سيدي الرئيس .. شكـراً! | |||||
بقلم : محمد الأنصاري .. |
29/03/2011 |
الشعب المصري.. لماذا أنتم ناكرون للجميل. ولماذا تنقلبون على حاكمكم بهذه الطريقة؟ ألم تستطيعوا الصبر وتعطونه الفرصة لنهاية فترة حكمه حتى يخرج بطريقة مشرفة بدلا من ذلك الخروج المهين ؟ أنظروا إلى تاريخه المشرف وتضحياته الكبيرة على مدى ثلاثين عاما. وانظروا إلى النصف الممتلئ من الكوب.. لماذا تنظرون فقط إلى النصف الفارغ فكل منا يخطئ. فهو مثل الأب لكم.. هل تفعل بأبيك هذا؟ ترددت هذه الكلمات بذهني وضحكت. فبقايا النظام البائد الفاسد والذين لا يزالون يتعاملون معنا وكأننا ساذجون وتفهاء. يحاولون إشعال الثورة المضادة للحفاظ على ما نهبوه من الشعب المصري وحتى يفلتوا من العقاب على جرائمهم بحق هذا الشعب العظيم.. قلبت الكوب لأبحث عن النصف الممتلئ فلم أجد ولا حتى نقطة ماء واحدة تشفع له ما فعله بنا طوال تلك العقود.. وبحثت في تاريخه الذي أوجعوا أدمغتنا بالحديث عنه فلم أجد إلا محاربا من آلاف المحاربين المصريين في حرب أكتوبر منهم من مات شهيدا ومنهم من يعيش إلى الآن عاجزا بعاهة مستديمة أو بلا مأوى ولا لقمة عيش.. ثم أنه قد حاز الفرصة لثلاثين عاما رسموا لوحة من العذاب والنكسة وإهدار الكرامة لكل ما هو مصري. وثم أن الأب يحافظ على ولده ويؤمن مستقبله.. لا يرميه في غياهب الفقر والحاجة. وبطبيعة الحال هو ليس بأبي فأنت تستطيع أن تغير حاكمك إن كان لا يصلح.. ولكنك لا تستطيع أن تغير أبيك. وعلى الرغم من كل ما سبق فأنا من جهتي أود أن أشكره على كل ما قدم لنا وأقول له: شكرا سيدي الرئيس.. فلقد علمتنا الصبر.. ثلاثون عاما من القهر والإذلال والقمع والفقر. ونحن صامدون صمود الأهرامات. وصابرون صبر أبو الهول وأيوب. شكرا سيدي الرئيس.. فلقد جمعتنا في الميادين من كل فئات المصريين عمالا وجامعيين وفلاحين وأقباطا ومسلمين. على قلب رجل واحد وفكر واحد. ومطلب واحد بصوت واحد.. ارحل. شكرا سيدي الرئيس.. علمتنا كيف نربي أبناءنا.. عندما رأيناك تربي أبناءك وتؤمن مستقبلهم على حسابنا. شكرا سيدي الرئيس علمتنا القناعة وراحة البال.. فلا أرصدة في البنوك نخاف عليها ولا ممتلكات ترهقنا حمايتها ولا حسابات سرية بالبنوك الأوروبية نحاول إخفاءها. وجعلتنا فقراء.. على اعتبار أن الفقراء قريبون من الجنة. شكرا سيدي الرئيس.. فلقد شرفتنا نحن المصريين بدخولك موسوعة (جينيس ريكورد) للأرقام القياسية. فالمقولة الشهيرة عند عموم فقراء المصريين (محدش بينام من غير عشا) استطعت تحطيمها لينام ملايين المصريين بدون عشاء .. شكرا سيدي الرئيس.. لأنك قمت بتشكيل حكومتك من (نظيف) و(غالي) و(عز) و(حبيب ) و(ذكي) و(جمال). لتثبت لنا بالدليل العملي القاطع أن الأسماء ليست بالضرورة أن تكون على مسمى. شكرا سيدي الرئيس.. فلقد ذكرتنا بعظمة جمال عبد الناصر وشجاعة السادات وحتى الاحتلال الانجليزي والفرنسي والعثماني.. فلقد كانوا جميعا أرحم وأكثر عطفا علينا منك. شكرا سيدي الرئيس.. فلقد عرفنا في عهدك أزمة الغاز رغم تصديره بنصف الثمن الدولي. وعرفنا أزمة الخبز على الرغم من توزيع أراضي الدولة على رجال الأعمال الفاسدين تقريبا مجانا بدلا من زراعتها بالقمح. وعرفنا أزمة لحوم وغلاء أسعار وتدني أجور ومع كل هذا خُنقنا بضريبة عادية وضريبة عقارية وضريبة حتى على السيارات. ورحلت قبل أن تفرض علينا ضريبة على الهواء الذي نتنفسه. فشكرا. شكرا سيدي الرئيس.. ففي عهدك تحطمت أحلام المتفوقين من الخريجين وأرحتهم من عناء العمل ليجلسوا على المقاهي. فابن الشرطي.. شرطي وابن الوزير وزير. وأبن المسؤول مسؤول. وابن الاعلامي اعلامي وأبن أستاذ الجامعة أستاذ جامعة. والشكر هنا أنك رحلت قبل أن يكون ابن الرئيس.. رئيساً. وشكرا سيدي الرئيس.. فمن قتلهم بلطجية نظامك في الثورة فقط 340 شهيدا. في بضعة أيام وهو رقم أقل بكثير ممن قتلهم القاتل الهارب صاحب عبارة الموت التي قتل عليها أكثر من 1000 مصري في ساعتين بأعماق البحر الأحمر.. والذي قمتم بتهريبه إلى لندن لينعم بلياليه هناك. شكرا سيدي الرئيس.. حققتم رقما تاريخيا مسجلا باسم ألمانيا ولكن بالعكس.. فألمانيا خرجت مدمرة كليا من الحرب العالمية وفي غضون 30 عاما قامت لتصبح دولة عظمى على كل المستويات. ونظامكم تسلم مصر دولة عظمى بعد حرب أكتوبر وقد صارت دولة مدمرة على كل المستويات أيضا وبنفس المدة ثلاثون عاما. شكرا سيدي الرئيس.. أحببنا قناة الجزيرة أكثر مما كنا نحبها بفضل إعلامكم المضلل والهابط وفي الوقت الذي كانت قنواتكم الحكومية تطل بالكاميرا على نهر النيل بجانب ميدان التحرير وتعرض انسياب المياه في هدوء ورقة. وصور لجنود الجيش وكأنهم نائمون على الدبابات. كانت الجزيرة تعرض الحدث والمعركة الحقيقية من قلب الميدان الملتهب بالثورة. شكرا.. ولكن.. الشكر لله ثم لنا نحن شعب مصر.. تحملنا الكثير فانتصرت إرادتنا. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق