رأي(الأرشيف) |
قمر الدولة الفكي: ٭ رياح الشتاء القارص الممزوجة بعواصف الثورة العاتية في تونس ومصر اضحت تسري في اوصال شباب الامة العربية المقهورة والمحبوسة في سجون الانظمة الشمولية الدكتاتورية والمحرومة من الحرية والامل والتطلع الى مستقبل اكثر روعة واشراقا!!
٭ وصوت العقل والحكمة ما يزالان غائبين ومفقودين لدى الطغم العسكرية الحاكمة التي يبدو انها لا تسمع ولا ترى ولا تصدق ولا تتعظ مما لحق بالتونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك حيث لا جبل يأوي اليه هؤلاء الطغاة البغاة من غضب الله وثورة هؤلاء الشباب الاحرار الثوار صناع المجد وبناة التاريخ وسدنة الحرية والديمقراطية.
٭ فالحزبان الحاكمان في تونس ومصر واللذان لا يختلفان في شيء عن الاحزاب الحاكمة في بعض البلدان العربية ومن بينها المؤتمر الوطني لفظتهما الشعوب وذهبا الى مزبلة التاريخ ومقابر النسيان تلاحقهما لعنة الله والناس والشباب ،رغم ان هؤلاء الشباب ولدوا ورضعوا لبان الحياة وشبوا وترعرعوا على ايدي هذه الاحزاب فكانوا مثل نبي الله موسى الذي تربى في بيت فرعون فكان سببا في غرقه وهلاكه وزوال سلطته وسلطانه وصولجانه رغم انه فرعون الذي قال انا ربكم الاعلى، ويكفي انه فرعون الذي طغى في البلاد فاكثر فيها الفساد فصب عليه ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد!!
٭ اقول لا خلاف بين حزبي تونس ومصر وبقية الاحزاب الحاكمة في بعض البلدان العربية لان القاسم المشترك الاعظم بين كل هذه الاحزاب هو الفساد والرشوة والمحسوبية ونهب اموال الشعب واتباع سياسات القمع والارهاب والقبضة الحديدية والضرب بيد من حديد على الشرفاء والمخلصين من طلاب العدالة والحرية وتكافؤ الفرص والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات.!
٭ ورغم ان السودان لن يكون بمعزل عن ما حدث في تونس ومصر وما يجري في الجزائر واليمن والاردن والبحرين ورغم الدور الخطير الذي تلعبه الفضائيات في نقل كل كبيرة وصغيرة الا ان الثورات ليست جديدة على شعب السودان والتي عرفها ومارسها منذ ايام تهراقا وبعانخي وحتى ايام الثورة المهدية وثورة اللواء الابيض وثورة ود حبوبة واكتوبر وابريل وكلها ثورات اكدت العبقرية الفذة والقدرة الفائقة والتجربة الثرة في كيفية الخلاص من الطغاة البغاة الذين يسومون شعبنا الكريم سوء العذاب!
٭ وقول احد قيادات المؤتمر الوطني بأن ما يحدث في تونس ومصر قد حدث في السودان عام 89 قول يثير الضحك ويدعو للدهشة والاستغراب ويؤكد ان الرجل لا يفرق بين الثورة التي تقودها الشعوب والانقلاب العسكري الذي تقوم به العساكر في ليل بهيم وظلام دامس وشتان ما بين ثورة الشعوب المقهورة وما يطلق عليه الانقلابيون ثورة مثل ثورة نوفمبر وثورة مايو واخيرا ثورة الانقاذ!
٭ لذلك فان اندلاع ثورة في السودان اذا ما سارت الاوضاع على ما هي عليه واذا ما تواصلت القبضة الحديدية التي عانى منها الشعب كثيرا وطويلا امر ليس بعيدا وليس مستغربا لان ليل الظلم لا بد ان ينجلي وشمس الحرية والعدل والمساواة لا بد ان تشرق!!
٭ ولعل اغلى ما يملكه الانسان هو حديثه فماذا لو اهدرت هذه الحرية وسلبت وصودرت في ليل بهيم وتحت لعلعة السلاح؟!
٭ والحرية هبة وهبها الله خالق الوجود وواهب الكرم والجود لكل الكائنات الحية من مخلوقاته بما فيها الحيوانات والطيور فكيف يمكن لمخلوق ان يصادر هذا الحق الالهي وكيف يحق لانسان ان يصادر حرية اخيه الانسان وكيف استعبدتم الناس «يا اهل المؤتمر الوطني» وقد ولدتهم امهاتهم احرارا، او كما قال ابن الخطاب رضي الله عنه!
٭ ومن عجب فان النظام في السودان وكلما اظلمت الدنيا في وجهه وضاقت عليه الارض بما رحبت يهرول نحو الشريعة والعزم على تطبيقها حتى حسبنا ان السودان يحكم بدستور علماني وقوانين وضعية وكأنما الشريعة رفعت وعلقت ولا ندري الى متى يظل هذا النظام وسدنته يتاجرون بالدين وبالشريعة وبالحدود؟ ولماذا هذا الارهاب باسم الشريعة الاسلامية بل ما هي حدود هذا الارهاب؟
٭ واين هي الشريعة في السودان، والفساد قد عم البر والبحر حتى فاض الكيل وبلغ السيل الزبى وحتى اصبحت تقارير المراجع العام المتعلقة باختلاس المال العام وسرقته والعبث به محل حديث الناس وتندرهم لان جهات الاختصاص لا تلقى بالا لهذه التقارير ولا تهتم بها ولا تعمل على ملاحقة المفدسين واسترداد اموال الامة المنهوبة واعادتها لاصحابها والقيام بعزلهم وطردهم!
٭ ان احكام الشريعة الاسلامية السمحة ستظل حية باقية نافذة في وجدان الشعب السوداني المؤمن بالله ورسوله لما فيها من عدل وسماحة وان الدستور المستمد من الكتاب والسنة هو مطلب كل اهل السودان لما يوفره من عدالة بين الجميع حكام ومحكومين!!
٭ ولنأخذ الدرس والعبرة من امير المؤمنين الراشد العادل سيدنا عمر بن الخطاب وقد وفد عليه يوما جماعة من المسلمين النازحين فسألهم عما صادفهم من اخبار الناس في البلاد التي مروا بها.. فقالوا.. اما بلد «كذا» فالناس يرهبون امير المؤمنين ويخافون بأسه واما بلد «كذا» فانهم جمعوا اموالا كثيرة تنوء بها السفن وهم في الطريق بها اليك. واما بلد «كذا» فان بها قوما صالحين يدعون الله لك ويقولون اللهم اغفر لعمر وارفع درجته!
فقال عمر معقبا على حديثهم «اما من خافني فلو اريد بعمر الخير لما خيف منه واما الاموال التي تنوء بها السفن فلبيت مال المسلمين ليس لعمر ولا لآل عمر فيها شيء واما الدعاء الذي سمعتم بظهر الغيب فذلك ما ارجوه».
٭ وطالما ان الاسلام وعدالته وسماحته مكنت احد رعية عمر وهو رجل مكروب تغشاه وعثاء السفر من ان يقول «أأنت عمر؟؟» «ويل لك من الله يا عمر» فيسأله عمر «ويلي من الله لماذا يا اخا العرب؟» فيجيب الرجل «لان عمالك وولاتك لا يعدلون بل يظلمون» فيسأل عمر «اي عمالي تعني؟» فيرد الرجل قائلا «عاملك في مصر اسمه غياض بن غنم» وما يكاد عمر يسمع تفاصيل الشكوى حتى يختار من اصحابه رجلين ويقول لهما «اركبا الى مصر واتياني بغياض بن غنم».
٭ من هنا فان تجربة الخلافة الراشدة ستظل حية ومتقدة في وجدان الشعب السوداني وهي تجربة اكدت سماحة الاسلام وعدله رغم ان حكام هذا الزمان وأهل المشروع الحضاري تحديدا يديرون لها ظهورهم ويتمسكون بقشورها ولا يعرفون معنى لتقوى الله والخوف منه في يوم لا ينفع فيه سلطان ولا صولجان ولا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
٭ ولو كانوا يخافون الله ويحذرونه لما جيشوا هذه الجيوش من الشرطة ورجال الامن لحمايتهم من غضبة الشعب والجماهير ومن اجل المحافظة على هذه الكراسي الموسيقية التي لا يطيقون فراقها والابتعاد عنها!!
٭ ولو كانوا يخافون الله ويخشون حسابه وعذابه في يوم تشخص فيه الابصار لما صادروا حريات الناس وحرموهم حتى من حق التعبير عن آرائهم ولما ظل جزء كبير من ميزانية الدولة يخصص للصرف على القبضة الامنية والناس تشكو الجوع والمسغبة والفقر وعروض الناس تنتهك بسبب هذا الفقر ودور الطفل تمتليء باللقطاء مجهولي الابوين وطوابير العطالة بين الشباب تتمدد وتتزايد يوما بعد يوم ونسبة العنوسة والعزوبية ترتفع في اوساط الشباب، وخريجو الجامعات وحملة الشهادات العليا لا يجدون غير العمل في الاسواق باعة للملابس والعطور والخضر والفاكهة وقيادة الامجاد والركشات والحافلات!
٭ ان الآلاف من الآباء والامهات الذين نحتوا الصخر وعانوا من الحاجة والفاقة وباعوا مقتنياتهم وامتعتهم من اجل تعليم ابنائهم وبناتهم نجدهم اليوم يزرفون الدمع السخين وحالة الغضب تعتمل في دواخلهم بسبب عدم العدالة في سياسات الاستخدام حيث ان الوظائف الحكومية اصبحت من نصيب اهل الطاعة والولاء وحملة الطوب والحجارة والسيخ في الجامعات للدفاع عن النظام وما يحققه لهم من مصالح ومنافع!
٭ ان ظلما شديدا قد حاق بالسواد الاعظم من اهل السودان بسبب سياسات المؤتمر الوطني الخرقاء في الخصخصة وبيع ممتلكات الشعب لفئة من الناس لا تختلف عن الفئة التي باع لها حسني مبارك مؤسسات القطاع العام المصري وما زال الناس يتساءلون عن السكة حديد والنقل النهري والنقل الميكانيكي ومشروع الجزيرة ومصانع الغزل والنسيج والزيوت والصابون والحلوى والتريكو واين ضاعت هذه المؤسسات الانتاجية التي كانت تستوعب الملايين من القوة العاملة في السودان وفي يد من اصبحت وماذا استفاد الوطن والشعب من الخصخصة وحرية السوق!!
٭ ان وعد السيد رئيس الجمهورية بعدم حجب الحريات وحده لا يكفي ولا يلبي تطلعات المخلصين من ابناء الوطن فلا بد من الكشف عن الفساد ومحاكمته واسترداد ثروات البلاد واموالها المنهوبة ورد المظالم خاصة للذين تم طردهم من الخدمة واحالتهم للصالح العام وانصاف الخريجين الذين لم يتم استيعابهم ليس بسبب قلة الكفاءة ولكن لاسباب سياسية معلومة!
٭ ولا بد من تطهير اجهزة الدولة من الفاشلين الذين تسببوا في انهيار الخدمة المدنية بالسودان وعاثوا في دواوين الدولة فسادا وافسادا وان يتم التشديد والتركيز على قيم الامانة والنظافة والطهارة في تولي المسؤولية العامة في السودان من اعلى مستوياتها وحتى المستويات الدنيا وسن القوانين واللوائح التي تطبق السلوك الوظيفي داخل مؤسسات الدولة حتى تستقيم الامور وتنهض البلاد وتتحقق آمال الامة في التقدم والرفاهية.
٭ والمطلوب من المؤتمر الوطني ان ينزل من برجه العاجي وان يمد يده بيضاء للمخلصين من ابناء السودان في احزابهم ومنظماتهم من اجل الاتفاق على المصالح العليا للبلاد والمتمثلة في كتابة دستور دائم يقوم على مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية ويرسخ لانتقال السلطة وتبادلها عبر الفرق السلمية وعبر انتخابات نزيهة وحرة لا تدليس ولا تزوير فيها وحث الخطى من اجل ايجاد حلول لما افرزه ويفرزه انفصال الجنوب والقيام بحل قضية دارفور بما يلبي رغبة اهلها ويضمن وحدة ما تبقى من الوطن وان يتم التركيز على انجاح المشورة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق وان يتم تحقيق وفاق وطني شامل بين كل ابناء الوطن حتى نجنب بلادنا ما يمكن ان تسفر عنه الملاحقات الدولية لبعض قيادات النظام في السودان ورموزه.
٭ ان بلادنا وبعد انفصال الجنوب المؤلم والمؤسف والمبكي لم تعد تحتمل المزيد من التقسيم والانقسامات والانشطارات، وفي هذا الاطار لا بد ان تتوحد الارادة الوطنية المنوط بها حماية البلاد والعباد من المكائد والدسائس والاطماع الدولية ،ولابد ان تعلو المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة فالسودان اكبر مليون مرة من الحزبية والجهوية والقبلية وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!
٭ ويا اهل السودان هلموا وتعالوا لكلمة سواء بيننا قبل ان يدركنا الطوفان ونصبح اثرا بعد عين.
٭ ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
٭ وصوت العقل والحكمة ما يزالان غائبين ومفقودين لدى الطغم العسكرية الحاكمة التي يبدو انها لا تسمع ولا ترى ولا تصدق ولا تتعظ مما لحق بالتونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك حيث لا جبل يأوي اليه هؤلاء الطغاة البغاة من غضب الله وثورة هؤلاء الشباب الاحرار الثوار صناع المجد وبناة التاريخ وسدنة الحرية والديمقراطية.
٭ فالحزبان الحاكمان في تونس ومصر واللذان لا يختلفان في شيء عن الاحزاب الحاكمة في بعض البلدان العربية ومن بينها المؤتمر الوطني لفظتهما الشعوب وذهبا الى مزبلة التاريخ ومقابر النسيان تلاحقهما لعنة الله والناس والشباب ،رغم ان هؤلاء الشباب ولدوا ورضعوا لبان الحياة وشبوا وترعرعوا على ايدي هذه الاحزاب فكانوا مثل نبي الله موسى الذي تربى في بيت فرعون فكان سببا في غرقه وهلاكه وزوال سلطته وسلطانه وصولجانه رغم انه فرعون الذي قال انا ربكم الاعلى، ويكفي انه فرعون الذي طغى في البلاد فاكثر فيها الفساد فصب عليه ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد!!
٭ اقول لا خلاف بين حزبي تونس ومصر وبقية الاحزاب الحاكمة في بعض البلدان العربية لان القاسم المشترك الاعظم بين كل هذه الاحزاب هو الفساد والرشوة والمحسوبية ونهب اموال الشعب واتباع سياسات القمع والارهاب والقبضة الحديدية والضرب بيد من حديد على الشرفاء والمخلصين من طلاب العدالة والحرية وتكافؤ الفرص والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات.!
٭ ورغم ان السودان لن يكون بمعزل عن ما حدث في تونس ومصر وما يجري في الجزائر واليمن والاردن والبحرين ورغم الدور الخطير الذي تلعبه الفضائيات في نقل كل كبيرة وصغيرة الا ان الثورات ليست جديدة على شعب السودان والتي عرفها ومارسها منذ ايام تهراقا وبعانخي وحتى ايام الثورة المهدية وثورة اللواء الابيض وثورة ود حبوبة واكتوبر وابريل وكلها ثورات اكدت العبقرية الفذة والقدرة الفائقة والتجربة الثرة في كيفية الخلاص من الطغاة البغاة الذين يسومون شعبنا الكريم سوء العذاب!
٭ وقول احد قيادات المؤتمر الوطني بأن ما يحدث في تونس ومصر قد حدث في السودان عام 89 قول يثير الضحك ويدعو للدهشة والاستغراب ويؤكد ان الرجل لا يفرق بين الثورة التي تقودها الشعوب والانقلاب العسكري الذي تقوم به العساكر في ليل بهيم وظلام دامس وشتان ما بين ثورة الشعوب المقهورة وما يطلق عليه الانقلابيون ثورة مثل ثورة نوفمبر وثورة مايو واخيرا ثورة الانقاذ!
٭ لذلك فان اندلاع ثورة في السودان اذا ما سارت الاوضاع على ما هي عليه واذا ما تواصلت القبضة الحديدية التي عانى منها الشعب كثيرا وطويلا امر ليس بعيدا وليس مستغربا لان ليل الظلم لا بد ان ينجلي وشمس الحرية والعدل والمساواة لا بد ان تشرق!!
٭ ولعل اغلى ما يملكه الانسان هو حديثه فماذا لو اهدرت هذه الحرية وسلبت وصودرت في ليل بهيم وتحت لعلعة السلاح؟!
٭ والحرية هبة وهبها الله خالق الوجود وواهب الكرم والجود لكل الكائنات الحية من مخلوقاته بما فيها الحيوانات والطيور فكيف يمكن لمخلوق ان يصادر هذا الحق الالهي وكيف يحق لانسان ان يصادر حرية اخيه الانسان وكيف استعبدتم الناس «يا اهل المؤتمر الوطني» وقد ولدتهم امهاتهم احرارا، او كما قال ابن الخطاب رضي الله عنه!
٭ ومن عجب فان النظام في السودان وكلما اظلمت الدنيا في وجهه وضاقت عليه الارض بما رحبت يهرول نحو الشريعة والعزم على تطبيقها حتى حسبنا ان السودان يحكم بدستور علماني وقوانين وضعية وكأنما الشريعة رفعت وعلقت ولا ندري الى متى يظل هذا النظام وسدنته يتاجرون بالدين وبالشريعة وبالحدود؟ ولماذا هذا الارهاب باسم الشريعة الاسلامية بل ما هي حدود هذا الارهاب؟
٭ واين هي الشريعة في السودان، والفساد قد عم البر والبحر حتى فاض الكيل وبلغ السيل الزبى وحتى اصبحت تقارير المراجع العام المتعلقة باختلاس المال العام وسرقته والعبث به محل حديث الناس وتندرهم لان جهات الاختصاص لا تلقى بالا لهذه التقارير ولا تهتم بها ولا تعمل على ملاحقة المفدسين واسترداد اموال الامة المنهوبة واعادتها لاصحابها والقيام بعزلهم وطردهم!
٭ ان احكام الشريعة الاسلامية السمحة ستظل حية باقية نافذة في وجدان الشعب السوداني المؤمن بالله ورسوله لما فيها من عدل وسماحة وان الدستور المستمد من الكتاب والسنة هو مطلب كل اهل السودان لما يوفره من عدالة بين الجميع حكام ومحكومين!!
٭ ولنأخذ الدرس والعبرة من امير المؤمنين الراشد العادل سيدنا عمر بن الخطاب وقد وفد عليه يوما جماعة من المسلمين النازحين فسألهم عما صادفهم من اخبار الناس في البلاد التي مروا بها.. فقالوا.. اما بلد «كذا» فالناس يرهبون امير المؤمنين ويخافون بأسه واما بلد «كذا» فانهم جمعوا اموالا كثيرة تنوء بها السفن وهم في الطريق بها اليك. واما بلد «كذا» فان بها قوما صالحين يدعون الله لك ويقولون اللهم اغفر لعمر وارفع درجته!
فقال عمر معقبا على حديثهم «اما من خافني فلو اريد بعمر الخير لما خيف منه واما الاموال التي تنوء بها السفن فلبيت مال المسلمين ليس لعمر ولا لآل عمر فيها شيء واما الدعاء الذي سمعتم بظهر الغيب فذلك ما ارجوه».
٭ وطالما ان الاسلام وعدالته وسماحته مكنت احد رعية عمر وهو رجل مكروب تغشاه وعثاء السفر من ان يقول «أأنت عمر؟؟» «ويل لك من الله يا عمر» فيسأله عمر «ويلي من الله لماذا يا اخا العرب؟» فيجيب الرجل «لان عمالك وولاتك لا يعدلون بل يظلمون» فيسأل عمر «اي عمالي تعني؟» فيرد الرجل قائلا «عاملك في مصر اسمه غياض بن غنم» وما يكاد عمر يسمع تفاصيل الشكوى حتى يختار من اصحابه رجلين ويقول لهما «اركبا الى مصر واتياني بغياض بن غنم».
٭ من هنا فان تجربة الخلافة الراشدة ستظل حية ومتقدة في وجدان الشعب السوداني وهي تجربة اكدت سماحة الاسلام وعدله رغم ان حكام هذا الزمان وأهل المشروع الحضاري تحديدا يديرون لها ظهورهم ويتمسكون بقشورها ولا يعرفون معنى لتقوى الله والخوف منه في يوم لا ينفع فيه سلطان ولا صولجان ولا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
٭ ولو كانوا يخافون الله ويحذرونه لما جيشوا هذه الجيوش من الشرطة ورجال الامن لحمايتهم من غضبة الشعب والجماهير ومن اجل المحافظة على هذه الكراسي الموسيقية التي لا يطيقون فراقها والابتعاد عنها!!
٭ ولو كانوا يخافون الله ويخشون حسابه وعذابه في يوم تشخص فيه الابصار لما صادروا حريات الناس وحرموهم حتى من حق التعبير عن آرائهم ولما ظل جزء كبير من ميزانية الدولة يخصص للصرف على القبضة الامنية والناس تشكو الجوع والمسغبة والفقر وعروض الناس تنتهك بسبب هذا الفقر ودور الطفل تمتليء باللقطاء مجهولي الابوين وطوابير العطالة بين الشباب تتمدد وتتزايد يوما بعد يوم ونسبة العنوسة والعزوبية ترتفع في اوساط الشباب، وخريجو الجامعات وحملة الشهادات العليا لا يجدون غير العمل في الاسواق باعة للملابس والعطور والخضر والفاكهة وقيادة الامجاد والركشات والحافلات!
٭ ان الآلاف من الآباء والامهات الذين نحتوا الصخر وعانوا من الحاجة والفاقة وباعوا مقتنياتهم وامتعتهم من اجل تعليم ابنائهم وبناتهم نجدهم اليوم يزرفون الدمع السخين وحالة الغضب تعتمل في دواخلهم بسبب عدم العدالة في سياسات الاستخدام حيث ان الوظائف الحكومية اصبحت من نصيب اهل الطاعة والولاء وحملة الطوب والحجارة والسيخ في الجامعات للدفاع عن النظام وما يحققه لهم من مصالح ومنافع!
٭ ان ظلما شديدا قد حاق بالسواد الاعظم من اهل السودان بسبب سياسات المؤتمر الوطني الخرقاء في الخصخصة وبيع ممتلكات الشعب لفئة من الناس لا تختلف عن الفئة التي باع لها حسني مبارك مؤسسات القطاع العام المصري وما زال الناس يتساءلون عن السكة حديد والنقل النهري والنقل الميكانيكي ومشروع الجزيرة ومصانع الغزل والنسيج والزيوت والصابون والحلوى والتريكو واين ضاعت هذه المؤسسات الانتاجية التي كانت تستوعب الملايين من القوة العاملة في السودان وفي يد من اصبحت وماذا استفاد الوطن والشعب من الخصخصة وحرية السوق!!
٭ ان وعد السيد رئيس الجمهورية بعدم حجب الحريات وحده لا يكفي ولا يلبي تطلعات المخلصين من ابناء الوطن فلا بد من الكشف عن الفساد ومحاكمته واسترداد ثروات البلاد واموالها المنهوبة ورد المظالم خاصة للذين تم طردهم من الخدمة واحالتهم للصالح العام وانصاف الخريجين الذين لم يتم استيعابهم ليس بسبب قلة الكفاءة ولكن لاسباب سياسية معلومة!
٭ ولا بد من تطهير اجهزة الدولة من الفاشلين الذين تسببوا في انهيار الخدمة المدنية بالسودان وعاثوا في دواوين الدولة فسادا وافسادا وان يتم التشديد والتركيز على قيم الامانة والنظافة والطهارة في تولي المسؤولية العامة في السودان من اعلى مستوياتها وحتى المستويات الدنيا وسن القوانين واللوائح التي تطبق السلوك الوظيفي داخل مؤسسات الدولة حتى تستقيم الامور وتنهض البلاد وتتحقق آمال الامة في التقدم والرفاهية.
٭ والمطلوب من المؤتمر الوطني ان ينزل من برجه العاجي وان يمد يده بيضاء للمخلصين من ابناء السودان في احزابهم ومنظماتهم من اجل الاتفاق على المصالح العليا للبلاد والمتمثلة في كتابة دستور دائم يقوم على مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية ويرسخ لانتقال السلطة وتبادلها عبر الفرق السلمية وعبر انتخابات نزيهة وحرة لا تدليس ولا تزوير فيها وحث الخطى من اجل ايجاد حلول لما افرزه ويفرزه انفصال الجنوب والقيام بحل قضية دارفور بما يلبي رغبة اهلها ويضمن وحدة ما تبقى من الوطن وان يتم التركيز على انجاح المشورة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق وان يتم تحقيق وفاق وطني شامل بين كل ابناء الوطن حتى نجنب بلادنا ما يمكن ان تسفر عنه الملاحقات الدولية لبعض قيادات النظام في السودان ورموزه.
٭ ان بلادنا وبعد انفصال الجنوب المؤلم والمؤسف والمبكي لم تعد تحتمل المزيد من التقسيم والانقسامات والانشطارات، وفي هذا الاطار لا بد ان تتوحد الارادة الوطنية المنوط بها حماية البلاد والعباد من المكائد والدسائس والاطماع الدولية ،ولابد ان تعلو المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة فالسودان اكبر مليون مرة من الحزبية والجهوية والقبلية وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!
٭ ويا اهل السودان هلموا وتعالوا لكلمة سواء بيننا قبل ان يدركنا الطوفان ونصبح اثرا بعد عين.
٭ ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق