الأربعاء، 30 مارس 2011

مع الإخوان المسلمين المصريين


مع الإخوان المسلمين المصريين

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2011 16:17

قلت أمس إن هناك فرصة كبيرة للإخوان المسلمين فى مصر للنجاح فى الانتخابات المصرية القادمة والحصول على نسبة كبيرة بحكم تنظيمهم المحكم وحصولهم على نسبة عشرين بالمائة فى انتخابات 1995 رغم التضييق عليهم والآن انفتحت أمامهم الحرية السياسية، كما أن دورهم مشهود فى استمرار الثورة وزخمها وعنفوانها وتنظيمها والتى كانت مفاجأة للجميع حتى للإخوان أنفسهم.
جميل أن يتجه إخوان مصر لتأسيس حزب سياسى مدنى ديمقراطي يستوعب الأقباط باسم حزب العدالة والحرية وهو منهج يشابه منهج حزب العدالة والتنمية فى تركيا وظل يحكمها حتى اليوم ووجد ترحيبا محليا وإقليميا ودوليا رغم كونه خرج من رحم الحركة الإسلامية الحديثة فى تركيا ولكن كان واضحا أن قادة الحزب قرأوا الواقع التركى والدولى بواقعية وحددوا أهدافهم وأولوياتهم بحكمة. وجميل أن يعلن إخوان مصر أنهم لن يرشحوا بأكثر من 35% من الدوائر رغم إمكانية فوزهم بأكثر من ذلك كما لن يترشحوا لرئاسة الجمهورية مما يدل على نضج سياسي يبدد هاجس الخوف كفزاعة.
دخلت حركة الإخوان المسلمين الحياة المصرية منذ عام 1928 وتفاعلت مع بقية القوى السياسية والحكومات المتعاقبة وحاربت القوات الإنجليزية فى قناة السويس والدولة الصهيونية فى فلسطين وكسبت بذلك كثيرا ونشرت فكرها الذى سقته بدماء شهدائها وقاومت الاستبداد والفساد فى ظل نظام ثورة مصر الأحادية السلطة منذ خمسينات القرن الماضى.. هذه الحركة بحكم بشريتها واجتهادها لم تخلوا من أخطاء معروفة وموثقة كاغتيالات سياسية وغيرها ويتعين عليها الآن أن تستفيد من تجاربها والتجارب المعاصرة خاصة الحركات الإسلامية المشابهة والتى وصل بعضها للسلطة وأخرى تتعثر وتتعرض للضرب والتهميش.
يتعين عليها ألا تنجرف وراء الشعارات الإسلامية فقط دون أن تحدد المفهوم الصحيح لشعارها (الإسلام هو الحل) وأن ترتب الأولويات الصحيحة لمصر والعالم العربي والإسلامي خاصة ونحن نعاصر تجارب إسلامية عديدة كإيران والسعودية والسودان وتركيا وتونس والجزائر وسوريا واندونيسيا..الخ وكلنا يعرف ما حدث فيها.
نعم الإسلام هو الحل ليس للمسلمين وحسب بل للإنسانية جمعاء وقد عشنا وشهدنا سقوط وفشل كثير من النظريات والمذاهب البشرية كالشيوعية وترنح الرأسمالية وازدواجية معاييرها ترفع مبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان ولكنها تدعم دول وأنظمة تناقض ذلك من أجل مصالحها الضيقة.. ولكن السؤال ماهو الإسلام؟ أخشى أن ينجرف إخوان مصر نحو المفهوم الضيق للإسلام وحصره فى العقوبات أو يستدرجوا بالصراعات والمكايدات السياسية لتكون السلطة كل همهم فإذا نالوها يصبح همهم الأول سحق الآخرين والحفاظ على السلطة بكل السبل غير المشروعة وينغمسوا فى الفساد المالي وينشئوا نظاما سلطويا بدعوى الحفاظ على الإسلام وفى الحقيقة هم يحافظون على السلطة والنفوذ والأموال!! السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.
أجاب الأستاذ الغنوشي فى محاضرته مؤخرا بالخرطوم على سؤال وجه له ما هى الضمانات ألا تكونوا سلطويين وفاسدين إذا حكمتم؟ أجاب: الاستبداد والفساد ليس له دين والضمانة الوحيدة هى حرية الشعوب والديمقراطية فى مراقبة السلطة.. ما رأي إخوان مصر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق