الأربعاء، 30 مارس 2011

ربيع عبد العاطي ... بقية الدرس ..!!

ربيع عبد العاطي ... بقية الدرس ..!!

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2011 16:23

** الفوضى الخلاقة لها علاقة بالنيل من رموز البلاد، هكذا جاء عنوان مقال الدكتور ربيع عبد العاطي، الخبير الوطني والمستشار بإعلام وزارة الدولة السودانية..حيث كال لي فيه من الشتائم ما استطاع إليها سبيلا ومن التهديد والوعيد ما عجز عنهما نيرون، وبنهج استعلائي يتقزم أمامه نهج فرعون..وكل هذا الضجيج لأني انتقدت المجلس القومي للصيدلة وبعض أصحاب المراكز الطبية الخاصة بسبب استجلابهم واستخدامهم أجهزة ومعدات طبية مستعملة يحظر القانون استيرادها واستخدامها.. قبل تفكيك محتوى مقال الخبير الوطني - طبعا مع الاعتذار لمفردات المقال والخبرة والوطنية - يجب التحديق في عنوانه: الفوضى الخلاقة لها علاقة بالنيل من رموز البلاد..عنوان أعاد إلي ذاكرتي حكاية ست البنات مع اللغة العربية ومصطلحاتها وكيفية استخدامها.. ست البنات امرأة نوبية جاءت إلى الخرطوم -لأول وآخر مرة - في عهد حكومة إبريل، واحتكت بنساء حي الكلاكلة شهراً، ثم رجعت إلى قريتها وكانت قد سمعت لمفردة (فجأة)، واستمتعت بها وخزنتها في ذاكرتها، وظلت تنتهز الفرص لاستخدامها حين تخاطب نساء القرية النوبية، حتى وجدت فرصة الاستخدام ذات يوم هي كانت بحاجة إلى ملح الطعام، فنادت جارتها من وراء الجدار الفاصل بينهما: (يا خديجة عليك الله ناوليني شوية ملح، وكمان فجأة كدة شوية فلفل)..هكذا نجحت ست البنات في استخدام مفردة فجأة في جملة غير مفيدة ..!!
** وكذلك حال خبيرنا الوطني والمستشار بوزارة الإعلام مع مصطلح (الفوضى الخلاقة)..يبدو أنه جلس ذات يوم من أيام حرب الخليج أمام شاشة التلفاز، واستمع إلى وزير الدفاع الأمريكي وهو يخدع الرأي العام بتبرير فحواه: مايحدث في العراق نوع من الفوضى الخلاقة.. أوهكذا حاول أن غطى العقل الأمريكي على فشله في بسط الأمن والسلام بالعراق، وذلك بعد الخطأ الفادح الذي اعترفوا به بحلهم للجيش والشرطة..هذا المصطلح يا خبير يا وطني كان محض غطاء لفشلهم وخطل تفكيرهم، حيث الفوضى لم تكن - في يوم من الأيام - خلاقة، أي بناءة، فالفوضى تعنى غياب القانون، وغياب القانون يعنى هدم أمن المجتمع وسلامته.. ولو كنت تعرف هذا التعريف لمفردة الفوضى لما استخدمت ذاك المصطلح كما استخدمت ست البنات مفردة فجأة، ولكن سيان أنت وهي في حفظ المصطلحات كما الببغاء، كذلك سيان في التفوه بها كما النوافير والمواسير التي في جوفها الهواء وليس المياه.. أي، المصطلحات السياسية -فيما تكتب وتتكلم- محض شحيح بلامعنى، وإن لم يكن كذلك: ما معنى الفوضى الخلاقة ؟ وما فرقها من الفوضى غير الخلاقة ؟..هكذا أسألك يا خبير يا وطني، رد وأصطحب في ردك تعريف الفوضى الذي لم تكن تعرفه، وتعليمك بأبجديات اللغة قدر ابتلانا الله به منذ مقالك السابق، ونحن على هذا القدر من الصابرين.. وبالمناسبة: أنت قريت الابتدائي وين؟ وقرايتك كانت بالصباح ولا بالمساء ولا من منازلهم؟..لاعلاقة لهذا السؤال بذاك المصطلح، وما سألت إلا بعد اطلاعي على النسخة الأصلية لمقالك، أي قبل مرحلة التصحيح، حيث بالنسخة الأصلية خمسة أخطاء نحوية وتسعة إملائية، ولن أصححها لك، لا لتموت بجهلك، ولكن لأن المقام مقام تصحيح نهجك وليس لغتك ..!!
** وعليه..يا خبير يا وطني، وزارة الصحة وليس الطاهر ساتي هي التي وضعت قانون حماية المواطن من مخاطر الأجهزة المستعملة، وهي التي كشفت المراكز التي خالفت هذا القانون بعلم المجلس القومي للصيدلة، وساتي لم يفعل غير كشف أسماء أصحاب تلك المراكز- وكذلك سادة المجلس - ليحاسبهم القانون، فأين الخطأ يا مستشار وزارة إعلام الدولة ؟..وبالله عليك من الذي يسعى إلى الفوضى التى تصفها بالخلاقة، من يحرص على كشف المخالفين للقانون ويطالب بمحاسبتهم أم من يدافع عنهم بلا دليل أوبرهان، أي بمحض شتائم وسب ولعن وتهديد ووعيد ؟..كل أسطرك تدينك يا أحد رجال الدولة ولكنك لاتحس بالإدانة، ودفاعك عن المفسدين والمخالفين للقانون يعني بأنك جزء منهم أويرضيك ما يفعلونه في حق الناس والبلد.. وتحريضك لمجلس الصحافة ببتر يدي وكسر قلمي خير دليل على عجزك الفكري وخطل تفكيرك وسوء نهجك، حيث من أبجديات السجال الإعلامي - يا خبير يا وطني - هي أن تقارع المنطق بالمنطق والرأي بالرأي والوثيقة بالوثيقة، وإن عجزت عن كل ذلك فتلك محاكمنا التي نحترم أحكامها ونمتثل إليها، وهي الفيصل المتواثق عليه..أوهكذا الحياة النقية في الدول ذات الأنظمة الراشدة والتي أجهزتها تستشير الراشدين، و يا حسرة على الإعلام السوداني إن كانت وزارة الإعلام تستشيرك في أموره ..!!
** ثم..أراك تطالبني، للمرة الثانية، بأن أذهب بوثائقي ووقائعي إلى المحكمة لتحاكم المخالفين للقانون، بدلا عن نشرها .. طلب، رغم غرابته، جميل جداً..حسناً، لكي ننفذ طلبك اقترح لك بأن تخاطب مجلس الوزراء والبرلمان ومجلس الصحافة بخطاب فحواه: (أرجو من سيادتكم إصدار قرار طارئ بإغلاق الصحف وانتداب الصحفيين إلى وحدة مكافحة الفساد ونيابة الأموال العامة و جهاز الأمن الاقتصادي، وذلك ليتفرغوا لمقاضاة المخالفين للقانون والمفسدين .. وجزاكم الله خيراً..مخلصكم / الدكتورربيع عبد العاطي، الخبير الوطني والمستشار بوزارة الإعلام)..يلا، قم بنسخ هذا الطلب وقدمه لمن يهمهم الأمر، وهكذا ستجدنا جميعاً - من البروف شمو والأستاذ المروح إلى أصغر متدرب بالصحافة - أمام المحاكم .. ثم سؤال أخير قبل الختام، بصراحة كده: إنت الإعلام ده بالجد قريتو ولا سمعت بيهو ساكت ؟.. إذ طلبك هذا لا يليق بالإعلام، ناهيك بأن يليق بالإعلامي يصف نفسه في وسائل إعلام الدنيا والعالمين بـ (الخبير الوطني والمستشار الإعلامي).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق