الأحد، 22 يناير 2012

مذكرة «الألف أخ».. من قدمها؟!


مذكرة «الألف أخ».. من قدمها؟!

أرسل إلى صديقطباعةPDF
تقييم المستخدم: / 1
ضعيفجيد

أسامة علي عبد الماجد

شغلت المذكرة التي رفعها الاسلاميون التي عرفت بمذكرة الالف أخ أو التصحيحية، الساحة السياسية وباتت مادة طازجة لمجالس المدينة، ودون السؤال حول من يكون وراءها ذهب البعض إلى التقليل منها لجهة عدم ظهور أصحابها إلى العلن، بل أن البعض وصفهم بالجبناء!!، وبالقطع المذكرة ليست مجهولة المصدر بدليل أن الاسلامي المعروف عوض حاج علي كشف في حوار أجرته معه «الإنتباهة» اجتماعه باثنين من أصحابها رفض الكشف عنهما، ولعل الرابط بين ثلاثتهم هو عملهم في مجال الاحصاء وتقانة المعلومات، وهذا يتطابق مع تصريحات بعض القيادات بإشارتهم لتسلمهم للمذكرة في بريدهم الالكتروني.
أحد الذين تلقوا المذكرة إلكترونياً أقرَّ لـ «الإنتباهة» بمعرفته لعدد من اصحابها، وقال إن بعضهم يعمل في القطاع الخاص وميسور الحال، وينفي عنهم مسألة تغييبهم عن السلطة والمال، كما ذهب البعض إلى التأكيد أن المجاهدين هم هل المذكرة، وهذا يتعارض مع ما ورد في المذكرة من احتفاء على نحو مدسوس بين السطور بانفصال الجنوب، فعدد مقدر من المجاهدين كانت رؤيتهم أن الجنوب الذي جاهدوا في ساحاته لا ينبغي أن يترك لعصبة الحركة الشعبية، وبالمقابل هذا لا يعني أن بعض المجاهدين من أصحاب المذكرة.
لكن الأمر المتفق عليه أن منبع المذكرة شباب الحزب، وليسوا ممن ينتسبون لأمانة الشباب، بل من هم خارج المؤسسات التنظيمية، خاصة أن هناك إحصائيات أشارت إلى وجود نحو ثلاثة آلاف شاب إسلامي من خريجي الجامعات هم الآن في مؤسسات خاصة وعامة، مثل شركات الاتصالات وسوداتل والبترول وسد مروي والهيئة القومية للاتصالات وشركات التنظيم، لا يربطهم بالوطني سوى الولاء الراسخ للحركة الإسلامية، بمعنى أن بعضهم غير مكلف بمهام رئيسة أو ملفات بعينها داخل المؤتمر الوطني، وتأكيداً لذلك أن البروفيسور عوض حاج علي أشار في حديثه معي إلى انتماء عدد كبير من أصحاب المذكرة إلى شريحة تقنيي المعلومات.
وهذا ما يعضد فكرة توقيع ألف إسلامي على المذكرة، لجهة إمكانية سهولة التواصل عبر الشبكة العنكبوتية. ويقول مستشار الرئيس البروفيسور إبراهيم أحمد عمر في حوار أجرته معه «الإنتباهة» إن المذكرة وراءها عدد محدود لا يتجاوز الثلاثة أو الأربعة يسعون للتصالح، وإنهم مستعدون لجمع توقيعات كثيرة عليها، ولم يستبعد أن يكون وراءها شباب أو أساتذة جامعات أو مجاهدون أو حتى شيوخ.. ولكن أحد الإسلاميين المجاهدين كشف لـ «الإنتباهة» أن العدد «الألف» حقيقي، حيث تمت تسمية أمير على كل تسعة إخوان وهو عاشرهم، وهكذا تم الأمر، وأبدى دهشته من عدم تصديق الكثيرين للعدد ووصفوه له بالضخم!!
الجديد في مسألة المذكرة التصحيحية استفادة أصحابها، بحسب مصدر، من مذكرة لم تر النور حررها أساتذة جامعيون ينتمون للحركة الإسلامية، طالبوا فيها بإجراء إصلاحات في الحزب والحكومة، وهو ما أكده لي الأكاديمي المعروف د. الطيب زين العابدين الذي قال لـ «الإنتباهة» إن الاوضاع الراهنة من الممكن أن تدفع أكثر من ألف شخص للتوقيع على أية مذكرة تدعو للإصلاح، ورجح أن يكون وراء المذكرة من قلبه على البلاد، بغض النظر أن يكون طالب مصلحة شخصية.
محدثي الذي أشار لطريقة «تسعة وعاشرهم أميرهم»، لفت الانتباه إلى أن إفطارات وحلقات تلاوة تجمع عدداً مقدر من الإسلاميين منهم من تجمعهم مؤسسة واحدة، وآخرون جمعتهم أيام الجهاد والعمليات، وقال إن هذه المجموعات من كل الفئات بما فيهم منتسبون لأجهزة نظامية مختلفة. وأكد أن الحديث في هذه الجلسات يقتصر على مناقشة الهم العام.. وبالإشارة إلى حديث محدثي فإن هذه المجموعات المترابطة من الممكن أن تكون جزءاًَ أساسياً من المذكرة، وهم شخصيات موجودة داخل مفاصل الدولة، مما يؤكد للمرة الثانية أن المذكرة ليست ردة فعل غاضب تجاه تشكيل حكومي تجاوزهم، أو لخروجهم صفر اليدين عند تقاسم مصالح ومنافع. ولكن في كل حال فإن همهم المصلحة العامة، بدليل أن المذكرة «طبطبت» على كثير من القضايا، حتى أن القيادي الأسبق بالمؤتمر الوطني رئيس حزب منبر السلام العادل الطيب مصطفى، اعتبر ما يسوقه من نقد ودعوات للإصلاح أقوى طرحاً وجرأة مما ورد في المذكرة.
ومهما يكن من أمر، سيأتي اليوم الذي يزاح فيه الستار ليقول بعض «الإخوان» نحن من كتبنا المذكرة، وإن كان عدد منهم معروفاً الآن، سواء داخل المجلس الوطني أو خارجه!!

إضافة تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق