وزير الزراعة د. المتعافي لـ «الانتباهة»: (2-2)
> هل ترى من السهولة حل المشكل الزراعي؟
< لو كان الطريق سالكاً لما كنّا دولة في العالم الثالث والطريق صعب بالطبع، ولكن ينبغي أن نضع السياسات الصحيحة والمساحات الزراعية تحت تصرف الحكومة وإدارتها المباشرة لا تتجاوز 4 ملايين فدان والزراعة تقليدية وعند القطاع الخاص 40 مليون فدان، والحكومة لديها فقط 10 %، فهل يمكن أن توظف كل الزراعيين؟ ومن واجبها التدريب الجيد، وبدأنا هذا العام خطة للتدريب والتأهيل وعمل نماذج من خلال مراكز الإرشاد الزراعي لتعريف المزارعين بأفضل وسائل الإنتاج ومن بعد ذلك فليتنافس المزارعون.
>المشروعات الزراعية ومشكلاتها هل استصحبتها الوزارة بما أن هناك مشكلات في الري والترع وغيرها من المشكلات؟
< مشروع الجزيرة الترعة الكبيرة فيه تتفرع لـ1600 ترعة وأي ترعة تروي حوالى 10 آلاف فدان وهناك مشكلة، فنجد عند كل ترعة صحفياً وكون الصحافة أصبحت متابعة السودان «ترعة ترعة» وحواشة فهو أمر إيجابي، ولكن هذا ليس معناه عدم وجود مشكلات ولكن مشكلتنا الآن في كل ترعة هناك صحفي.
> وماذا عن إعادة هيكلة المشروعات الزراعية؟
< أهم مشروع وله جدوى اقتصادية ومهم لتأمين الغذاء لم يساهم حتى الآن بطريقة موجهة وهو مشروع الجزيرة وأغلب خطوات الإصلاح النظرية انتهت وهناك اختناقات في الري وتمت المعالجات المطلوبة وزاد الإنتاج ودخل المزارعون هذا العام وهي ليست شهادتي أنا وزير الزراعة بل شهادة المجموعة الدولية التي عملت تقديرات لمحصول هذا العام وتكونت من الفاو والإيفاد وصندوق التنمية الزراعية والوزارة والمشاريع المعنية وطافت أعلى المشروع، وجاء قرارها بالحرف الواحد بأن مشروع الجزيرة الإنتاج أفضل من العام الذي سبق رغم وجود من 3 إلى 5 % حالات عطش، وفيما يلي تكملة الهياكل الإدارية وبنيات الري وتجويد الأداء العام الحالي سيشهد نقلة كبيرة لتوفر موارد مالية لتحسين وضبط وأحكام الري وإذا أحكمت عمليات الري وحلت مشكلة روابط المياه فالبقية تلقائياً تأتي، فالمزارع الآن في الجزيرة يتميز بالجدية وملم بعمله.
> مشروع الجزيرة ومشاريع أخرى تعاني مشكلات وهناك اهتمام من المعارضة باتحادات المزارعين هل ترى أنه استهداف للحكومة من مدخل الزراعة؟ وهل تؤمن بنظرية المؤامرة؟
<أنا لا أعتقد أن هناك مؤامرة ومن يقود المعارضة سودانيون يرغبون في رؤية الحال أفضل من الآن وهو حق لهم لا مشكلة في وجود المعارضة ولكن بشرط عدم تزييف الحقائق، فمثال الحديث عن مشروع الجزيرة أصبح أثرًا بعد عين اعتبره حديثاً سياسياً وليس موضوعياً ولدينا إحصاءات مؤكدة، وهذا كلام إنشائي فقط ولا علاقة له بالواقع ودعونا نتفق أننا لم نحقق المرجو حتى الآن من مشروع الجزيرة ولكن يمكن تحقيق الأفضل والفرصة متاحة للاستفادة ولامجال لإطلاق الكلام بدون أدلة واضحة والإنتاج في المشروع الآن أفضل من السابق ومتوسط الإنتاجية أحسن ومن يبكي على مشروع الجزيرة فهو يبكي على التاريخ فقط وأدعوكم لزيارته، فإنتاج القطن والذرة تحسّن كثيرًا وإذا كان هناك من يتحدث فلا بدّ من أن يأتي بإحصاءات مؤكدة وليس كلاماً إنشائياً فقط.
> هناك عدم وضوح في العلاقة بينكم والنهضة الزراعية؟
< النهضة الزراعية برنامج عصارة تفكير علماء السودان ووضع خارطة طريق للإنتاج الزراعي، وأريد أحدًا ما يقول إن الوثيقة فيها عيب أو عيوب محددة أو أنها صادرت سلطات وزارة الزراعة، وهناك من يرغب في أن تشوب العلاقة بين الوزارة والنهضة خصومة وأريد أحداً يطلع على الوثيقة ويفنِّد إيجابياتها وسلبياتها لنكون موضوعيين، والنهضة مظلة للتنسيق تجمع كل المشتغلين بقضايا الزراعة في كل المجالات ذات الصلة ويتم التحاور ومراجعة الأداء وهي ليست تنفيذية وإنما لرسم السياسات والقوانين والدعم والتنسيق بين الجهات المختلفة ولا يضير الوزارة ذلك في شيء وهي تساعد في التمويل والتنسيق فماذا أخسر من ذلك؟ ولكن هناك من يعتقد أن النهضة جسم منفصل أو «ضرّة» للوزارة.
> يوم أدائك القسم امتنعت عن التصريح سواءً للإذاعة أو التلفزيون والصحف، فهل ترى أن الصحافة تحاملت عليك في الفترة الماضية؟
< هذا موضوع معقّد، ولا استطيع القول إن الصحافة تحاملت عليّ ولكنها مثل أي مهنة يعمل بها اللمّاح والذكي والشاطر وما دون ذلك من أصحاب الغرض والمصلحة والصحافة كانت ومازالت السلطة الرابعه مهمتها تسليط الضوء على مواطن الضعف والقوة ولا مشكلة لي مع الصحافة وأنا لا أعمل بالكلام غير الموضوعي فمثلاً هناك صحيفة أوردت خبرًا بأن هناك خمسة وزارء مفتوح بأسمائهم حسابات شخصية وهي سذاجة أكثر من أي شيء آخر فلا يمكن للبنك الزراعي فتح حساب باسم وزير شخصي وهي أموال الدولة.. ومثل هذا الحديث لا يستحق الرد من أي زول عاقل ويفهم أبجديات العمل العام، وهل يمكن أن يقوم بنك حكومي بفتح حساب بقروش الحكومة باسم وزير؟
فماذا أفعل هل اشتكى في المحكمة؟ ولكن الأفضل ترك الأمر لفطنه القارئ الحصيف، وهل يتواطأ البنك المركزي ووزارة المالية والبنك الزراعي للقيام بعمل مثل هذا؟
> يتردد بأن الزراعة إحدى الوزارات المتهمة بتجنيب الإيرادات؟
< التجنيب يعني إيرادات تم إخفاؤها من وزارة المالية ووزارة الزراعة لا إيرادات لها وكل الأموال تأتيها من وزارة المالية ونحن والمراجع العام مختلفون في التسمية فهل هو تجنيب أم لا؟ وهم يقولون بأنه تجنيب لجهة فتح حساب في البنك الزراعي دون إذن من وزارة المالية وهو مخالف للقانون ونحن نقول إن المالية موافقة لأنها أدخلت الأموال في حسابها وحسم الجدال بقفل الحساب من المالية وعمل حساب واحد في بنك السودان والبنك الزراعي والمركزي والاثنان مملوكان للحكومة ووزارة المالية وهذا نقاش فني ومصطلح فقط، وليس هناك ممارسه خطأ أو أموال تم «أكلها» أو ضاعت وهي موجودة ولم تختفِ في حساب أي موظف أو وزير.
> هناك سؤال دائماً ما يطرح في أذهان الناس من أين يستمد المتعافي تلك القوة لمواجهة المطبّات التي واجهتك سابقا؟ وثقة القيادة فيك متوفرة؟ ومعلوم أن الصحافة إذا وجهت سهامها لشخصية معينة إذا لم تنتهِ منه تهزه أو تطيح به؟
< الصحافة هل تخاطبني أنا أم القيادة؟ إذا كانت تخاطب القيادة فلها قدرتها على التقييم، والصحافة إذا أوردت حيثيات موضوعية فهي قطعاً تستوعبها وبناء عليها يأتي التصرف وإذا أوردت حيثيات غير موضوعية وأخذت بها القيادة فهو أمر غير موضوعي وعند الكتابة الصحفية يجب تحري الدقة والموضوعية ليأخذ بها صانعو القرار وهي مرات كثيرة موضوعية ويأخذ بها أصحاب القرار وأنا شخصياً أهتم بها ولكن الكلام الفارغ لا يهتم به أحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق