السبت، 17 مارس 2012

أجــندة جريــئة. (وأمّا بنعمةِ ربك فحدِّث)..



 
أجــندة جريــئة.
(وأمّا بنعمةِ ربك فحدِّث)..!
التوفيق والسداد من الله (وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى).. إذ يريد الله سبحانه وتعالى للكلمة الحرة الصادقة المكتوبة بدمعات الوطن المكلوم وبعرق الكادحين وبزفرات المظلومين أن يصدح صوتها عالياً، ليحق الحق بكلماته ويكتب لنا نصراً تلو نصر.. على الذات الإنسانية الأمّارة بالسوء وعلى الفيروسات التي تهدّد جسد الوطن الغالي. صدقوني، تنساب الكلمات من قلمي بكل سهولة ويسر لأني أكتب بكل صدق.. ولأن دواخلي تتزاحم داخلها المشاعر.. جوانحي تفيض حباً للوطن ولأبنائه الشرفاء لا ينضب حياله معين الكلمات.. خيراً وفيرًا أراده الله لي بهذا الإيقاف "القسري" (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً).. الذي أرَّق مضاجع أبناء وطني الأوفياء.. من يشاطرونني حملي "الوطني" الثقيل.. فأنا دوماً مهمومة بالوطن أحمله داخل حدقات عيوني فيثقل عليها ويطرد منها النوم.. (جسر جوي) من الدعم المعنوي مده لي القراء طيلة الأيام الماضية.. أدهشني حجم قُرائي الضخم بكل أنحاء السودان من الخرطوم وحلفا ونيالا وكسلا وحتى من جوبا (الحبيبة) نفسها.. وهناك جنود مجهولون لم يغمض لهم جفن طيلة الأيام الماضية حتى أعادوا لكم صوتكم وصوتهم.. فهم أيضاً ينشدون وطناً سليماً معافى ويحرصون في زمن الندرة على الحفاظ على السلالات (المنقرضة!). فرصة طيبة أتاحتها لي (استراحة المحارب) لأُجدد عهدي معكم مرة أخرى على أن أكون وفيةً لهذا الوطن الذي يستحق منا التسامي فوق أهوائنا وخصوماتنا وأغراضنا الشخصية.. عن نفسي أحلم أن نتفوق على اليابان والصين وماليزيا وكوريا؛ نمور آسيا التي لا تملك مواردَ طبيعية سوى عرق جبين أبنائها وسعة إبداع عقولهم. نستطيع أن نفعلها (Yes we can) ونحرِّر واقعنا من أزماته وهزائمه.. إن لم يكن لجيلنا على الأقل فلأجيال قادمات.. فما أسهل ملء الدنيا ضجيجاً وتبرماً من الواقع.. ولكن صعب جداً تحقيق ذلك بالدموع في انتظار الفارس الذي يمتطي حصاناً أبيضَ ليخلصنا من شرور أنفسنا وحاضرنا. لا أصدق أن هناك سودانياً يعاني أيدز الوطنية.. (نقص الغيرة المكتسبة لحب الوطن).. ولكني أعلم أن هناك من سلم إرادته ومبادئه للشيطان وفي غفلة من أمره.. وهذا أو هؤلاء يحتاجون فقط مهما كانت مواقعهم وأينما كان حلهم وترحالهم أن يعلموا أن طريق العودة إلى الصواب ممهد دوماً.. وأن المبادئ لا تتجزأ وأن الوطن يحتاجهم حقاً.. علماء وصنّاع وزرّاع وحتى ربة المنزل التي تقبع هناك بعيداً عن ساحات النزال السياسية، فهي تطالها الانعكاسات السالبة للواقع السياسي المعقد.. ونحن نحتاجها في مسيرتنا هذه فقد سجلت مهيرة بت عبود اسمها بأحرف من نور على صفحات التاريخ الذي يسطر كل حدث سالباً كان أم موجباً. شكراً لكل من شدَّ رحاله إلى مكتبي وداري مواسياً.. ولكل من أبرق أو(مسكل) مسانداً.. وشكراً مرة أخرى للجنود المجهولين الذين لا أعلمهم ولكني أحس بدورهم الذي لعبوه في صمت.. ولشيوخ الطرق الصوفية وأتباعهم الذين آزروني بالدعاء في جنح الليل والناس نيام. ولا عزاء لاتحاد الصحفيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق