طاغية العصر | |||||
بقلم : محمد ابراهيم .. |
تاريخ نشر الخبر: | الثلاثاء 29/03/2011 |
لم يشهد التاريخ في عصرنا ديكتاتورا أو مجرما كذلك الطاغوت الذي أرسل بطائراته المحملة بالصواريخ والقنابل ودباباته لتدّك شعبه، إنه طغى في البلاد واكثر فيها الفساد وقتل العباد خلال سنوات حكمه التي تجاوزت الأربعين والعالم كله صامت لا حس ولا خبر، إنه الديكتاتور الذي يمتلك روحاً خشبية فاقد انسانيته واحساسه ومشاعره من أجل كرسي الحكم الذي لا يريد تركه إلاّ والبلاد يحولّها ساحة للحرب الأهلية وقتل كل من يقول لا لحكمه ومن لا يحبه، يقول إنه سيلاحقهم "شبر شبر، بيت بيت، فرد فرد، زنقة زنقة" ، لتصفيتهم ليبقى هو وأسرته على كرسي الحكم، يحاول إجهاض الثورة وخداع الشعب يريد البقاء ليسفك المزيد من الدماء ويهتك الأعراض كما كان فعل طوال سنوات حكمه الذي جلب فيها للبلاد الخراب والدمار والفقر والبطالة والمذّلة، إنه يريد الانتقام من شعبه ومن كل من يخرج على طاعته أو ينادي بإسقاطه ويرفض حكمه الإجرامي وطغيانه. جاء بالمرتزقة والقناصة والمأجورين ليطلق أيديهم بقتلهم، يحاول استخدام كل اوراقه المحروقة في طغيانه وإجرامه، سقط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى في أرجاء البلاد والمرتزقة ينّفذون اوامره ويستعين بإعلامه الفاشل ليبث الكذب والإسفاف الذي يروّج له لبث الفُرقة والشقاق بين الشعب الواحد في انحاء البلاد كما كان يفعل فرعون مصر «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ» (القصص: 4). إنه يخرج للناس ليقول للعالم ان الشعب يحبه وان من لا يحبه لا يستحق ان يعيش. حقاً وقاحة ما بعدها وقاحة يريد ان يخيّر الشعب على طريقة بوش ان لم يكن معه يجب ان يقتل ، فالقتل والحرب الأهلية والفوضى والدمار هو هدفه إلى جانب العنصرية وإشعال نار القبلية وحرب العصابات من المرتزقة وبث الفتنة ، يتحدى ارادة الشعب ولا يريد ترك الحكم أو البلاد إلاّ بعد تخريبها وتدميرها وسحق ثورة الثوار فهو مرة يتهم الشباب بتناول المخدرات وحبوب الهلوسة التي يقول يتم توزيعها بواسطة القاعدة ويهدد اوروبا بأن بن لادن سيكون على ابوابهم وسيقوم الجهاد الإسلامي بمهاجمة الأسطول الأمريكي السادس وأعمال القرصنة وأن الآلاف من الأشخاص سيجتاحون اوروبا من الأراضي الليبية دون ان يوقفهم أحد وأن القاعدة تحاول الاستيلاء على الحكم محاولا نشر المخاوف من ثورة المسلمين ونشر فزاعة القاعدة للغرب مدعياً أنه يحارب الإرهاب وليوقف تقدمهم وحماية اوروبا منهم. انه يحرم الأبطال من وسائل الاتصال لكي لا يرى العالم حقيقة ما يرتكبه من جرائم والصمت على جرائمه التي يرتكبها واجهزته التي تقذف حممًا بكل عنف ووحشية يشارك فيه مرتزقة مستأجرة بأسعار رخيصة في مواجهة ابطال ليبيا واحفاد عمر المختار الذين يقاومون أشرس طاغية ، يدفعون ثمناً لحريتهم من طاغية لا يرقص إلاّ على جثث وأشلاء شعبه ولا يروي ظمأه إلاّ دمائهم هل حاكم كهذا الذي يقتل شعبه جدير بأن يحكمهم ؟؟ بعد ان سفك دماءهم وقتل شبابهم وشيوخهم ونساءهم وأطفالهم واصبح مكشوفا امام العالم من خلال القنوات الفضائية رغم محاولاته التعتيم عليها. هكذا كانت ليبيا طوال سنوات حكمه غنية بمواردها ولكن شعبها فقير يحكمهم طاغية ديكتاتور فقد عقله واصبح أُضحوكة في فعله وقوله ولبسه ، لا أهلية له في الحكم بعد ان ارتكب المجازر ضد شعبه وباع البلاد ونهب ثرواتها مقابل البقاء على كرسي الحكم رغم تغذيته للإرهاب والقتل والتفجير بالمال والسلاح، وأصبح السكوت على مجازره أو تلك الإدانات الخجولة من بعض الدول مقابل مصالح خاصة حقا مواقف متخاذلة في السكوت على تلك الجرائم، ندعو الله ان يحمي هذا الشعب ويعجّل بهلاك الظالمين وان يكفيهّم شرورهم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق