أسرار الهجوم عـــلـــى هجلــيـج
> تقرير: سودان سفاري
لم يكن أمراً مستغرباً البتة – رغم استغراب الكثيرين – أن تهاجم حكومة جنوب السودان أراضي سودانية وتدعي الاستيلاء عليها، في الوقت الذي تجري بين الجانبين محادثات هامة بغرض التوصل لحلول نهائية.
فالهجوم الذي قاده الجيش الشعبي – الاثنين الماضي – علي منطقة هجليج، هو (تكرار للتاريخ القريب) حين هاجمت الحركة الشعبية منطقة (توريت) ومحادثات نيفاشا تجري على قدم وساق.
هو تكتيك ولا نقول تكنيك ارتبط بالحركة الشعبية فرضته ذهنية حرب العصابات التي لا تعرف سواها حتى بعد إن أصبح جنوب السودان دولة.
إذ يساور قادة الحركة الشعبية اعتقاد – وهم جميعهم لا يتعدي إدراكهم التدريبات القتالية للجيش الشعبي – أن الضرب قبالة المفاوضات هو الأوقع أثراً، حتى ولو تم التوسل لهذا الضرب بوسائل خداعية، بل أن ذهنية القادة الجنوبيين تبدو (غير مبالية البتة) بالنتائج وما إذا كان مثل هذا السلوك يزيد من فقدان عنصر الثقة بين الطرفين أو يسعر أوار الحماس الحربي لدى الطرف الآخر كما يحدث الآن، إذ لا شيء يزيد من تقوية وتمتين الجبهة الداخلية السودانية على مر التاريخ قدر الشعور باستفزاز العدو، أو محاولة النيلِ من أراضي البلاد.
لقد أسهمت الطلقات التي أطلقتها الحركة الشعبية – عبر مسلكها وتكتيكها المخادع – في زحزحة العديد من قوى المعارضة من مربع الخصومة والمعارضة للسلطة الحاكمة، إلى مربع (الدفاع عن الوطن).
وهو ما يكشف بجلاء جهل الحركة الشعبية الفادح بطبعه وتركيبته النفسية السودانية رغم أن غالب قادتها كانوا وإلى عهد قريب جزءاً من السودان وعاشروا وعايشوا الساسة السودانيين منذ ما يجاوز النصف قرن.
لقد أهدت عدائيات الحركة الشعبية ضد السودان (هدايا سياسية) باهظة للحكومة السودانية تمثلت في تمتين الجبهة الداخلية، والتعبئة العامة، وتزويب جليد قوى المعارضة في بحر الوطن الهادر.
لهذا قلنا أن الأمر لا يثير الاستغراب، إذ أن كل ما هناك أن حكومة جنوب السودان قصدت ضرب عدة عصافير بهجوم عسكري واحد، محاولة وقف عمليات النفط تماماً في منطقة هجليج لإلحاق أفدح الأضرار بالموازنة العامة للحكومة السودانية، بما يجعلها حرباً اقتصادية بالدرجة الأولى، وممارسة ضغط – اقتصادي وسياسي وأمني – على الحكومة السودانية لانتزاع المنطقة من الأراضي السودانية وإلحاقها بدولة الجنوب رغم أن كل الوثائق الموجودة بدار الوثائق المركزية في الخرطوم وقرار محكمة التحكيم بلاهاي – قبل نحو من عامين – يقرران أن هجليج أرض سودانية، وليست محل نزاع بين السودان ودولة جنوب السودان تريد جوبا – بهذا الهجوم – جعل المنطقة (ساخنة) وبؤرة لنزاع حاضر بغية تعقيد المفاوضات وخلق مشاكل جديدة، وكلنا يتذكر كيف سعى الوفد الجنوبي في آخر مفاوضات في أديس أبابا لحشر هجليج حشراً في أجندة التفاوض لولا حزم وحسم الوفد المفاوض السوداني الذي رفض ذلك تماماً.
الأمر الثالث الذي هدف إليه الهجوم هو محاولة فرض أمر واقع بحيث تبدو قضية الحدود بالغة التصعيد وعصية تماماً على الحل، وأخيراً، ليس من المستبعد أن يكون هدف الجانب الجنوبي – فضلاً عن إجهاض وعرقلة التفاهم الجاري بين البلدين – هو الحيلولة دون حلحلة القضايا العالقة بما فيها ملف النفط بهذه السرعة وبهذه البساطة فيبدو القادة الجنوبيين وكأنهم لفوا لفاً طويلاً بلا طائل.
لابد من تعقيد الملف حتى يكون لأي توافق مستقبلي ثمناً وهنا بالضبط يكمن خطأ الحساب الجنوبي الفادح والذي يبد ثمنه باهظاً وباهظاً جداً!!
لم يكن أمراً مستغرباً البتة – رغم استغراب الكثيرين – أن تهاجم حكومة جنوب السودان أراضي سودانية وتدعي الاستيلاء عليها، في الوقت الذي تجري بين الجانبين محادثات هامة بغرض التوصل لحلول نهائية.
فالهجوم الذي قاده الجيش الشعبي – الاثنين الماضي – علي منطقة هجليج، هو (تكرار للتاريخ القريب) حين هاجمت الحركة الشعبية منطقة (توريت) ومحادثات نيفاشا تجري على قدم وساق.
هو تكتيك ولا نقول تكنيك ارتبط بالحركة الشعبية فرضته ذهنية حرب العصابات التي لا تعرف سواها حتى بعد إن أصبح جنوب السودان دولة.
إذ يساور قادة الحركة الشعبية اعتقاد – وهم جميعهم لا يتعدي إدراكهم التدريبات القتالية للجيش الشعبي – أن الضرب قبالة المفاوضات هو الأوقع أثراً، حتى ولو تم التوسل لهذا الضرب بوسائل خداعية، بل أن ذهنية القادة الجنوبيين تبدو (غير مبالية البتة) بالنتائج وما إذا كان مثل هذا السلوك يزيد من فقدان عنصر الثقة بين الطرفين أو يسعر أوار الحماس الحربي لدى الطرف الآخر كما يحدث الآن، إذ لا شيء يزيد من تقوية وتمتين الجبهة الداخلية السودانية على مر التاريخ قدر الشعور باستفزاز العدو، أو محاولة النيلِ من أراضي البلاد.
لقد أسهمت الطلقات التي أطلقتها الحركة الشعبية – عبر مسلكها وتكتيكها المخادع – في زحزحة العديد من قوى المعارضة من مربع الخصومة والمعارضة للسلطة الحاكمة، إلى مربع (الدفاع عن الوطن).
وهو ما يكشف بجلاء جهل الحركة الشعبية الفادح بطبعه وتركيبته النفسية السودانية رغم أن غالب قادتها كانوا وإلى عهد قريب جزءاً من السودان وعاشروا وعايشوا الساسة السودانيين منذ ما يجاوز النصف قرن.
لقد أهدت عدائيات الحركة الشعبية ضد السودان (هدايا سياسية) باهظة للحكومة السودانية تمثلت في تمتين الجبهة الداخلية، والتعبئة العامة، وتزويب جليد قوى المعارضة في بحر الوطن الهادر.
لهذا قلنا أن الأمر لا يثير الاستغراب، إذ أن كل ما هناك أن حكومة جنوب السودان قصدت ضرب عدة عصافير بهجوم عسكري واحد، محاولة وقف عمليات النفط تماماً في منطقة هجليج لإلحاق أفدح الأضرار بالموازنة العامة للحكومة السودانية، بما يجعلها حرباً اقتصادية بالدرجة الأولى، وممارسة ضغط – اقتصادي وسياسي وأمني – على الحكومة السودانية لانتزاع المنطقة من الأراضي السودانية وإلحاقها بدولة الجنوب رغم أن كل الوثائق الموجودة بدار الوثائق المركزية في الخرطوم وقرار محكمة التحكيم بلاهاي – قبل نحو من عامين – يقرران أن هجليج أرض سودانية، وليست محل نزاع بين السودان ودولة جنوب السودان تريد جوبا – بهذا الهجوم – جعل المنطقة (ساخنة) وبؤرة لنزاع حاضر بغية تعقيد المفاوضات وخلق مشاكل جديدة، وكلنا يتذكر كيف سعى الوفد الجنوبي في آخر مفاوضات في أديس أبابا لحشر هجليج حشراً في أجندة التفاوض لولا حزم وحسم الوفد المفاوض السوداني الذي رفض ذلك تماماً.
الأمر الثالث الذي هدف إليه الهجوم هو محاولة فرض أمر واقع بحيث تبدو قضية الحدود بالغة التصعيد وعصية تماماً على الحل، وأخيراً، ليس من المستبعد أن يكون هدف الجانب الجنوبي – فضلاً عن إجهاض وعرقلة التفاهم الجاري بين البلدين – هو الحيلولة دون حلحلة القضايا العالقة بما فيها ملف النفط بهذه السرعة وبهذه البساطة فيبدو القادة الجنوبيين وكأنهم لفوا لفاً طويلاً بلا طائل.
لابد من تعقيد الملف حتى يكون لأي توافق مستقبلي ثمناً وهنا بالضبط يكمن خطأ الحساب الجنوبي الفادح والذي يبد ثمنه باهظاً وباهظاً جداً!!