وسط الجدل المتصاعد حول مؤتمر اسطنبول المقرر عقده في يوم 23 إلى 25 من هذا الشهر يتبين أن المؤتمر يواجه صعوبات جمّة قد تعصف به في أية لحظة، وقد بدأت الإرهاصات بفشل انعقاده في الوقت المحدد، ومن قبل سبق أن تم تأجيله أكثر من مرة. والسبب أن أمريكا تلعب دوراً غامضاً مداً وجذراً حول مشاركتها. فبعد أن كانت أحد رعاة المؤتمر طلبت سحب رعايتها والاكتفاء بالمشاركة مع صمت كامل حول مستوى المشاركة. ثم بدأت تتعلل بالحديث حول الحرب التي تدور رحاها في جنوب كردفان والنيل الأزرق. المؤتمر أصلا من بنات أفكار النرويجيين الذين يسعون لحشد الدعم له الآن.
ثلاثة أسباب جوهرية تدفع النرويجيين للدعوة للمؤتمر الأول أن النرويج عبر دبلوماسيتها التي عملت بفعالية إبان مفاوضات نيفاشا ولعبت دوراً مميزاً في اتفاق نيفاشا العام 2005 وهو الدور الذي أسهبت في بيان تفاصيله السيدة هيلدا جونسون في كتابها الذي صدر مؤخراً (اندلاع السلام). فقُرب النرويج من الملف ومعرفة دقائق تفاصيله المعقدة جعلها أكثر تفهماً لقضايا السودان المتشابكة. السبب الثاني يكمن في تجربة النرويج السابقة حين دعت لمؤتمر أوسلو الذي انعقد في أعقاب اتفاقية السلام والذي استطاعت أن تحشد له العالم, فنجاحها في ذاك المؤتمر جعلها تراهن على قدرتها في تنظيم مؤتمر يحظى بنفس الدعم الدولي. على الرغم من أن حصاد المؤتمر السابق كان صفراً كبيراً. السبب الثالث هو إحساس النرويجيين بالخطر من اندلاع حرب بين الشمال والجنوب في حال ترك السودان الشمالي هكذا بلا موارد وبلا دعم دولي، خاصة بعد التوقف التام لموارد البترول. الحرب الآن تبدو أكثر احتمالاً من أي وقت مضى، وإحساس الحكومة السودانية بالتآمر الدولي عليها يجعلها أكثر توتراً خاصة وأن العقوبات تُصب على رأسها هي وحدها دون أن تطال تلك العقوبات جهات أخرى منخرطة في الصراع، الشيء الدي قاد لانعدام لغة التفاهم بين المجتمع الدولي وحكومة السودان. النرويجيون يحاولون صنع جسر بين المجتمع الدولي وحكومة السودان بالدعوة لإعانته في أزمته المالية مما يسهل الاحتفاظ به كعضو متعاون مع الأسرة الدولية. خاصة مع الإحساس المتعاظم لدى المجتمع الدولي بأن الصراع الجاري بين دولتي السودان يهدد السلم في المنطقة. وأشار مجلس الأمن في بيانه الصادر أول أمس أن هذا الصراع حال تحوّله لحرب فإنه من شأنه تهديد الأمن والسلم الدوليين.
الآن هناك فرصة في مؤتمر اسطنبول (إذا انعقد) ليظهر المجتمع الدولي حرصه على استقرار السودان بالمشاركة الفاعلة أولاً ثم بتبني نتائجه والمسارعة لإنفاذها. أعجبني قول الأستاذة إشرقة سيد أحمد وزيرة التعاون الدولي: إن مؤتمر اسطنبول (ليس للشحدة). وهو بالفعل ليس مؤتمراً لتبرعات الدول للسودان، ولكن للاطلاع على الأوضاع الاقتصادية بالسودان عقب الانفصال. والمطروح في أجندة المؤتمر بالتحديد (السياسات الاقتصادية للسودان في مرحلة ما بعد الانفصال) تتضمن مناقشة الاقتصاد الكلي وكيفية تخفيف حدة الفقر بما يحقق أهداف الألفية وكيفية تحقيق التنمية في قطاع الاستثمار، ثم مناقشة مسألة الديون وكيفية مساعدة السودان لتجاوزها والتزامات الدول في هذا الصدد. إبداء النيّات الحسنة تجاه السودان بغض النظر عن مخرجات المؤتمر هو ما تسعى إليه النرويج وبريطانيا الآن الشيء الذي يلطف الأجواء ويجعل من كليهما وسيطاً نزيهاً. إذا ما أفلحت الدولتان في عقد المؤتمر في تاريخه المحدد فإن ذلك سيفتح الأفق لتتعاون حكومة السودان معهما في القضايا المُلحة الآن في جنوب كردفان والنيل الأرزق، وبقية القضايا العالقة التي يزداد أفق حلها غموضاً عقب كل جولة تفاوض منهارة!!.
عدم فهم طبيعة هذا المؤتمر قاد للكثير من المواقف الخاطئة من جانب معارضي الحكومة فشنوا عليه حملات إعلامية محمومة بهدف إجهاضه.. ولا أعرف المصلحة المتحققة لهم في حالة فشله. فإحكام محاصرة السودان وإحكام عزلته لن تأتي بهم إلى سدة الحكم، وهب أنهم جاءوا فهل الأفضل لهم أن يكونوا ملوكاً على مملكة خراب أم سادة في وطن غني باستثماراته وموارده؟. يا ترى بأي عقل يفكر هؤلاء القوم؟.
ثلاثة أسباب جوهرية تدفع النرويجيين للدعوة للمؤتمر الأول أن النرويج عبر دبلوماسيتها التي عملت بفعالية إبان مفاوضات نيفاشا ولعبت دوراً مميزاً في اتفاق نيفاشا العام 2005 وهو الدور الذي أسهبت في بيان تفاصيله السيدة هيلدا جونسون في كتابها الذي صدر مؤخراً (اندلاع السلام). فقُرب النرويج من الملف ومعرفة دقائق تفاصيله المعقدة جعلها أكثر تفهماً لقضايا السودان المتشابكة. السبب الثاني يكمن في تجربة النرويج السابقة حين دعت لمؤتمر أوسلو الذي انعقد في أعقاب اتفاقية السلام والذي استطاعت أن تحشد له العالم, فنجاحها في ذاك المؤتمر جعلها تراهن على قدرتها في تنظيم مؤتمر يحظى بنفس الدعم الدولي. على الرغم من أن حصاد المؤتمر السابق كان صفراً كبيراً. السبب الثالث هو إحساس النرويجيين بالخطر من اندلاع حرب بين الشمال والجنوب في حال ترك السودان الشمالي هكذا بلا موارد وبلا دعم دولي، خاصة بعد التوقف التام لموارد البترول. الحرب الآن تبدو أكثر احتمالاً من أي وقت مضى، وإحساس الحكومة السودانية بالتآمر الدولي عليها يجعلها أكثر توتراً خاصة وأن العقوبات تُصب على رأسها هي وحدها دون أن تطال تلك العقوبات جهات أخرى منخرطة في الصراع، الشيء الدي قاد لانعدام لغة التفاهم بين المجتمع الدولي وحكومة السودان. النرويجيون يحاولون صنع جسر بين المجتمع الدولي وحكومة السودان بالدعوة لإعانته في أزمته المالية مما يسهل الاحتفاظ به كعضو متعاون مع الأسرة الدولية. خاصة مع الإحساس المتعاظم لدى المجتمع الدولي بأن الصراع الجاري بين دولتي السودان يهدد السلم في المنطقة. وأشار مجلس الأمن في بيانه الصادر أول أمس أن هذا الصراع حال تحوّله لحرب فإنه من شأنه تهديد الأمن والسلم الدوليين.
الآن هناك فرصة في مؤتمر اسطنبول (إذا انعقد) ليظهر المجتمع الدولي حرصه على استقرار السودان بالمشاركة الفاعلة أولاً ثم بتبني نتائجه والمسارعة لإنفاذها. أعجبني قول الأستاذة إشرقة سيد أحمد وزيرة التعاون الدولي: إن مؤتمر اسطنبول (ليس للشحدة). وهو بالفعل ليس مؤتمراً لتبرعات الدول للسودان، ولكن للاطلاع على الأوضاع الاقتصادية بالسودان عقب الانفصال. والمطروح في أجندة المؤتمر بالتحديد (السياسات الاقتصادية للسودان في مرحلة ما بعد الانفصال) تتضمن مناقشة الاقتصاد الكلي وكيفية تخفيف حدة الفقر بما يحقق أهداف الألفية وكيفية تحقيق التنمية في قطاع الاستثمار، ثم مناقشة مسألة الديون وكيفية مساعدة السودان لتجاوزها والتزامات الدول في هذا الصدد. إبداء النيّات الحسنة تجاه السودان بغض النظر عن مخرجات المؤتمر هو ما تسعى إليه النرويج وبريطانيا الآن الشيء الذي يلطف الأجواء ويجعل من كليهما وسيطاً نزيهاً. إذا ما أفلحت الدولتان في عقد المؤتمر في تاريخه المحدد فإن ذلك سيفتح الأفق لتتعاون حكومة السودان معهما في القضايا المُلحة الآن في جنوب كردفان والنيل الأرزق، وبقية القضايا العالقة التي يزداد أفق حلها غموضاً عقب كل جولة تفاوض منهارة!!.
عدم فهم طبيعة هذا المؤتمر قاد للكثير من المواقف الخاطئة من جانب معارضي الحكومة فشنوا عليه حملات إعلامية محمومة بهدف إجهاضه.. ولا أعرف المصلحة المتحققة لهم في حالة فشله. فإحكام محاصرة السودان وإحكام عزلته لن تأتي بهم إلى سدة الحكم، وهب أنهم جاءوا فهل الأفضل لهم أن يكونوا ملوكاً على مملكة خراب أم سادة في وطن غني باستثماراته وموارده؟. يا ترى بأي عقل يفكر هؤلاء القوم؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق