دولة الباطل ساعة
ليس من المحال ولا من المستبعَد أن تقوم للباطل دولة وليس مستحيلاً على دولة الباطل أن تُرزق شيئاً من طول العمر..
ولكن مهما كان الأمر فبمجرد مقارنة دولة الباطل بدولة الحق يتضح أن دولة الباطل مهما طالت واستطالت فهي قصيرة العمر قريبة الأجل.
ومن هنا جاءت المقولة المعبِّرة..
دولة الباطل ساعة.. ودولة الحق إلى قيام الساعة..
1/ دولة الختان الأممية:
ربما يطيل عمرها بعض الانبطاح والانكسار الذي نعاني منه في هذه الحقبة.. وربما يطيل من عمرها نوعًا ما دولار الأمم المتحدة، دعمها وفجورها واستضعافها لأهل الإيمان.. بل ربما يطيل من عمرها بعض الدغمسة والتدليس والنفاق العلماني اليساري الاشراكي.
وربما فاتت في الغباء فرعون وهي تدّعي أمام الملأ أنها تتزين وتتزيّا بأفخر المنسوجات من أمثال «الختان بجميع أنواعه» أو «انتهاك حقوق الإنسان» وهي في غبائها وجهلها وغفلتها لا تُدرك أن هذه الأقوال لا تستر عورتها ولا تزيدُها إلا انفضاحاً.. وأنه مهما طالت الغفلة عن الآخرين ومهما طال الانبطاح والانكسار فسينبري قريباً جداً من يشير إلى عُري وعورات وسوءات الناشطين والناشطات والعلمانيين والعلمانيات، وأنا أقول للذين يطعنون الدولة ويطعنون الدين والهُوية والشرف والمروءة والعفّة من خلال المؤسسات والمنظّمات والوزارات أي يخنقونا بأيدينا.. ويقتلونا بأسيافنا:
اسمعوا.. واسمعن:
لقد استنفدنا معكم مخزون الأمة من الصبر ولقد سكبنا على الورق بحاراً من المداد ثم لاطفْناكم.. ولاينّاكم.. وداريناكم.. ورجوناكم.. وفهّمناكم.. ووعظناكم.. وخوّفناكم
فلم تنفع الملاطفة.. ولا الملاينة ولا المداراة.. إلا أننا لا نداهن.. ولم تُجدِ معكم رجاءاتنا.. ولم تفهموا.. ولم تتّعظوا ولم يظهر منكم ولا عليكم خوف لا منا ولا من الله ونحن نفعل كل ذلك لأننا نذبُّ عن وطن.. وندفع عن دين..
وأنتم.. وأنتنّ سادرون في غيكم وغيكنّ.. وكأن الوطن ليس لكم بوطن.. وكأن الدين ليس لكم بدين فتارة تثلمون جداره بالهجوم على ختان السنة وعلى السنة وآونة تخدشون حياءه بالحديث عن الصحة الإنجابية والكوندوم وكأنكم ليس لكم بنات ولا أخوات ولا أمهات.
وطورًا تستفزّون رجولة الرجال بالحديث عن سيداو والمساواة المطلقة بين الرجال والنساء.. ولعمري إن ذلك لا يكون ما دام النساء ناقصات عقل ودين.. وما دام الرجال لا يحبلون ولا ينفسون.. يا أيتها العلمانيات المتأسلمات.. لم يبقَ في قوس الصبر منزع.. ويا أيها العلمانيون المتأسلمون.. لقد جاوز الحزام الطبيين يا رجالات الإسلام.. ويا نساء الإسلام.. أيها الرجال الرجال.. وأيتها النساء النساء.. هذا مقام لله فيه مقال.. وهذا نزاع لله فيه قضاء وأقول للعلمانيين والعلمانيات والمتأسلمين والمتأسلمات.. والناشطين والناشطات ماز رأسك والسيف.. وإن غداً لناظره قريب.
2/ لا تتمنوا لقاء العدو
ماذا يجري في الجنوب وفي جنوب كردفان؟ أي عقل هو ذاك الذي يدير مثل هذه الأفعال؟ وأي عاقل هو الذي يقع في مثل هذه الشباك وهذه الحبائل؟
أي دولة هذه التي ترضى أن تكون مخلب قط لأطماع وأهواء القتلة واللصوص والسفاحين؟
هل قلت أي دولة؟
وهل قامت في الجنوب دولة؟ وهب أن الدولة في الجنوب قد نشأت وباشرت مسؤولياتها فهل يا ترى قدّمت لأهل الجنوب شيئاً ولو ضئيلاً مما يحتاجون إليه.. ومما يستحقونه من عائدات النفط التي بلغت المليارات؟
ماذا قدمت من مشروعات وبرامج لوقف الإضراب الجنوبي الجنوبي.. والمجاعة.. والمرض؟ إذا كانت الصليبية والصهيونية قد وجدت في هذا المسخ الخراج الذي وُلد مشوهاً وناقصاً مخلب قط وعميلاً طبعاً.. فلن نجزع ولن نرتبك.. بل على العكس ـ سوف نتماسك ونتحد يدفعنا إلى ذلك أدب وتربية وشريعة:
لا تتمنوا لقاء العدو.. وإذا لقيتموه فاثبتوا فإن الجنة تحت ظلال السيوف.. فإذا كان لقاء العدو قد أصبح قدراً مقدوراً فسنقول هذا رزقٌ ساقه الله إلينا.. وسيكون فلك الدعوة قد استدار وعاد كهيئته يوم بعث الله محمداً بالحق.. وبعثه بالسيف على من طغى وتجبَّر..
3/ النهب المسلح
مركز من مراكز استخدام البطاقة الوطنية.. يستلم من المواطنين مبلغ «40» أربعين جنيهاً ويستخرج لكل واحد إيصالاً بمبلغ «31» جنيهاً.
ولما احتج المواطنون على هذا الفعل غير المبرر استعاد المركز الإيصالات الرسمية واستخرج بدلاً منها أوراقًا عادية بمبلغ «40» جنيهاً.. بطرفنا بعض حملة هذه الأوراق والمسألة لا تحتاج إلى عبقرية ليُعلم أن الأمر كله نصب في سرقة، ودناءة في خسة، ووقاحة في سفَه.
أين ذهبت الدولة؟ أين ذهبت الشريعة؟
هل سيحتاج حكامنا ذات يوم أن يصيحوا كما صاح ريتشارد الثالث My Kingdom for ahorse: مملكته كلها لا تساوي ظهر حصان ينجو به!!
التعليقات