رئيس البرلمان مولانا أحمد إبراهيم الطاهر نقلت عنه الصحف قوله: (حان الآن تطبيق الشريعة الإسلامية بالنص).. ذات الصحف قالت: إن (كتائب المجاهدين) حذرت وأنذرت أن تطبيق الحريات الأربعة (على جثثنا).. وآخرون من أئمة المساجد خصصوا خطبة الجمعة لتحذير الحكومة من أنها تخطو فوق الخطوط الحمراء لـ(الدين) إن هي أجازت الحريات الأربعة مع دولة جنوب السودان. لا يفوت على أي عاقل أن عبارة (كتائب المجاهدين) هي مجرد مصطلح مبني للمجهول.. فالمؤسسات العسكرية وشبه العسكرية معروفة بأسمائها ولها نظمها والناطقون باسمها.. وليس من بينها مؤسسة باسم (كتائب المجاهدين) ولا ناطق رسمي لمثل هذه المؤسسة الوهمية.. لكن مع ذلك من الحكمة قراءة مثل هذا الخبر بتنسيق كامل مع شاكلته من الأخبار الأخرى بما فيها المنسوب لمولانا رئيس البرلمان. العامل المشترك فيها استخدام (الدين) للاستثارة السياسية وبصورة خطيرة تطلق الرصاص في الاتجاه المضاد. ضد الدين نفسه.. ماهو (صنف) الشريعة الإسلامية المطبق الآن في السودان.. وما معنى (تطبيق الشريعة بالنص).. هل ما هو مطبق الآن بعيد (عن النص).. وما هو (النص) المطلوب تطبيقه في الشريعة ولم يطبق حتى اليوم؟ والأدهى والأمر في تحديد الحاجة لتطبيق (الشريعة بالنص) الآن ..وليس في الماضي حسب قول الطاهر .. هو انفصال الجنوب.. بمعنى أن ارتفاع النسبة المئوية للمسلمين ..يجعلهم في وضع أفضل لتطبيق الشريعة (بالنص).. والواقع أن الدولة الأولى للإسلام كانت أقوى وهي تحتشد بالملل والتنوع الديني والعرقي.. وازدادت قوة وهي تجتاح –بأخلاقها لا عسكرها- العالم أجمع .. وتكتسب مزيداً من القوة باستيعابها للعربي والفارسي والأوربي والمسيحي واليهودي.. بلا أدنى حرج أو لجج. والرابط بين تصريحات مولانا وتهديدات (كتائب المجاهدين) هو ذات (الفهم!).. غياب المرجعية.. وهو أمر خطير للغاية.. أشبه بتربية نمر أو أسد أو أي مفترس آخر.. الإعجاب بمداعبته وهو غض الإهاب غير قابل على الافتراس. ثم الوقوع بين براثنه عندما يتشد عوده ويقوى على القفص.. (كتائب المجاهدين!).. أمراً مفهوم إذا كان مصطلحاً من باب شحذ الهمم من أجل الوطن والعقيدة، لكنها تصبح خطراً كبيراً على الدولة إذا خرجت على النص.. إذا تجاهلت المؤسسات .. إذا نسيت أن القرار السياسي والسيادي له مؤسسات هي صاحبة القرار.. وتهديدها بـ(الجثث) يعني عملياً التمرد عليها وقيادة البلاد نحو جحيم الفوضى والانهيار الكامل.. والكارثة الكبرى أنه سهل للغاية استنساخ أكثر من جسم هلامي بنفس التسمية تتضارب وتتناقض رؤيتها وتقع في فخ الخلاف .. أتدرون ما معنى أن يختلف من يحملون صفة ترتبط بحمل السلاح؟؟ هل ننحدر بشدة نحو دولة .. طالبان ... سودان!! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق