العرض الأخير... تنحى.! | |||||
بقلم/أنور صالح الخطيب-كاتب وصحفي أردني: |
تاريخ نشر الخبر: | الجمعة 11/03/2011 |
يدرك كل مبتدئ في علم السياسية أن العقيد القذافي قد انتهى سياسيا وأن العالم قد سحب اعترافه بنظامه ونظريته الثالثة وكتابه الأخضر الذي حكم ليبيا طوال 42 عامًا .. لكن هل يدرك القذافي ذلك؟ هذا السؤال لا أرى صعوبة في الإجابة عنه فالجواب واضح جلي يراه الشعب الليبي الذي اكتوى بنيران مقاتلاته ومدافعه وبشلال الدم الذي يدفعه منذ السابع عشر من شهر فبراير الماضي.. القذافي لا يدرك أنه انتهى سياسيًا فهو لا يريد أن يفهم ولا يريد أن يبذل جهدًا لكي يفهم..! بن علي ومبارك فهما متأخرين وبعد ثلاثة خطابات أما القذافي فأدلى بالخطاب الرابع ومازال لا يريد أن يفهم.. فهوعازم على تطهير ليبيا بيتًا... بيتًا ودارًا... دارًا وزنقة... زنقة! المهم ان يبقى في معسكره في باب العزيزية وفي خيمته الملونة يحكم حتى لو أصبحت ليبيا صحراء جرداء لا حياة فيها..! مازلنا ننتظر خطاب القذافي الخامس ليس لأن القذافي سيعلن تخليه عن السلطة وإنهاء أول جماهيرية في التاريخ وإنما لنسمع الأوصاف الجديدة التي سيطلقها على الثوار فتهمة الانتماء للقاعدة ومعسكر أسامة بن لادن لم يهضمها المجتمع الدولي وتهمة تعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات أثارت ضحك الناس وسخطهم أيضا. أي شرعية ظلت للقذافي بعد أن أصلى شعبه بالرصاص مرسلا لهم رسل الموت من المرتزقة الذين يقاتلون نيابة عنه وعن أسرته وأي شرعية ظلت لنظامه بعد أن سيطر الثوار على مساحة 75% من مساحة ليبيا وهم يتأهبون للزحف المقدس على طرابلس لتحريرها..!! لقد خسر القذافي معركته منذ لحظة قرر أن يطلق النار فيها على المتظاهرين وخسر القذافي معركته منذ أن هدد الشعب الليبي بالموت والتطهير زنقة... زنقة وما سيأتي مجرد تفاصيل..!! أمام القذافي فرصة لا تعوض ويمكن أن يستغلها دون أن يضطر لإلقاء الخطاب الأخير تتمثل في الموافقة على عرض رئيس المجلس الانتقالي بليبيا مصطفى عبد الجليل بالتنحي عن السلطة ووقف قصف المدن الليبية خلال 72 ساعة مقابل عدم ملاحقته جنائيا.! هذه الفرصة لم يستغلها بن علي الذي هرب وأصبح مطاردًا من قبل الإنتربول الدولي بعد أن جمدت أمواله وأموال المقربين منه ولم يستغلها مبارك الذي جمدت أمواله وأموال أسرته ومنع من السفر.. ويمكن أن تكبر كرة الثلج فتجري محاكمته أمام القضاء المصري. إذا فعلها العقيد وتنحى مقابل عدم ملاحقته جنائيًا يكون قد فهم بشكل أفضل من سلفيه مبارك وبن علي اللذان غادرا دون ضمانات فيكون بقبوله العرض قد تفوق عليهما درجة بالذكاء. أتمنى أن يطلع العقيد على قرار القضاء المصري الذي اتخذ بحق الرئيس السابق حسني مبارك فربما يتعظ فمحكمة جنايات القاهرة اتخذت في جلستها قرارًا بالتحفظ على أموال وجميع ممتلكات الرئيس السابق حسني مبارك وأفراد أسرته، وشمل قرار المحكمة "التحفظ على جميع الأموال المنقولة والعقارية والنقدية والأسهم والسندات ومختلف الأوراق المالية في البنوك والشركات المقيدة بأسماء الرئيس السابق حسنى مبارك وعائلته والغريب أن المحامي الذي جرى توكيله رسميا للدفاع عن الرئيس السابق وعائلته لم يحضر واعتذر عن حضور الجلسة! لو قلت لمواطن مصري في شهر يناير الماضي إنه سيجري بعد أسابيع قليلة تجميد أموال الرئيس مبارك وعائلته ومنعهم من السفر وإنه لن يجد محاميا يدافع عنه أمام المحكمة لاتهمك بالجنون.. ولو قلت لمواطن تونسي إن الرئيس بن علي سيطلب من التونسيين العفو عنه وسيقول لهم إنه فهم خطأ أو لم يكن يفهم وأن عليهم مسامحته وأنه سيضطر للفرار.. لشك فورا بقواك العقلية. ليتمعن العقيد في مصير أسلافه وليستغل الفرصة التي لا تعوض والتي قد لا تتكرر... ليتنحى وليترك الشعب الليبي ليقرر مصيره ويصنع مستقبله..! ثمة خبر أخير ربما يكون وصل العقيد بالفعل نظرًا للجوار الليبي مع السودان حيث قرر "مجلس جامعة الخرطوم سحب الدكتوراه الفخرية من العقيد معمر القذافي إدانة للأعمال التي ارتكبها النظام بحق المدنيين". أيها العقيد.. أي معنى لحياة دون شهادة دكتوراه... حتى لو كانت دكتوراه فخرية..!! لقد انتصر الضمير الإنساني وانتصرت الإخوة الإنسانية والدينية والقومية وأثبتت أنها أقوى من الحسابات السياسية والمصالح... والهبات المالية الكبيرة.. فكان أن سحبت شهادة الدكتوراه الفخرية!! لتتنح أيها العقيد.. فليبيا الجديدة ولدت ولا مكان لكتابك الأخضر فيها. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق