السبت، 17 مارس 2012

زمان مثل هذا الوفد المفاوض.. وإدمان الفشل


زمان مثل هذا
الوفد المفاوض.. وإدمان الفشل
• تبدو الحكومة أكثر تخبطاً وهي تسافر إلى أديس أبابا.. ثمّ وهي تجلس للتفاوض.. رغم أنّ الوفد الممثل للحكومة هو ذات الوفد الذي كان بنيفاشا. • التخبط بدأ من تصريحات الوفد.. والتي قيل في البدء أنّ مفاوضاته قد حكمها سياجٌ من الكتمان.. وليت الكتمان استمر داخل سياجه حتى لا يفضح ذلك التخبط غير المطمئن. • في البدء خرجت وسائل الإعلام بأنّ هنالك قمة بين الرئيسين البشير وسلفاكير سوف تعقد بالعاصمة الجنوبية جوبا. • ولكن.. الخارجية كانت بالمرصاد لتصريحات وفدها.. فقالت في البدء إنّ الرئيس البشير لن يزور العاصمة جوبا إلا بدعوة مكتوبة من الحكومة الجنوبية. • ثمّ تعدل الموقف لاحقاً.. فقيل أنّ الرئيس البشير سيعقد قمته مع نظيره الجنوبي بأديس أبابا وليس جوبا.. وأنّ المباحثات ستشمل قضايا محدودة وليست كل القضايا المُرحَّلة من المفاوضات الفاشلة (أو لنقل شبه الفاشلة) بين وفدي البلدين.. ثمّ تعدّل الموقف للمرة الثالثة بأنّ قمة الرئيسين ستعقد بجوبا أول أبريل بعد دعوة مكتوبة. • ثمّ جاءت قضية الجنسية.. وبقاء الجنوبيين بالشمال ليضيف مزيد من الإرباك.. فالوفد المقيم بالعاصمة الأثيوبية عليلة الهواء.. لم يكن في حسبانه أنّ خرطومه سوف تقابل تصريحاتهم بـ(التقدم في ملف الجنسية) بذلك الرفض البواح. • بل واستدعى الأمر أن استخرج بعض الرافضين لبقاء الجنوبيين بالشمال تصريحاً قديماً لأستاذ مطر العبيد مطر عضو المجلس التشريعي بولاية الخرطوم ورئيس شعبة الأمن بالمجلس.. وأعادوا نشره بالصحف. • والتصريح لم يأتِ اعتباطاً.. بل ليعكس للإعلام أنّ رفض بقاء الجنوبيين في الشمال هو رغبة شعبية.. يعبِّر عنها ممثلو الشعب.. وليس رغبة الحكومة فقط. • وعلى أساس هذا الرفض.. تراجع الوفد عن قضية الجنسية ليدفع بمسودة الحريات الأربع (التنقل/ التملك/ الإقامة/ العمل).. ولم يظهر رد الفعل الحكومي حتى الآن.. رغم أنّ بوادره ظهرت على صفحات (الانتباهة). • أمّا قضية النفط.. التي جعلت الوفد يحزم حقائبه ويرحل الى العاصمة الحبشية.. فلم ترد عنها معلومات تفيد بالتقدم فيها كثيراً.. ولعلّها تُركت للقاء القمة بين الرئيسين.. أو أنّ الوفد الجنوبي نجح في تعليق هذا الملف (كورقة ضغط) لحين الانتهاء من الملفات الأخرى. • قد يقول قائل إنّ مثل هذا التخبط في المواقف والآراء.. غريبٌ على الوفد والذي أصبح وكأنّه (وزارة تفاوضية) ثابتة لا تتغير ولا تتبدل.. فما أن تجد الحكومة أمامها مفاوضات إلا وترسل ذات الوفد.. وأنّ التخبط لا يمكن أن يصدر من وفد له كلّ تلك الخبرات النيفاشية. • ولكن ما الغريب؟؟!!؟!. • اتفاقية نيفاشا ورغم أنّها أوقفت نزيف الدماء.. إلا أنّها كانت كارثة على وحدة السودان وتاريخه وجغرافيته.. فقد فشلت في تحقيق الهدف الأول منها وهو (الاستقرار والسلام).. وعجزت عن تحقيق الهدف الثاني وهو (صناعة وحدة جاذبة). • ولو انّ التسليم برغبة الجنوبيين في فصل وطنهم كان أمراً لا بدّ منه.. وأنّ هذا الأمر كان واضحاً منذ البدء ليس للمفاوضين الشماليين فحسب.. بل حتى لرجل الشارع العادي. • لو كان ذلك كذلك.. كان من الممكن أن تتغير استراتيجية التفاوض منذ البدء.. لتصبح (فصل الجنوب بعد فترة انتقالية) بالمقابل.. وليحصل الشمال على ثمن الفصل من خلال دفع الجنوب لحلول (القضايا العالقة) وجزء من النفط.. ولكن انتهت نيفاشا دون أن يحصل الشمال على النفط ولا الاستقرار. • فما الغريب أن يخرج ذات الوفد.. بخفي حنين من أديس. • فتعجب مِمّن يتحدث عن نجاح مفاوضات أديس أبابا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق