(الإنتباهة) تقتحم منزل إبراهيم أحمد عمر: «2 ــ 2»
> حوار: هاشم عبد الفتاح/ المثنى عبد القادر
> بروف عمر أُشيع أن المذكرة التصحيحية يقف من خلفها قدامى المجاهدين لاعتقادهم بان المؤتمر الوطني تراجع عن خياراته الاسلامية والجهادية؟
< انا شخصيًا موقن بان المجاهدين لديهم رأي حول الاداء في الدولة او في الحزب ومن حقهم ان يتحدثوا بالصوت العالي ويقوِّموا التجربة، واذا كانت هذه الفرصة متاحة للجميع فمن الاولى ان يكون للمجاهدين صوت،
ولذلك لا حجر على محاولات التقويم والنقد او توضيح السلبيات في مسيرة الاداء، ولكن يجب ان يكون الكلام بموضوعية واخلاص، وان كانت هناك حقيقة عبر هذا النقد فليتخذ الحزب الاجراءات التي تعيد الامور الىصوابها.
> من اخطر الانتقادات التي وجهت لتجربة الانقاذ انها تشهد الآن مرحلة التراجع الفكري.. هل هذا صحيح؟
< الاسلم ان نقول ان المسؤوليات تزايدت على المؤتمر الوطني فأدت الى اضمحلال جهوده في العديد من المجالات، ولكن صحيح انا معك باننا تراجعنا في جانب الفكر حيث لم ننتج الكثير رغم التجربة الواسعة التيخضناها، ولو اننا اعطينا قليلاً من وقتنا لكتابة مخرجات هذه التجربة ومحاولة التنظير والتأمل فيها لأخذ الدروس والعبر والنظريات والقواعد العامة لكان افيد لنا ولكن هذا لم يحدث.
> ولكن خصومكم يقولون ان انشغالكم بالسلطة ومحاولة تمكينها هي التي أضاعت تجربتكم الفكرية؟
< لا.. ابدًا ولكن هناك محاولات لإشغالنا او تعويقنا من قوى خارجية وداخلية وعن قصد ولا يزال الاستهداف موجودًا ولكننا ايضًا انشغلنا بالسلطة.. اصحاب المذكرة ينطلقون بشكل اساسي من ان هناك تراجعات مخيفةفي بنية الدولة وفي برامجها ومن تفشي ظاهرة الفساد.
> هل فعلاً تخلت الإنقاذ عن ثوابتها؟
< هذه القضايا في تقديري مربوطة بالحديث عن الفساد، وهذا الفساد له عدة انواع، واذا لاحظ هؤلاء المجاهدون ان فردًا منهم اثرى على حساب البقية
او ان هناك شخصًا غير شفّاف في مواقفه او ادائه او غير امين في عمله او امتدت يده للمال العام فعلى المجاهدين ان يتحدثوا صراحة عن هذه القضايا، وحتى لا يؤخذ الناس بالشبهات يجب ان تُتخذ الخطوات العدلية اللازمة.
> ولكن الاتهامات التي توجه للحكومة اصبحت تتصاعد يومًا بعد يوم بأن هناك تراخيًا في معالجة ملفات الفساد؟
< اذا كان فعلاً هناك تراخٍ يجب ان نشد الخطوة وبشكل اسرع واقوى في اتجاه التحقق من الفساد وازالت، ويجب الا يخفى عليكم ان هناك من يدفع بهذا الاتهام ليس لمعالجته وانما لإسقاط الآخرين، وأعتقد ان بعض الكتابات والآراء المطروحة من هذا المنطلق، ولكن ما اقوله لا بد للدولة من السعي بكل قوة لإزالة الفساد وبخطوات اكثر قوة، واذا ذكر اصحاب المذكرة وهم اخوان كرام ان هناك تراخيًا في محاربة الفساد انا اقبل شهادتهم بانه فعلاً هناك تراخٍ
> إلى اي مدى يمكن الاعتقاد بان الحركة الاسلامية مخترَقة من آخرين وان المذكرة التصحيحية نتاج لهذا الاختراق؟
< هل تقصد بالاختراق ان هناك غواصات داخل الحزب .. او ان هناك عضوية مدسوسة .. هذه ليس لي علم بها ولو علمنا بها لأطلقنا عليها الصواريخ والراجمات.
> هل توجد حدود فاصلة بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية؟
< طبعًا هناك علاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية، فكل من هو حركة وطنية هو مؤتمر وطني، ولكن ليس كل مؤتمر وطني هو حركة اسلامية، وهذا شيء معلوم بالنسبة لنا، والمؤتمر الوطني مسؤول عنالسياسات وميثاق ودستور الحركة الاسلامية، وأعتقد أنه لا يزال هناك نقاش مستمر عن العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية والحكومة، وهذا النقاش سيظل مستمرًا في المرحلة القادمة.
> إذن هناك ثلاثة مستويات للحكم «مؤتمر وطني وحركة اسلامية وحكومة قائمة» من يوثر على الآخر وايهما يسبق الآخر في سلطة القرارالسياسي؟
< الحركة الاسلامية لها دورها، والمؤتمر الوطني له ايضًا دوره، والحكومة كذلك لها دورها، والثلاثة مستويات تعمل في تناسق تام، واذا تغولت اي جهة على الأخرى حتمًا سيحدث اشكال، لكن القيادات في هذه المؤسسات الثلاثة تحاول بقدر الامكان دون حدوث تعارض بين هذه المؤسسات.
> هل شهدت تجربتكم الإسلامية اي سابقة تشير الى وقوع تعارض في اختصاصات هذه المستويات الثلاثة؟
< نعم الانشقاق الاول ففي 1999 كان بسبب هذه الإشكالات او التداخلات، ولكن بعد الانشقاق وقيام الحركة الاسلامية بشكلها الجديد وكذلك تكوين المؤتمر الوطني بصورته الجديدة وتكوين المؤتمر الشعبي اعتقد انالعلاقة كانت مقبولة الى حد كبير رغم ان هناك من يظن ان المؤتمر الوطني اخذ دورًا اكبر من حجمه فيما اخذت الحركة الاسلامية دورًا اقل من حجمها، صحيح هناك افراد لديهم افكار مختلفة عن طبيعة هذه القسمةفي المسوؤليات بين هذه المستويات الثلاثة «حكومة وحركة اسلامية ومؤتمر وطني» والنقاش لا يزال مستمرًا .
> بروفيسر ابراهيم اشواق الاسلاميين تنتظر فجرًا جديدًا يعيد اللحمة بينهم مجددًا ويعالج جراحاتهم.. هل لديكم اي افكار لوحدة الإسلاميين؟
< نحن دائمًا نقول ان وحدة الصف هي الخيار الافضل لكن هذه الوحدة لها مقوماتها واشتراطاتها وهدفنا الكبير ان يتوحد الجميع ولكننا يجب ان نكون واقعيين لأن هناك اشياء تحول دون الوحدة في الوقت الحاضر
> هل سبقت المذكرة التصحيحية اي مذكرات اخرى مشابهة؟
< نعم هناك مذكرات اخرى، ولكن يبدو ان اصحابها لا يريدون نشرها الآن وبالامس كانت معي مجموعة لديها مذكرة ولكنهم لا يرغبون في نشرها ربما يحتاجون لمزيد من الوقت حتى يدبروا امرهم لطرحها.
> هل تتوقعون حدوث انقلاب ابيض داخل المؤتمر الوطني من مجموعة المذكرة؟
< الانقلاب الابيض هذا كان ما يعني ان الاخوة الذين يديرون السلطة لا يريدون التخلي عنها، وهذا غير صحيح، وحسب علمي فإن الذين في السلطة لو وجدوا فرصة لتركها لفعلوا ذلك اليوم وليس غدًا، فالرئيس البشير نفسه قال: لولا الاصرار عليه لما استمر وكذلك آخرون اعلمهم جيدًا، وعمومًا اي اصلاح مرحب به .
> ما الذي تقولونه لأصحاب المذكرة عندما تلتقونهم؟
< اقول لهم جزاكم الله خيرًا.. حديثكم فيه كثير من المعقولية والحقائق سنجلس لحل هذه المشكلات وسنناقش مع هذه المجموعة مسألة التفويض واهمية الخط العريض في تشكيل الحكومة ونتحدث معهم عن حقيقةالوضع الدولي والإقليمي والداخلي، ونحاول تصحيح بعض المعلومات والمفاهيم الراسخة في أذهانهم.
> من القضايا التي اشارت المذكرة الى ضرورة معالجتها مسألة ازدواجية الوظائف والمهام بين هذه المستويات.. ما هو المنطق الذي يسند هذه الازدواجية؟
< هذه من الآراء التي طُرحت للنقاش مثلاً من الأشياء التي اثيرت عندما كنت امينًا عامًا للحزب انه يجب ان تكون للشخص وظيفة واحدة. ولكن من نواحٍ عملية وفكرية تستدعي ان شخصًا يحتل موقعين بمعنى وظيفةفي الحكومة ووظيفة في الحزب، وذلك لمزيد من التنسيق، ولكن في المقابل الانفصال النهائي في الوظائف ايضًا من القضايا المطروحة وكل قول له حجته ورغم ان هذه القضايا ذكرت في المذكرة لكنها ليست منالأسباب الرئيسة القوية التي دفعت بالمذكرة وربما يكون استمرار قيادات معينة لفترة طويلة في القيادة هو الدافع الاساسي اكثر من كون ان هذه القيادات تجمع بين وظيفتين في وقت واحد .
> قضية المشاركة في الحكومة كانت هي ايضًا مثار سخط وعدم رضا من بعض قيادات المؤتمر الوطني بمن فيهم اصحاب المذكرة...
< لكلٍّ له رؤيته واجتهاده، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: (هل من الخير للمؤتمر الوطني وللبلد عمومًا ان يشارك ابن الصادق المهدي وابن الميرغي في الحكومة ام لم يشاركوا؟) ولهذا اقول من يقراء الوضع السياسي والوضع الامني الاقليمي والدولي ربما يرى أنه من الافضل تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ولكن هناك من ينظر الى تحمل المسؤولية المباشرة للمؤتمر الوطني باعتباره فائزٍا في الانتخابات ومفوضًا من الشعب فهذه آراء فيها اجتهادات.
ولكنكم كفرتم بالطائفية عبر المرسوم الجمهوري في 1989 الذي بموجبه حلت الأحزاب فما الذي حدث..
> هل تبدلت الإنقاذ أم تعافت الطائفية؟
< هناك من يقولون ذلك باننا بعثنا من جديد الطائفية، ولكني لا اقول ذلك، وإنما اقول ان كل تاريخنا في الانقاذ هو التحرك نحو الآخرين وتشكيل موقف موحد معهم ثم الخروج معًا (بحاجة جديدة)، وفي كل مرحلة منالمراحل نحاول أن نلغي كيانات ثم يخرج كيان جديد فيه جزء من تلك الكيانات ولو اننا في مرحلة من المراحل تعاملنا مع الطائفية باسلوب التفتيت لا بد ان تأتي المرحلة التي نعمل فيها مما تفتت شيء جديد يقودنا الا الأمام ولذلك الامل في التعامل مع الطائفية السابقة لا يُفهم منه انه عودة للطائفية بقدر ما انه تشكيل جديد وتيار جديد ونظرة جديدة للمستقبل واملنا كذلك في السنوات القادمة ان يخرج الينا تيار اسلامي واسع فيهالمؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي بشقيه وكل احزاب الامة التي دخلت الحكومة العريضة.
> وعدتم الشعب السوداني بحكومة رشيقة ولكنكم جئتم بها عريضة ومترهلة لماذا؟
< صحيح وعدنا بحكومة رشيقة، وكذلك وعدنا بحكومة ذات قاعدة عريضة، فتعارض الوعدان، ورغم ان الانتخابات اعطت المؤتمر الوطني تفويضًا يكاد يكون شبه كامل الا ان الحكومة المكونة الآن فيها تخفيض كبير لعضوية المؤتمر الوطني، وذلك حرصًا من المؤتمر الوطني على إدخال الآخرين، واذا نحن استخدمنا التفويض لاخذ المؤتمر الوطني كل مناصب الحكومة ومازالت يدنا ممدودة لآخرين.
> أليس هناك معايير محددة تحكم حجم وطبيعة المناصب الدستورية؟
< ليس هناك معادلة علمية او سياسية او اجتماعية تحدد حجم وزراء اي حكومة وانما القضية في اساسها تترتب على اشياء محددة يجب تحقيقها، والغاية الأساسية هي تحقيق استقرار اكبر في البلد، فنحن الآنادخلنا حركات دارفور في الحكومة ولو لم يتم ذلك سيكون الصرف والدمار اكبر بكثير من الصرف علي الحكومة العريضة.
> لم تكن هذه الحكومة العريضة خصمًا على معايير الكفاءة؟
< اي حكومة ائتلافية معلوم انها ستكون اقل كفاءة من حكومة حزب واحد لكن الكفاءة ليست هي المطلب الرئيس في كل الحالات الأولوية عندنا هي الاستقرار وضم الصفوف والتقدم للأمام وصولاً لوضع يرضي جميع الناس.
> إلى اي مدى انت راضٍ عن الوضع العام في السودان وأداء الحكومة بصفة خاصة؟
< انا راضٍ ومرابط وربنا يخلص النية، وإن كانت هناك تحديات سنتصدى لها ونحن نحتاج لمزيد من التعاون والتعاضد وسنعمل على معالجة كل السلبيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق