جاء في أخبار وردت من القاهرة أوردتها عدة وكالات أنباء يوم الخميس الماضي، أن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قد التقى بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د. محمد بديع على رأس وفد من قيادات الجماعة، وشارك في اللقاء الذي التأم بمقر إقامة الرئيس في القاهرة خلال الزيارة الرسمية، كل من د. محمد مرسي وعصام العريان المتحدثان الإعلاميان للجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد. وقدم البشير التهنئة إلى الشعب المصري بمناسبة نجاح ثورته، مؤكداً حرصه على التعاون والتواصل مع مصر بفاعلية أكثر.
ورأيت كما رأيتم البشر يطفح من وجه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وهو يعانق الرئيس البشير، فقلت في نفسي ماذا وراء هذا الابتسام وهذا الحبور؟
هل هذا أول لقاء بين الرجلين؟ أم أن هذا هو أول لقاء علني بينهما؟ ومهما يكن من شيء فإن وراء هذا البشر والسرور ما وراءهما. فمعروف تاريخياً أن المؤتمر الوطني الحالي هو نتاج لتطورات سياسية على مدى سنوات طويلة من بذرة مأخوذة من حركة الإخوان المسلمين المصرية، وأنه على مدى الـ «65» سنة الماضية من لدن عام 1946م وإلى الآن، مرت كما يقول الصحافيون «مياه كثيرة تحت الجسر».
وكادت حركة الإخوان المصرية أن تستولي على السلطة ما بين عام اغتيال مرشدها الأول الشيخ حسن البنا عام 1949م وإلى عام 1954م، قبل أن يميل عليها الرئيس عبد الناصر ميلته الغليظة المعروفة، ثم ظلت كل تلك المدة جماعة محظورة في مصر، إلى أن قامت ثورة الـ «25» من يناير من هذا العام، فرفعت عنها وعن غيرها من الاحزاب والجمعيات المحظورة ذلك الحظر الطويل.
كان ذلك هو قدر الإخوان في مصر كل تلك الفترة، مع ما هو معلوم من أثرهم الكبير في المجتمع والنقابات وتماسك تنظيمهم حتى وهو في حالة الخفاء والسرية. ولكن ظل التنظيم بعيداً عن السلطة الفعلية.
في حين أن حال «فرعهم» السوداني إن صح التعبير، نقول ذلك إشارة إلى النبع الذي أخذ منه، وإن كنا نعلم جهود «السودنة» الجبارة التي أجريت عليه على مدى هذه السنوات الطوال... نقول إن حال فرعهم السوداني كان مختلفاً جداً، إذ قد شارك في حكومات وصالح وناطح ثم استولى على الحكم كلية.
والآن من يحتاج لمن؟ المولود الذي دخل سن الشيخوخة أم الوالد الذى بلغ من الكبر عتياً؟
المولود الذي يحكم بلداً ويتصرف في مقدراتها على مدى نحو ربع قرن، والذي منه رئيس ونائب رئيس وجيش من الوزراء والمنظرين والمستشارين والولاة والمحافظين والإداريين ومديري الجامعات وأساتذتها وما لا يحصى من التكنقراط في مختلف المجالات، ولهم من الأصول والأموال وتجربة الحكم حرباً وسلاماً ومصالحةً واستقطاباً ومدافعةً، بل وحتى انقساماً وتشظياً وجمعاً وطرحاً، ما لا يمكن تجاهله، أم والد كان حبيساً مقيداً ما يقارب الستين سنةً؟
لا بد أن الولد سيعين الوالد، ولا بد أن الوالد في حاجة ماسة لإعانة ولده له.
لكن ذلك يثير سؤالاً مهماً ــ على الرغم مما وصفنا من حالي الوالد والولد ــ أيهما كان على الجادة؟ الوالد الذي أعطى بيده حتى أسر أم الولد الذي تمرد حتى حكم؟
نعم... إنه لا يصح إلا الصحيح...لكن ما هو الصحيح في هذه الحالة؟ من يتمنى مكان من؟ إخوان مصر يتمنون مكان المؤتمر الوطني السوداني، أم المؤتمر الوطني السوداني يتمنى مكان إخوان مصر؟
سمعت أن شيخاً سعودياً كان قد شهد المسيرة المليونية التي أيدت إعلان جعفر النميري لقوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر عام1983م، فقال كالمتحسر الذي يود لو أن ذلك كان لقومه دون السودانيين: «الله أعلم حيث يجعل رسالته».
هل يكون قد دار بخلد إخوان مصر وهم يقارنون حالهم بحال المؤتمر الوطني، أن يقولوا: «إن الأمة قد ولدت ربتها» وإن هذا من علامات الساعة..؟!
ورأيت كما رأيتم البشر يطفح من وجه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وهو يعانق الرئيس البشير، فقلت في نفسي ماذا وراء هذا الابتسام وهذا الحبور؟
هل هذا أول لقاء بين الرجلين؟ أم أن هذا هو أول لقاء علني بينهما؟ ومهما يكن من شيء فإن وراء هذا البشر والسرور ما وراءهما. فمعروف تاريخياً أن المؤتمر الوطني الحالي هو نتاج لتطورات سياسية على مدى سنوات طويلة من بذرة مأخوذة من حركة الإخوان المسلمين المصرية، وأنه على مدى الـ «65» سنة الماضية من لدن عام 1946م وإلى الآن، مرت كما يقول الصحافيون «مياه كثيرة تحت الجسر».
وكادت حركة الإخوان المصرية أن تستولي على السلطة ما بين عام اغتيال مرشدها الأول الشيخ حسن البنا عام 1949م وإلى عام 1954م، قبل أن يميل عليها الرئيس عبد الناصر ميلته الغليظة المعروفة، ثم ظلت كل تلك المدة جماعة محظورة في مصر، إلى أن قامت ثورة الـ «25» من يناير من هذا العام، فرفعت عنها وعن غيرها من الاحزاب والجمعيات المحظورة ذلك الحظر الطويل.
كان ذلك هو قدر الإخوان في مصر كل تلك الفترة، مع ما هو معلوم من أثرهم الكبير في المجتمع والنقابات وتماسك تنظيمهم حتى وهو في حالة الخفاء والسرية. ولكن ظل التنظيم بعيداً عن السلطة الفعلية.
في حين أن حال «فرعهم» السوداني إن صح التعبير، نقول ذلك إشارة إلى النبع الذي أخذ منه، وإن كنا نعلم جهود «السودنة» الجبارة التي أجريت عليه على مدى هذه السنوات الطوال... نقول إن حال فرعهم السوداني كان مختلفاً جداً، إذ قد شارك في حكومات وصالح وناطح ثم استولى على الحكم كلية.
والآن من يحتاج لمن؟ المولود الذي دخل سن الشيخوخة أم الوالد الذى بلغ من الكبر عتياً؟
المولود الذي يحكم بلداً ويتصرف في مقدراتها على مدى نحو ربع قرن، والذي منه رئيس ونائب رئيس وجيش من الوزراء والمنظرين والمستشارين والولاة والمحافظين والإداريين ومديري الجامعات وأساتذتها وما لا يحصى من التكنقراط في مختلف المجالات، ولهم من الأصول والأموال وتجربة الحكم حرباً وسلاماً ومصالحةً واستقطاباً ومدافعةً، بل وحتى انقساماً وتشظياً وجمعاً وطرحاً، ما لا يمكن تجاهله، أم والد كان حبيساً مقيداً ما يقارب الستين سنةً؟
لا بد أن الولد سيعين الوالد، ولا بد أن الوالد في حاجة ماسة لإعانة ولده له.
لكن ذلك يثير سؤالاً مهماً ــ على الرغم مما وصفنا من حالي الوالد والولد ــ أيهما كان على الجادة؟ الوالد الذي أعطى بيده حتى أسر أم الولد الذي تمرد حتى حكم؟
نعم... إنه لا يصح إلا الصحيح...لكن ما هو الصحيح في هذه الحالة؟ من يتمنى مكان من؟ إخوان مصر يتمنون مكان المؤتمر الوطني السوداني، أم المؤتمر الوطني السوداني يتمنى مكان إخوان مصر؟
سمعت أن شيخاً سعودياً كان قد شهد المسيرة المليونية التي أيدت إعلان جعفر النميري لقوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر عام1983م، فقال كالمتحسر الذي يود لو أن ذلك كان لقومه دون السودانيين: «الله أعلم حيث يجعل رسالته».
هل يكون قد دار بخلد إخوان مصر وهم يقارنون حالهم بحال المؤتمر الوطني، أن يقولوا: «إن الأمة قد ولدت ربتها» وإن هذا من علامات الساعة..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق