السبت، 3 مارس 2012

د. آدم موسى ما دبو لـ «الإنتباهة»: «1 ـ 2»

د. آدم موسى ما دبو لـ «الإنتباهة»: «1 ـ 2»

أرسل إلى صديقطباعةPDF
تقييم المستخدم: / 0
ضعيفجيد

> حوار: روضة الحلاوي
في هذا الحواريفند د. آدم محمود موسى مادبو ويحلل التصريحات الإعلامية التي أطلقها الصادق المهدي والتي جاءت كرد فعل لما حوته المذكرة التصحيحية التي تقدمت بها مجموعة من شباب الحزب وجزء من عضويته بالمهجر ولقيت القبول الواسع من بعض القيادات البارزة بالحزب في الداخل والتي وصفها د. مادبو بأنها تحمل بين ثناياها العديد من الخطوات التنظيمية التصحيحية لما يدور داخل أروقة حزب الأمة.. وتناول مادبو الكثير من خطوات المهدي بالتحليل والتوضيح، كاشفاً ما قد يرنو إليه المهدي في المستقبل من تلك الخطوات التي تصب في مصلحة أسرته على وجه الخصوص، تابع هذه الإفادات لتقف على موقف أحد قيادات الحزب المنسلخين لوجهة التيار العام الذي أيد هذه المذكرة.. واستنكر مادبو الهجوم الذي شنّه المهدي على القيادات الكبرى والمجاهدة في الحزب ووصف ذلك بأنه إساءة وعدم تقدير لأدوارهم وشخصياتهم..

> دار لغط واسع حول مذكرة شباب حزب الأمة القومي؟
< لم تكن هي المذكرة الأولى وإنما سبقتها مذكرات أخرى من الشباب داخل حزب الأمة.. وأهميتها تأتي من أن الذين قاموا بكتابتها هم أولاً سودانيون وينتمون لحزب الأمة يعملون في الخارج ورؤساء الحزب في الدول التي يقيمون بها، والشيء الثاني الذي يميزها هو أنه داخل حزب الأمة خلافات كبيرة: خلافات مع التيار العام، وأخرى مع مجموعة مبارك، والتي هي داخل الحزب، وخلافات بين الشباب بسبب سياسات الحزب، وخلافات حول الأمين العام، والمذكرة تطرقت لهذه الأشياء.. وأهميتها الثالثة تكمن في أنها تقترح اقتراحات عملية لكي يغير حزب الأمة من سياساته فيما يختص بكيفية التحول الديمقراطي، فهذه الأشياء مجتمعة هي التي أعطت هذه المذكرة أهميتها، خاصة أن الحزب بصدد عقد اجتماع الهيئة المركزية في يوم «7» أبريل القادم..
> وماذا عن ردة الفعل من الحزب تجاه هذه المذكرة؟
< لم يكن رد الفعل مناسبًا من قبل الحزب أو قيادته، وذلك أن القيادة قالت إن هذه المذكرة لا تستحق الرد وهذا رد فعل غير صحيح، ومن المفترض أن تنظر القيادة لهذه المذكرة بعين الاعتبار وبجدية ولا بد من النظر للجوانب الإيجابية فيها وغير الإيجابية ليتم إقناع أصحاب المذكرة بعدم إيجابيتها وهذا هو التصرف الطبيعي بالنسبة لحزب ديمقراطي.. فالديمقراطية لا تعني الانغلاق على أعضاء المكتب السياسي فقط.
> طيب موقفكم منها أنتم كتيار عام؟
< صحيح نحن لم نوقع على هذه المذكرة ولم نُعقها لكننا مقتنعون بكثير مما جاء في هذه المذكرة وعلى وجه الخصوص لمّ الشمل، نحن ندعو له، وأيضاً تغيير العلاقة بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني والتي أدت لدخول ابن الصادق المهدي للقصر، وتطالب بأن المؤسسات الموجودة حالياً سواء كان مكتبًا سياسيًا أو أمانة عامة نحن في التيار العام نعتقد أنها غير شرعية لأنها أتت بها هيئة مركزية غير شرعية، وعدم الشرعية أتى من أن الهيئة المركزية من المفترض أن تكون «600» على حسب الدستور، و«اتعملت» «800»، لذلك هذه المذكرة تطالب بإعادة تكوين هذه المؤسسات بطريقة وفاقية.. وتطرقت المذكرة لإقالة الرئيس، ونحن في التيار العام لم نتطرق لذلك؛ لأن المؤتمر العام هو الذي أتى بالرئيس، ونحن معترفون به، وفكرة إقالته، أي الرئيس، يمكن أن تناقَش ولكن ذلك في المؤتمر العام، ومؤكد جداً أن هذه المرة لن تكون كسابقتها ولن يكون هناك إجماع.. وكون أن المطالبة بإقالة الرئيس تعني أن هناك من يترشح وهذا يعني انتبه يا الصادق قد لا تأتي مرة أخرى.. فهذه المذكرة مهمة وتصحيحية وإذا قبلها الحزب يمكن أن يتفادى مشكلات كثيرة.
> هل الحزب يفتقر للمؤسسية لدرجة يصعب معها الإصلاح؟
< مؤسسات الحزب غير شرعية، وهو يحتاج بالفعل لإصلاح، وإذا لم يتم الإصلاح فكل ما يجريه الحزب غير قانوني، وجانب الإصلاح مهم من الناحية الدستورية، وأداء الحزب في سياساته الداخلية والخارجية ونشاطه هذه أشياء مجمّدة أو غير صحية، وتريد إصلاحًا لذلك لا بد من النظر لهذه المذكرة باهتمام ومصداقية.
> وصف رئيس الحزب القائمين بأمر المذكرة بالميتين سياسياً؟
< حديث رئيس الحزب غير صحيح، وأنا من الذين اطلعوا على الموقعين عليها وهم أعضاء حزب الأمة بالمهجر، رئيس الحزب في واشنطن وإنجلترا، أما القيادات الموجودة بالداخل والتي أيدت المذكرة وكذلك بعض من الشباب الموجودين بالداخل هم وقّعوا عليها وهم من الكوادر النشطة والأساسية في الحزب، هم أناس أصيلون مؤثرون فاعلون سواء قيادات كبيرة أو شباب.
> ولكنه وصف القيادات بالميتين سياسياً.. بم تعلق؟
< إذا كان الصادق المهدي يتحدث عن الكبار فهو أكيد واحد منهم، وأنا والصادق المهدي وبكري عديل «لسه ما مشينا المقابر لكن كبار»، ومن المفترض نحن بعد ذلك ما «نمسك» الوظائف السياسية التنفيذية بل نتركها للشباب، ولكن لا بد من أخذ آرائنا والعمل على أخذ خبراتنا، وأقول للصادق «ما في زول حي تقول عليه ميت»، هذا الحديث غير صحيح، وهذا فيه إساءة وعدم تقدير، ومثالي لذلك بكري عديل، فهو رجل ظل بالحزب لأكثر من «40» عاماً وضحّى بكل حياته وهو من الناس النادرين الذين صدر قرار بأن يُعدم في إحدى محاولات حزب الأمة.. وبكري عديل جاهد في كل حياته لحزب الأمة، وصحيح هو الآن مريض «في زول عمرو أكثر من 70» سنة ما مريض؟!، فأنا مريض وعديل مريض والصادق نفسه مريض»، والصادق إن كان يقصد بالميتين سياسياً شخص في قامة عديل فيجب أن يعتذر له فوراً.. وعديل من الكوادر المجاهدة والمظلومة والتي لم تجد من ينصرها.
> الصادق يقول في إحدى تصريحاته إن هذه المذكرة خرجت إما بإيعاز من الوطني أو هو مروّج لها؟
< الصادق المهدي هو أقرب للوطني من المجموعة التي أصدرت هذه المذكرة.
> هل يريد الصادق إبعاد الشبهة عنه بحديثه هذا؟
< الموقف واضح لكل الناس، وكما قلت الصادق هو الأقرب للوطني، وهو يتفاوض مع الوطني ويريد عمل حكومة انتقالية يكون الوطني فيها جزءًا، وابنه أدخله القصر الجمهوري.. والوطني ليس من مصلحته أن يحرض على كتابة مثل هذه المذكرة إلا بمفهوم أن الصادق المهدي جزء من المؤتمر الوطني لذلك هؤلاء يريدون إبعاده، والوطني داعم هذه الجهة، فهذه يمكن أن تكون.. والمذكرة تريد إبعاد الصادق، والوطني في هذه الحالة يسعى لئلا تكون هناك مذكرة، فالعكس صحيح.
> رئيس الحزب يصف في تصريحاته أيضاً كل من ينتقده أو ينتقد أداء الحزب بأنهم خارج الشبكة أو هم «بعاعيت» خرجوا من المقابر وأصبحوا يتحدثون؟
< هذا الحديث غير مقبول منه بالمرة، ومن ينتقد الحزب هو أكثر شخص حي، ويفترض ناس الحزب يحترمونه لأنه هو الشخص الذي لا يريد «فرتقة» الحزب فهو يقصد لمّ شمل الحزب، لذلك من أصدروا هذه المذكرة من المفترض أن يقدروا لأنهم يريدون إصلاح الحزب وتوحيده.. والحديث عن المقابر فيه إساءة للناس دون وجه حق.. والنظرة التجريمية وغير الواقعية لا داعي لها، والمغتربون هؤلاء والذين كانوا جزءًا من الذين كتبوا المذكرة هم أناس مفكرون ومعروفون لدينا، وأذكر منهم مهدي داود الخليفة وهو رئيس حزب الأمة في واشنطن فكيف يكون في المقابر وهو تاريخياً شخص مسؤول؟.
> يمكن عشان كبير وبعيد؟
< إذا كان هذا هو التقييم فالصادق المهدي ومادبو وعديل هم أول من يذهب للمقابر، إذا كان المقياس بالعمر فأنا «76» والصادق «76» وبكري «79»، خلاص نحن ناس مقابر.
> ويمكن يقصد من جمّد نشاطه؟
< إذا كان تجميد نشاط بكري فهو يجب أن يقدَّر لأنه كان بالتيار العام ورجع للقومي وللآن هو جزء من الحزب.
> ولكن نشاطه مجمّد؟
< مجمّد لأنه مريض، وأعتقد أنه لم يُعطَ المكانة السياسية والتنفيذية التي كان يتوقعها، ويحضر في بعض المرات اجتماعات المكتب السياسي والذي يحظى بحضور كبير هم أصلاً «150» شخصًا والحضور لا يزيد عن «40» فقط وحديثه عن المذكرة بأن هناك أشياء إيجابية فيها فهذا حديث صحيح.
> وماذا عن مقولة الصادق: «المعانا معانا والما معانا يمشي يسوي ليه حزب براهو»؟
< هذا أيضاً حديث غير صحيح، وغير سليم، ونحن مثلاً في التيار العام خرجنا منذ ثلاث سنوات ونتحدث باسم التيار العام لحزب الأمة، ولم نكوِّن حزبًا جديدًا منفصلاً، وكان في إمكاننا ذلك، ولكن كان هدفنا وقرارنا التوحيد، ولمّ الشمل وكل مجهوداتنا حتى لا «يتفرتق» الحزب، ولكن إذا هم مصرون على آرائهم بألّا يكون الحزب ديمقراطيًا وغير مستعدين لتقنين مؤسساتهم فالناس ما عندها خيار تاني، ولديهم ثلاثة خيارات يمكن أن تكون إما أن يقيموا حزبًا وإما أن يجمدوا نشاطهم، ويمكن أن ينضموا لحزب آخر موجود، ولكن نحن في التيار العام حريصون على لمّ الشمل ما أمكن، ليس فقط لمصلحة حزب الأمة بل لمصلحة السودان بصورة عامة.
> هل تتوقع أن تُحدث هذه المذكرة انشقاقًا جديدًا في الحزب؟
< هذا يتوقف على تصرف الحزب، فإذا تصرف بمسؤولية واهتمام كبير فمن كتبوا المذكرة هم حريصون أن يكونوا جزءًا من الحزب.. ولكن إذا عاملهم معاملة المقابر بأنهم ناس ليس لديهم أي قيمة أنا متأكد أن عددًا كبيرًا منهم سيغادر الحزب أو يجمد نشاطه، والمذكرة وجدت قبولاً كبيرًا حتى من خارج الحزب، ونحن في التيار العام نؤيد معظم ما جاء في هذه المذكرة.. فإذا تعامل الصادق بحكمة ووطنية واهتمام سياسي يمكن كُتاب المذكرة يتعاملون معه، فإذا أصر على ما عليه فإن الذين كتبوا المذكرة هم الأساسيون..
> هناك من يتهم الصادق بأنه حصر شؤون الحزب ومؤسساته داخل دائرة صغيرة هي أسرته في حين أنه يتحدث عن الديمقراطية؟
< هذا حديث صحيح، ومن المفترض أن تكون الأحزاب ديمقراطية مفتوحة، بمعنى أنها غير وراثية، وإذا تحدثنا عن النظام الديمقراطي الآن غير موجود، وخاصة بالنسبة للأنصار، فهم بعد المهدي لم يأتِ أحد أولاد المهدي وإنما خلفه عبد الله التعايشي، فهو ليس له علاقة بأسرة المهدي، والفكرة العامة أنه لا توريث، خاصة بالنسبة لحزب الأمة، ولكن ما حدث في الأعوام السابقة وفي عهد الصادق كان غير صحيح، طالب بفصل شؤون الأنصار عن الحزب، والآن هو شملهما الاثنين معاً، وفترته الأربعين عامًا هذه هي فترة الوراثة، وقبلها لم يكن هناك توريث، والآن هذه الفكرة مرفوضة تماماً، وفي المؤتمر العام القادم القواعد تريد أن تتحدث بطريقة واضحة عن ضرورة فصل الحزب عن الهيئة.. وستكون هناك مطالبة بأن يكون الحزب مسؤولاً عن الشؤون السياسية، والهيئة مسؤولة عن الشؤون الدينية، وهذه غير مطبقة، ولكن الناس تريدها واضحة تماماً في الدستور، لأن بالحزب من هم مسيحيون وآخرون كفار وكذا.. والمؤكد سيتم تحديد فترة زمنية للرئيس، ولن تكون فترته مفتوحة بعد الآن، ولكن إذا كان هناك شخص من أبنائه مؤهل ومقتدر وتقدم بطريقة ديمقراطية بالطبع لن يتم استثناؤه ولن يكون هناك حظر على آل المهدي ألّا يترشحوا، وفترة الصادق هي الفترة الوحيدة التي شهدت الجمع بين الاثنين..
> ما زال عبد الرحمن المهدي عضوًا بحزب الأمة والآن هو داخل القصر؟
< ابن الصادق عبد الرحمن دخل القصر بطريقة غير مُرضية، وهو كان في هيئة شؤون الأنصار مسؤولاً عن الشباب، وكان في الحزب عضو هيئة مركزية وعضو مكتب سياسي ومساعد للرئيس، فهو استقال من مواقعه داخل الحزب لكنه لا يزال عضوًا في الحزب، وقد طالب كل شباب الحزب بفصله من الحزب.. وحديث الصادق عن أن حزب الأمة مثل الجنسية حديث غير صحيح، فإذا كان ابنه تنازل عن الجنسية نفسها من باب أولى إذا لم يكن الإنسان معنا في العمل السياسي أن يُطرد إذا لم يستقل، وهذا يدلل على أن الصادق المهدي يريد أن يترك علاقة ممتدة بينه وبين المؤتمر الوطني وبين حزب الأمة على حسب نظريته التي يتحدث عنها.. والصادق لا يزال يتحدث عن الأجندة الوطنية ولكن الكثيرين غير مرتاحين لهذه الأجندة وحتى الوطني رفضها، ورغم ذلك يصر الصادق على «الأجندة الوطنية» والحديث عنها، وفي الحقيقة «مافي» أجندة وطنية، لكنه بصيغة أو أخرى يريد أن يكون عبد الرحمن هو الحبل الممدود بينه وبين الوطني، واحتمال تكون «قصة» الوراثة موجودة في ذهنه ويريد أن يكون عبد الرحمن داخل القصر، وبالطبع سيكوِّن علاقات إقليمية ودولية وداخلية ويكون معروفًا للناس، فهذا يقوّي فرصته إذا كان عضوًا في حزب الأمة وينافس في المعارضة، واحتمال كبير تكون هذه هي طريقة تفكيره، غير ذلك مافي أي منطق بأن يكون عبد الرحمن الصادق داخل حزب الأمة، وهذه أصبحت ضارة بقواعد الحزب في الولايات، فكثير منهم انضموا للوطني في القضارف ونيالا وغيرها..
> ألا تضعف مثل هذه الخطوات الحزب؟
< نعم تُضعف الحزب، وأي شخص يمكن أن ينضم للوطني، ولا يستطيع أحد أن يفصله من الحزب، وهذه من ناحية سياسية خطأ وتجعل الناس يتصرفون بطريقة شخصية فيما يختص بالنسبة للمشاركة، وتجعل عضوية الحزب يتمردون حتى على القرارات التي يصدرها المكتب السياسي، ومن يقدم على ذلك لا يخشى الفصل أسوة بخطوة عبد الرحمن المهدي، وعدم فصل عبد الرحمن ضار جداً بالحزب، وفي رأيي الشخصي أنه لم يكن معروفاً ولكن الآن أصبح معروفًا بعد دخوله القصر..
نواصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق