الجمعة، 13 يناير 2012

الشركات الحكومية زادت تشوّهات الاقتصاد وخلقت منافسة جائرة

الشركات الحكومية زادت تشوّهات الاقتصاد وخلقت منافسة جائرة

أرسل إلى صديقطباعةPDF
تقييم المستخدم: / 0
ضعيفجيد

المدير التنفيذي لاتحاد الغرف الصناعية السوداني د. الفاتح عباس
حوار: رشا التوم - تصوير: محمد الفاتح
الاقتصاد السوداني منذ الاستقلال في العام 56 وحتى اليوم بالتأكيد مرَّ بظروفٍ وأوقاتٍ تعددت من حيث الأنظمة الحاكمة والمتغيرات العالمية والداخلية بالإضافة إلىالسياسات والخطط والإستراتيجيات التي وضعت بهدف الارتقاء به لمصاف اقتصاديات دول العالم، وبالطبع هنالك إشراقات وإخفاقات لازمت الاقتصاد السوداني

وقفنا عليها في حديث أجريناه مع رئيس مجلس إدارة اتحاد الغرف الصناعية د. عباس الفاتح القرشي حاولنا جهدنا أن نسلط الضوء على الاقتصاد ككل وما دار ويدورفي شأن القطاع الصناعي تحديدًا وتقييم المشكلات القديمة الحديثة وأفكار للخروج من نفق المشكلات الاقتصادية في الحوار التالي:
< بدءًا أريد تقييم ورؤية للتغييرات التي طرأت على الاقتصاد السوداني ومكوّناته منذ الاستقلال وحتى اليوم؟
ـ إذا تحدثنا عن الفترة منذ الاستقلال في العام 1956م وحتى الستينيات بالضرورة سنتعرض لمكونات الدولة سابقًا وحركة الاقتصاد السوداني بعد الحرب العالمية الثانيةالتي ارتبطت بمصالح القطب الذي كان مسيطرًا على العملية في شكل الاستعمار القديم المتصل بالوجود الجغرافي في البلد المعيّن، ونحن بلادنا تطوّرت في الجانبالزراعي الذي يخدم مصالح المستعمر الأساسي، وشهدت الفترة ما قبل الاستقلال والحرب العالمية الثانية تشييد مشروع الجزيرة وزراعة القطن وتطور الاقتصاد باعتبارهموجهًا أحادياً والاعتماد على سلعة واحدة وهي القطن المموّل الأساسي للعملية الاقتصادية تلته تغيرات عالمية مختلفة بعد فترة، وعمدنا لتطوير المسألة الاقتصادية من الشق الوطني لكسب الاستقلال السياسيوالاقتصادي معًا وهو شعار بدأ مع الحركة الوطنية وتطوير القطاع الزراعي والمشروعات مع استمرار مشروع الجزيرة وريادته في إنتاج القطن بجانب الصمغ العربي، وواكب هذا التأثير الاقتصادي نشوب الحرب والتمردفي الجنوب والذي أثر على الاقتصاد في تلك الفترة مع العلم أن أول مصنع نسيج سوداني قام في الجنوب في انذارا عام 2591م باعتباره مجمعًا استثماريًا صناعيًا وزراعيًا كنموذج صنعه الاستعمار وفي العام 2691و3691 و4691م بدأت مصانع النسيج تنتشر في مناطق أخرى، وفي نفس الوقت مع حكومة العساكر الأولى عام 8591م بدأت صناعة السكر وقيام المصانع التي استمرت حتى اليوم وبعض المصانع أروماوبابنوسة للألبان والبلح في كريمة وتعبئة الخضروات بمعونات من المعسكر الاشتراكي، وحاولنا الاستفادة سياسيًا من وجود القطبين، بعد خروج المستعمر انفتح السودان سياسيًا على المجتمع الاشتراكي وبعد حكومةعبود العالم مرّ بأزمة اقتصادية مماثلة للأزمة الحالية بدأت في أواخر 1791م وحتى 4791م، وفي ذلك الوقت الحكومات الرأس مالية المتطورة صناعيًا فكَّرت في تحويل الصناعات التحويلية من بلادها إلى بلدان أخرىوهي الفترة التي حدث فيها ازدهار للصناعة.
< لماذا اتجهت الدول الصناعية لتحويل الصناعات لدول أخرى؟
فكَّرت لسببين أولهما أنها صناعات ضارة بالبيئة والحركة العمالية على مستوى الأقطار قويت جدًا وأصبحت مطالبها عالية وإنتاج السلع مكلف جدًا مما أوجب تحويلها للدول المرتبطة بها اقتصاديًا وهي الفترة التي شهدتفيها بلادنا تطورًا حقيقيًا في الصناعات التحويلية بالذات في صناعة النسيج والسكر والمرتبطة بروابط اقتصادية مع الدول الرأس مالية المممول الأساسي لصناعة النسيج في السودان، وظهرت مؤسسة الغزل والنسيجبحوالى 13 مصنعًا، والقطاع الخاص بمصانع متطورة في مدني والحكومة نفسها لديها مصانع لتصدير الغزل، والفترة تلك شهدت انتعاش الصناعات التحويليلة المربوطة بالإنتاج الزراعي بهدف تزويد نفس الدول التيتطلب القطن بالغزول وهو ما يُعرف بالتقسيم العالمي للعمل، ونحن استفدنا من تلك الفترة بجانب النمور السبعة في إحداث قفزة في الصناعات التحويلية، وخلقنا ثروة وطنية وقامت كثير من المدابغ للجلود التي توسعتفي العمل في الصادر ومن العام 1981م بدأنا التراجع، بعد القفزة الهائلة التي حدثت في الصناعة السودانية.
< ما هي أسباب التراجع في رأيك.. ولماذا صعب الحفاظ على الإرث الصناعي الذي خلفه المستعمر؟
العمل الصناعي تم بفهم ونظام سلبي في مجالات التسويق وقفل أبواب الاستيراد لبعض السلع والاقتصاد كان شبه موجهاً والصناعات كانت تنمو من خلال الدعم والسوق أشبه بالسوق المقفول وحتى الإنتاج بسعرعالٍ كان يجد حظه من التسويق، ولكن تغيَّر الوضع والآن نعاني من الانفتاح الكبير على الأسواق المحلية والعربية والعالمية ولم نفكِّر في بناء بنيات تحتية لمواكبة التغيرات في الصناعة وعندما واجهنا الوضع الآنقابلتنا مشكلات كبيرة، والسياسات صحيح كانت مشجعة ومنها سياسة تسويق الأقطان في عهد نميري، ولكن لم نؤسس بنيات تساعد في التحول بعد انفتاح السوق، والمسألة انكشفت في بداية الثمانينيات، وهي أحرجفترة مرت بها الصناعة السودانية في العام 81 ـ 82 بدأت بعض المعاناة بتدني إنتاج القطن وتردي النوعية وعدم توفر المواد الخام والمعاناة تدرجت حتى وصلنا نهاية الثمانينيات عهد الديمقراطية الثالثة وهي شهدتقفل عدد من مصانع النسيج بداية وبعدها أتت حكومة الإنقاذ والمشكلات قديمًا هي ذاتها التي نعاني منها الآن ولكن بحجم أكبر.
< بدلاً من أن تتقلص المشكلات ازدادت ما هو السبب؟
ازدادت لأسباب وفي عام 2991 أعلن برنامج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق