الأربعاء، 21 مارس 2012

أحرف حـــرة الصادق المهدي .. حدد موقفك



 
أحرف حـــرة
الصادق المهدي .. حدد موقفك
جاء في الأنباء أن السيد الصادق المهدي قال: إنه يدير حواراً مع تيار داخل المؤتمر الوطني لتغيير النظام سلمياً. ولست بصدد الوقوف متعجباً عند إمكانية أن يسعى تيار ملتزم بخط المؤتمر الوطني لتغيير النظام، لكنني أقف عند تنقل السيد الصادق بين مواقف متباينة ومتباعدة، فتارة يبدو كأنه رأس الرمح في تغيير النظام، وتارة يحذر من النموذجين التونسي والمصري اللذين يقودان الوطن نحو الصوملة (لأن البلاد مليانة حركات مسلحة وهي برميل بارود على وشك الانفجار) و يفاجئ أنصاره في مناسبة أخرى بأنه يهدد المؤتمر الوطني بـ (الالتحاق) بالمعسكر الرامي للإطاحة بالنظام في حال عدم الاستجابة إلى طريقه الثالث، بل ويضرب تاريخاً محدداً ليلتحق بعده بالمعسكر إياه، أو أن يعتزل السياسة. وعجب يومها خصومه وتندروا وتهامس أنصاره متسائلين إن كان إمامهم ورئيسهم سوف يلتحق للتو بمعسكر المعارضة، وأي تهديد أو خسارة لحزب المؤتمر إذا اعتزل الصادق السياسة. ومر السادس والعشرون من يناير وأعقبته مهلة طويلة ولم تشكل حكومة قومية ولم يكتب دستور جديد، ولم تجر انتخابات حرة ولم يلتحق الصادق المهدي بالمعسكر الرامي للإطاحة بالنظام، ولم يعتزل السياسة. كما أنه لم يقدم تفسيراً للحالة ومضى في سبيله وكأن شيئاً لم يكن. وأصبح رئيس حزب الأمة مربكاً بهذه المواقف المتباينة حتى لحلفائه في المعارضة حتى نفد صبرهم وما خصوماته مع الترابي وأبو عيسى ببعيدة عن الأذهان. ويبدو أن ثقة الإمام في امتلاكه ناصية البيان قد أنسته أن السياسي مطالب بتحديد موقف واضح مع تحمل استحقاقاته وأن الانحياز لخيار بعينه يعني فقدان مزايا ما عداه. ولكن الإمام يريد أن يستقل قطاراً وطائرة وسفينة في آن واحد.. يسترق السمع لجحافل خيول قادمة من كاودا وصوت مظاهرة في أمدرمان وينظر لجموع تتدافع نحو صناديق الاقتراع. ولا يناسب الصادق بين الخيارات التي يتردد بينها، غير أن ينحاز بوضوح لخيار الجهاد المدني الذي ابتدعه ويعلن بصراحة أنه ليس ضد النظام بعد دستور 2005 التعددي، لكنه ضد حكومة المؤتمر الوطني والتشوهات التي صاحبت التجربة الديمقراطية في 2010 فهذا أسهل بكثير وأفضل من إحداث ثورة تعقبها فترة انتقالية يوضع فيها دستور لا يختلف في روحه عن دستور ما بعد نيفاشا الذي أهدرت حوله حذلقات شكلية كثيرة عن ثنائية المرجعية.. وفوق كل ذلك،، فإن تنظيم عملية التسجيل الانتخابي وحراسة الصناديق أسهل بكثير من تنظيم ثورة شعبية.. فاعقد العزم أيها الإمام وتوكلْ.
  
إرسال : 0طباعة : 2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق