والاوساخ والقشاشة كما يقول جيراننا الاثيوبيون..يتركون تلك القشاشة في الشوارع لعدة ايام حتى تجد الحيوان الغاشية والماشية..من كلاب ضالة واغنام وطيور وذباب.. ماتأكله...فكم انتم رحماء ايها القائمون بأمر القشاشة.
اغلب الحكام يعتبرون.المواطنين ليسوا من السكان الاصليين.. ويعاملونهم معاملة الكفيل للسودانى المغترب.. حتى اذا ما دار الزمان وانقلب الحال..اصبح الحاكم يفتش لمن يكفله.. مع دفع رسوم الاقامة والاعاشة والكفاله من جيبه الخاص. وهو جيب المواطن سابقا.
المواطن الذي يشتكي من غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار وتدني الخدمات. نقول له احمد ربك على النفس الطالع ونازل.. ثم ساعد نفسك بالدعاء..ولكن ليس على وزير المالية..

Deadly Venomous Viper

King Cobra vs Python!! Part1/3

الانتصار الرخيص .. أو الهزيمة المخزية

الانتصار الرخيص .. أو الهزيمة



مجلس تعاون لدول وادي النيل
بقلم: د. خالد التيجاني النور (كاتب سوداني) ..
تاريخ نشر الخبر:الأربعاء 30/03/2011
مع التحولات الجيوسياسية الكبرى التي تشهدها منطقة وادي النيل في الوقت الراهن, لم تعد تلك المسلمات والأطر السياسية التي ظلت تدار بها العلاقات السودانية المصرية على مدار العقود الماضية, وتشكلت محدداتها على مدار القرنين الماضيين, ذات جدوى في مخاطبة التحديات الجديدة البالغة الأهمية, وهي تحديات حقيقية تتعدى مجرد الجدل العقيم حول طبيعة العلاقات السياسية وحدودها إلى قضايا أعمق تهدد وجودها.
لم تكن مبادرة الرئيس عمر البشير بالذهاب إلى القاهرة كأول رئيس عربي يزور أرض الكنانة بعد الثورة, وزيارة رئيس الوزراء المصري عصام شرف للخرطوم وجوبا في أول مهمة خارجية له, إلا دلالة على الوعي المشترك للقيادة السياسية بأولوية العلاقة بين البلدين وإدراك عمقها الاستراتيجي, ولكن مع ذلك ينبغي التنبيه إلى أن الطرفين لا ينطلقان من نقطة الصفر, ولا يأتيان بجديد لم يكن معهوداً في سيرة العلاقات السودانية المصرية, ولكنها تؤكد من ناحية أخرى أن تغير الأنظمة والحكومات لا يغير من حقيقة أن مصالح الشعوب في الوادي هي الأبقى, وأزلية علاقاتها ليست مجرد تعبيرات عاطفية, ولكن تفرضها بالضرورة تشابك وترابط مصائرها وهو ما يقتضي استمرار التواصل.

وليس سراً أن العلاقات الرسمية شهدت على مدار العقود الستة الماضية الكثير من حالات المد والجذر, والصعود والهبوط, والتقارب أحياناً والتباغض في أحايين أخرى, وظلت محاصرة بالهواجس والظنون المتبادلة إلا أنها مع ذلك ظلت محتفظة برباط التواصل ولم تصل إلى حالة القطيعة حتى في أحلك أوقاتها.

وتغيير النظام في مصر لا يعني أن غيابه في حد ذاته يوفر ضماناً لمستقبل أفضل للعلاقات, فالمشكلة لم تكن في النظام نفسه إذ أنه لم يشكل عقبة كأداء في طريق تعزيز العلاقة, ولا كان ينقصه الوعي بخصوصية العلاقة وبعدها الاستراتيجي في حساباته, ولكن تكمن المشكلة في نمط التفكير وأسلوب التعبير عن سبل تجسيد هذه الأولوية المحسومة, ولعل ما يجمع عليه السودانيون في هذا الخصوص أن القاهرة ظلت تنظر للعلاقة مع بلادهم من ثقب المنظور الأمني, أي ما يعطي الانطباع بأنها مهدد أمني بأكثر ما هي مجال لعلاقة أوسع آفاقاً, ولذلك ظل ملف العلاقات بين البلدين محتكراً في أيدي أجهزة المخابرات, وهو أمر ضيق واسعاً, وحبس العلاقة في دائرة الشكوك والتوجس وحرمها من الانطلاق في فضاءات أرحب وأكثر نفعاً لمصالح الشعبين, لأن وجود المصالح الحقيقية هو أكبر ضامن لتوفير الأمن وحفظه وليس العكس.
ولئن حررت ثورة الشباب إرادة مصر ووضعتها على درب استعادة دورها الريادي على المحيطين الإقليمي والدولي, فقد أتاحت سانحة أيضاً لتحرير علاقات مصر بالسودان من ربقة حشرها وأسرها في الدوائر المخابراتية, ولعل زيارة رئيس الوزراء المصري للخرطوم حملت أولى الرسائل في هذا الخصوص, أي استعادة الإطار الأوسع للعلاقات, فقد خلت قائمة الوفد الكبير الذي رافقه من وجود ظاهر للعيان لتمثيل مخابراتي.
ومن المهم الإشارة في هذا المقام إلى أن التحولات الجيوسياسية الراهنة في وادي النيل توفر فرصة جديدة لإعادة تعريف العلاقات بين أطرافه وتحديد مصالحها المشتركة وإعادة ترتيب أولوياتها وسبل تنفيذها ضمن استراتيجية جديدة تضع في الحسبان المعطيات الجديدة.

وعامل الثورة المصرية وتغيير النظام وإعادة ترتيب البيت المصري ليس هو المتغير الوحيد في هذا الخصوص, ولعل المصادفة وحدها هي التي قادت لأن يرافق التحول المصري تحول آخر في الطرف الآخر في هذه العلاقة, فالسودان الموحد الذي تعاملت معه القاهرة على مدى أكثر من قرن لم يعد موجوداً, وفي طريقه لأن ينقسم ويصبح دولتين في غضون أشهر قليلة, وهو آخر ما كانت السياسة المصرية تتمنى حدوثه, ولكنه أصبح واقعاً ويحسب لمصر أنها تجاوزت ما كانت تعتبره خطاً أحمر في وقت مناسب وتهيأت له وتعاملت مع حقائقه المرة بواقعية ونجحت في كسب ود الجنوبيين ذلك أنها لم تقف في طريق طموحهم للحصول على الاستقلال.
والتحول الثوري الذي حدث في مصر, فضلاً عن الواقع السياسي الجديد في السودان وبروز دولتين فيه, تجعل الأطراف الثلاثة في مواجهة تحولات جديدة تجاوزت وقائع التاريخ والجغرافيا التي سادت طوال العقود الماضية, وهو ما يضعها جميعاً أمام مراجعات جذرية تتطلب بالضرورة التأسيس لمحددات جديدة لمفاهيم الأمن القومي, والبناء الوطني, ورسم استراتيجيات جديدة سواء على الصعيد الداخلي في كل واحدة منها, أو على صعيد العلاقات بينها بعد ان تحولت من علاقات ثنائية إلى علاقة ذات ثلاثة أطراف, وبالنظر إلى تداخل المصالح الحيوية المشتركة بينها فإن المهددات التي قد تطال أيا منها سينعكس بالضرورة سلباً على بقية أطرافها, وهو ما يعني أن هناك حاجة ملحة لإقامة علاقة جديدة تقوم على تحقيق التوازن بين مصالح الدول الثلاث, وتحقيق الاستقرار والأمن والتعاون بينها سيبقى ضرورة ملحة, لأن أية محاولة لخلق محور ثنائي خارج هذا الإطار والمعني هنا مصر وشمال السودان بحكم تقارب مكوناتهما, ووضع الدولة الجنوبية في مرتبة تالية أو اعتبارها مجرد رديف في هذه العلاقة لن يحقق أهداف الشراكة الاستراتيجية المرجوة لدول وادي النيل الثلاث بحكم ترابط المصالح بينها.
وليس سراً أن التحرك المصري السريع جنوباً يأتي مدفوعاً إلى حد كبير بالانزعاج من التطورات المقلقة بشأن حصتها من مياه النيل بعد توقيع بوروندي الدولة السابعة التي تقر الاتفاقية الإطارية لمبادرة دول حوض النيل مما يمهد الطريق لتفعيل الاتفاقية التي تتحفظ عليها مصر والسودان, وتعتبرها القاهرة خصوصاً خصماً على الحقوق التاريخية المكتسبة في حصتها في مياه النيل. كما يقلق مصر أيضاً شروع إثيوبيا في تنفيذ سدود ضخمة على النيل الأزرق بدون تنسيق وتوافق بين الطرفين.
والخبر السعيد الذي حمله الوفد المصري لدى عودته تأكيد حكومة الجنوب بأنها ستحترم اتفاقيات مياه النيل التي ظلت سارية بين السودان الموحد ومصر, بيد أن المشكلة الحقيقية التي تواجه مصر هي أن حصة المياه التي تحظى بها حالياً لن تكون كافية لحاجتها في ظل التزايد الكبير في عدد سكانها, وبالتالي فإن المطلوب مصرياً ليس فقط الحفاظ على حصتها الحالية بل البحث عن موارد إضافية, وهو أمر ممكن إذا تم تنفيذ قناة جونقلي التي أوقفت حرب الجنوب العمل فيها عند منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.
ومن المؤكد أن إحياء مشروع الاستفادة من مياه المستنقعات في الجنوب التي تتبدد بفعل التبخر لن يكون أمراً تلقائياً بل يحتاج إلى إطار جديد لعلاقة استراتيجية جديدة تشترك دول الوادي الثلاث في رسمها بحيث تحقق توازناً في المصالح المتحقق منها للأطراف الثلاثة.
وعلى الرغم من أن مسألة المياه ستظل هي القضية المحورية في أية علاقات مستقبلية بين دول وادي النيل إلا أنها ليست المجال الوحيد الذي يستدعي التعاون بينها, فمسألة الأمن الغذائي للدول الثلاث ستظل شاغلاً لها بأقدار مختلفة, فكل واحدة من الدول الثلاث تواجه مشكلة خطيرة في توفير أمنها الغذائي بما في ذلك السودان الذي كان ينظر إليه بحسبانه منتجاً محتملاً للغذاء بما يغطي حاجة العالم العربي فإذا به اليوم عاجز عن توفير الغذاء لنفسه.
وهذا الواقع البالغ التعقيد لاتستطيع دول الوادي مجابهته منفردة أو بأطر التعاون المحدودة الحالية, فهناك حاجة حقيقية لأن تتبنى حكومات الدول الثلاث رؤية جديدة واستراتيجية مشتركة لوضع إطار جديد لآفاق شراكة اقتصادية متعددة الأغراض تجسدها مؤسسة فعالة للتعاون بين دول وادي الني
الانتصار الرخيص .. أو الهزيمة المخزية
سليمان الأمين
العنوان أعلاه يقابله الانتصار الباهر أو الهزيمة المشرِّفة .. أن تكون كل الأسلحة ضدك والشعب معك فأنت المنتصر مهما كانت نتيجة المعركة المحدودة فالحروب في الأصل طويلة، والمعارك نوعان كما هو معلوم في استراتيجيات الحروب، حرب تتحطم فيها والبنية التحتية ولكنها لا تهزم الإرادة السياسية، وهذه لا تعتبر هزيمة أو هي هزيمة محدودة، وأخرى تحطم الآلة العسكرية وتهزم الإرادة السياسية وهذه هي الهزيمة الحقيقية، وأفضل مثال يجسد الحالة الأولى هي حرب السادس من حزيران 1967م وقد حطمت دولة الكيان الصهيوني كل المطارات المصرية وعطلت سلاح الجو المصري وأصبحت السماوات المصرية مكشوفة والجيوش بدون غطاء وما تبع ذلك من تداعيات معلومة، إلا أن الزعيم جمال عبد الناصر خرج من تلك الحرب أقوى مما كان، فالسلاح الوحيد الذي بقي له هو سلاح الشعب فعلى المستوى المصري كانت الحشود غير المسبوقة التي تطالبه بالعدول عن الاستقالة، وعلى مستوى الشارع العربي حملت جماهير الخرطوم سيارة الزعيم جمال عبد الناصر في مشهد لم يكرره التاريخ، وتمخضت الهزيمة العسكرية عن أقوى نصر سياسي يمكن تحقيقه، أولاً كان مؤتمر الخرطوم بلا آته الثلاثة الشهيرة والتي بكل أسى صارت كلها نعم، لا صلح لا تفاوض لا اعتراف بإسرائيل، مؤتمر لم تشهده الجامعة العربية من قبل ولا من بعد إذ وقتها لم يكن عمرو موسى ومدرسته قد ظهرت على المسرح السياسي، ثانيا شهد منزل رئيس وزراء السودان محمد أحمد المحجوب بالخرطوم (2) المصالحة والتصافي بين العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس جمال عبد الناصر رحمهم الله جمعاً، يوم أن كان العرب أقرب إلى الأمة الواحدة ولم يظهر بعد ملوك الطوائف الجدد الذين رهنوا بقاءهم في السلطة برضا أمريكا عنهم يعيد التاريخ نفسه ولكن بصورة أقسى فالحرب اليوم على ليبيا تحطم الآلة العسكرية والبنية التحتية وتعطل السلاح الجوي وتضعف كفاءة السلاح العادي، فالذي يحدث في ليبيا اليوم معركة من نوع غريب، طرف يملك كل شيء وطرف محروم من كل شيء مغلول اليد والإمكانات "طاف بذهني عندما كنا أطفالاً قرويين دائمي الشجار كأنداد وعادة ما ينتهي الأمر بسرعة وكأن لم يكن، ما لم يتدخل الأطفال الأكبر سناً متحيزين لطرف، وفي هذه الحالة يمسكون بالمُتَحَّز ضده ويطلبون من الآخر أن يضربه وهنا يمارس هذا الأخير الضرب بحرية دون الخوف من تلقي ضربه مرتدة ويتخير مواقع الضرب بمزاج ويأخذ أشكاله من الصفع واللكم والركل والعض أحياناً" أليس ما يحدث في ليبيا اليوم شبيه بذلك، وكأنها شخص مشدود على الدِروة (ميدان الرماية) مصوبة تجاهه فوهات البنادق! لقد حشدوا كل الأسلحة ضد الشعب الليبي وقائده بعد أن أحكموا الحصار وأغلقوا المجال الجوي بالقرار الفضيحة والغطاء العربي العار، عطلوا سلاح الجو الليبي وحطموا الدفاعات الجوية ثم أطلقوا آلة الموت تحملها صواريخ حلف الشيطان بين الناتو والدول وبعض الدول العربية، وجرح ذوي القربى أشد مضاضة، فأصبحت الطائرات تصطاد التشكيلات العسكرية لوحدات الشعب المسلح، بينما القوات المعادية تتقدم تحت غطاء النيران الصليبية، ثم الحصار البحري الذي يزود الآخرين بكل شيء من مؤن وسلاح بينما يحرم الشعب الليبي من كل أبسط مقومات الحياة "سبحان الله ليبيا التي كانت تغيث الملهوف أصبح جزء منها يتلقى الإغاثة" إنه حقاً الانتصار الرخيص إذا حدث وهو لن يحدث إن شاء الله، بطعم العلقم ورائحة الاستقواء بالأجنبي التي تزكم الأنوف وسيبقى سبة في جبين هؤلاء الذين جاءوا على جناح طائرات حلف شمال الأطلسي ظنوا أنهم أحكموا القبضة وأن نهاية النظام الذي أسموه نظام القذافي أمعاناً في الشخصانية مسألة زمن، لكنهم نسوا سلاحاً مهماً لم يعملوا حسابه لم يضعوا له ترياقه لأنهم باختصار لا يملكونه ولم يزودهم به عملاؤهم في الاستخبارات والطابور الخامس، سلاح غير قابل للتحطيم وهو أشد قوة وفتكاً وقدرة على المقاومة والصمود من كل آلتهم الجهنمية، إنه سلاح الشعب الأبي الشجاع المؤمن بقضيته وقيادته! الآن على الغرب إن كان به ذرة من حياء أن يخجل ويندى جبينه فقد سقطت كل الأقنعة واستبان كذب كل الإدعاءات وكل مسوقات العدوان وسقطت في امتحان التحدي بإرسال لجان تحقيق محايدة لتفنيد فرية أن القذافي كما يقولون يقهر شعبه ويقصفه بالطائرات!! هذه هي الجرعة الإعلامية الزائدة التي صدموا بها العالم وهم يعلمون أنها كاذبة ليقبل بعدها كل ما يترتب على ذلك من قرارات جائرة لجهة أن ما حدث يستحق ذلك وأكثر، كانوا يظنون وقد خاب فألهم بأن الأمر سيكون سريعاً وخاطفاً كما هو الحال في مصر وتونس، ولكنهم يفاجئون بمكر الله الذي هو خير الماكرين سبحانه، بهذا الشعب الذي ضرب مثلاً غير مسبوق في التضحية والفداء والعزة والكرامة والالتفاف حول القيادة، فقد أخرس الشعب الليبي العظيم كل الألسنة المأجورة والمخمورة، التي طالما أدعت بأنه شعب مقهور وأن القذافي طاغية وطاغوت! تعالوا بالله عليكم وانظروا هؤلاء المقهورين ولأكثر من عشرة أيام يرقصون في ساحات الموت يواصلون الليل بالنهار، كل قطاعات المجتمع وفئاته العُمرِية كبار وشباب وأطفال، رجال ونساء وشيوخ، ويجب أن يكون هذا واضحاً بأن هذا ليس للاستعراض فهم على علم تام بأن الذي يقومون به على درجة كبيرة من المجازفة بل وأقرب إلى الانتحار، فالكل يعلم بأنهم يوجهون عدواً لا قيم له ولا كابح أخلاقي أو قانوني يردعه، ويمكن أن يقوم بأي عمل أو يرتكب أي حماقة تكون نتيجتها كارثية وهو على يقين بأنه لن يساءل ولن يحاسب فهو الذي وضع القانون وهو الذي يطبقه على المستضعفين! ولكن لماذا يقوم الشعب الليبي بهذه المجازفة؟ إنه يفعل ذلك التفافاً حول القيادة وحماية المرافق الحيوية! بخ بخ بهؤلاء المقهورين، فقد انتصروا لعزتهم وكرامتهم وثورتهم وقائدهم مهما كانت نتيجة المعارك فهي إما نصر باهر مبين وهو ما سيحدث إن شاء الله، وإن خسروا المعركة في خسارة مشرفة ومحدودة ومؤقتة، وكما أسلفنا في أول هذا المقال بأن الحرب التي لا تكسر الإرادة لا تكون هزيمة وصاحبها في النهاية منتصر، فهل هناك إرادة أقوى من أن يذهب المرء بنفسه وأسرته وأطفاله ومن يحب إلى حيث يمكن أن يكون مهلكهم جميعاً علماء النفس الاجتماع والسلوك البشرى مدعوون لدراسة هذه الظاهرة المتفردة وهذا المثال الذي يضربه الشعب الليبي في الشجاعة والإقدام ولتسكت كل الأصوات التي تتهمه بأنه مقهور، بل هو شعب قاهر لكل أنواع المستحيل وضارب المثل الأعلى في التضحية والفداء وسيخرج من هذه التجربة إن شاء الله أقوى وأصلب مما كان

أبشر بطول سلامة يا مربع بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير

أبشر بطول سلامة يا مربع
بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ". كما قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ وَالٍ إِلا وَلَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالًا، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنْ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا".. لوّح المؤتمر الوطني (بسحق) أي قوى (على الأرض) تسعى لإضعافه والوقوف أمامه مؤكداً (ثباته على مواقفه) وعدم التحرّك منها قيد أنملة وقطع الوطني بجاهزية (كتيبة مجاهديه) للتصدي لشباب الفيس بوك الذين وصفهم بـ(أذيال أحزاب المؤتمر الشعبي والشيوعي)، وقال إن (كتاباتهم) على صفحات الإنترنت لن تُغيّر شيئًا في البلاد مبيناً أن (الإنقاذ هي التي جسّدت معاني التغيير في العالم العربي والإسلامي)، كاشفاً عن إعدادهم لكتيبة أطلق عليها مسمى (الكتيبة الاستراتيجية) مهمتها (تجديد معاني الإنقاذ) لجهة أن (الإنقاذ هي الفكرة التي لا تبور ولا تفنى)، ونوّه إلى أن الكتيبة (تُحرّكها الروح وليس المادة)، وهي رسالة للذين يعتقدون بأن (المبادئ تذوب والهمم تخمد)، والوقت قد حان للبحث عن بديل حتى لو كان (بديلاً تائهاً) لا معنى له ولا هوية. من جهته قال نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم د.محمد المهدي مندور إن من يقف أمامنا (سنسحقه سحقاً)، و من يريد مواجهتنا فصدورنا جاهزة وعارية من ملابسنا ومستعدين لمواجهة من يريد أن يضعف قوتنا و(سننتهي منه على الأرض)....... (السذاجة السياسية) هي التى جعلتني أعتقد وأصدق أنه بعد انتخابات أبريل الماضي أن المؤتمر الوطني تخطى (أفكار الإنقاذ البالية) والتي تخطّاها الزمن (موديل ما بعد الحرب العالمية الثانية)، وأصبح له شخصية مدنية( مواكبة - مودرن) لمستحدثات الألفية الثالثة، وأصبح يؤمن بالديموقراطية كمنهج للحكم خاصة بعد أن تحقق له الفوز بالاكتساح (بفعل فاعل غبي) لكل الدوائر الجغرافية و القوائم بنوعيها على المستوى القومي و الولائي. المؤتمر الوطني هو الحزب الوحيد في العالم الذي (لا توجد له معارضة) رسمية داخل أي من البرلمانات القومية أو الولائية أو حتى على مستوى المحليات (بخ بخ). أما بقية الأحزاب فإن كلمة (ديكور) أو كلمة (كومبارس) كثيرة عليها (لا جعجعة ولا طحن بعد الانتخابات). كل هذا جعل المؤتمر الوطني يشعر بأن الانتخابات السابقة ما هي إلا (استفتاء) لسياساته من المربع الأول حتى مربع ما قبل الانتخابات. أي أنه يستطيع الاستمرار في (أفعاله وغيّه) اللذان بدأ بهما منذ يونيه 1989م مع هذا الشعب (المتجرذن) دون أن يقول (سيك) كما يفعل الجرذ عندما يتألم. خرج علينا السيد مساعد الرئيس للشؤون السياسية وهو الرجل الثالث في حزبه ومعه نائب رئيس الحزب بولاية بالخرطوم السيد محمد مندور المهدي وهو بالمناسبة شعبي الهوى بماكينة وطني (أي والله)، خرجا علينا بأنهم في حالة تحرك الشعب (المعارضة) إلى الشارع (لأي سبب من الأسباب)، أو كما فعلت جماهير تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وسوريا والأردن سيقومون( بسحقه ومسحه من على وجه الأرض!!) دون رحمة، وهي ذات المعاني التي قالها القذافى ، ويا( للمصادفة) أيضاً عن طريق (كتيبة) أطلقوا عليها الكتيبة الاستراتيجية!! يبدو أنهما متأثران بأفكار العقيد والدليل (كتيبة). والتأثر أيضاً واضح في الفعل الذي ينتظركم أيها الشعب السوداني المتجرذن/ المتجقرن المشتقة من الجقر (السحق والتدمير والمسح من وجه الأرض). لجأ العقيد إلى كتائب خميس والساعدى..إلخ وهي مدربة على استعادة مدينة بحجم طرابلس في 45 دقيقة فقط. كم 45 دقيقة مرت وليبيا كلها قطعة من نار ولا يستطيع القائد والزعيم الأممي، ملك ملوك أفريقيا الخروج من جحوره داخل العزيزية، بل أصيب بلوثة وأصبح يقول ما لا يفهم لدرجة الردح والشتائم لشعبه ولأمته العربية واللجوء إلى المرتزقة الذين يكلف الفرد الواحد منهم 2000 دولار يومياً. لماذا؟ لقتل الجرذان والمقملين!!! نعم لا ننكر أن (المعارضة في أضعف حالاتها) إذا ما نظرنا إليها (كقيادات أحزاب)، لكن ماذا عن( قواعدها أي الشعب الحقيقي)؟ والشعب بما فيه قواعد الأحزاب، قد يسأل من هو البديل؟ أهذا سؤال عقلاني أم انعدام الثقة بالنفس؟ الشعب يكره الإنقاذ من أعماقه، لكنه يريد أن يعرف من هو البديل مقدماً!!!. هل هو نوع من أنواع العمى ياترى؟ أم هو جهل سياسي؟ أم عشى ليلي؟ أم السحر الإنقاذي الذي سلب الشعب البصر والبصيرة؟ أنت البديل أيها السائل. لماذا لا تثق بنفسك؟ ولماذا لم تسأل هذا السؤال من قبل قيامك في أكتوبر 1964 أو أبريل 1985م؟ كما نلفت نظر سيادتكم (الخطاب للجميع) أن معارضة تونس ومصر واليمن لم تكن معارضة أحزاب. كذلك ثورة 21 أكتوبر وثورة 6 أبريل. هم (شباب فاض بهم الكيل) وأصبحت حياتهم بلا معنى في ظل الواقع الذي يعيشونه هو أفضل بكثير من واقعنا المذري هذا. وهذا ما يحدث تماماً لوطننا وشبابنا الثائر المعذب مجهول المستقبل والذي كره الانتماء لهذا الوطن المعطاء. لم يسأل أحدنا في أكتوبر أو أبريل عن البديل، ولم تحدث فوضى، واختفى جهاز الأمن من الساحة إلى أن تم تكوين جهاز جديد في عهد الديموقراطية وانحازت الشرطة وكذلك الجيش لشعبهم المعطاء والمعذب. هذه الكتائب الاستراتيجية التى يهددونا بها سادتي هي من صلب هذا الشباب وإليه. هل لأنهم وجدوا وظيفة بالكتيبة الاستراتيجية وبمرتبات (مش بطالة) سيتخلون عن جيلهم وأخوتهم وطموحاتهم ووطنهم ومستقبلهم الحقيقي!!. هل وظيفة الكتيبة وظيفة لها مستقبل يرضي طموحاتهم وطموحات أسرهم وبالتالي سيدافعون عن وظيفتهم هذه و(يسفكون الدماء) وفى كل بقعة من بقاع هذا الوطن؟ هم عانوا كما يعاني الآخرون، وتشربوا بآلام وآمال هذا الشعب ورضعوه من أثداء أمهاتهم الجافة نتيجة الجوع وسوء تغذية الأمهات اللائي أنجبنهم بعد قيام الإنقاذ بفعلتها المشينة. تعذبت أسرهم كما يتعذب هذا الشعب الصبور بحثاً عن لقمة العيش والأمن والكرامة الإنسانية. هل سيقاتلون أهلهم من أجل المادة؟. هذه الرواتب هى حقهم كمواطنين لديهم مسؤوليات أسرية. أم سيقاتلونهم من أجل (حماية النظام والمؤتمر الوطني)، ولماذا؟ أهو حماية للفشل فى كل مجالات الحكم ودمار الاقتصاد وانفصال الجنوب، وإشعال دارفور ودمار المرحوم مشروع الجزيرة أم نتيجة للبؤس الذي يعيشونه في القرى التي أتوا منها؟ إن كانت حماية النظام (المؤتمر الوطني) هي السبب (فهم في النار) والمقتول شهيد. ألم تعلموا أن إراقة دم مسلم واحد يهتز لها عرش الرحمن؟ أنتم أعددتم كتيبة لإراقة دماء المسلمين الذين لا يرغبون في حكمكم البغيض وتنوون هزّ عرش الرحمن (حبّاً في الدنيا) ومغالطة لأنفسكم واستغلالاً لفورة شباب قمتم (بغسل أدمغتهم) ونحن نقول لهم أهلكم أمامكم قاتلوهم والنار التي وقودها الناس والحجارة (في انتظاركم) مع دعوات المظلومين من الأهل والأحباب. سؤال آخر، نابع من ذات (السذاجة السياسية)، مفترضاً أن حزبنا الاتحادي الديموقراطي الأصل قد فاز بالانتخابات السابقة، (هل سيكون من حقنا تكوين كتيبة استراتيجية) لحماية أنفسنا وحزبنا كما فعلتم أنتم الآن؟ الإجابة لا والسبب أنه لا توجد مادة في الدستور تسمح بذلك. بل أن المادة تقول إن الحركات المسلحة حتى تتحول إلى أحزاب يجب أن تتخلص من جناحها العسكري (اشمعنى بأه ؟؟) . ثانياً، نحن لسنا في لبنان حيث أن لكل حزب مليشيا عسكرية. ثالثاً، أين أنتم من الديموقراطية التي قد تقود إلى (سحب الثقة) وتكوين حكومة جديدة أو (انتخابات مبكرة) قد تأتي بحزب آخر بعد فشل الحزب الفائز بالانتخابات الأخيرة أو الرضوخ لمطالب الشعب والاستمرار في الحكم بعد الرضوخ أيضاً حتى نهاية الفترة المنصوص عليها دستورياً (إذا ما سمح الشعب) بذلك. نقولها داوية: أيها المؤتمر الوطني إما أن تحكم كحكومة (مدنية) أتت بالانتخابات حتى وإن كانت مزورة، وتلتزم بالحكم المدني الديموقراطى والالتزام بالدستور واحترامه و(توقير) هذا الشعب و توفير القوت والعيش الكريم له، وإن فشلت في ذلك (فلتستقيل كآلية من آليات الديموقراطية الحقة) وتعلن عن انتخابات حرة ونزيهة (مبكرة) بغرض تداول السلطة وبسلم لمن يستطيع إدارة دفة الحكم و(عدم اللجوء إلى التهديد والوعيد) وتكوين مليشيات تطلق عليها (كتائب استراتيجية) تدفع لها من حر مال هذا الشعب و( بهدف قهره بماله وبواسطة عياله) وحكمه غصباً. أما كفاكم الأمن بأنواعه والشرطة والأمن المركزي المكروه من كل فرد من أفراد هذا الشعب.. الحل الآخر: أن تعلن الإنقاذ (في بيان جديد) قيام الإنقاذ (2) والعودة إلى المربع الأول.والماعاجبو يشوف له بلداً تاني!! بلا ديموقراطية بلا لمة. وهنا يمكنها الاستعانة بالكتائب والأمن بأنواعه والشرطة والجيش والمرتزقة أيضاً. لكن سيكون لهذا الشعب (قول وفعل) آخر وخطط لم تخطر على بال الإنقاذ ومن يحميها بإذنه تعالى. لن يتسلق أحد ظهورنا ما لم نحنها له. كما لا يفل الحديد إلا الحديد. من أراد تدمير هذه البلاد فعليه (اللجوء إلى العنف). والعنف لا يولد إلا العنف، وهو كما قال أحدهم يحتاج (لضراع قوي) والضراع ضراع شباب هذه الأمة والعقول تزيدها قوة. فالحكمة..الحكمة...الحكمة. نصيحتنا: حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه يجب (إصلاح ذات البين بينكم وبين شعبكم) فهو(سيدكم) وأنتم (خدامه) شئتم أم أبيتم. هو من يدفع رواتبكم وسبق له أن أنفق الكثير فى تربيتكم وتعليمكم. تأكلون من خيراته كالقطط وتنكرون وتتنكرون. يبيتون (القوى) جوعاً وأنتم متخمون ولا تشكرون الناس أو الله. لكنه إن خرج من قمقمه (فلن يعود إليه ولن تبقوا على وجه البسيطة) وأسالوا بقايا مايو إن أردتم الاستفادة. أيرضيكم هذا؟ تصريحاتكم الاستفزازية هذه الغرض منها (بث الطمأنينة) لدى منسوبيكم من الحزب الوطني المرعوبين من حدوث تسونامي الشباب بهذا الوطن المنحوس كما حدث في الجوار، وهم،أي منسوبيكم، يرون (كل الأسباب متوفرة لحدوثها) ويجهزون أنفسهم وأسرهم وأموالهم للهروب من السودان. هل أطمأنوا الآن بعد تصريحاتكم هذه. لا أعتقد ذلك فالشعوب لا تقهر. أما نحن فهرمنا.....هرمنا... هرمنا. قوموا بتلبية مطالب شعبكم بحذافيرها من قبل أن يطالب بها إن كنتم حقاً منه ورضعتم من أثداء حرائره، قوموا بتغيير هذا الدستور النيفاشي فنحن نريد دستوراً سودانياً بحتاً نضعه نحن. تخلصوا من الأجهزة الأمنية القهرية التي (تحمى النظام) ولا تحمى الوطن إن كنتم تنوون تبني (العدل وشرع الله). فلماذا تجبروننا على دفع مرتبات وغيرها لمن وظيفته إذلال الشعب؟؟؟!!! وكيف يرضاها هو لنفسه!! دنيا غريبة. قوموا بحل هذه الكتيبة الاستراتيجية التي لن تخيف الشعب السوداني، والتي قد تصبح مستهدفة منه إن قرر الخروج للشارع أو الاعتصام أو العصيان المدني كما حدث لشرطة مصر التى لا زالت تطلب الغفران من الشعب المصري حتى الآن. فهذا الشعب المعلم لا يقهر وقد قهر نظامين من قبلكم، أو استفيدوا من هذه (الكتيبة) في استتباب الأمن بدارفور حتى لا نقطع عيشهم. أخيراً ارفعوا أرجلكم عن رقابنا وأعدلوا هو أقرب للتقوى حتى لا نضطر إلى كسرها للبحث عن العيش الكريم. ياقوم أتركونا نفكر كيف نبني أمتنا بدلاً عن تفرغنا للردّ على ترهاتكم. اللهم نسألك اللطف (آمين).

اللواء حسب الله عمر: رسائل مباشرة.. والي الجميع

اللواء حسب الله عمر: رسائل مباشرة.. والي
اللواء حسب الله عمر: رسائل مباشرة.. والي الجميع
مشاركات
هي مجموعة أولى من الرسائل المتنوعة في الشأن العام أردت بها تجاوز بعض صغائر النفس والنفوس، ولو مؤقتاً، مما يمكن أن يكون قد علق بها جراء ضجة أثيرت خلال الأيام الفائتة. مكتفياً بما أبنْتَه حولها من توضيحات أحسبها كافية لكل من ألقى السمع وهو بصير. وهي رسائل أردت بها أداء بعض دين على عاتقي، بحكم أنني قد توليت بعض شؤون الأمة، ولفترات ليست بالقصيرة. وفي مجالات من أخص خصائصها. اجتهدت قدر طاقتي لإنجازها على أفضل وجه. أصبت فيها وأخطأت، ولكنني تعلمت الكثير الذي آمل أن يجد فيه أهل السودان إسهاماً موجباً على طريق مسيرتهم الوطنية نحو آفاق أرحب. هي رسائل اخترت لها لغة سهلة ومباشرة. دون مقدمات، ولا شروح. ذلك أن الساحة السياسية السودانية قد بلغت قدراً من النضج يؤهلها لالتقاط المعاني مباشرة. قفزاً فوق المباني، فما حاجتنا من بعد ذلك للفزلكات البلهاء. • رسالة أولى إلى الذين يكتمون أنفاس الرئيس، يغبشون عليه الرؤية، ويِطَّوفون حوله دون أن تغيب عن ذواتهم أغراضهم الصغيرة. من جاهٍ أو منصبٍ أو مالٍ أو انتصارٍ لجهويةٍ أو عرقيةٍ. يتدافعون نحو تقديم المشورةِ الخاطئةِ والرأي التالفِ غير آبهين. لا يعصِمُهُم عن ذلك عاصمٌ. أقول لهم انْفَضُّوا إلى أهليكم يرحمكم الله. اتركوا المؤسساتِ الرسميةَ والحزبيةَ تعملُ عملَها. فشأنُ أهلِ السودانِ ارفعُ من قاماتِكم وأعظمُ مما تظنُّون. • رسالة ثانية : إلى إخوتي في التيّار الإسلامي العريض.رجالاً ونساءً. الذين افْنَوا العُمُرَ متجردين لخدمة الدين والوطن. وإلى الشباب منهم خاصة الذين نذروا أنفسهم يتأهبون لأخذ الراية واستكمال المسيرة.. أقول لهم تعالوا نُطهِّر ثوبنا مما لحق به من دنس. فلقد كان المسير شاقاً، والدرب طويلاً. فلنتخذها وقفة نراجع فيها الأنفس لا تعمى ونتلمس مواقع الخطى لا تزل، ونشحذ الهمم لا تقعد بنا. ولنتذكر أن ما أنجزناه ليس حجة.. لا على الدين ولا على الوطن. بل هو حجة على أنفسنا. واعلموا أن أهل السودان ما زالوا يحسنون بكم الظنَّ وينتظرون منكم المزيد، وانتم أهلٌ لذلك ما لزمتم الطريق. • ورسالة ثالثة :إلى جميع بني وطني في هذا السودان الواسع. إن الذي يجمعنا بكم في البدء كان فكرة قبل أن يكون حركة أو حزباً أو حكومة. فكرة قوامها العدل والحرية ونظافة اليد وعفة اللسان ونقاء السريرة وسمو المقصد ونصاعة الحجة والثبات على الحق والوفاء بالعهد وحب الخير للناس والتفاني في خدمتهم والسهر على أداء الواجب. فكرة تحثنا على إغاثة الملهوف ونصرة الضعيف وستر المعيب ولين الجانب وطيب المعشر وسماحة النفس والتسامي فوق الدنايا ورد الظالم ومقارعة الباطل والصدع بالحق والإقدام عند الفزع والتقهقر عند الطمع. فإن رأيتم من يتصف بغير صفاتنا هذه فوالله ثم تالله إنه ليس منا وإن أطال الجلباب وتلفع بالشال وحمل العصا وأرسل اللحية وأفتى في الدين وتصدر المجالس. فلا تؤاخذونا بما فعل ويفعل السفهاء منا. ولكم العهد أن تنظف صفوفنا منهم دون أن نطالبكم بدليل ولا برهان على سوء عملهم، فتلك مسؤولية الحكومة وحزبها وإن عجزنا عنها فليذهب الله بنا اليوم قبل الغد. فما على غير هذا اجتمعنا. • رسالة رابعة: إلى القوى السياسية السودانية كافة. لقد اتسمت تجربتنا السياسية منذ الاستقلال بالكثير من الأخطاء. ولكل منا فيها نصيب. دعونا نطوي تلك الصفحة ولا نسمح لتاريخنا وواقعنا أن يصادرا مستقبل أجيالنا القادمة، عبر نزاعات تافهة لا طائل من ورائها. فنحن شعب نابه متميز يستحق أفضل من هذا بكثير. وأمامنا الآن فرصة تاريخية. إن أضعناها أضعنا السودان. وإن أحسنا توظيفها قفزنا بالسودان فوق الحفر. وأرسينا دعائم نهضة شاملة نمتلك كل مقوماتها. ولتكن وسيلتنا إلى ذلك أن نتداعى إلى حوار حر وشامل ومتكافئ وعميق يخرج منه الجميع كاسبون. نقدم فيه التنازلات ليس لحزب ولا لفئة ولا لجهة أو فرد ولا إلى أنفسنا. ولكننا نقدمها تنازلات للوطن وللمواطن صاحب الحق الأصيل. ولننتهي بالحوار إلى الإجماع حول قضايا نتخذها ثوابت للأمة. نرسي بها ركائز الأمن القومي، حيث تنتفي من بعد ذلك مبررات الصراع حولها. فمن واقع مقاربتي لما يدور في الساحة لا استشعر ما يمنع التوافق حول ستة ركائز أساسية وهي دون ترتيب: ـ الوحدة الوطنية، حصنا من التفتت. ـ الهوية الثقافية والدينية، سياجاً للمجتمع ـ حرية الاقتصاد، أداة للتنمية ـ الديمقراطية الشفافة، وسيلة لتبادل السلطة ـ نبذ العنف، إرساء للأمن والاستقرار ـ حسن الجوار والانفتاح، منهجاً للتواصل مع الآخر لماذا لا نسمو بكل هذه المسلمات فوق حلبة الصراع. ومن بعد ذلك فليعذر بعضناً بعضاً في التفاصيل. وكيفية التطبيق. ولنجعلها مادة للتنافس السياسي بيننا دونما صراع، سعيا نحو تطوير وتقوية تجربتنا الوطنية عامة والسياسية على وجه الخصوص. • رسالة خامسة: الى الذين يَدَّعون الدفاع عن الشريعة.أقول والله الذي لا اله غيره، لا خطر يتهدد الشريعة اليوم أكثر من سلوك أدعيائها ولا أقول دعاتها. ولئن كان مبدأ تحكيم الشريعة قضية صراع بالأمس فما من قضية تحوز إجماعا بين السودانيين اليوم أكثر من الشريعة. فلا تفرغوا شعارات الإسلاميين من محتواها وتتخذونها وسيلة للتكسب السياسي. ولنغادر هذه المحطة لنجعل من أحكام الشريعة منهجاً يمشي بين الناس ويمشون به. يرونه ويحسونه في تفاصيل حياتهم اليومية. وأخيرا وليس آخرا... • رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية السودان اليوم يتلمس طريقه فرارا من أن يرتكس في مستنقع الأوحال. ومن حسن أقدار الله ولطفه بالسودانيين انك الآن على دفة القيادة. فلا تترك الوطن للرياح الهوج تعصف بمستقبله، وأنت من حزت من الرضا والقبول العام ما لم ينله زعيم سوداني من قبلك. لن تنقصك اليوم الرؤية. ولا القدرة. ولا الإرادة التي تضع الوطن بها على الطريق القويم الآمن. وجميع السودانيين تواقون لإعانتك على ذلك.. فافعل وأجرك من بعد ذلك على الله. وإلى لقاء آخر في مجموعة أخرى من الرسائل إن اقتضى الحال وأذن صاحب الإذن.. (بقلم: اللواء حسب الله)..

حاميها (.........)!!


ظللت العديد من العوامل على التغطية الدولية للقضية الليبية، فمنذ البداية كان القذافي محورا أساسيا فيها. كانت في أولى قائمة التغطية خطابات «القائد وليس الرئيس» المهتزة والتهديد الذي ارسله إلى شعبه بمثابة إنذار للعالم ورسالة بان ما نحن بصدد مشاهدته سيفوق ما رقبناه في اية دولة أخرى، وكان محقا. في بدايات التغطية كانت أسرة القذافي ايضا تحت دائرة الضوء، وبدا وكأنما يتعرف الناس على سيف الإسلام لأول مرة، فلقد أسقط اقنعة التجديد والتغير لكي يرتدي رداء والده. وكأنما يقول لشعبه ان من حقه البحث عن الديمقراطية لطالما كان هو الذي يحمل راية الحكم معقبا والده.
وظهرت منذ السبت 26 مارس 2011، عوامل جديدة على التغطية. فلقد قامت فتاة مجهولة، في ذلك الوقت،بإقتحام فندق (ريكسوس) والذي يقيم به الصحفيون الأجانب لمحاولة سرد قصتها. كانت الفتاة في حالة هياج وإنهيار وهي تحكي ما وقع لها، وبحسب حكايتها، انها كانت امام إحدى نقاط التفتيش حينما قام 15 شخصا من الكتائب الأمنية التابعة للقذافي بالإعتداء عليها وإغتصابها. وبالرغم من وصول إيمان إلى معقل الصحفيين إلا ان ابناء وبنات بلادها لم يمكنوها من إكمال حديثها، فلقد قامت عاملات في الفندق بتطويق إيمان من خلفها ثم محاولة وضع غطاء على وجهها، لكنها نجحت في المقاومة وتفادي قناع الوجه. إلا ان إيمان لم تنجح في الهرب من رجال الأمن الذين إقتادوها إلى سيارة كانت تنتظرهم خارج الفندق لتنطلق بهم إلى مكان مجهول.
وحاولت السلطات الليبية ان تحيط بالقضية شكوك، مثل إتهام الفتاة في اخلاقها وقولهم فيها بانها اصلا «سكيرة عربيدة»، ثم قولهم بانها فتاة غير سوية وتعاني من مرض نفسي او خلل عقلي (ذات الأعذار الرسمية). لكن أثبتت تحريات الصحفيين بان إيمان هي فتاة متعلمة وإنسانة مثقفة وانها تعمل محامية، فدحضت بذلك إتهامات السلطة الليبية للفتاة في مهدها. وظهرت اسرة إيمان على قنوات التلفاز المختلفة وهي تحمل صورة إبنتها المختفية، في ذلك الوقت، وتحكي عنها. ولكي تظهر أسرة إيمان وقبيلتها جلها إعتزازهم وفخرهم بفتاتهم القوية ووقوفهم خلفها ومساندتها، فلقد نظموا حفل خطوبة لإيمان في غيابها. وتحدثت العديد من الشخصيات الليبية المرموقة عن حادثة إيمان، فهنالك من رأى انها إثبات حيّ عن السبب الذي يدفع الناس للإصرارعلى رحيل القذافي بينما قرأ الحادثة آخرون على انها علامة إحتضار النظام البالي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إتهام الأجهزة الأمنية بإغتصاب الفتيات، ولا اعني الجهات الأمنية الليبية، بل كثير من الأجهزة الأمنية العربية ومن ضمنها السودان. فلقد ظهرت حديثا قصة صفية إلى العلن والتي كما قال احد الليبيين عن قضية إيمان، انها وصلت إلى الأجهزة الإعلامية لكن ترى كم من قصة غيرها لم يسمعها العالم. والتحقيق في مثل هذه القضايا وللأسف يموت سريعا، فذات المنوط بهم حماية الناس يقومون بترويعهم، وذات الذين من المفترض ان يحققوا وان يصلوا إلى اسباب زعزعة امن المواطن يكونون احيانا من اسبابها، فتصل القضايا بذلك إلى طريق مسدود ويكون حاميها هو في ذات الوقت حرامي

حاميها (.........)!!


ظللت العديد من العوامل على التغطية الدولية للقضية الليبية، فمنذ البداية كان القذافي محورا أساسيا فيها. كانت في أولى قائمة التغطية خطابات «القائد وليس الرئيس» المهتزة والتهديد الذي ارسله إلى شعبه بمثابة إنذار للعالم ورسالة بان ما نحن بصدد مشاهدته سيفوق ما رقبناه في اية دولة أخرى، وكان محقا. في بدايات التغطية كانت أسرة القذافي ايضا تحت دائرة الضوء، وبدا وكأنما يتعرف الناس على سيف الإسلام لأول مرة، فلقد أسقط اقنعة التجديد والتغير لكي يرتدي رداء والده. وكأنما يقول لشعبه ان من حقه البحث عن الديمقراطية لطالما كان هو الذي يحمل راية الحكم معقبا والده.
وظهرت منذ السبت 26 مارس 2011، عوامل جديدة على التغطية. فلقد قامت فتاة مجهولة، في ذلك الوقت،بإقتحام فندق (ريكسوس) والذي يقيم به الصحفيون الأجانب لمحاولة سرد قصتها. كانت الفتاة في حالة هياج وإنهيار وهي تحكي ما وقع لها، وبحسب حكايتها، انها كانت امام إحدى نقاط التفتيش حينما قام 15 شخصا من الكتائب الأمنية التابعة للقذافي بالإعتداء عليها وإغتصابها. وبالرغم من وصول إيمان إلى معقل الصحفيين إلا ان ابناء وبنات بلادها لم يمكنوها من إكمال حديثها، فلقد قامت عاملات في الفندق بتطويق إيمان من خلفها ثم محاولة وضع غطاء على وجهها، لكنها نجحت في المقاومة وتفادي قناع الوجه. إلا ان إيمان لم تنجح في الهرب من رجال الأمن الذين إقتادوها إلى سيارة كانت تنتظرهم خارج الفندق لتنطلق بهم إلى مكان مجهول.
وحاولت السلطات الليبية ان تحيط بالقضية شكوك، مثل إتهام الفتاة في اخلاقها وقولهم فيها بانها اصلا «سكيرة عربيدة»، ثم قولهم بانها فتاة غير سوية وتعاني من مرض نفسي او خلل عقلي (ذات الأعذار الرسمية). لكن أثبتت تحريات الصحفيين بان إيمان هي فتاة متعلمة وإنسانة مثقفة وانها تعمل محامية، فدحضت بذلك إتهامات السلطة الليبية للفتاة في مهدها. وظهرت اسرة إيمان على قنوات التلفاز المختلفة وهي تحمل صورة إبنتها المختفية، في ذلك الوقت، وتحكي عنها. ولكي تظهر أسرة إيمان وقبيلتها جلها إعتزازهم وفخرهم بفتاتهم القوية ووقوفهم خلفها ومساندتها، فلقد نظموا حفل خطوبة لإيمان في غيابها. وتحدثت العديد من الشخصيات الليبية المرموقة عن حادثة إيمان، فهنالك من رأى انها إثبات حيّ عن السبب الذي يدفع الناس للإصرارعلى رحيل القذافي بينما قرأ الحادثة آخرون على انها علامة إحتضار النظام البالي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إتهام الأجهزة الأمنية بإغتصاب الفتيات، ولا اعني الجهات الأمنية الليبية، بل كثير من الأجهزة الأمنية العربية ومن ضمنها السودان. فلقد ظهرت حديثا قصة صفية إلى العلن والتي كما قال احد الليبيين عن قضية إيمان، انها وصلت إلى الأجهزة الإعلامية لكن ترى كم من قصة غيرها لم يسمعها العالم. والتحقيق في مثل هذه القضايا وللأسف يموت سريعا، فذات المنوط بهم حماية الناس يقومون بترويعهم، وذات الذين من المفترض ان يحققوا وان يصلوا إلى اسباب زعزعة امن المواطن يكونون احيانا من اسبابها، فتصل القضايا بذلك إلى طريق مسدود ويكون حاميها هو في ذات الوقت حرامي

مؤتمر الوطني من الداخل

الراي9
هل هي بداية التصدع من الداخل للحزب الجامع، حزب المؤتمر الوطني الحاكم وفق الاخبار المتسارعة، والتي كان أولها إقالة البروفيسور مصطفى إدريس مدير جامعة الخرطوم. والذي أسدى نصائح قيمة وجهها مباشرة للسيد رئيس الجمهورية عبر صحيفة «التيار». وقد أوضح وأبان بل احتج على قرار نزع أراضي جامعة الخرطوم لصالح الصندوق القومي لدعم الطلاب، والذي يطلق عليه الطلاب «طلاب دعم الصندوق» كيف تم ذلك؟! ولماذا؟؟ يمكن الرجوع لمقالاته بصحيفة «التيار» فيها المثير والخطير. والرجل من ابناء الحركة الاسلامية الجيل الثاني بل هو قيادي بالمؤتمر الوطني وكان المأمول ان تكون قنوات الاتصال لامثاله ميسرة لمقابلة المسؤولين كافة بلا استثناء ولكنه قال: إنه فشل في مقابلة الرئيس، بل بعض المسؤولين دون الرئيس وإنه قد لجأ لهذا الخيار لضيق المواعين او المؤسسية داخل الحزب. والرجل قلبه على الوطن وإنه غير آبه بالوظيفة المرموقة اذا كانت تحول بينه وبين النصيحة وقول الحق. لانه لا يريد ان يكون «شيطاناً أخرسَ» كما جاء بالاثر «الساكت عن الحق شيطان أخرس» ثم واصل الرجل مقالاته بعنوان هبت رياح التغيير. المقال رقم «5» العدد «665» بتاريخ 71 مارس أقتطف منه هذه الفقرات «الاحاديث التي يدلي بها بعض قادتنا بأن البلاد محصنة من رياح التغيير وباننا نختلف عن تونس ومصر وليبيا نحتاج الى إعادة نظر وتدبر في محتواها وما ترمي اليه». وفي اخرى يقول: «ومما يحتاج للتدبر والتدابير والدراسات العلمية العاجلة والتوصيات للتنفيذ باتخاذ عمليات جراحية داخل السلطة والحزب، هو مؤسسية اتخاذ القرار في الشأن العام خلال الفترة السابقة ومراجعة كسبنا في القضايا الكبرى». ثم يسأل: «هل توجد لدينا طبقة تستفيد من علاقاتها الاسرية بالمسؤولين الكبار في الدولة وبدأت تشكل عبئاً على الاقتصاد السوداني ومصالح العباد على طراز الاسرة الحاكمة في الخليج وعائلة الطرابلسي في تونس وعائلة مبارك في مصر وأبناء القذافي في ليبيا» إنتهى. وهذا مدخلي لحديث ورد بصحيفة «الرأي العام» لاخوان الرئيس اللواء طيب عبد الله والسيد محمد حسن البشير مدير منظمة معارج والمشرف على مجمع النور والمدارس التابعة للمنظمة بضاحية كافوري. لقد أعجبني حديث الاخ محمد حسن البشير ودفوعاته عن ما يقال عن اخوان الرئيس فكان حديثه عن الارض المقام عليها المجمع والمدارس هي هدية من أحد أبناء كافوري 61 فدان تقريباً وهذه منقولة لعلاقة والدهم بالمزارع واسرة كافوري. ولكن الذي استوقفني هو تبرع السيد مدير شركة مام بمبلغ خمسمائة ألف دولار للمنظمة السؤال البرئ لماذا؟ ثم الاتراك بمبلغ مليون وخمسمائة ألف دولار اميركي وهذه يمكن ان نقول عادية. ولكن حديثه عن قرض بمبلغ خمسة مليون دولار اميركي من بنك التنمية جدة بضمان وزارة المالية فهذه تحتاج الى وقفة!! وهل وزارة المالية القائم على مال اهل السودان تتعامل وتضمن افراداً او منظمات واذا قدر الله وفشلت المنظمة في السداد فان المالية كوزارة ضامنة مسؤولة بل ملزمة بسداد المبلغ ومعه فوائده ان كانت ضمن شروط القرض. نرجو ان توضح المالية هذه المسألة وهل هي متاحة لكل المنظمات؟
أورد الامام البخاري في صحيحه باباً باسم كتاب الجبل قال فيه الحديث الآتي نصه: عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم استعمل ابن اللتيبية على صدقات بني سليم فلما جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاسبه قال: هذا الذي لكم وهذه اهديت لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا جلست في بيت ابيك أو بيت أمك حتى تأتيك هديتك ان كنت صادقاً ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أما بعد فاني استعمل رجالا منكم على امور مما ولاني الله فيأتي احدكم فيقول هذا لكن وهذه اهديت لي فهلا جلس في بيت امه وابيه حتى تأتيه هديته ان كان صادقاً فوالله لا يأخذ منها شيئاً بغير حقه الا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته» الى آخر الحديث.
ثانياً: استقالة السيد وزير الصحة الاتحادية والذي علل الاستقالة بتجاوز الوكيل له ووزير الدولة وانه آخر من يعلم ما يدور في وزارته لان اهل الحظوة أبناء المؤتمر الوطني لا يرضون بالآخر. ولكن الصراع امتد بين الوكيل القوي والوزير ادى الى اقالة الاثنين معاً ثم بدأت تظهر المخالفات عبر الصحف وان الوزارة كانت بئر صراع يبدو انها صراع مصالح ليس من أجل ترقية العمل الصحي بالبلاد وتوفير المعينات وتأهيل الكادر الطبي وتحسين بيئة العمل. الجدير بالذكر ان نقابة الاطباء مؤتمر وطني بل هو احدى القطاعات المهمة ولكن التصدع بلغ درجة افقدت الجماعة حتى النصح والعمل على معالجة القضايا قبل ان تطفو على السطح وتتناولها الوسائط الاعلامية.
الثالثة: كانت بالولاية الشمالية لاخوين بالحركة الاسلامية والقياديين بالمؤتمر الوطني الاستاذ فتحي خليل والي الولاية الشمالية والدكتور محمد سعيد حربي نائب الوالي وصل الخلاف بينهما مبلغاً وصل درجة استقال فيها د. محمد سعيد حربي ولاذ الوالي فتحي خليل بالصمت هذه ايضاً كانت من الاخبار التي تحدث الناس فيها الى التصدع الذي حدث في حزب المؤتمر الوطني ومرده الى عدم الشورى.
الثالثة: حديث المدينة عن الامين العام لمستشارية الامن اللواء حسب الله عن ذهاب الشريعة اذا حالت بين الاجماع الوطني. فاستدعى البرلمان اللواء حسب الله الذي كان حركة اسلامية طالباً ومؤتمراً وطنياً ضابطاً. وكان حديث منابر الجمعة بالمساجد وقد كفره بعض العلماء بل بعض الائمة دعى عليه، مما حدى بالمستشارية اصدار بيان توضح فيه التبرئة مما قاله الامين العام وتؤكد ان الشريعة من ثوابت الانقاذ. ولكن نقول اين الشريعة ذاتها اليوم؟ يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي مناصر الشباب مؤيد ثوراتهم على الطغاة ان الحرية مقدمة على الشريعة لان الشريعة تقوم على الحرية باطلاقها وفيها حرية المعتقد لان الانسان حر. يؤمن بالله أو يكفر به «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» الكهف. وحسابهم على ربهم يوم القيامة «ان هديناه السبيلا اما شاكراً واما كفورا» الانسان وكما قال سيدنا عمر منصفاً القبطي الذي أهين ابنه من قبل ابن الامير والي مصر عمر بن العاص قال للوالي: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا» هذا هو الاسلام الذي كرّم بني آدم.
رابعاً: ان لجوء المؤتمر الوطني الى الجهوية والقبلية مع الاغراء بالمال والوظائف هي سبب هذا التصدع وسيزداد يوما بعد يوم عندما يقل المال بعد خروج البترول من الموازنة وكما يقولون الفطامة صعبة سمعنا عن مشاكل قوات الحدود ومشاكل في شرق السودان بين نائب رئيس المؤتمر الوطني والوالي وان المسألة وصلت درجة المطالبة باقليم. النيل الابيض مشاكل لا حد لها بين عضوية المؤتمر الوطني وهناك مشكلة جنوب الولاية وشمال الولاية وهؤلاء من جهة كذا واولئك من هناك.
خامساً: الانشقاقات داخل المؤتمر الوطني بولاية النيل الازرق كادت ان تعصف به وكان الانسان يتصور ان الخلاف الطبيعي يكون بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ولكن رغم وجوده الا أن بأس المؤتمر الوطني فيما بينهم شديد. وزيارة الاستاذ علي عثمان محمد طه كانت بكل المقاييس غير موفقة وظهرت فيها شعارات منادية بالاقليم وان المشورة الشعبية ربما فهمت انها تقرير مصير. ولذا قال نائب رئيس المجلس التشريعي «النيل الازرق، جنوب السودان الجديد» والغريب في الامر بحاضرة الولاية مركز حقار الثقافي وبه قاعات رحبة الا أن اللقاء كان بفصل دراسي ضيق احتشد فيه المسؤولون من حكومة الولاية يتقدمهم الوالي مالك عقار ونواب المجلس تتشكل عضويتهم من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والمراسم والصحفيين بالاضافة الى وزراء في معية نائب الرئيس وعند حديث النائب الاول لرئيس الجمهورية قال: «ألا توجد قاعة اكثر اتساعاً من هذه؟ ام انكم فنانين».. حشرتونا في المكان الساخن ده..!؟» وفيما يبدو كانت المسألة مقصودة فعلاً فقد طلب رئيس المجلس من السيد النائب بناء مقر دائم للمجلس.
سادساً: تضارب التصريحات المتناقضة يدل على ما ذهبنا اليه من ان التصدع قد حدث وان لا استراتيجية واضحة ولا مرجعية.
٭ الدكتور امين حسن عمر بصحيفة «الصحافة» العدد «1526» بتاريخ 62 مارس 1102م يصرح «ان الحكومة تمد اياديها بيضاء للحوار مع حزب المؤتمر الشعبي مثلما تحاور حركة العدل والمساواة التي تمثل جناحه العسكري.. ونفى علمه بالاسباب الحقيقية لاعتقال د. حسن الترابي مشيراً الى انه لا ينبغي اعتقال اي شخص بسبب رأي او موقف سياسي.. المستشارية تدعو كل الاحزاب عدا المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي، واكثر فهو مسؤول سياسي مثل ذلك.
٭ الشفيع احمد محمد السفير والقيادي الاسلامي المهذب المثقف يصرح بصحيفة الانتباهة العدد 1281 مارس 82/1102م «نحن داخل المؤتمر الوطني لدينا احساس بالتهميش والحركة الاسلامية قتلناها نحن ابناؤها بالسلطة ويجب ان نعترف بذلك وان كانت السلطة لا تسمح بتصحيح الخطأ فيجب علينا ان نتركها طالما انها لا تعبر عن قيمنا الاسلامية».
٭ السفير ربيع حسن أحمد القيادي المعروف ومدير مركز دراسات المستقبل في لقاء يأسف لاعتقال الترابي ويقول اتمنى الا يعتقل مرة اخرى.
هل هي صحوة؟ أم بداية انشقاق؟!

هكذا كانوا...!هكذا كانوا...!!

هكذا كانوا...!هكذا كانوا...!!
* نفسح المجال اليوم - بكل رحابة صدر - للأخ العزيز الأستاذ نور الهدى محمد نور الهدى مدير دار عزة للنشر للتعقيب على كلمة (الدباب الصغير)..
الأخ صلاح الدين عووضة
تحية طيبة
في ردك على الدباب الصغير وفي إطار مطالبته بأن لا تتم المقارنة بين الجماعة الحاكمة و»السلف الصالح» من الخلفاء الراشدين والذين رفعوا راية الاسلام قولاً وعملاً رغم أن العصبة رافعة لشعار الإسلام، والإسلام منهم براء ورفضكم لذلك باعتبار أن المحاسبة تتم بالشعارات التي رفعوها ونفذوا انقلابهم على السلطة الشرعية والديمقراطية باسم هذه الشعارات.. وقد طالب بأن تتم المقارنة بالحكام السابقين للسودان فقط وليس السلف من الخلفاء الراشدين أو علماء الإسلام الذين واجهوا التسلط والقهر وواجهوا السلطان، ولكنني استميحكم العذر وألبي له طلبه عن حكام السودان السابقين ونرضى بحكمه وحكم غيره من الذين غشت عيونهم بالسلطة والملك ونعرفه، ببعض الرعيل الأول من الحكام:
* «نصر الدين السيد» ضابط إداري وزع مدينة بحري السكنية ووزير الحكومات المحلية من قبل الاتحادي توفي الى رحمة مولاه في منزل إيجار..
* حسن عوض الله وزير الداخلية والرجل الثاني في الحزب الاتحادي ومن أبناء أم درمان توفي الى رحمة مولاه في نصف منزل، ورثة تقاسمه مع إخوته في حي البوستة بأم درمان..
* يحيى الفضلي دينمو الحزب الاتحادي ووزير المعارف توفي في منزل أوقاف بالخرطوم بالإيجار.
* إبراهيم أحمد وزير المالية حزب الأمة عندما سقطت وزارته في البرلمان في منتصف النهار لملم أوراقه الخاصة وسلم مفتاح العربة للسائق وطلب منه إحضار عربة تاكسي لكي يعود للمنزل. طلب السواق أن يوصله للمنزل ولكنه رد بأنه ليس وزيراً الآن ليحق له ركوب عربة الحكومة.
* عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني استشهد ولا يملك منزلا بل كان يسكن في منزل والده ورثة مع اخوانه واخواته في منطقة الشهداء، ولم يمتلك منزلاً حتى استشهاده.
* الأستاذ محمد إبراهيم نقد، سكرتير الحزب الشيوعي والنائب البرلماني عند قرار الإنقاذ، اعتقال زعماء الاحزاب والتحفظ عليهم بمنازلهم في عام 1990م تم اخراج الاستاذ نقد من سجن كوبر وعند وصولهم لجهاز الأمن أخبروه بقرار التحفظ عليه في منزله، وطلبوا منه الذهاب بهم الى منزله ودهشوا عندما أخبرهم بأنه لا يمتلك منزلا وانه يسكن مع شقيقه في منزله، وعند ذهابهم لمنزل شقيقه وجدوا أن شقيقه والاسرة خارج الخرطوم في مناسبة عائلية واضطروا لاعادته لسجن كوبر ليبقى الليل به حتى عودة أسرة شقيقه، وبعدها يتم التحفظ عليه في منزل شقيقه ولا تعليق.
* محمد نور الدين، الوزير والعلم الاتحادي القوي رحل في منزل صغير بالمساكن الشعبية ببحري.
* السيد الأزهري، الزعيم ورئيس الحزب ورئيس مجلس السيادة بنى له منزله الذي لا يملك غيره تجار الحزب، وتوفي وهو مديون بمبلغ 38 جنيها، وهناك وثيقة بخط يده في كتاب أحمد خير يطلب دينا ويعتذر عن تأخيره السداد.
* الفريق عبود، وهو فريق بحق بعد ان اصبح رئيساً لمجلس قيادة نظام 17 نوفمبر، يمتلك منزلاً بامتداد الدرجة الثانية شارع 41 حسب وضعه الوظيفي والسلفية تستقطع من راتبه، واستمر الاستقطاع حتى بعد تقاعده ولا يمتلك غيره حتى الآن. بل اشهد بأن ابنه كان يرجع المنزل بعربة عادية من عربات الجيش، وكان ينتظر العربة بعد ساعات الدراسة واحياناً يكون السيد الرئيس في العربة الهمبر التي بها لوحة القوات المسلحة.
* لواء طلعت فريد، الرياضي المطبوع والبطل العسكري الشجاع من أهدى الهلال والمريخ والموردة الاستادات وطالبنا بمحاسبته ووضع في السجن وكان رصيده في البنك 38 جنيها، وبعد التأكد من نزاهته وخروجه من المعتقل ذهب الى استاد الخرطوم لمشاهدة مباراة مهمة لوحده يقود عربته .
أيكفي هذا أم افيدك عن وزير الداخلية الذي أطلق سراحنا نحن الطلبة وحضر بنفسه وتحدث معنا ونصحنا وطلب أن نوصل الى منازلنا بعربات البوليس بعد أن قام رجال البوليس بإفطارنا وشربنا الشاي على حسابهم، ومن جيب الشاويش ولم يقفل علينا حتى ولو باب مكتب بل اعتقلنا تحت الأشجار في المديرية، وهو اللواء محمد أحمد عروة رحمه الله. وهل تود أن نقارن عن المعاملة الآن؟ أم أحكي لك عن مدير الاراضي والذي قسم أراضي العاصمة للمستحقين ومات في بيت ايجار المرحوم محمد فتحي.
هذا يا ابني بعض من كثير، أرجو أن ترجع الى 1989م وتبحث عن أوضاع الحكام قبل 1989م ووضعهم الآن، والتاريخ قريب والمقارنة معدومة، ونحن يانا نحنا.. وممكن نحكي ليك أكثر.

الفندق الخفي والعدد في الليمون

بشفافية
سمعنا بالفندق الطائر والفندق العائم والطائرة الفندق، ولكننا لم نسمع بالفندق الخفي إلا في اليومين الماضيين مع صدور قرارات تصفية الشركات والمؤسسات التجارية الحكومية والتي ذُكر منها حتى الآن سبع وعشرون شركة و»العدد في الليمون» كما يقول «إخواتنا» المصريين عن الشيء كثير العدد عديم الفائدة، وبهذه المناسبة تحضرني طرفة مروية عن الصحافي المصري الكبير أحمد رجب طرفها الصحافي الأكبر مصطفى أمين، ملخصها أن مصطفى أعطى رجب مقالاً لأحد الأدباء الكبار ليختصره قبل نشره، وبالفعل أنجز رجب المهمة وتم نشر المقال بعد إختصاره، أغضب ذلك الأديب الشهير فثار في مصطفى ثورة لم تهدأ إلا عندما استدعى مصطفى، رجب ووبّخه وعنّفه أمام الرجل باعتبار انه تصرف من تلقاء نفسه هذا التصرف الأخرق، ولما كان التوبيخ والتعنيف مجرد تمثيلية لامتصاص غضبة هذا الأديب، قال مصطفى لرجب بعد ان أشبعه زجراً وكسا وجهه بكل امارات الغضب «امش أنت مرفود» وهنا انقلبت الآية حيث تحول الأديب من ثائر على مصطفى إلى مهدئ له، بعد انصراف الأديب إستدعى مصطفى، رجب مرة اخرى وسأله ضاحكاً عن حجم الاختصار الذي أجراه على المقالة، قال رجب كانت عشر ورقات فلسكاب اختصرتها إلى سبع، هنا ثار مصطفى ثورة حقيقية، لأن المقالة برأيه كانت تكفيها خمس ورقات فقط..
من هذه السبع والعشرين شركة ومؤسسة التي طالها قرار التصفية أو ربما الخصخصة لا ندري، ورد اسم فندق شارع السيد عبد الرحمن، ومن اسم هذا الفندق بدأت الغرابة، إذ ليس من المألوف تسمية الفنادق بأسماء الشوارع التي تقع على جانبيها، إضافة إلى أن شارع السيد عبد الرحمن الذي تسمّى به هذا الفندق يحتشد بالكثير من الفنادق، هذا من الناحية الشكلية والاجرائية، أما من حيث المضمون وهو الفندق نفسه بمبناه ومعناه، هنا لن تستغرب فقط بل «تدي ربك العجب»، إذ لا وجود لهذا الفندق أصلاً كما اتضح بعد البحث المضني الذي أرهق صحافية مجتهدة ومثابرة من صحيفة التيار حاولت عبثاً العثور على أثر لهذا الفندق، بحثت و(بحّتت) وسألت حتى بح صوتها دون جدوى، فهل اختفى هذا الفندق واختبأ تحت الأرض ليتفادى قرار التصفية إقتداءً بالزعيم نقد الذي يجيد عمليات النزول تحت الأرض كلما استشعر نازلة، أم أن بحث هذه الصحافية المثابرة كان أشبه بمحاولات رجل أعمى يبحث عن قطة سوداء في حجرة مظلمة في ليلة حالكة السواد مع أن هذه القطة لا وجود لها إبتداء..
بعد هذا الفندق الخفي الذي ظهر اسمه وإختفى رسمه، «قول واحد» والعدد في الليمون، فلا أحد يدري العدد الكلي لهذه الشركات الحكومية المراد تصفيتها أو خصخصتها، ولهذا كان رأينا ومايزال هو أن تتضافر جهود جهات الاختصاص للكشف أولاً عن هذه الشركات الخفية مجهولة العنوان والمقر، لأنها الأخطر من تلك المعروفة، فمن يمارس عمله في الخفاء مثل العصابات واللصوص هو الأولى بالمكافحة قبل غيره، أحياناً يراودني إحساس بأن هذه الشركات ليست خفية ولا مجهولة وإنما «مستورة»، وإلا فكيف تمارس نشاطها الإقتصادي وتجارتها دون أن تتعامل مع آخرين سواء كانوا أشخاص أو دوائر إقتصادية، ومن هنا يأتي تخوفنا من أن يتم التعاطي مع هذه الشركات بمنهجين مختلفين، فتكون بعضها محظية يشملها «فقه السترة» فتبقى مستورة، وبعضها شقية يطالها نهج التصفية أو الخصخصة، فلو صدق ذلك سيبقى قرار التصفية بلا مضمون كالمنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع

وأين هي الشريعة التي يتباكى عليها القوم اليوم..؟!

لشأن العام
فوجئنا بإقالة أحد منسوبي المؤتمر الوطني ومن قياداته الأصيلة، التي اثنى عليها الكثيرون من حيث الدين والخلق. كما ودافع عنها طلاب المؤتمر الوطني وابدوا عدم رضائهم لإقالة الرجل باعتباره من خيرة مجاهدي الإنقاذ الذين لبوا نداءها وحملوا لواءها حتى النهاية. المهم ان الرجل تمت إقالته من موقعه بمستشاريه الأمن القومي لا لذنب جناه، أكثر من قوله «فلتذهب الشريعة» لكن لم قالها وما هو الظرف الذى قيلت فيه وما يعنيه من قولته، فلم يؤبه به بل. وتم تجريد الكلمتين من الإطار الذى قيلت فيه، وأصبحت وكأنها دعوة مجردة لذهاب الشريعة، ومن ثم أصبح الرجل أول كبش فداء تضحى به الإنقاذ، لسبب يعلمه الله، وربما لإرضاء آخرين، ولن نقول لإرضاء الله الذى لا يحب الظالمين، وهذا الرجل ظلم بلا شك، وإن قرأنا أخيرا بأن الإنقاذ وكعادتها في عدم إخفاء محسوبيتها تجاه كوادرها، قد أعلنت بأنها قد عينت الرجل سفيرا بإريتريا، ولكنه رفض التعيين مشكورا وله كل الحق في ذلك، فما دام قد أقيل من اجل حماية شرع الله، فما الذى يجعله صالحا للعمل بإريتريا وغير صالح له بالسودان؟ أما تبرير السيد مستشار الرئيس للأمن القومي الذى أصدر قرار الإقالة فإنه وليطمئن شبابهم الغاضبين على ذلك القرار، أشار إلى انه قام بإصداره امتثالا لأوامر السيد رئيس الجمهورية، ولكونها جزءا من المبادئ الإسلامية، التي قال بأنها توجب طاعة ولى الأمر. وهنا نسأل سيادة المستشار عن عدد القرارات التي أصدرها السيد الرئيس لصالح المواطنين ولم تتم الاستجابة لها رغم إنها من المبادئ الإسلامية التي تستوجب طاعتها ضرورة بتنفيذها؟
نعود للشريعة التي ركب موجتها البعض وتبنوا حمايتها والذود عنها دون غيرهم كأنما أوكلوا بفعل ذلك من عند الله تعالى، نسألهم عن ماهية الشريعة التي ينتحبون لمجرد سماع القول بذهابها، إن لم تكن منهج الحياة القويم الذى يجب ان يتبعه الحاكم والمحكوم، ومن ثم فإن القول بذهابها لفظا لا تأثير له عليها متى التزم بها الجميع فعلاً، ومن ثم فإن إقالة قائلها لا تقدم ولا تؤخر في الأمر شيئا. ثم ألم تكن شريعة الله التي يعرفها الجميع، هي الأمن والسلام، الحرية والعدل والمساواة بين الناس، ثم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وفوق كل ذلك احترام كرامة الإنسان وصون حقوقه، وعدم التعرض لها بسوء من قريب أو بعيد، أم هي مجرد شعار يرفع عند الضرورة ويذهب متى نادى البعض بذهابه؟
فحكومة الإنقاذ منذ مقدمها رفعت شعار الحكم بشرع الله، لكن أدهشتنا بداية التطبيق لذلك الشرع التي انحصرت أولا فى أزياء النساء، ماذا يلبسن وكيف يغطين رؤوسهن، ومن بعد ظهر قناصة الفرص الذين ترجموا حشمة النساء الى ضرورة ارتداء العباءة وغطاء الرأس فازدهرت أسواقها، ولولا ان تداركها البعض فأوقف مدها، لفقدت المرأة السودانية زيها المميز وأصبحت مسخا لنساء أخريات، والحكومة التي تحكم بشرع الله لم تفطن إلى ان الفقر الذى أصابت به الكثير من الأسر، بجانب الثراء الفاحش الذى حققته للبعض الآخر، وكانت النتيجة مختلف الانحرافات التي أصابت المجتمع، وفى مقدمتها ظاهرة اللقطاء الذين يتناثرون بالطرقات، الأحياء منهم والأموات، والتي لم تحرك ساكنا لدى الحاكمين بشرع الله بمثل ما حركته لفظة فلتذهب الشريعة، التي ذهبت فعلا، ظل تلك الأفعال الفاحشة ونتائجها الكارثة، التي كان ممكنا تفاديها بقليل من اهتمام أولى الأمر بالإطعام من جوع، والأمن من خوف، الذى ربطه الله بعبادته، وقبل ان يقع الفأس على الرأس.
ومن أجل التمكين في الحكم الذى قيل هو لله، عرفنا لأول مرة القتل الذى حرم الله إلا بالحق، يطبق في عهد الإنقاذ على بعض مالكي العملات الحرة، التي مهما فعلوا بها فلن تصل جريرتهم حد الإعدام، حتى جاء اليوم وأصبح الاتجار بذات العملات مباحا ومتاحا، ليس ذلك فحسب بل عرف البعض الطريق إلى غسلها. ولمزيد من العمل في اتجاه التمكين، كان لا بد من إرهاب الآخرين، وإرسال إشارة واضحة لهم بالا يفكروا مجرد تفكير في مس السلطة الجديدة، خاصة عبر نقابات العاملين التي عرفت بمقدرتها على هز عروش الحكومات العسكرية، فكان الحكم بالإعدام على احد القيادات النقابية، فقط لأنه تجرأ وتلا خطاب الدورة لنقابته، التي عرفت بوقوفها ضد النظام الحاكم، وان لم ينفذ الحكم بسبب التدخلات الخارجية، إلا انه كشف أي نوع من الشرع يعمل به النظام الجديد، هذا بجانب الذين عذبوا وقتلوا فيما عرفت ببيوت الأشباح التي تعتبر اكبر دليل على البعد عن شرع الله وعدالته. هذا إضافة إلى ظاهرة القتل التي أصبحت عادية جدا، لا يمر يوم إلا ونسمع عن مقتل ابن على يدي والده، أو والد على يدي ابنه. أما جريمة وفيات الأطفال إلى تتم بعد اغتصابهم، فقد كانت الجديد الذى لم يعرفه السودان منذ ان خرج للوجود إلا في هذا العهد. وكل هذه الممارسات وبكل فظاعتها التي لا تتسق مع نهج الشرع، لم نجد من يبكى أو يحزن عليها بمثلما تم فعله في قولة «فلتذهب الشريعة».
والإنقاذ التي تتباكى بعض قياداتها لذلك القول اليوم، هي ذاتها التي تتحمل وزر المواطنين الذين حرمتهم من حقهم في العمل ظلما لا يرضاه الله ولا شريعته، ومن بعد عملت على تفضيل منسوبيها عليهم فاحتلوا مواقعهم بلا وجه حق، فارتكبت بموجب ذلك جرمين، الظلم أولا والمحسوبية ثانيا، والغريب أن الحكومة الباكية خوفا على ذهاب شرع الله، مازالت تمارس ظلمها القديم على أولئك المواطنين الذى ظل الكثير منهم بلا عمل وبلا أمل في مخرج حتى يومنا هذا، وهم يسمعون في كل يوم جديد وعدا جديدا ولكن بلا تنفيذ. والحكومة التي تخشى ذهاب الشريعة، تشاهدها تذبح أمام عينيها في كل صبح جديد، فسادا يزكم الأنوف، تتم حماية المحسوبين عليها من حسابه، وتتم معاقبة المساكين مهما كان ضعف فسادهم وضآلته، وبأعجل ما يمكن. فالشريعة التي تجعل من وزارة المالية بيت مال المسلمين، الذى يحرم أخذ أي قدر من مالهم بغير وجه حق، ففي ظلها نقرأ عن الذين استفادوا من أموال المسلمين، وكان ذلك بتقديم ضمانات لهم لقروض يحصلون عليها من مصارف أخرى، أو غير ذلك من التسهيلات التي تستعصى على من سواهم الحصول عليها، حتى ان كانت من حقهم. ولم نشاهد أيا من الباكين خوفا على ذهاب الشريعة يتقدم ليعدل بين الفريقين، من يطالب بحقه ومن يستفيد من حق غيره، حتى نجد مبررا للبكاء هذا، ولا تتحدث عن مظاهر الفساد الأخرى التي سارت بأخبارها الركبان، ولم يتقدم حماة الإسلام والذائدون عن حياضه، ليسألوا رفقاءهم من أين لهم ذلك؟ هذا ان لم يكن السائل ليس بأفضل من المسؤول.
والشريعة التي تنادى بستر عورات المسلمين، فإن القائمين على أمرها يخططون تخطيطا محكما لكشف عورات المسلمين، وطبعاً ليست كل المسلمين، ولكن أولئك الذين لا ينتمون للحزب الحاكم الذى لا يمل تفضيل منسوبيه على سواهم حقا أو باطلا، حيث تنصب للآخرين الشباك بإحكام حتى يتم الوقوع فيها، ومن بعد يبدأ العرض والتشنيع بالفريسة، وعبر وسائل الإعلام لاتساع دائرة إشانة السمعة. وينسى حكام شرع الله أنهم بفعلتهم تلك، بجانب مخالفة شرع الله الذى ينهى عن التجسس والتحسس، ينسون أنهم يعاقبون أبرياء من أسر الذين كشفت عوراتهم قصدا ومع سبق الإصرار، ودون ذنب جنوه. وهنا يحق لنا ان نسأل هيئة علمائنا الإجلاء الذين لم نسمع رأيهم في كل الذى سبق ذكره، وإن كان مقبولا في إطار الحكم بشرع الله أم لا، كان ذلك ما يتصل بالفساد المالي أو الادارى أو الأخلاقي؟ فكل الكوارث التي ابتلى بها السودان، وبما لم يشهده أو يعرفه من قبل، حدث بعد الإعلان عن المشروع الحضاري الذى يعنى الحكم بشرع الله، إذ لا بد من وجود خلل ما لازم ذلك المشروع، نأمل في ان تفتينا هيئة علماء السودان بتوضيح موضع الخلل ومصدره، خاصة والهيئة المحترمة سباقة في الافتاء خاصة في الجوانب السياسية، من شاكلة منع السيد رئيس الجمهورية من السفر إلى الخارج بعد إصدار محكمة لاهاي قراراها بتسليمه لمحاكمته هنالك. وأن نشكر للهيئة المحترمة حرصها على سلامة الرئيس بعدم مخاطرته بالسفر خارجيا، لكننا نتطلع لحرصها على تطبيق شرع الله فعلا بتوجيهها الحاكمين إلى اتباع طريقه القويم،الذى قوامه العدل بين الناس لا التفريق بينهم بسبب الولاء. كما كنا ننتظر ان نسمع صوتها كلما تم تطبيق خاطئ لحدود الله، والمطالبة بتصحيحه، وليس أقلها جلد النساء، بتوضيح متى يطبق، ومن يطبقه وكيف يطبق؟ ومن ثم إعلان رأيها حول جلد ما سميت «فتاة الفيديو» الذي تم تطبيقه وسط جمهرة من الرجال اتخذوا من صراخ وعويل الفتاة فرصة للضحك والتندر، وبصرف النظر عن العنف في التطبيق، فهل هذا من الشرع في شيء؟
وداخل هذه الضجة التي أثارتها عبارة «فلتذهب الشريعة» التي ذهبت بقائلها خارج مؤسسته الأمنية، انفتحت جبهة جديدة، اعتلى منصتها السيد مندور المهدي، فلو تذكرون عند مجيء الإنقاذ إلى الحكم وفى بداية عهدها مع حرب الجنوب، قد وعدت بتجييش كل الشعب السوداني، رجالاً ونساءً، وقد شرعت في ذلك فعلا عبر دورات الدفاع الشعبي. والآن يبدو أنها بصدد خوض حرب جديدة ضد شعبها الذى جيشته وأهلته للدفاع عنها في حرب الجنوب، فأصبح اليوم مؤهلاً للدفاع عن نفسه متى حدثتها نفسها بمحاربته، فالسيد مندور وهو يخاطب ما سموه كتيبة المروءة الاستراتيجية، التي كثرت أمثالها في الفترة الأخيرة، وبولاية الخرطوم بالذات التي غالبا ما تهب رياح تغيير أنظمة الحكم عبرها، أعلن أنه من بين مهام تلك الكتيبة التصدي لكل من يقترب من حكومة المؤتمر الوطني، أو يمس شعرة من مقاعد حكمها، حيث بشر السيد مندور شباب الفيسبوك، وقوى المعارضة، بالويل والثبور وعظائم الأمور ان حاولوا إسقاط النظام، حيث سيسحقهم سحقا، بل ويمسحهم من على ظهر البسيطة نهائيا، كل ذلك السحق والمسح من وجه البسيطة، فقط لأن هؤلاء القوم تجرأوا بالقول إنهم سيسقطون النظام، وهو قول كثيرا ما سمعه المؤتمر الوطني وسمعناه نحن، ولكن دائما ما تأخذه الرياح. لكن السيد مندور لم يكتف بالسحق والمسح، لكنه أضاف واصفا القوى المعارضة بأنها ميتة، وان شبابهم الذين يخاطبه حينها، قد شاهدوها بولاية الخرطوم، وأنهم شيعوا جثامينها عندما أرادت مقاتلتهم في الانتخابات الأخيرة طبعا. فيا سيد مندور، أي انتخابات حاربتكم فيها الأحزاب الميتة بولاية الخرطوم، فشيعتم جثامينها؟ الم تخوضوا تلك الانتخابات وحدكم بعد ان قاطعتها الأحزاب الأخرى ميتة كانت أم حية، ففزتم بها بلا منافس، ومن ثم عدتم بموجب ذلك، إلى مربعكم الأول. حيث حكومة الحزب الواحد، وبرلمان الحزب الواحد، أي عدتم إلى شموليتكم القديمة؟ لكن ما الذى جعل السيد مندور يخرج عن طوره ويعلو على د. نافع درجة في الحمل على أحزاب المعارضة ومعها شباب الفيسبوك هذه المرة، والكيل لهم بالحق والباطل؟ يبدو أن القصة سخنت. لكن ما رأى حماة الشريعة والوقوف في وجه من ينطق مجرد نطق بذهابها، في سحق الحاكم لمواطنيه ومسحهم من على وجه البسيطة إن أرادوا إسقاطه، هل يجوز مثل ذلك الفعل شرعا؟ أفتونا يرحمكم الله، أم أن الجماعة بصدد الانضمام إلى نادي القذافى وعلى عبد اله صالح، اللذين يريدان الاستمرار في الحكم ولو على أشلاء شعوبهم، رغم أن الأخير قد أرغم على مغادرته أخيرا؟ ويا سيد مندور نقولها مرة أخرى، ان كل الثورات التي انتظمت الدول العربية وقلتم إن السودان محصن ضدها، فإنها لم تشتعل إلا بسبب القهر والقمع والاستفزاز الذي تتبارون في ممارسته ضد معارضيكم، فلم تتعجلون رفع الحصانة عن سودانكم؟