الأربعاء، 21 مارس 2012

صحي الموت سلام ما يغشاك ضُر



طارت دمعتين
وانشايح وتر
يا طاحن الخبر
ما بين القضا
ومرحاكة القدر
فجع الشعب السودانى نهار امس برحيل الشاعر محمد الحسن سالم حميد والذى توفى صباح امس اثر حادث مؤسف وقع على طريق شريان الشمال وكان حميد برفقة خمسة من اصدقائه في طريقه من نورى الى الخرطوم للمشاركة في احتفال شركة زين للاتصالات بعيد الأم وتدشين ديوان بحر المودة للشاعر السرعثمان الطيب ،ونقل جثمان الشاعر إلى مشرحة مستشفى أمبدة ثم امدرمان حيث تقاطر أهله و معجبوه الى المكان فور سماع الخبر.
وتم تشييعه عصر امس الى مثواه الاخير بمقابر البندرى بضاحية شرق النيل فى موكب مهيب، وعبر عدد من الشعراء والفنانين ورموزالمجتمع ومسؤولين شهدوا التشييع عن عميق حزنهم لوفاة حميد التى تمثل خسارة للفن والشعر والحياة السودانية .
تميزت تجربة حميد بقوة مفرداته الشعرية التى لامست قصائده عصب هموم واوجاع الناس البسطاء والمحرومين والفقراء وتكاملت تلك التجربة مع اسلوبه الخاص فى الالقاء الشعرى.
وتغنى بكلماته مجموعة من الفنانين ابرزهم الراحل مصطفى سيد أحمد وفنانو الطمبور صديق أحمد وميرغني النجار ومحمد جبارة ومحمد النصري.
ولد محمد الحسن سالم حميد فى مدينة نوري بالولاية الشمالية عام 1956 وتلقى تعليمه الأولي والأوسط بمدينة نوري والثانوي بمدرسة عطبرة الشعبية الثانوية، وعمل بهيئة الموانىء البحرية منذ عام 1978 حتى 1992 م.
وصدرت له دواوين حجر الدغش- مجموعة نورا-الجابريه- ست الدار- مصابيح السما التامنة - طشيش.
ومن أشهر قصائده نورة - أرضاً سلاح - عمنا الحاج ودعجبنا - ياتو وطن- من حقي أغني- عيوشة - الرجعة للبيت الكبير -عم عبد الرحيم، وكانت اول قصائده شن طعم الدروس والتى يقول فيها:
شـِــــن طعـم الــــــدروس مــا دام مكانه مشــــى قطــر
كيف زاتــه ترتـــاح النفـــوس وتقبــل قرايةً فى سفــر
يا يمه حان الإمتحان من وكتــو بـــس فاضــل شهــر
ما ظنــى من جـــور الزمــان أنجح وأجيب ليكن نِمــر
كيف زاتى يا نبع الحنــــــــان انجح من آلام السهـــر
عمرك سمعتيلك جبان خاض المعـــارك وإنتصــــــــــر
زينوبه كل ما أفتح كتاب ألقاكى فـــى أول سطـــــــــر
ألقـــى الحبايب والصحــاب ألقى الجناين والتمـــــــــر
كيف زاتـــو أبوى تلقاهو.. قام فاتح كتابو مع الفجـــر
يقــرأ ويرتـــــــل فى كــــلام ما بفهمـــوا الناس الكفــر
تسمع كليمة يا عشاى وأغلى الحكــــم عند الضجــــر
أنا قلبى كلــو على جنــــــاى وقلب جناى على حجـــر
يا يابا دنيتنـــا الظلام ضويتهــا لينـــا بقيــت بـــــــدر
من قلبـــى بهديـــك الســلام إن شاء الله بى طولة العمر
فى الحصة عقلى أنا قــام سدر يمه المدرس لو فـَكــر
كان يلقــىَّ قاعد فوق ككـــــــر فى الدونكه لسه ما فطــر
والله مُش لو كان نهر لو كالنى بى سيطان بقـــــــــــر
مادام عقيل الجن سدر ما أظنـــو مــــن عندك حضـــر
الشوق متل شوك الكِتــر طعّن الجسم لامِــــن خِـــــدر
والله لــو ما منجبر ما كان بفارقك بــــــى شبـــــــــــر
زينوبه كُــر من حالــى كـُــر قاعد لى فوق كيمــان جمــر
غربه وكمــــان حـالاً فقـُــر عذبنى قبل أصل القبـــــــــر
يايمه يا حليل الشباب ما نجمــو وآ شـــــرى إندثــــــــر
أصبح رجوعـــو من الصِعــاب كيف يرجع الشالو القدر
الغربه أصـــلو طِعيمــه مــــــُـر لاكنـــى قــــاعد بالجبر
لامن سنين الهم تمــــــــر ياربــــــى ألهمنى الصبــــــــر
٭ أسرة «الصحافة» تتقدم باحر التعازى الى اهله ومحبيه وللشعب السودانى وتسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين « إنا لله وإنا إليه راجعون ». 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق