الاثنين، 23 يناير 2012

رؤساء تحرير يرسمون صورة قاتمة لأوضاع الصحافة

الخرطوم : هند رمضان: صوب صحافيون ورؤساء تحرير صحف، وابلا من الانتقادات للتضييق الذي تلاقيه صحفهم من السلطات، لا سيما بعد ايقاف صحيفتي «الوان» و»رأي الشعب»، مؤكدين ان البلاغات المتكررة من قبل السلطات ضد الصحف دليل ضيق صدر الحكومة واعابوا اغلاق ومصادرة السلطات للصحف بأوامر شفاهية، وحذروا ان 50% من الصحافيين مهددون بالتشريد.
وحذر رئيس تحرير صحيفة ألوان (الموقوفة) حسين خوجلي من الشفاهية في اصدار الاوامر التي يوقف بموجبها جهاز الامن والمخابرات الصحف ويصادرها، معتبرا ان ذلك أخطر ما يحدث في هذه المرحلة وقال ان كل الانظمة الاستبدادية تستند على الشفاهية في اصدار الاوامر، وان ما يحدث لا يشبه عقلانية هذه المرحلة والازمة الماثلة التي تعصف بالبلاد والبلدان المجاورة.
واضاف خوجلي فى ندوة نظمتها شبكة الصحافيين بطيبة بريس امس،»نحن لا نخاف من النظام الحاكم ولا التنظيمات السياسية كافة لكننا مشفقون عليهم»، مبينا انه الحكومة لو صبرت على الصحف شهرين فقط لتوقفت لاسباب اقتصادية لجهة انه حتى الاعلانات تسيطر عليها جهات معينة تقسمها حسب ما تشاء، وزاد»اخشى ان نكون قد وصلنا لمرحلة حتى الظلم لن نستطيع اخراجه بصورة جيدة».
واوضح انه مثلما ينتقد الصحفيون الحكومة يجب ان ينتقدوا انفسهم كذلك لانهم فشلوا كصحفيين في اقامة اعلام يرضي المواطن وفرطوا حتى في نقاباتهم ولم يهتموا بالمنافسة في نقابة الصحافيين السودانيين.
فى ذات الشأن، حذر رئيس تحرير صحيفة (الصحافة) النور احمد النور من (نكسة) ستصيب الصحف فى عهد وزير الاعلام الحالي عبدالله مسار لجهة ان تدفق المعلومات سيكون من منبر واحد.
وانتقد بشدة تعطيل الصحف وقال ان المسألة نوقشت فى المكتب القيادى للمؤتمر الوطني لكنه استخدم الاجهزة الرسمية كأداة لتعطيل الصحف، وطالب بتضامن الصحافيين ورأى ان تعطيل الصحف ليس من مصلحة المؤتمر الوطني الحاكم. وزاد «لن يحقق حماية للمؤتمر الوطني»، وشدد على اهمية توقيع مذكرات للمجتمع الصحفى من شأنها اعادة الصحيفتين الموقوفتين.
وتخوف من مهددات اقتصادية تواجه الصحف لافتا الى توقف عدد من الصحف بجانب ثلاث صحف معروضة في السوق الان، كما ان 50% من الصحافيين معرضون للتشريد، واشار الي ان هناك اكثر من 1200 صحفي يعملون بالصحف الان وهذا يتطلب من الدولة ان تلعب دورا في تخفيف الضغوط الاقتصادية على الصحف عبر توفير مدخلات الانتاج بطريقة معقولة، واضاف ان الوضع الصحفي «قاتم جدا» خلال المرحله المقبلة.
في ذات السياق، قال رئيس تحرير صحيفة «رأي الشعب» الموقوفة الطيب ابراهيم، ان البلاغات المتكررة من قبل جهاز الامن ضد الصحف دليل على عدم تحمل النظام الحاكم للرأي الآخر، واضاف ان ما تعرضت له صحيفته جاء نتيجة لانها تحاول التعبير عن نبض الشارع وانه تم ايقاف صحيفة «ألوان» خوفا من ان تتاح فيها الفرصة لكتاب رأي الشعب للتعبير عن آرائهم عبرها، مؤكدا ان الاخبار التي اوقفت بسببها الصحيفة عادية ومهنية ولا تستحق كل ما حدث.
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة «الاخبار» محمد لطيف ان جهاز الامن يصدر الحكم ثم يذهب للمحكمة وهي مسألة لا يقبلها اي عاقل، مضيفا ان للصحافة السودانية مشاكل ولكن لها العذر لانها تعمل في ظروف بالغة التعقيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق