الثلاثاء، 29 مارس 2011

مازال هُبل يسقط..!!!

بالمنطق(الأرشيف)
٭ وهل لنا (شغل) نحن هذه الأيام بخلاف الذي يجري من هدم للـ(أصنام!!) من حولنا..
٭ ففي بلاد (الإسلام) كاد بعض الحاكمين أن يصيروا (أصناماً) بشرية يودون لو أن يطوف حولهم الناس ويعبدوهم ليتقربوا بهم إلى الله زلفى..
٭ فهم لم يكتفوا بشعار (الله، فلان، والوطن) وإنما نثروا صورهم في كل مكان مع حرصٍ على أن تكون الصورة دالة على (الخلود!!) بخصم سنوات الكهولة والشيخوخة عنها مهما بلغ الزعيم من العمر عتيا..
٭ ثم لم ينس بعض منهم نصب تماثيل تجسد هيبة قائد يكاد ينطق بلسان حال هذه الأصنام قائلاً - والعياذ بالله - (أنا ربكم الأعلى)..
٭ وليت الحاكمين في بلاد (الإسلام) هؤلاء وقفوا عند هذا الحد الذي نهى عنه الخالق - بما فيه من محاولة تشبه بذاته العلية - ولكنهم (أسرفوا!!) حتى في الأفعال التي توعد الشرع مقترفيها بأشد العذاب..
٭ فقد أسرفوا في القتل - مثلاً - الذي يقول عنه الحق في كتابه الكريم: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)..
٭ ويقول عنه الحديث الشريف: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)..
٭ ويقول عنه حديث نبوي آخر: (والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)..
٭ وأسرفوا في الظلم الذي يحذر منه القرآن الكريم حين يقول في بعض آياته: (وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل)..
٭ ويقول: (الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم)..
٭ ويقول: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون)..
٭ ويقول عنه الحديث الشريف رواية عن الله: (يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)..
٭ وإذا كان القتل الذي أشرنا إليه يشمل الذين كل جريرتهم أن رفضوا الطواف حول (الصنم) أو سعوا إلى هدمه، فإن الظلم لا يستثنى حتى قطعاً للأرزاق لا ذنب لأصحابه سوى أنهم غير مرضيٍّ عنهم..
٭ وأوجه الإسراف الأخرى التي لا يرضى عنها دين الإسلام عديدة في بلاد الإسلام..
٭ البلاد التي قال عنها الشيخ محمد عبده إنه وجد فيها مسلمين ولم يجد إسلاماً..
٭ وقال عن بلاد الغرب إنه وجد فيها إسلاماً ولم يجد مسلمين..
٭ ومن قبله قال شيخ الإسلام ابن تيمية قولته الشهيرة:(إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة)..
٭ وحول معاني المقولتين هاتين ظللنا ندور بأقلامنا سنين عددا ننبه إلى أن عدم نصر الله للمسلمين على إسرائيل قد يكون بسبب غياب العدل هذا، وتفشي الظلم..
٭ وها هي الأحداث من حولنا هذه الأيام تثبت مدى نزوع الحكام - في بلاد الإسلام - إلى الظلم..
٭ تثبت مدى استعدادهم (السلطوي) إلى الإسراف في قتل أبناء شعبهم بما لم تفعل مثله إسرائيل طوال سنوات حروبها مع العرب (المسلمين)..
٭ فالمسلمون الذين قتلتهم أنظمة مسلمة - على مدى ستين عاماً - أكثر من الذين قتلتهم دولة يلعنها اللاعنون في بلاد العرب ذات المآذن..
٭ وتثبت كذلك صدق ما كنا نقول عن فساد (مستتر!!) ما من وصول لـ(أدلته!!) من سبيل بفعل القهر والكبت والتخويف وانعدام الشفافية..
٭ أرأيتم الأرقام الخرافية لثروات ما كان لها أن تظهر لولا هدم (صنمي) تونس ومصر؟!..
٭ وتلك التي يشار إليها الآن خلال الهدم الذي يجري لصنم ليبيا؟!..
٭ وأخرى لا تقل ضخامة في طريقها إلى أن تظهر فور أن يسقط (هبل) و(اللات) و(العزى) - البَشريِّين - من حولنا؟!..
٭ وإليكم الآن نموذجاً واحداً (وسخاً) من فساد أنظمة محسوبٌ قادتها على (الإسلام!!)..
٭ فقد كشف موظف رئاسي في حقبة مبارك عن (النعيم!!) الذي كان يتمرغ فيه (كلب!!) آل حسني، في وقت أضحت فيه اللحمة حلماً يراود عامة المصريين حين التهامهم الفول والكشري والبصارة..
٭ قال الموظف الرئاسي السابق إن (البرنس!!) - وهذا هو اسم الكلب - كان يحظى بعناية فائقة، وعلاج على نفقة الدولة، وأكلات فاخرة يومياً لا تقل عن فرخة أو كيلو من اللحم..
٭ ثم كان - بسلامتو - يحلِّي بالزبادي والمربى والمهلبية..
٭ وبعد أن (يطفح) - أي البرنس - يساق إلى مسبح قصر (العروبة!!) ليستحم، ويلهو، و(يبلبط)..
٭ ورغم (النعيم) ذلك كله - يقول الموظف الرئاسي - مات الكلب..
٭ بمثلما مات نظام صاحب قصر (العروبة!!) نفسه رغم مباحث أمن الدولة التي كانت تحرس (نعيمه)..
٭ وبمثلما مات نظام بن علي، وتموت أنظمة أخرى مشابهة هذه الأيام..
٭ وبمثلما مات كذلك - مع موت هذه الأنظمة - نزوع نحو (القتل!!) و(الظلم!!) و(الفساد!!) و(الاستبداد!!) و(تكميم الأفواه!!)..
٭ وصدق القائل إن الله لينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة..
٭ ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت (مسلمة!!!!)..
٭ وعدم نصر الحق لمثل هذه الدول قد يجعل سقوط قادتها مماثلاً لسقوط أصنام تشبهوا بها وهم لا يشعرون..
٭ فما أكثر الذين يهتفون - إذاً - هذه الأيام: (سقط هُبل!!!).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق