| أجــندة جريــئة. | سلام تعظيم للصحافة الحرة..!! |
| | أعلنت وزارة الصحة الولائية أمس الأول نتيجة تحقيق لجنة تقصي الحقائق في وفاة ثلاثة بطوارئ مستشفى بحري يشتبه أن وفاتهم كانت نتيجة نقص الأوكسجين بالمستشفى. لا أريد هنا التطرق لنتيجة التحقيق فالأمر بالنسبة لي حسم منذ انسحابي من لجنة التحقيق.. ولم أتفاجأ بالنتائج.. غير أنني أكتب اليوم للرد على بعض السادة الأطباء (الإداريين) الذين حضروا المؤتمر الصحفي لإعلان النتيجة ونزلوا (شتيمة!) في الصحفيين يتهمونهم بعدم النزاهة.. والدقة في تحري الحقائق.. ليس هذا فحسب بل وصفوهم بكثرة الأخطاء في اللغة العربية.. ولا أدري علاقة هؤلاء الأطباء باللغة العربية.. ونحمد الله أن أخطاءنا في اللغة العربية لا تتسبب في قتل أرواح بريئة.. وبكل أخطائنا في اللغة العربية استطعنا إثبات مهنيتنا ورسالتنا، والتي إحدى مهامها نظافة المجتمع من المستهترين بالنفس البشرية التي كرمها الله فجعل ملائكته تسجد لها. واحدة من إفرازات ثورة التعليم (التأليم) العالي .. هي ضخ كوادر طبية غير مؤهلة للمجتمع.. صحيح أن البعض الذين يحترمون هذه المهنة ويقدورنها جاهدوا لتأهيل أنفسهم بطرق مختلفة. والصادقون مع أنفسهم قالوا: (إنا نشفق على المرضى من أنفسنا).. غير أن البعض اتجهوا إلى العمل الإداري فكانوا أشد خطراً وأكثر آفة على صحة المواطن ومستقبل الطب في السودان. والصحافة سلطة رقابية وتنويرية وتوجيهية وإصلاحية تحدها الحدود الأخلاقية مثل أي مهنة أخرى.. وأيضاً كأي مهة أخرى بها هؤلاء وأولئك.. إذن لا يجوز إطلاق التهم جزافاً.. بهذه الصورة المبهمة المعممة. غير أن المعروف في عمل الصحافة المهنية أن الأعداء أكثر من الأحباء.. لأن الصحافة المهنية تسلط الضوء على الأماكن المظلمة.. الضوء الذي يخشاه خفافيش الظلام.. والأشجار المثمرة وحدها التي ترمى بالحجارة.. مهنيتنا وكفاءتنا التي تتطلبها هذ المهنة هي التي أهلتنا لهذا المقام.. وهي ذاتها التي جعلتنا ننسحب من مائدة لجنة التحقيق حينما وجدنا أن الأمر لا يليق برسالتنا وكفاءتنا.. التي يقدرها ويحترمها الرأي العام الذي نمثله ونراعي حقوقه وحقوق هذا الوطن الذي ينتكس في الألفية الثالثة ولا يستطيع حتى العودة للألفية الثانية التي كانت فيها للصحة شأن آخر.. إن هذه الحجارة التي نرمى بها.. لن تزيدنا إلا قوة ومنعة.. ضعف اللغة العربية لم يقعدنا يوما عن أداء رسالتنا على أكمل وجه. وهي تؤتي ثمارها وتحقق أهدافها في تنوير الرأي العام ومحاربة الفساد. والأهم من ذلك التوثيق لكل الأحداث المهمة التي لها تأثير سلبي أو إيجابي على مسيرة الوطن وحياة المواطن. الدول التي تحترم فيها الصحافة وقادة الرأي.. استطاعت أن تحقق نجاحاً واضحاً السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. وحتى على مستوى السلوك البشري.. الذي هبط لدينا هبوط السياسة والاقتصاد.. والغريب في الأمر.. أن الصحافة السودانية على الرغم من هذه البيئة الخانقة التي تتنفس فيها.. إلا أنها تتفوق على الصحافة العربية دون جدال، وكرّم منسوبوها الذين (لا يفقهون في اللغة العربية) ولا يزالون يكرمون في المنظمات الدولية كأفضل صحافيين على مستوى العالم العربي. التحية لكل الأقلام الحرة النزيهة التي ما رميت إلاّ حينما أصابت.. | |
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق