الخميس، 10 مارس 2011

الغول والعنقاء وتصاديق التظاهر!!!


٭ تخيلوا معي لو أن (ثوار) السودان كانوا قد تقدموا بطلب للسلطات لنيل تصديق بالخروج في تظاهرة سلمية في شهر اكتوبر من العام (64م)..
٭ ولو أن (ثوار) السودان في شهر أبريل من العام (85م) كانوا قد فعلوا الشئ نفسه..
٭ ولو أن ثوار مصر - بالأمس القريب هذا - رفضوا الخروج ما لم يصدِّق لهم جهاز مباحث أمن الدولة وحبيب العادلي..
٭ ولو أن ثوار تونس..
٭ وثوار اليمن...
٭ وثوار ليبيا....
٭ وثوار الأردن...
٭ تخيل لو أن أولئك جميعاً قرروا اتباع الطرق القانونية والدستورية - حسب فهم أنظمة بلادهم لها - حتى ينالوا شرف التصديق بتظاهرات احتجاجية..
٭ استطعت أن تتخيل؟!...
٭ إذاً أنت ترى بعيني خيالك الآن أحداثاً بخلاف تلك التي سطرها التاريخ في دفاتره..
٭ ترى كلمات مقتضبة سطرتها الشرطة في دفاترها تفيد برفض التصديق بتظاهرة إحتجاجية في شهر اكتوبر (64م)..
٭ وكلمات مثلها تماماً في شهر أبريل (85م)..
٭ وأخرى شبيهة لها - بمصر - في شهر يناير الماضي..
٭ ورابعة مستنسخة - باليمن - في شهر فبراير المنصرم..
٭ وخامسة بـ(ضبانتها) - بليبيا - في شهر فبراير أيضاً..
٭ أي أنك لن ترى ثورات شعبية ولا يحزنون..
٭وسوف ترى - عوضاً عن ذاك - الأنظمة التي أخبرنا التاريخ بزوالها عبر انتفاضات شعبية قاعدة - بسلامتها - إلى حين أن يأذن الله لها بزوال (طبيعي!!)
٭ فنظام عبود لم يُزل في الحادي والعشرين من اكتوبر من العام (64م)..
٭ ونظام نميري لم تكن نهايته في السادس من أبريل من العام (85م)..
٭ ونظام بن علي لم يسقط عقب قول رئيسه: (الآن فهمتكم)..
٭ ونظام مبارك موجود الآن بكامل عافيته دون أن يظهر عمر سليمان و(الراجل اللِّي وراه)..
٭ ونظام القذافي منتشرةً لجانه الثورية في كل (زنقة)..
٭ وسبب رؤيتك لواقع (إفتراضي) مغاير لذاك الذي أراك له التاريخ هو أن الأنظمة هذه جميعاً تتشابه كما التوائم..
٭ أي الأنظمة السلطوية الشمولية الاحادية..
٭ لا تقل لي هذا نظام إسلامي، وذاك علماني، وآخر (ماعرفش إيه)..
٭ كلها تتشابه..
٭ كلها (تكنكش)، وتقهر، وتكبت، وتسجن، وتعذب، وتقتل..
٭ ثم جميعها - ويا سبحان الله - تشترط الحصول المسبق على تصديق شُرُطيٍّ لأية تظاهرة ليس الهدف منها ترديد شعاراتٍ خلاصتها: (يا ريسنا، إيه الحلاوة دي؟!)..
٭ فإن لم يكن هذا هو الهدف من التظاهرة فنجوم السماء أقرب لأصحابها من إمكان الحصول على التصديق المرتجى..
٭ أو ربما يكون أسهل من ذلك (لحس الكوع) أو رؤية (حلمة الأذن)..
٭ فهو تصديق - كما ذكرنا قبلاً - احتمالات الظفر به أكثر ندرة من (لبن العصفور)..
٭ وأكثر استحالة من الغول والعنقاء والخلّ الوفي..
٭ طيب؛ ما بال إخوان لنا هنا في السودان لم (يقطعوا العشم) بعد في إمكان أن تجود عليهم الشرطة بتصاديق نسمع بها ولا نراها..
٭ هل منكم من رأى أبداً (شكل!!) هذا التصديق؟!..
٭ والسؤال هذا - للعلم - موجه فقط لأصحاب (النوايا!!) في تظاهرات احتجاجية..
٭ لا أظن أن أحداً منكم رآه - ولن - رغم أن (دستور!!) جمهورية السودان ينص صراحة على الحق في التظاهر الإحتجاجي السلمي..
٭ وهل لم تكن (سلمية!!) تظاهرات اكتوبر وابريل رغم عدم اضاعة شباب تلكم الأيام وقتهم انتظاراً لتصاديق ما كانوا ليحصلوا عليها أبداً؟!..
٭ ولكن شباب هذه الأيام يبدو أنهم (مؤدبون خالص!!)..
٭ فهم يتقدمون بطلبات للـ(سماح!!) لهم بالتظاهر بكل أدب..
٭ ويتقبلون الرد الرافض - كالعادة - بكل أدب..
٭ ويعودون إلى منازلهم بكل أدب..
٭ ولكن نفراً منهم - ويا للغرابة - لا يتحلون بالأدب هذا حيث مخاطبة كاتب هذه السطور ازاء قضية اغتصاب (صفية)..
٭ فهم يصفونه بكل (قلة أدب!!) بالجبن..
٭ ثم لا يجدي معهم أن نطالبهم بالصبر حتى يتوافر لدينا من الأدلة ما لا يجعلنا نقف مثل (حمار الشيخ في العقبة) في ساحات القضاء..
٭ ولو كان هذا الصبر يعادل فقط (ربع!!) صبرهم إنتظاراً لما قد (تتفضل!!) عليهم به السلطات من تصاديق للتظاهر..
٭ وعندما لم يُجدِ معهم (أدبنا) هذا أُضطررنا إلى مخاطبتهم بلغة (الأدب) الذي يفهمونه..
٭ قلت لهم إننا حين كنا شباباً في مثل أعماركم، ورأينا من نميري ما يسوؤنا، لم ننتظر تصديقاً بالتظاهر من الأجهزة المختصة..
٭ ولو كنا فعلنا لما كانت ثورة أبريل..
٭ فلم لا تفعلون مثل الذي فعلنا ما دمتم ترون في الإنقاذ ما يسوؤكم؟!..
٭ أو مثل الذي فعله رصفاؤكم في مصر وتونس؟!..
٭ أو مثل الذي يفعله إخوان لكم في اليمن وليبيا والجزائر هذه الأيام؟!..
٭ هكذا قلت لهم..
٭ فبُهِت الذين (يتأدبون!!!) أمام الإنقاذ..
٭ و(يتحنفشون!!!) أمامنا نحن..
٭ ورغم ذلك فإن لي موعداً مع صفيَّة لن نخلفه بإذن الله.
٭ فمن لم يخش (مايو) وهو مقبلٌ على الدنيا..
٭ لا يمكن أن يخشى (الإنقاذ) وهو عنها مدبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق