« كونسرتيوم الإطاحة ... الفساد الشباب الإعلام » |
الأعمدة اليومية - قبل هذا .. وذاك-هاشم الجاز |
الاثنين, 14 فبراير 2011 11:15 |
سألني أحد الأصدقاء من الإعلاميين الكبار إلي أين ستنقل الفضائيات عدتها وموفديها بعد مصر والسؤال في ذهن عدد كبير ممن يتابعون الأحداث المتتالية في المنطقة العربية خاصة عندما يتحالف « كونسرتيوم» الفساد الشباب وسائل الإعلام الجديد. كثر الحديث عن الفساد في الآونة الآخيرة لأنه يقود إلي كنز المال والسلطة والقوة كذلك في أعداد قليلة من الناس نتيجة لقصور في الآداء الرسمي ولا يلتزم بالطرق العدلية ولذا نجد أن في البلاد التي يستشرى فيها الفساد تبايناَ واضحاً بين طبقة غنية فاحشة الغنى وطبقة فقيرة مدقعة الفقر وأن المجتمع يخلو من التوازن بين هاتين الطبقتين مما يؤثر علي نهضة وتنمية البلاد وقعوده عن تلبية احتياجات مواطنيه من الغذاء والأمن والمأوي وهي الحد الأدني للحياة التي يحب أن تتوفر لجميع بني البشر. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «UNDP» والمعني بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لدول العالم الثالث وفي إطار مسؤولياتها تجاه هذه الدول نظر إلي الفساد ككابح يعطل كل مجالات النهضة في هذه البلدان وسعي مع منظمات الأمم المتحدة الأخري لمناهضة الفساد في أشكاله المختلفة وأثمرت هذه الجهود بعقد إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. ترى الــ «UNDP» أن الفساد في المنطقة العربية أحد أبرز تحديات إدارة الحكم التي تؤثر سلباً علي عمليات الإصلاح والتنمية في ظل ندرة البيانات والمعلومات المتعلقة بهذه الظاهرة وضعف ثقة الناس بشكل عام بقدرة الدولة علي التحرك الفعال في مواجهتها رغم أن 16 دولة عربية أعلنت عن إلتزامها بتنفيذ إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ... نعم هنالك بعض الدول العربية كما تشير تقارير الأمم المتحدة أصدرت سلسلة من الإصلاحات القانونية الهادفة إلي الوقاية من الممارسات الفاسدة ومعاقبة مرتكبيها وبعضها أنشأ هيئات متخصصة لمكافحة الفساد ووضع إستراتيجيات وطنية لمكافحته إلا أن حصيلة هذه الأعمال لاتزال ضعيفة خاصة وأن برنامج مكافحة الفساد يطال صغار الموظفين ولا يصل إلي كبارهم والرؤوس فيحاسب من إختلس بضعة جنيهات ولا يعاقب من سرق الجنيهات كلها، وصدق قول الرسول الكريم « إذ سرق فيهم الشريف تركوه وإذ سرق الضعيف أقاموا عليه الحد » . أما الشباب فهم من يعانون خطل حكوماتهم وخرقها يكابدون عند مراحل تعليمهم وتعطل طاقاتهم بعد تخرجهم يفتنون في دينهم ويفتنون في شبابهم ، تسد في وجوههم سبل كسب العيش الشريف ويرون في ذات الوقت أن قلة منهم تميزهم حكومتهم ، تبذل لهم وترفعهم مكاناً ليس لهم ولا يكتفون بما بذل لهم بل يمشون بين زملائهم ويسدون الطريق عليهم بالتقارير والتلفيق حتي يظلوا أهل حظوة وسند ، فما الذي أبقته مثل هذه الحكومات لهؤلاء الشباب إلا أن يسلكوا « البوعزيزية » رغم سلبية السلوك أو أن تكون المواجهة إما بتحقيق الأهداف والغايات والعزم والإصرار عليها أو الموت برصاص السلطة أوالإيداع في الزنازين والمخابئ حتي ينتقل الشاب من مرحلته إلي مرحلة الشيخوخة التي رأينا نماذج منها عندما فتحت المعتقلات في مصر حيث قضي البعض كل مرحلة شبابهم في معتقلات السلطة بل حتي من حكم عليهم بالمؤبد وأكملوا السنين المحددة أعيدوا ثانية لسجونهم. وسائل الإعلام رغم إحتفائها بما تقدمه ودورها الواضح الآن في « هز العروش » وزلزلة المناصب وإحالة الرؤساء والوزراء من حالات «الهيبة» إلي « الخيبة » إلا أن هذه الوسائل إن لم تكن بيد من يحسن إعمالها فسترتد سهماً في صدور الشعوب. البحث عن الحقيقة والعدالة في بث ونشر المعلومات والتوازن في التغطية وإتاحة العرض لكل الآراء وعدم تدعيم الآراء المسبقة والإنطباعات الشخصية والإستعانة بالمصادر الأمينة وإحترام عقل المتلقين وعدم قسرهم علي تبني آراء بعينها وغيرها مما توضحه مواثيق الشرف الإعلامية والمعايير المهنية تعزز دور هذه الوسائل في أداء وظائفها الإعلامية الأساسية في الرقابة وكشف الإنحرافات وسيادة العدل. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق