الأحد، 29 يناير 2012

حدث وحديث.. لو أن بغلة تعثرت في سنار؟؟

حدث وحديث..

لو أن بغلة تعثرت في سنار؟؟

عشرات القرون مرت على مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو أن بغلة تعثرت في العراق لخشيت أن يسأل عنها عمر، لماذا لم يعبد لها الطريق). هذه المقولة لم تأتِ من فراغ ولكنها جاءت لتكون عظة لكل من يتولى أمر الناس... تصريحات والي سنار المثيرة للجدل في اعتقادي ومع احترامي للرجل، لم تكن موفقة وما حدث في إستاد سنجة من أحداث غير مقصودة أو (مدبرة) والتي راح ضحيتها ثلاثة من المواطنين جاء نتاج لأحداث شغب عادية واضحة الأسباب، حيث كان يفترض على الوالي أن يترك القرار للجنة أمن الولاية التي تم تشكيلها لتقصي الحقائق لكشف ملابسات وفاة المواطنين الثلاثة بدلاً عن التصريحات التي تجرم جهاز سيادي قومي متفق عليه في حياديته إلى درجة اكسبته ثقة رئاسة الجمهورية، بأن أوكلت إليه مهام الأمن الداخلي لبسط هيبة الدولة وحفظ أمن المواطن وحماية أرواحه وممتلكاته ومحاربة الجريمة، ويبقى السؤال: لماذا يشكك والي سنار في الشرطة! بدلاً من اللجوء إلى الحكمة في مثل هذه المواقف، علمًا بأن تدخل الشرطة ساهم في حفظ الأمن ولولاها لكان هنالك عشرات القتلى والمصابين مما يؤكد أن الحادث وقع دون قصد مباشر من أحد، ولذلك تنتفي الصفة الجنائية فيه وتقع المسؤولية على الولاية، حيث يفترض عليها تهدئة النفوس بدلاً عن إشعال فتنة تعجز عن إطفائها إذا تفاقمت. وأعتقد البلد ما(ناقصة) والجميع وعلى مستوى المركز يسعون إلى محاربة الفتنة وتحقيق الاستقرار والأمن للمواطن بدلاً من تشكيكه في الجهاز الذي يحمية والذي يتكون أفراده من قلب المجتمع، فكيف لهم أن يقتلوا شخصًا من جلدتهم خاصة وأن الجميع جاءوا للاحتفاء بعيد الاستقلال وخزلهم سوء الترتيبات وليست الشرطة من تلقاء نفسها أطلقت (البومبان)، وأعتقد أن أهل سنار أصحاب التاريخ الناصع يعون ملابسات الحادثة وهم أقرب للعفو من المطالبة بالديات والتي هى حق لأهالي المتوفين؛ ولكن تبقى الكيفية التي تتم بها المطالبة وليس إشعال الفتنة... مثلما جاء في كلمة والي سنار الذي طالب الأهالي بأخذ دياتهم من الشرطة بدلاً من تهدئتهم. ألا يعلم أن مثل هذه التصريحات قد تزج بولايته إلى حرب لن يستطيع إطفاءها وحده.... والجميع يعلم دور الشرطة وما تقوم به في كل البلدان من مهام عديدة ومتنوعة بما فيها مكافحة الشغب حفاظًا على أرواح المواطنين وحفظ الأمن الداخلي. حديث أخير... استهداف الشرطة بأية طريقة يعني استهداف للأمن الداخلي، ويعقل أن يكون الاستهداف من جهات معارضة وما لايعقل أن يكون من جهة موالية.. نتمنى أن تخرج لجنة التحقيق بحلول ترضي أهل المتوفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق