الاثنين، 19 مارس 2012

أجــندة جريــئة. إياكم والعالم الافتراضي..!!



 
أجــندة جريــئة.
إياكم والعالم الافتراضي..!!
أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان-القيادي بالمؤتمر الوطني- أقر في تصريحات صحفية بضعف إيرادات العام الحالي- أي خلل في ميزانية الدولة- وقال إن معاناة المواطنين تنحصر في المدن الكبرى -فقط- وفي ذات التصريح يعود ليناقض نفسه ويقول إن ذوي الدخل المحدود هم الذين يعانون الآن. ومن المعلوم أن ذوي الدخل المحدود عادة ينحصرون في القرى والأرياف والمدن الصغرى.. والوضع معكوس في المدن الكبرى المفروض أن سكانها ميسورو الحال بفعل الحراك الاقتصادي الكبير الذي يتفوق علي الحال في المدن الصغرى والأرياف.. ولكن يبدو أن وجود الطاهر في أكبر هذه المدن- العاصمة المثلثة – التي يعتصرها الفقر قريبا من( اليد واللسان) جعله يعكس الوضع برسم صورة زاهية للوضع في ولايات السودان وأريافها الأخرى (وحلك لمن يسمعوا ويردوا) ثم انتقل رئيس البرلمان إلى رسم صورة أكثر زهواً لمحاصيل العروة الصيفية والشتوية (لحدى هنا والكلام دخل الحوش) فالحال في الزراعة يغني عن السؤال والطاهر نفسه يعلم ذلك من واقع طلبات الإحاطة وملفات الزراعة الأخرى التي طالب بها النواب في المجلس بل الملف الأساسي بكامله – برنامج النهضة الزراعية-..إذن لماذا يصر السادة الدستوريون على لعب دور كوميدي في مسرحية تراجيدية مكشوفة الفصول والتفاصيل.. ولماذا الإصرار على- استبساط - المواطن السوداني أكثر مما ينبغي.. للدرجة التي يريدون فيها نقل المواطن من واقع مأزوم إلى واقع افتراضي يصنع صناعة داخل(اللا) وعيه.. أعتقد أن هذه الاستراتيجية (الخبيثة) نجحت خلال السنوات الماضية، وبالفعل صدق الشعب السوداني أنه يعيش في ترف ونعمة يحسد عليها من دول الجوار التي تغيثها منظمات الامم المتحدة.. وظل المواطن يقتطع من جلده اليمين ليستر جلده الشمال.. وتقاعس واستكان واستسلم لهذه الحالة الروحية المفتعلة.. وكانت النتيجة أن تعرى جسده من اللحم وتعرى الوطن من إيراداته وأقعدته المديونيات (المتلتلة). والمصيبة أن سادتنا أنفسهم صدقوا هذه الكذبة التي يروجون لها وبالتالي انتقلت اليهم حمي الاستكانة والتقاعس.. وكان من الطبيعي ان ينهار الاقتصاد وتعجز ميزانية الدولة عن الحمل الثقيل الذى ينوء عنه ظهرها.. ويعجز جسم المواطن الضعيف المتعرى عن تحمل السخونة العالية لمتطلبات الحياة والبرودة المرتفعة لتصريحات المسؤلين في الدولة.. فتحدث حالة الانفصام المجتمعي التي لاتسلم منها قيادات الدولة ولكن بحالة انفصام مختلفة الشكل والمضمون.. وعلى الرغم من ذلك يصر سياديونا علي ذات الخطاب (المضحك المبكي).. بالله عليكم يا سادتنا وساستنا كونوا واقعيين نريد أن نرى (الشوك في الورود).لننتزعه منها حتي يستطيع الجميع الاستماع بشكلها ورائحتها دون (من او اذى)..لانريد العيش في عالم افتراضي يصرف انظارنا وعقولنا وهمتنا عن بناء الواقع بالصورة المثلى أو على الأقل المعقولة التي توفر لنا عيشا كريما وتؤسس قاعدة متينة للأجيال القادمة.. البلاد تمر بظروف سيئة على جميع الأصعدة وتحتاج منا جميعا إلى جراحة عاجلة يجريها كل بمبضعه حتى يتعافى الوطن ويخرج من (غرفة الإنعاش) وإلا سيكون الثمن غالياً، ويكون الخراب عميقاً، تعجز حتى الحكومات القادمة عن تداركه.. وقيادة الدولة الآن هي التي تقف على وجه المدفع ولا مجال لمزيد من التهاون واللامبالاة.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق