الاثنين، 12 مارس 2012

معارضة مهدومة وهدامة (1): نصر الدين محمود أحمد


معارضة مهدومة وهدامة (1): نصر الدين محمود أحمد

أرسل إلى صديقطباعةPDF
تقييم المستخدم: / 2
ضعيفجيد 
قامت شرذمة من شر جند الارض بحرق المصحف الشريف في كابل وهي جريمة يستنكرها كل ذي عقل ويحاسب عليها القانون الدولي وتحرمها قوانين حقوق الانسان وهي تضاف الي سوابقها المتكاثرة المتكررة التي يقترفها عتاة البشر الاباطرة الاشرين تحت غطاء ما تمليه امريكا على العالم من عدم خضوع جنودها ولا مواطنيها لاي محاكم دولية او محاكم خارج امريكا. ولقد قام اخواننا المجاهدون الافغان برد الصاع الى امريكا وعملائها الذين اجلستهم على منابر السلطة هناك. لم يقم سياسي منافس او صحفي امريكي على اثر ذلك باتهام اوباما ولا حكومة امريكا ولا الحزب الديمقراطي لان تلك الجرائم يحاسب عليها مرتكبوها فقط حتى وان كان الدافع الى تلك الجرائم سوء التربية وسوء الخلق والحقد الذي يبثه نظام التعليم الامريكي والاعلام ضد القرآن واهله والتهم الباطلة التي يرمينا بها صانعو الارهاب العالمي بكل اشكاله : العسكرية والفكرية والعرقية والثقافية والاقتصادية وغيرها.
ما يهمنا هنا ما قام به الذين يسمون انفسهم بالمعارضة السودانية من قادة الاحزاب وبعض الكتاب من ردود افعال تجاه حدثين حدثا في الاسبوع الماضي.  الاول هو قيام امام مسجد بارجاع المطرب فرفور الى الصف الثاني عند الصلاة. ولسنا هنا بصدد بحث خطأ ذلك الفعل، ولكننا بصدد قراءة ردود افعال اولئك الذين يقولون بانهم قادة سياسيون وقادة رأي الذين يخيل اليهم انهم يستطيعون اسقاط حكومة الانقاذ عن طريق الصاق اي تهم باطلة بها، وهم بذلك يغزلون عل« منوال هيلاري كلنتون واوكامبو وفريزر وكوكس وامثالهم من الصهاينة الانجلكانيين الذين يعتقدون ان الشعب السوداني لايفهم ما تدبره له امريكا واسرائيل من مجازر مستغلين في ذلك سذاجة من يهيمون في حب الشرطة الامريكية والاسرائيلية ويدعون عدالتها ونزاهتها وحب البعض للسلطة ومشاعر الغبن التي مازالت تتنزّى في قلوب الذين اطاحتهم الانقاذ بعد ان عجزت حكوماتهم حتى عن حماية العرض.
اذا اخطأ امام مسجد هل ذلك يدعو الى إطاحة حكومة الرئيس البشير؟ واذا حدثت مشادة بين الشرطة وبعض المواطنين وراحت ضحيتها سيدة فاضلة، فهل هذا دليل على فساد الحكم وتعسف السلطة وحقدها على كل المواطنين؟ ما ادرانا عن هوية القاتل ولعله من المعارضين لسياسة الانقاذ. هل كل افراد الشرطة جبهة مسلطون لكي يقتلوا الناس؟ لقد اسفت كل الاسف على رجل في سن ومقام الصادق المهدي يريد ان يتخذ من تلك الحادثة التي تحدث عشرات امثالها في امريكا كل شهر سببًا لادانة السودان من قبل منظمات حقوق الانسان. يا له من عرض يدل على غرض ومرض لا شفاء منه. اين الصادق عندما حدث تفجير اكربول وهو وقتها رئيس وزراء السودان وكان حينها مع شركائه في الحكم في القصر الجمهوري، انسي الصادق من هرب وجرى على قيف النيل ومن اختبأ خلف ستارة المكتب. اين نتائج لجنة التحقيق التي شكلت وقتها ومن اقتص لموتى تلك الحادثة؟ انسي ضياع شابة من خيرة الاسر تسمى اميرة وهو مسؤول عنها لأنها ضمن رعاياه وقتها ماذا فعل الامام وممن اقتص لها ولماذا لم يستدع منظمة حقوق الانسان؟. لقد كانت وغيرها مخازي توجب على مرتكبها التواري خجلاً وليس التبجح باستدعاء البوليس الدولي ومنظمات الافك الدولي التي يدمن حبها كل من صد عن سبيل الله والصراط المستقيم. لكم تمنيت ان يقوم احد قادة احزابنا قبل حدوث تلك الحادثة بدراسة النقص الذي يرونه في شرطتنا ثم ينشرون ذلك على الملأ ويطالبون حكومة البشير باصلاح ذلك الخلل من اجل رفاهية المواطن السوداني وليس من اجل تثبيت حكم البشير. ليت الصادق ناصح البشير في امر غلاء الاسعار وابدى له الرغبة في معاونته على تخفيض الاسعار، لعله وامثاله اعانوا الشعب بكوادرهم وامكاناتهم في مجال الصحة او التعليم او غيره. انه التفكير المرضي الذي يوحي لمن ابتلي به ان المساعدة في تقديم الخدمات او فك ضائقة يعاني منها الشعب يؤدي الى اطالة عمر الانقاذ التي اصابهم بسببها الهرم وهم يعدون ايامها. سادتي القراء: هل سمع احد منكم بمعارضة تفعل كما تفعل معارضتنا؟ هل قرأ احد منكم لكتاب يحتلون اعمدة اهم الصحف وهم يشمتون وبلغة مصرية لان حكومة مصر اعتذرت عن تزويدنا بالغاز لأسباب فنية بحتة لا يعرفها الا المتخصصون في المجال. اي شطط وفجور في الخصومة هذا ؟ أي سعي دنيء للفتنة بين الاخوان المسلمين في البلدين هذا؟ اي إضاعة لوقت القراء في ما لا طائل وراءه ؟اي اهدار لحبر ومطابع وورق وكهرباء في بيع المهازل للناس؟ اليونان اليوم يعاني سكانها الانهيار الاقتصادي فما سمعنا سياسيًا منهم ولا كاتب رأي طالب بتدخل منظمات حقوق الانسان ولا المنظمات الطوعية الاغاثية ولم يتجرأ احد منهم على انتهاك سيادة بلاده ونشر غسيلها على مناشر اوربا ولا العالم. فما بالنا نحن اين تعلمنا اين تربينا اين تثقفنا....اين. اين أين.

التعليقات  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق