«د. صابر» والدروس المستفادة راقية حسان | |
«الاقتصاد من العلوم الإنسانية التي تحتمل الرؤى المختلفة والتغييرات المتعددة، وان بقاء الشخص في قيادة مؤسسة لمدة طويلة يطبعها بطابعه في الاداء ويعطيها لوناً واحداً ويحرمها من الرؤى والتجارب الأخرى». هذه الفقرة جاءت ضمن الكلمة التي ألقاها الدكتور صابر محمد حسن محافظ البنك المركزي بمناسبة توديعه للعاملين بالبنك، وهو يعلن تقديمه لاستقالته أو عدم رغبته في تجديد عقد لإدارة هذا البنك الذي يشهد انه القطاع المصرفي عامة، شهد في عهده تطوراً ونمواً غير مسبوق. وذلك بفضل السياسات التي ظل يضعها طوال الـ «13» عاماً الماضية. ولنعد الى حديث د. صابر والفقرة التي لفتت انتباهي حول ان «الاقتصاد من العلوم الإنسانية التي تحتمل الرؤى المختلفة والتغييرات المتعددة». جملة يجب التوقف عندها والبحث فيها، نعم الاقتصاد من العلوم التي تحتمل رؤى مختلفة وتفسيرات متعددة.. ولكن الملاحظ في السودان وغيره من الدول ان الاقتصاد توقف عند «سياسات التحرير»، وهيمنة الرأسمالية عليه، وتلاشت الوسطية التي دعا إليها الإسلام، وهي سياسة زادت الغني غنًى والفقير فقراً، واعدمت الطبقة الوسطى التي ذكرت في وقت سابق أنها اهم حلقة تربط العقد الاجتماعي والتي بغيابها ينفرط العقد ويصبح المجتمع منقسماً إلى فئتين، كل فئة تعيش في جزيرة منعزلة عن الاخرى..!!. إذاً فالدرس الذي يجب ان يستقى من جملة دكتور صابر تلك، ان السياسات الاقتصادية الراهنة تحتاج إلى اعادة تقييم والبحث عن رؤى وتفسيرات جديدة، وذلك بالعودة والبحث في اسباب الأزمة المالية التي ضربت العالم عام 2008م، ومازالت آثارها تمتد وتضرب في اوصال الدول الفقيرة وشعوبها.. وموجة الغلاء وازمة الغذاء التي يرتفع مؤشرها العالمي يوماً بعد يوم، اكبر دليل على سقوط نظرية التحرير الاقتصادي.. ربما يعزي البعض ان سبب الغلاء وشح الغذاء إلى عوامل طبيعية جراء التحولات المناخية التي يشهدها العالم ولهؤلاء ايضاً نقول: من السبب في هذه التحولات.. من السبب وراء ارتفاع درجة حرارة الارض وثقب الاوزون؟ أليست هي سياسات سيطرة الرأسمالية على الانظمة الحاكمة التي تكبل أيدي حكومات اكبر الدول الصناعية في العالم من التوقيع على البروتوكولات والاتفاقيات التي تدعو تلك الدول لتخفيف حدة انبعاثات الغاز الناتجة عن المصانع.. اذن هي حلقات منظومة في خيط واحد. واختم مقالي ببقية حديث دكتور صابر: «إن بقاء الشخص في قيادة مؤسسة لمدة طويلة يطبعها بطابعه في الأداء ويعطيها لوناً واحداً ويحرمها من الرؤى والتجارب الأخرى». سادتي ماذا عن أولئك المسؤولين الذين تقدم بهم العمر ومازالوا «مكنكشين» في مناصبهم، لدرجة أن صار الواحد منهم يتحدث بلغة وزارتي وهيئتي ومؤسستي.. ماذا عن هؤلاء.. ليتهم يعون الدرس الذي ذكره دكتور صابر.. ليتهم يتركون كراسيهم هذه لدماء جديدة تحمل رؤى وأفكاراً وتفسيرات جديدة. |
الخميس، 10 مارس 2011
د. صابر» والدروس المستفاد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق