الثلاثاء، 15 مارس 2011

إلى فخامة الرئيس وقيادة المؤتمر الوطني وسعادة الفريق

إلى فخامة الرئيس وقيادة المؤتمر الوطني وسعادة الفريق
إلى فخامة الرئيس وقيادة المؤتمر الوطني وسعادة الفريق
مشاركات


بسم الله الرحمن الرحيم- حزمة رسائل: لا يكاد المرء يجد اثنان في ثلثي المليون مربع المتبقية من مساحة السودان بعد يناير 2010م أو حتى في ما كان يعرف سابقاً بأرض المليون مربع يختلفان في أن فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير يمثل شخصية ابن البلد الذي تتجسد فيه تركيبة المواطن السوداني الحقيقي، المتمثلة في بساطة وسلاسة التعامل والطيبة والتواضع الجم وسماحة وأريحية الخاطر مع العفه في اليد واللسان، هذا موضوع يؤمن عليه الجميع حتي كدنا نفقد حد الفصل بين شخصيته كمواطن وموقعه كرئيس للبلد وقبلها كرئيس لحزب المؤتمر الوطني، الأمر الذي أجد فيه لبساً عند الكثيرين وبعضاً من المعاناة في التمييز بدءاً بالمواطن السوداني البسيط حتي أولئك الذين نعدهم حملة شهادات عليا بل مثقفاتية كما يشيع لدى الكثيرين. وليسمح لي القارئ الكريم بأن أورد مثالاً للنوعين، أحداثاً تكاد تصبح إحداثيات تحكي صدق ما ذكرناه أولهما أن أحد مرشحي الحزب الإتحادي الديمقراطي في ولاية نهرالنيل وقف علي الطعن في لقاء سياسي سبق انتخابات 2010م معلناً في الحضور أنه لن يقبل صوتاً من أي ناخب إن لم يصوت في البداية للمرشح عمر حسن البشير مؤكداً على مقولته " بـ عليَّ الحرام.. ماعايز صوت واحد لو ما صوت للبشير " . والمثال الآخر تجسده تحذيرات السفير عبد الحميد جبريل المتكررة في اجتماعاتنا بأنه يجب الفصل عند التعامل مع فخامة الرئيس بين شخصية البشير كرئيس للجمهورية وبين شخصيته كرئيس لحزب المؤتمر الوطني. ولا أحسب أو أظن أن أكثر الجراحين مهارة ودقة يستطيع تحقيق هذا الفصل ونحن أمام هذا الموقف الذي بين أيدينا ولتقليل مساحة الخلاف والتباين في وجهات النظر واحتراماً منا لرؤية الآخرين وتقديراً لوجهة نظرهم مهما كان عدادهم كثر أو قل نتوجه بهذا الطلب إلى فخامة الرئيس البشير: نريدك يا فخامة الرئيس أن تكون طيلة الفترة المتبقية لك من عمر الرئاسة، رئيساً لكل الشعب السوداني بأجمعه، نريدك أن تكون رئيساً لمن لم يصوت لك قبل الذين صوتوا لك. نريدك أن تسمعوا بنفسك من رئاسة حزب المؤتمر الوطني إلى رئاسة الوطن جميعه. نريدك أباً وأخاً أكبر لكل مواطن، رئيساً للشيوعي الملحد قبل الإسلامي المتدين، رئيساً للعلماني قبل السلفي وللمسيحي قبل المسلم. نريدك أن تنأي بنفسك عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني لتكون الرئيس الفعلي والفخري والأبوي لكل الأحزاب والمسميات التي تغطي مساحة وطننا الحبيب، نريدك يا فخامة الرئيس أن تستمع لوجهات نظر المخالفين لك في الرأي قبل سماع رأي الذين يشاطرونك فيه. نريدك يا فخامة الرئيس أن تكون عند حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ". نريد أن تجسد بأفعالك مقولة أبيات الشاعر حافظ إبراهيم وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً بين الرعية يرعى وهو راعيها ونسأل الله لك الهدى والتوفيق والفلاح. وأسمح لي يا فخامة الرئيس أن أدلف لتوجيه الرسالة الثانية لإخواننا في قيادة حزب المؤتمر الوطني على مختلف مستوياته الأعلى والأدنى. تعلمون سادتي أنكم حققتم في انتخابات 2010م فوزاًً مختلَفاً حوله، فوزاً إن لم يكن بالتزوير كما يردد المعارضون فبالتصنيع. الانتخابات التي أجريت في 2010م كانت انتخابات صناعية ومصنعه بكل ما تعنيه الكلمات من دقة معني، هذا إذا ما أحجمنا عن وصفها الطبيعي بأنها انتخابات مزورة وعلى ذلك لا تستطيعون أن تدعوا أنكم حققتم فوزاً جماهيرياً أو أنكم تمثلون الشعب تمثيلاً حقيقياً ودعونا نأخذ على سبيل المثال لا الحصر فوز الأخ المرشح فتح الرحمن إبراهيم شيلا في دائرة أم درمان، بداية الأخ فتحي شيلا ليس من مواطني هذه الدائرة ولا يسكن فيها ولا يمت لها بأية صلة ولا يعرف من سكانها أكثر من مئة فرد، ولا يستطيع كائن من كان أن يسوق لنا هذا الفوز بحجة التسجيل، لأن التسجيل أيضاً كان مصنوعاً ومحل خلاف وتباين والتصويت كان كما يعلم الجميع، فلا المكان ولا الزمان يسمحان الآن بالخوض في جدل وجدال في هذا الموضوع. وهذا واحداً من أمثلة لوقائع كثيرة مع الإعتذار للشقيق السابق الأخ فتحي شيلا. لذا يجب على المؤتمر الوطني أن لا يكون عنصر وأداة فرقة واختلاف الآن. المد الثوري والفوران والغليان المرجلي الذي يحيط بالسودان يلقي بظلاله ويكاد يشمل بمده كل الأقطار والدول العربية من المحيط إلى الخليج بلا إستثناء، والسودان لن يكون إستثناءً أبداً، وأنتم أعلم مني بحقيقة الأمر والموقف، عليكم في قيادة المؤتمر الوطني أن لا تعتمدوا ولا تأمنوا ولاتركنوا إلى ضعف الأحزاب التي قمتم بتسكيرها وتحطيمها وتشظيتها وبعثرتها بأيدكم، التغيير في مصر لم يأت من خلال الأحزاب وكذلك الأمر في تونس وهذا ما يحدث ويجري الآن في جماهيرية القذافي (ليبيا ) التغيير والثورة جاءت من ثوار شباب لا ينتمون لحزب ولا يدينون لجماعة له بالولاء مطلقاً. كما أرجو أن لا تستمعوا للمروجين والقائلين بأن هذ الثورات حركها الإسلاميون في البلدان الثلاثة، ولا الذين يقولون لكم إنكم امتداد طبيعي للجماعات الإسلامية المزعوم تحريكها للثورات المذكورة، لأن ذلك يخالف واقع الأحداث تماماً فهذه هبَّات شعبية وثورات شباب أغلبهم لم يعايش أية ممارسة حزبية ولم تشهد لاسمه أية قائمة حزب بالتسجيل . لذا يجب عليكم في حزب المؤتمر الوطني السعي الجاد والإسراع في الدعوة لقيام حكومة وحدة وطنية عريضة، حكومة تسعون كحزب منظم ألا تكون حكومة محاصصة لكم الغلبة فيها، حكومة إنقاذ وطني حقيقية تسعي لاحتواء التسونامي القادم، حكومة انقاذ يغلب عليها صفة التكنوقراط المهنيون الوطنيون، حكومة تراضٍ وطني حقيقية تعمل على إيقاف عجلة التدهور الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والديني الذي يزداد يوماً بعد يوم، حكومة إنقاذ وطني تنتشل السودان من سرداب الفقر والجهل والمرض الذي حل بالبلد في السنوات الأخيرة. نريدها حكومة وحدة وطنية حقيقية لا حكومة محاصصه تكون لكم فيها الغلبة بدعوى فوزكم في الإنتخابات الأخيرة المصنوعة. نريدكم أن تسموا فوق تطلعاتكم وأمانيكم وأحلامكم وتضحوا ولو لمرة واحدة من أجل سلامة الوطن وسلامتكم أولاً. نريدكم بل نريد أن نحميكم من ظلم أنفسكم ومن تسونامي الثورة الذي جاء يفج الظلمات بنور ولهيب حارق سيحرقكم إذا ما تركناكم وتركنا الوطن له، لهيباً سيكتوي بناره الجميع أبرياء ومذنبين. نريد حكومة إنقاذ وطني تكونوا فيها أقلية بوجوه جديدة معطاءة قادرة على التضحية والبذل وبيتكم كما نعلم لا يخلو من أمثال هؤلاء. نريد حكومة وفاق واتفاق لا يحق لكم تسمية شاغلي مناصبها التنفيذية من غيركم من الأحزاب كما كنتم تفعلون سابقاً، حكومة محدودة ومحددة العمر ترافق فخامة الرئيس في فترته المتبقية من عمر رئاسته، حكومة تقَّوم كل شيء وتصلح ما يمكن إصلاحه. حكومة تصنع لبنة سليمة ومعافاة لبناء الأحزاب قديمها وجديدها، حكومة تعد الإنتخابات قادمة حرة ونزيهة من التسجيل إلى التصويت. وأنتم بحكم وجودكم الحالي في المجلس الوطني ومن خلال الحوار العقلاني البناء يمكنكم ممارسة حقكم في التشريع والرقابة بعد الإتفاق والتوافق. حكومة تضع اللمسات العادلة لصياغة دستور دائم للبلاد يرضى عنه الجميع، وأدعو الله سبحانه أن لا يحكي حالي قول دريد بن الصمة: أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد والرسالة الثالثة وليس الأخيرة لسعادة الفريق مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني. سعادة الفريق أنت قد لا تعرفني إلإ من خلال التقارير أن وجدت، ولكني أعرفك وأكاد أجزم على ذلك مع أني لم ألتقيك إلا في مصافحات عارضة منذ أن كنت طالباً في الجامعه وبعدها من خلال علاقات إجتماعية ومصاهرة وغيرها، شأنها شأن سائر الروابط الإجتماعية السودانية. سعادة الفريق نريدك أن تمسوا بهذا الجهاز الحساس فوق جميع الأحداث والمواقف، نريدك قائداً لجهاز وطني فعلاً اسم على مسمى، نريدك قائداً لجهازٍ الناس فيه سواسية لا فضل لأحد على آخر إلا بوطنية صادقة ومواطنة حقة تحترم القيم الأصول، لا نريد أبداً تكرار خطأ حكومة سوار الدهب مرة أخرى حيث قامت وقتها بحل جهاز الأمن القومي الذي كان وقتها جهازاً طليعياً في مهنته من حيث الكفاءة والتدريب. نريده جهازاً يسهر ويعمل على حماية الوطن ومكتسباته، جهازاً غاية في المصداقية والحرفية والمهنيه لا يضير أن تكون أنت أو غيرك من قيادات الجهاز ذوي انتماء وتوجه فكري محدد بقدر ما يضير الجهاز التمييز في معاملة المواطنين بحكم انتمائهم الفكري أو السياسي. نريد جهازاً يقوم بمعاملة المواطنين بمقياس دقيق وحساس يبني على العدل والعدالة على القاعدة القانونية المتهم بريء حتى تثبت إدانته. شهد لك الكثيرون بالمصداقية والنزاهة والعفة ونرجو وندعو الله دوماً أن تكون كذلك. نريد جهازاً يتبادل المواطن والمسؤول الحرص والسهر على الحماية المتبادلة له جهازاً يحكي حقيقة مسمى " جهاز الأمن والمخابرات الوطني " ألا هل بلغت اللهم فأشهد..(بقلم: د. سعيد بريس- عضو المكتب السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي 0129296116- ـ 0124053340 )..


إرسال : 0 طباعة : 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق