الثلاثاء، 1 مارس 2011

الخيانة الإسفيرية".. الشيطان في التفاصيل!


"الخيانة الإسفيرية".. الشيطان في التفاصيل!
رباب علي
الغيرة والخيانة وجهان لعملة واحدة، تتسبب في دك حصون الأسرة وتهدد استقرارها. ومع اتساع الفضاءات وانتشار مدخلات التكنولوجيا في كل بيت؛ أضحى استقرار الأُسر مهدداً، فبعد "الموبايل" والاستخدام الجانح له دخل على الأسر السودانية الإنترنت، والذي كاد أن يكون ضرة ثانية لمعظم الزوجات، ومع ذلك لم يتوقع الكثير منا أن يتحول الى وسيلة للخيانة الزوجية، فجلوس الرجال لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر لمتابعة المواقع الإباحية، أو دخول الزوجات الى غرف "الشات" في دردشة مشبوهة.. أضحى يثير الأسر "أزواج و زوجات"، وبالتالي تحول الإنترنت الى وسيلة هدامة تتربص بالأسرة وتهدد المجتمع. والإنترنت كأداة تتميز بأنها تكفل السرية وسهولة الاتصال، كما يتوافر عليها الكثير من المواقع الفاضحة "تشير دراسات معهد هاردنج إلى وجود أكثر من 72000 موقع جنسي على الإنترنت، وتزيد هذه المواقع بمعدل 266 موقعاً يومياً، وهذه المواقع وحدها تحقق ربحاً قدره بليون دولار سنوياً". اعتراف ودفاع : واعترف أغلب الذين قابلناهم بأنهم جربوا التعرف بنساء أو فتيات عبر الإنترنت، فيما قال آخرون: إنهم كونوا صداقات بعضها حميم مع الجنس الآخر. ويقول هؤلاء: إنه مما سهل لهم دخول هذه التجربة سهولتها وسرعتها وانعدام الرقابة عليها، فضلاً عن عدم ترتب أي تبعات بسببها. يقول "م عثمان" وهو موظف: "تعرفت على كثير من الفتيات عبر الشات، بعضهن من السودان وأخريات من دول عربية وأجنبية، والتقيت ببعضهن أيضاً"، ويضيف: "لم يتجاوز الأمر أكثر من مجرد التعارف، ولم أقصد بتصرفي هذا خيانة زوجتي مطلقاً"! ويدافع بعض الأزواج عن تصرفهم هذا رافعين لواء "التسلية"، فيقول محمد المجذوب: إن الدردشة مع الجنس الآخر ليست خيانة، ويضيف: بدأت في زيارة مواقع الشات منذ سنتين كسراً للملل، وكنت أظل طوال الليل لعدة ساعات متصفحاً على النت بعدما تهملني زوجتي وتنام. ويضيف: "لم يحدث أني أقمت علاقات بواسطة الدردشة، وحتى لو حدث ذلك، فلا أعدها أكثر من صداقة وتعارف. ويقول محمد علي: أتلقى رسائل إلكترونية بانتظام من فتيات ونساء بعدما رأين بياناتي على أحد المواقع، وأحياناً أرفض الرد خاصة على الفتيات غير الجديات(!) أو اللاتي يبحثن عن التسلية والمتعة لا تكوين صداقات يتم فيها تبادل الخبرات والآراء والأفكار. ويضيف محمد بجرأة واضحة: "أطلع زوجتي على تصرفاتي هذه، وهي تتقبل الفكرة تماماً؛ لأنها تعلم نواياي"! إدمان! وفي الاتجاه الآخر يعترف رجال آخرون بوقوعهم في إدمان المحادثات الإلكترونية مع نساء وفتيات، بحيث أصبحوا يطلبون حلولاً تخلصهم من هذا الإدمان. خالد عبد الفراج –متزوج - يقول: إن أول مرة استخدم فيها مواقع "الشات" كان بدافع الفضول وليس بهدف التعرف على فتيات، لكنه انزلق بعد ذلك في هذه اللعبة وصار مدمناً عليها كل ليلة. ويضيف: "إن عدم استخدام مواقع الشات كل ليلة بالنسبة لي؛ يعني افتقاد شيء مسلٍ ورائع في حياتي، رغم أنني متزوج وأعيش حياة سعيدة مع زوجتي". ويقول بصراحة: أسأل نفسي كل يوم إن كنت أخون زوجتي، ثم أبرر لنفسي أن ذلك لم ولن يحدث. هروب تقول "بريجيت ويرا" -مستشارة الزواج في جمعيات أمريكية - في كتاب لها: إن الخيانة عبر الإنترنت تبدأ غالباً مثل لعبة أو مغامرة صغيرة، فالمتزوجون عموماً.. نادراً ما يسعون وراء علاقة واحدة أو عميقة، ولكن لا مانع لديهم من تكوين علاقات متعددة غير محدودة وعابرة، ويمكن أن يدمنوا هذا النوع من العلاقات، خاصة إذا انعدمت مساحات الحوار والحلم في حياتهم مع زوجاتهم الحقيقيات، ولكن النتائج غالباً ما تكون سيئة بسبب هذه اللعبة الطائشة والحوارات العابثة التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة. وتؤكد الباحثة الاجتماعية عبير حاج خبير أن الأزواج يلجأون إلى الإنترنت للبحث عما يفتقدونه في حياتهم الزوجية، كالرومانسية والإثارة. وتعتبر أن إدمان الأزواج لهذه الأفعال يعود إلى خلل في العلاقة الزوجية. اعتراف الزوجات وتقول "ن.ع" والتي فضلت حجب اسمها: تزوجت زواجاً تقليدياً، وعشت مع زوجي مغتربة بإحدى دول الخليج ولم أُرزق بأطفال، الأمر الذي دفعني لملء وقت فراغي العريض بالدردشة على الانترنت وتكوين صداقات إسفيرية، لم أكن أعتقد انها ستتطور إلى أبعد من ذلك، ولكن شاب عربي تعرفت عليه في "الفيس بوك" زارني مرة في منزلي، مما خلق لي أزمة كادت تعصف بحياتي الأسرية، ومنها أصبحت أتعامل بحذر شديد مع الإنترنت. ونفت "ع" بشدة أن تكون دردشتها على النت خيانة زوجية، وقالت أخبر زوجي بها وحتى الشاب الذي زارني كان في وجود زوجي. تنبيه : وتدعو الباحثة عبير حاج خبير الزوجات ألا يتركن أزواجهن فريسة للكمبيوتر، وأن يزدن من مساحات الحوار والمشاعر والاحتواء، حرصاً على الحياة وحتى لا يتزايد أعداد ضحايا الكمبيوتر في العالم كله. وتقول لا يمكن تعميم الخيانة الإلكترونية على الرجال فقط دون النساء، وتضيف أن الإنترنت أصبح ملاذاً لبعض الرجال وكذلك بعض النساء، والأسباب برأيها عديدة، منها انعدام الحب بين الطرفين، وحب التغيير فقط لدى البعض، فضلاً عن الملل من العيش مع شخص واحد، وهذا في الحقيقة يعتبر مرضاً نفسياً خطيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق