شباب ضائع
* إن يتحدث الناس في الصحف عن ارتفاع معدلات الزواج العرفي بالجامعات فهو حديث صار أكثر من عادي إن لم يكن مكررا وممجوجا ولا يثير البتة حفيظة أحد!
* حتى الحديث عن حالات الحمل سفاحا وخارج إطار مؤسسة العلاقة الزوجية بات أمرا طبيبعيا لا تتعدى درجة ردة الفعل تجاهه عبارة (بالله شوف البت القليلة أدب دي؟)
* ثمة حالة من اللامبالاة سرت في جسد المجتمع السوداني صورته وكأنما هو يبدو غير آبه بالمرة بمثل هذه السلوكيات المتفلتة وغير عابئ بمآلات تطور مد حركة هذه الظواهر وتأثيراتها مستقبلا على أجياله الجديدة... هذا هو تفسيري للأمر، لكن أن تصل درجة اللامبالاة إلى حد عدم التوقف عند قضية انتشار تعاطي المخدرات في أوساط طلاب الجامعات السودانية وطالباتها بلا استثناء، فهذا يجعل مفردة (اللامبالاة) لا تبدو قطعا هي المفردة اللائقة لوصف درجة عدم التعاطي المجتمعي بخوف ووجل مع مثل هذه القضايا والإشكالات.
* بربكم ماذا ينتظر أب مكافح يكسب بضع جنيهات بسيطة من جراء وقوفه يوميا تحت هجير أشعة الشمس اللافح ليطعم بها أفواها مفتوحة يوميا ثلاث مرات ... يدخر منها بضع جنيهات ليرسلها لابنه أو ابنته المقيمة خارج الديار في رحلة بحث عن علم نافع يعوضه يوما أسى ذله وفقره وكسبه المرهق .. ماذا ينتظر مثل هذا الأب من أبنائه طوال ما أنهم عرفوا هنا يوما طريقهم للمخدرات!
* ماذا ستنتظر أم تعبت بالساعات والأيام والشهور والسنوات على تربية ابنتها وفلذة كبدها وروحها المشتاقه؟ ماذا ستنتظر مثل هذه الأم من ابنة لم تصمد أخلاقها كثيرا في وجه التغيرات والتحديثات وأصدقاء السوء فوقعت في براثن وشرور صديقات (الممنوعات) وتحولت فعليا من (طالبة) لـ(مدمنة)!
* نعم عرف الإدمان طريقه حتى لطالبات الجامعات عبر الطريقة المعروفة أولا عن طريق الشم والطريقة هي وببساطة أن تضع (المروجة) المخدر داخل لاصق تجميلي من النوع الذي تضعه الفتيات على خدودهن .. تقابل الضحية في حرم الجامعة..تحتضنها أولا.. تعلن لها عن اشتياقها ثم تجرها إلى (سلام القبل) لتطبع كلاهما قبلة خفيفة على خد الأخرى ليبدأ بعدها تحميل المخدر إلى أنف الضحية بنجاح!
* الصديقة المروجة تكرر طريقة السلام إياه (سلام القبل والخدود) في اليوم الثاني والثالث والرابع أحيانا على الضحية ثم تختفي في اليوم الذي يليه مباشرة من أمام عين الصديقة التي يجن جنونها حينما تبحث عنها هي الأخرى بشدة داخل الجامعة فلا تلتقيها لتظهر بعدها فجأة (المعلمة المروجة) أمام ناظريها فتركض ضحيتنا في اتجاهها بهدف الارتماء في حضنها وتقبيلها وتفاجأ بعدها بالسلام الفاتر من قبلها ومن دون (قبل وأحضان) وحينما تعلن (الضحية) عن رغبتها لها في احتضانها تفاجئها المروجة بأنه منذ اليوم فإن كل شيئ بثمن! تقبل الضحية لحوجتها الشديدة لشم رائحة المخدر .. تدفع المال لتتحول بعد فترة إلى (مدمنة)!
* أيها الناس، أفيقوا، اصحوا من سباتكم العميق؛ فالخطر يحيط بأبنائكم
* أيتها الحكومة، أبناؤنا يضيعون، فهل من التفاتة ووقفة حاسمة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق