اذا كتبنا عنوانا او خبرا بعنوان «السودان يدعم ثوار ليبيا بالسلاح» لكان هذا العنوان كفيلا بأن يفرك اي قارئ له خاصة من ذوي الاهتمام والاختصاص في الشأن السياسي والدبلوماسي، ان يفرك عينيه اكثر من مرة قبل ان يغوص في تفاصيل الخبر لمعرفة هذا الدعم وكيفيته وما نوع هذا السلاح الذي يدعم به السودان ثوار ليبيا، ولكن قبل ان تتقافز كل هذه الاسئلة وغيرها الى الاذهان، فان وسائل الاعلام المحلية في السودان نقلت خبرا ان الحركة الاسلامية السودانية وهي المكون الاساس والداعم الرئيس لحزب المؤتمر الوطني الحاكم قد اقامت صلوات ودعاء في بعض الساحات من اجل نصرة الشعب الليبي في معركته الجارية الآن مع اسرة العقيد القذافي واعوانه من اجل تحرير ارض ليبيا من حكم استمر اكثر من اربعين عاما.
والحركة الاسلامية ليست جسما رسميا يمكن ان تتحرك تجاهه بعض الاجراءات الرسمية عبر القنوات المعروفة مثل الخارجية او رئاسة الجمهورية وهي بالتأكيد تستطيع ان تفعل ما لا يفعله المؤتمر الوطني الحزب الحاكم نفسه لانه محكوم بضوابط رسمية واخلاقية بالاضافة الى نظام اساس ولوائح داخلية لا تجعل له من المرونة الكافية التي تستطيع بها الحركة الاسلامية ان تتحرك بمساحات اوسع دون ان تنظر الى تلك الضوابط التي تحكم المؤتمر الوطني ومؤسسات الدولة الرسمية، وواضح جدا ان الحركة الاسلامية هي التي تملأ المساحات والفراغات والتي يتطلب ملؤها ولا يستطيع المؤتمر الوطني ولا مؤسسات الدولة الرسمية القيام بها.
وبالتأكيد فان «سلاح الدعاء» هو سلاح ماض الى نهاياته وإلى اهدافه اذا توافرت شروط استجابة الدعاء ولا تستطيع اي قوة بفرض حظر عليه او اعتراضه بواسطة قوانين ومنظمات دولية او اعتراضه بسلاح آخر في عرض البحر او الجو الا اذا كان من نفس النوع وبنفس شروط الاستجابة وبالتأكيد لا يمكن لهذه ان تتحقق في وقت واحد لطرفي الدعاء في ذات الامر لانه بالتأكيد سيكون هناك ظالم ومظلوم.
وللحركة الاسلامية ادب كبير في هذا المجال ارسته من خلال عملها في المجال السياسي من خلال حركتها طوال عمرها الذي تجاوز الخمسين عاما وخلال تطورها السياسي من الاخوان المسلمين الى جبهة الميثاق الاسلامي الى الجبهة الاسلامية القومية وحتى المؤتمر الوطني.
ولعل اشهر هذه الاشياء في هذا المجال هي «ثورة المصاحف» التي كانت تخرج من المساجد في عهد حكومة الصادق المهدي الاخيرة «68 ـ 9891» وكان يقود تلك الثورة الدكتور علي الحاج محمد القيادي البارز وقتها في حزب الجبهة الاسلامية القومية وكانت تخرج تلك الثورات من مساجد كثيرة في اجزاء من العاصمة القومية ويتواصل هذا النوع في ليالي التضرع والدعاء والصلاة في الساحات وفي الخلاوى حينما تكاثرت الهجمة الاممية على السودان والتي فرضت العديد من القرارات تجاه السودان، واخذت القرارات ارقاما اصبحت بها معروفة من قرار «0701» والقرار «1593» وغيرها، وكانت هذه الدعوات وليالي التضرع والدعاء كثيرا ما تحقق نتائج قد تكون منظورة بدرجة اوضح عندما تأتي مصيبة اكبر تحول اتجاه نظر القوى الكبرى من السودان الى ذلك الحدث مثل احداث سبتمبر 2001 واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة 2003م وغيرها من احداث سياسية واقتصادية تجعل القوى الكبرى مشغولة بنفسها وتترك كثيرا من ضحاياها الذين تتوعدهم من حين لآخر.
وكثيرون من اهل السودان يدعون «اللهم اشغل اعدائنا بانفسهم» وان الذي حدث يأتي في هذا السياق وكثيرون من اهل المعارضة في السودان يعتقدون ان النظام محظوظ بدرجة كبيرة وكثيرا ما تأتي احداث دولية او اقليمية او محلية تزيد من عمر النظام مثل «اتفاقية السلام» او تزيد من جماهيريته وشعبيته مثلما حدث عندما اصدرت المحكمة الجنائية الدولية حق توقيف الرئيس البشير فزاد هذا الامر من شعبية الرئيس البشير وزاد من تماسك الجبهة الداخلية.
اما الموالون فيعتقدون ان النظام محظوظ ايضا ولكن مشمول بعناية اكبر من تلك التطورات الاقليمية والدولية والمحلية التي تعتقد المعارضة انها تزيد من «عمر» و«شعبية» النظام. وتجدر الاشارة الى انها عناية الهية وهم ينظرون الى تلك الاحداث من زاوية اخرى غير التي تنظر منها المعارضة، فاذا اخذنا حادث مقتل جون قرنق النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية في يوغندا في عام 2005م، قرنق ذهب الى يوغندا دون علم الحكومة وبطائرة غير سودانية وتحطمت الطائرة في ارض ليس للحكومة عليها سلطان.
فاذا تخيلت ان قرنق قتل في سفرية رسمية وبعلم الحكومة وبطائرة حكومية فكيف يكون حال حكومة السودان وما هي تداعيات هذا الحادث على السودان؟ فان كل العالم كان سيتحرك وينقض على هذا النظام القاتل وبعدها تفرض العقوبات وترسم السيناريوهات من اجل تنفيذ الخطة الموضوعة مسبقا ولكن هي العناية الالهية التي انقذت السودان من تبعات هذا الحادث وخلصت الحكومة من شريك قوي صاحب كاريزما مثل جون قرنق الذي كان سيتعب شريكه «الوطني» ايما تعب ولكن العناية الالهية.!!!
واذا لم نذهب بعيدا واخذنا تلك الثورات الشعبية التي انتظمت بعض البلدان العربية واحدثت تغييرا فيها مثل مصر وتونس وتجري الآن الاحداث في ليبيا، فان هذه التغييرات جاءت بردا وسلاما على الحكومة السودانية التي كانت تعاني من الضغوط المصرية وما فتئ الرئيس مبارك ينقل الى الحكومة السودانية تحذيرات وتهديدات المجتمع الدولي تارة عبر الزيارات المباشرة وتارة اخرى عبر مبعوثيه «ابو الغيط وعمر سليمان» وتارة ثالثة عبر الهاتف.. فقد اراح الله السودان من الضغوط الدولية عبر مبارك ومن الطموحات التي كان يتطلع اليها نظام مبارك عبر السودان.
اما الجماهيرية الليبية التي كانت تمثل هاجسا كبيرا للحكومة التي تعلم جيدا ان ليبيا هي الممول الاكبر لحركات دارفور وهي التي كانت تستقوي النظام التشادي على السودان، ومع ذلك فان السودان لم يظهر اي نوع من ردود الفعل تجاه ما تقوم به ليبيا تجاهه لانه يريد بسياسة ضبط النفس تجنيب البلاد كثيرا من مغامرات القذافي تجاه السودان.. والقذافي يعلم ان السودان تخلى عن فكرة المؤتمرات الشعبية وتطبيقها في البلاد بعد ان وجدت الترحيب من البشير ونائبه الشهيد الزبير كما قال بذلك السيد عبد الله زكريا وهو احد المؤمنين بفكر القذافي.
فان الذي حدث ويحدث في ليبيا الآن جاء في صالح مفاوضات الدوحة وتضييق الخناق على الحركات الدارفورية التي كانت تجد الدعم من القذافي من اجل تحقيق طموحاته في القارة الافريقية، وهذا الامر يأتي في سياق التطورات الاقليمية والدولية التي تخدم النظام وتطيل من عمره كما تقول المعارضة او انها العناية الالهية التي تدعم النظام في السودان كما يقول الموالون له.
والحركة الاسلامية ليست جسما رسميا يمكن ان تتحرك تجاهه بعض الاجراءات الرسمية عبر القنوات المعروفة مثل الخارجية او رئاسة الجمهورية وهي بالتأكيد تستطيع ان تفعل ما لا يفعله المؤتمر الوطني الحزب الحاكم نفسه لانه محكوم بضوابط رسمية واخلاقية بالاضافة الى نظام اساس ولوائح داخلية لا تجعل له من المرونة الكافية التي تستطيع بها الحركة الاسلامية ان تتحرك بمساحات اوسع دون ان تنظر الى تلك الضوابط التي تحكم المؤتمر الوطني ومؤسسات الدولة الرسمية، وواضح جدا ان الحركة الاسلامية هي التي تملأ المساحات والفراغات والتي يتطلب ملؤها ولا يستطيع المؤتمر الوطني ولا مؤسسات الدولة الرسمية القيام بها.
وبالتأكيد فان «سلاح الدعاء» هو سلاح ماض الى نهاياته وإلى اهدافه اذا توافرت شروط استجابة الدعاء ولا تستطيع اي قوة بفرض حظر عليه او اعتراضه بواسطة قوانين ومنظمات دولية او اعتراضه بسلاح آخر في عرض البحر او الجو الا اذا كان من نفس النوع وبنفس شروط الاستجابة وبالتأكيد لا يمكن لهذه ان تتحقق في وقت واحد لطرفي الدعاء في ذات الامر لانه بالتأكيد سيكون هناك ظالم ومظلوم.
وللحركة الاسلامية ادب كبير في هذا المجال ارسته من خلال عملها في المجال السياسي من خلال حركتها طوال عمرها الذي تجاوز الخمسين عاما وخلال تطورها السياسي من الاخوان المسلمين الى جبهة الميثاق الاسلامي الى الجبهة الاسلامية القومية وحتى المؤتمر الوطني.
ولعل اشهر هذه الاشياء في هذا المجال هي «ثورة المصاحف» التي كانت تخرج من المساجد في عهد حكومة الصادق المهدي الاخيرة «68 ـ 9891» وكان يقود تلك الثورة الدكتور علي الحاج محمد القيادي البارز وقتها في حزب الجبهة الاسلامية القومية وكانت تخرج تلك الثورات من مساجد كثيرة في اجزاء من العاصمة القومية ويتواصل هذا النوع في ليالي التضرع والدعاء والصلاة في الساحات وفي الخلاوى حينما تكاثرت الهجمة الاممية على السودان والتي فرضت العديد من القرارات تجاه السودان، واخذت القرارات ارقاما اصبحت بها معروفة من قرار «0701» والقرار «1593» وغيرها، وكانت هذه الدعوات وليالي التضرع والدعاء كثيرا ما تحقق نتائج قد تكون منظورة بدرجة اوضح عندما تأتي مصيبة اكبر تحول اتجاه نظر القوى الكبرى من السودان الى ذلك الحدث مثل احداث سبتمبر 2001 واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة 2003م وغيرها من احداث سياسية واقتصادية تجعل القوى الكبرى مشغولة بنفسها وتترك كثيرا من ضحاياها الذين تتوعدهم من حين لآخر.
وكثيرون من اهل السودان يدعون «اللهم اشغل اعدائنا بانفسهم» وان الذي حدث يأتي في هذا السياق وكثيرون من اهل المعارضة في السودان يعتقدون ان النظام محظوظ بدرجة كبيرة وكثيرا ما تأتي احداث دولية او اقليمية او محلية تزيد من عمر النظام مثل «اتفاقية السلام» او تزيد من جماهيريته وشعبيته مثلما حدث عندما اصدرت المحكمة الجنائية الدولية حق توقيف الرئيس البشير فزاد هذا الامر من شعبية الرئيس البشير وزاد من تماسك الجبهة الداخلية.
اما الموالون فيعتقدون ان النظام محظوظ ايضا ولكن مشمول بعناية اكبر من تلك التطورات الاقليمية والدولية والمحلية التي تعتقد المعارضة انها تزيد من «عمر» و«شعبية» النظام. وتجدر الاشارة الى انها عناية الهية وهم ينظرون الى تلك الاحداث من زاوية اخرى غير التي تنظر منها المعارضة، فاذا اخذنا حادث مقتل جون قرنق النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية في يوغندا في عام 2005م، قرنق ذهب الى يوغندا دون علم الحكومة وبطائرة غير سودانية وتحطمت الطائرة في ارض ليس للحكومة عليها سلطان.
فاذا تخيلت ان قرنق قتل في سفرية رسمية وبعلم الحكومة وبطائرة حكومية فكيف يكون حال حكومة السودان وما هي تداعيات هذا الحادث على السودان؟ فان كل العالم كان سيتحرك وينقض على هذا النظام القاتل وبعدها تفرض العقوبات وترسم السيناريوهات من اجل تنفيذ الخطة الموضوعة مسبقا ولكن هي العناية الالهية التي انقذت السودان من تبعات هذا الحادث وخلصت الحكومة من شريك قوي صاحب كاريزما مثل جون قرنق الذي كان سيتعب شريكه «الوطني» ايما تعب ولكن العناية الالهية.!!!
واذا لم نذهب بعيدا واخذنا تلك الثورات الشعبية التي انتظمت بعض البلدان العربية واحدثت تغييرا فيها مثل مصر وتونس وتجري الآن الاحداث في ليبيا، فان هذه التغييرات جاءت بردا وسلاما على الحكومة السودانية التي كانت تعاني من الضغوط المصرية وما فتئ الرئيس مبارك ينقل الى الحكومة السودانية تحذيرات وتهديدات المجتمع الدولي تارة عبر الزيارات المباشرة وتارة اخرى عبر مبعوثيه «ابو الغيط وعمر سليمان» وتارة ثالثة عبر الهاتف.. فقد اراح الله السودان من الضغوط الدولية عبر مبارك ومن الطموحات التي كان يتطلع اليها نظام مبارك عبر السودان.
اما الجماهيرية الليبية التي كانت تمثل هاجسا كبيرا للحكومة التي تعلم جيدا ان ليبيا هي الممول الاكبر لحركات دارفور وهي التي كانت تستقوي النظام التشادي على السودان، ومع ذلك فان السودان لم يظهر اي نوع من ردود الفعل تجاه ما تقوم به ليبيا تجاهه لانه يريد بسياسة ضبط النفس تجنيب البلاد كثيرا من مغامرات القذافي تجاه السودان.. والقذافي يعلم ان السودان تخلى عن فكرة المؤتمرات الشعبية وتطبيقها في البلاد بعد ان وجدت الترحيب من البشير ونائبه الشهيد الزبير كما قال بذلك السيد عبد الله زكريا وهو احد المؤمنين بفكر القذافي.
فان الذي حدث ويحدث في ليبيا الآن جاء في صالح مفاوضات الدوحة وتضييق الخناق على الحركات الدارفورية التي كانت تجد الدعم من القذافي من اجل تحقيق طموحاته في القارة الافريقية، وهذا الامر يأتي في سياق التطورات الاقليمية والدولية التي تخدم النظام وتطيل من عمره كما تقول المعارضة او انها العناية الالهية التي تدعم النظام في السودان كما يقول الموالون له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق