أذكر مرة، أن أحد قيادات الاتجاه الاسلامي بجامعة الخرطوم في مخاطبة سياسية له في أعقاب معركة إنتخابية طلابية حامية الوطيس للظفر بمقاعد إتحاد الطلاب، بعد أن صعد المنبر وهلّل وكبّر، إستل لسانه الطويل من «لغاليغو» وأعمله كما يُعمل الحطّاب الفأس في القطع الجائر، سباً وشتماً مقذعاً في قيادات التنظيمات الطلابية الأخرى، يلعن أبو خاش هذا القيادي ويسب سنسفيل تنظيم تلك القيادية إلى أن وصل به الجور والتجني أن يصف إحداهن ذكرها بالاسم بانها ساقطة، وكانت كلمة لا يمكن السكوت عليها واعتبارها مجرد مكايدة سياسية، وبالفعل قاضته هذه القيادية، وعندما سأله القاضي عن صحة ما نسبته إليه الشاكية من قول بذئ، لم ينكر وكيف له أن ينكر وقد قالها على رؤوس مئات الاشهاد، قال نعم قلت ساقطة ولكني أعني أنها ساقطة في الانتخابات، وكان أطرف تعليق قيل حول هذا «الالتفاف» هو «ما قلتو نوبة» وهي عبارة تقال لمن يرجع في حديثه خشية عاقبةٍ ما، وعلى هذا النهج «الكيزاني» القديم سار مندور المهدي ومشايعوه حين حاولوا النكوص عن العبارة الدموية التي أطلقها أمام مجندي ما سُمّى بالكتيبة الاستراتيجية «سنسحق المعارضة وسنقابلها بصدور عارية» والعبارة الأخرى التي أطلقها رفيقه الأعلى رتبة نافع علي نافع «ستصلون العصر عند بني قريظة» ولا ندري لماذا العصر وليس الصبح، المهم أن كل ما قيل تم تعليقه على مشجب الانتخابات، على إعتبار أن السحق إنتخابي والصلاة أيضاً إنتخابية، رغم أننا لم نسمع بانتخابات على إمتداد التاريخ تُعرّي لها الصدور وتقتحم الحصون...
دعونا نفترض صحة ما يقولون بأن هذه الكتيبة الاستراتيجية المسماة «المروءة» هي كتيبة إسناد مدني تتألف من أطباء ومهندسين وفنيين إلى آخره وأنها ما قامت إلا لنجدة الناس أجمعين في حالات الكوارث والضوائق حسبما يزعمون، فحتى لو صحّ ذلك فانه زعم مردود، فحينما تحيق بالبلد والناس كارثة أو ضائقة فإن كل موارد البلد وكوادرها قد لا تستطيع محاصرتها بل في الغالب تحتاج إلى أن تتداعى لمحاصرتها الأمم والشعوب والدول الأخرى دعك من كتيبة محدودة مهما بلغ حجمها وقدرة أفرادها، ولو قيل أن هذه الكتيبة لنجدة حزب المؤتمر الوطني حين تدهمه كارثة أو تحاصره ضائقة لكان ذلك أوفق لهم من هذا التدليس والتلبيس الذي يصعب جداً أن ينطلي على أحد، فخبر هذه الكتيبة اليقين هو أنها ليست للناس أجمعين وإنما هي خاصة بأهل الحكم وحزبهم ومخصوصة للزود عنهم وهي في ذلك تشبه الخالق الناطق ووقع الحافر على الحافر تلك الكتيبة الاستراتيجية التي أنشأها النميري أخريات سني حكمه، وما أشبه كتيبة اليوم بكتيبة البارحة التي حاول النميري إحلالها محل موظفي وعمال ومهندسي السكة الحديد وذلك بوهم كسرهم وإضعافهم أو بالاحرى سحقهم فيتخلص بذلك منهم ومن إضراباتهم التي أقلقت مضاجعه ليستمتع بحكم هادئ ونوم هانئ، ولكن هيهات فقد ذهب نميري وذابت كتيبته الاستراتيجية وبقى البرّادين والخرّاطين والمحولجية وبقيت السكة الحديد رغم الضربات التي تلقتها، ولو أن أهل الانقاذ يتعظون لاتعظوا بتلك التجربة الخائبة ولم يكرروها، فاذا وقعت الواقعة فلن تحوشها يومئذ كتيبة إستراتيجية ولا جيش عرمرم والتاريخ الحاضر وميادين التحرير تشهد واللهم هل بلغت فأشهد...
دعونا نفترض صحة ما يقولون بأن هذه الكتيبة الاستراتيجية المسماة «المروءة» هي كتيبة إسناد مدني تتألف من أطباء ومهندسين وفنيين إلى آخره وأنها ما قامت إلا لنجدة الناس أجمعين في حالات الكوارث والضوائق حسبما يزعمون، فحتى لو صحّ ذلك فانه زعم مردود، فحينما تحيق بالبلد والناس كارثة أو ضائقة فإن كل موارد البلد وكوادرها قد لا تستطيع محاصرتها بل في الغالب تحتاج إلى أن تتداعى لمحاصرتها الأمم والشعوب والدول الأخرى دعك من كتيبة محدودة مهما بلغ حجمها وقدرة أفرادها، ولو قيل أن هذه الكتيبة لنجدة حزب المؤتمر الوطني حين تدهمه كارثة أو تحاصره ضائقة لكان ذلك أوفق لهم من هذا التدليس والتلبيس الذي يصعب جداً أن ينطلي على أحد، فخبر هذه الكتيبة اليقين هو أنها ليست للناس أجمعين وإنما هي خاصة بأهل الحكم وحزبهم ومخصوصة للزود عنهم وهي في ذلك تشبه الخالق الناطق ووقع الحافر على الحافر تلك الكتيبة الاستراتيجية التي أنشأها النميري أخريات سني حكمه، وما أشبه كتيبة اليوم بكتيبة البارحة التي حاول النميري إحلالها محل موظفي وعمال ومهندسي السكة الحديد وذلك بوهم كسرهم وإضعافهم أو بالاحرى سحقهم فيتخلص بذلك منهم ومن إضراباتهم التي أقلقت مضاجعه ليستمتع بحكم هادئ ونوم هانئ، ولكن هيهات فقد ذهب نميري وذابت كتيبته الاستراتيجية وبقى البرّادين والخرّاطين والمحولجية وبقيت السكة الحديد رغم الضربات التي تلقتها، ولو أن أهل الانقاذ يتعظون لاتعظوا بتلك التجربة الخائبة ولم يكرروها، فاذا وقعت الواقعة فلن تحوشها يومئذ كتيبة إستراتيجية ولا جيش عرمرم والتاريخ الحاضر وميادين التحرير تشهد واللهم هل بلغت فأشهد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق