الخرطوم: الأحداث
بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على ختان الإناث، نظم المجلس القومي لرعاية الطفولة بالتعاون مع إتحاد الصحفيين السودانيين واليونسيف ورشة جاءت بعنوان «ختان الإناث عادة أم عبادة .. للعلماء والإعلام دور»، قدم فيها كل من اخصائي النساء والتوليد د. سعد الفاضل، والشيخ عبد الجليل النذير الكاروري، ود. سميرة امين احمد، واستاذة اميرة ازهري اوراقاً نالت حظاً وافراً من النقاش ولاقى الموضوع جدلاً واسعاً اختتمت بعده الورشة كما يبدو دون الخروج بتوصيات او الوصول الى نتيجة..
عاهات مستديمة
لفت أخصائى النساء والتوليد د. سعد الفاضل من خلال ورقته التي جاءت تحدث عن «الرؤية الطبية لختان الاناث» الى المضاعفات والأمراض التي تنتج من عملية الختان وكشف عن دراسة بهذا الصدد، اوضحت ان العدد الإجمالى للمريضات اللائى يترددن على العيادة بلغ «12,615» مريضة تراوح عدد المختونات حوالى «9006» مريضة بنسبة تصل الى «71%» وقال الفاضل أظهرت الممارسة مضاعفات على المدى القصير أخطرها نزيف دموي كثيف وكان عدد حالاته حوالي «18» حالة ، ويليها حبس البول الحاد والالتهاب الحاد بالجرح، والاصابة بمرض الناسور، بجانب المضاعفات على المدى البعيد والتي ستتسبب في حدوث مضاعفات في الكيس المهبلي الدهني الذي بلغت حالاته «338» وهذا النوع من المهددات لحياة المرأة بحسب د. سعد، بالإضافة الى فقدانها القدرة على مباشرة الحياة الزوجية، مع حدوث إلتهابات مزمنة وحالات عقم وهذه على حد قوله تؤدي الى عاهات مستديمة للمرأة.
وبرغم من الجهود المبذولة لمحاربة هذه الظاهر يرى د. سعد الفاضل أنها لازالت تمارس بنسب كبيرة في السودان، وقال ان الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في «6» دول من بينها السودان شملت «28,393» سيدة حضرن للوضوع ويحملن جنيناً واحداً فى الفترة من نوفمبر «2001»، مارس «2003»م، أوضحت أن المشاركات المختونات لديهن زيادة في نسبة الولادة القيصرية بنسبة وصلت إلى «30%» ونزيف ما بعد الولادة «70%»، بجانب زيادة حالات وفيات الأطفال أثناء وبعد الولادة وتبين من الدراسة أن ختان الإناث يتسبب في زيادة موت الأجنة والأطفال حديثي الولادة بنسبة «10 - 20» موت إضافي في كل «1000» حالة ولادة، واختتم د. سعد الفاضل حديثة بأن هذه العادة تؤذي المرأة وتتسبب في ضررها حاضراً ومستقبلاً.
عادة متجذرة
إعتبرت منسق البرامج القومي للقضاء على ختان الإناث أميرة ازهري عادة ختان الإناث من العادات السالبة والمتجذرة في الحياة الإجتماعية لغالبية الناس لإرتباطها بالدين والطهارة والزواج، وقالت بالرغم من ذلك تبذل العديد من المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني الكثير من الجهود لمنع ممارسة هذه العادة، ووضعت من أجلها الكثير من السياسات لمناهضتها من خلال الحملة الإعلامية للقضاء على ختان الإناث، مشيرة إلى أهمية رفع الوعي والإرتقاء بالحوار المجتمعي وإنفاذ الإستراتيجية القومية لتحقيق التحول الجماعي عن ممارسة هذه العادة، بالإضافة إلى دعم الحوار مع القادة الدينيين والأطباء بهدف وضوح الرؤية الشرعية والطبية ووضع نص يحرم هذه العادة.
وقالت اميرة إن تقديرات منظمة الصحة العالمية أوضحت ان هناك ما بين «100» و»140» مليون إمرأة وبنت في جميع أنحاء العالم تعرضن لشكل من أشكال ختان الإناث، إلا انه يمارس بنسب عالية في دول «القرن الأفريقي، السودان، مصر، شرق وغرب أفريقيا»، مع ظهور بعض الحالات في أجزاء من الشرق الأوسط. لافته الى ان الجهود التي بذلت في السودان من قبل الدولة والمنظمات والمجتمع المدني للقضاء على الختان، كان له الأثر في إنخفاض الممارسة حيث أظهرت بعض الإحصاءات أن نسبة الممارسة في السودان عام «1999» بلغت «90%»، بينما بلغت في «2006»م «69.4%». بالرغم من انخفاض الممارسة في هذه الإحصائيات، إلا ان المسح الصحي الأسري لنفس العام كشف أن «50%» من النساء لا ينوين التخلي عنها. وفي المسح الصحي الاسري الذي اجري في عام «2010»م، اوضحت اميرة ازهري أن ولاية نهر النيل من أكثر الولايات ممارسة حيث بلغت نسبتها «83.4%»، وتليها الشمالية «83.3%»، ثم كسلا «78,9%»، والبحر الاحمر «76,5%»، فالنيل الأبيض «71,7%»، وشمال كردفان «70,5%»، أما سنار «67,4%»، والجزيرة «66,6%»، تبعتها جنوب كردفان «66,1%»، والخرطوم «64,8%»، ثم جنوب دارفور «60,9%»، وشمال دارفور «60,5%»، والقضارف «50,4%»، والنيل الأزرق «48,7%»، بينما كانت أقل الولايات ممارسة ولاية غرب دارفور حيث بلغت نسبة ممارستها «46%».
فطرة الله
اشار عضو مجمع الفقه الإسلامي الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري الى ان القرآن لم يسكت في شأن الختان لأنه صريح في إعتماد الفطرة وبالتالى الدعوة لعدم تغيير الخلق، موضحاً ذلك في قوله تعالى «فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لايعلمون»، كما ان السنة تدعو لختن البنين وعفو البنات، وقال إن هذه النتيجة تم التوصل اليها بعد دراسة بشان الختان إستنادا لأصول الدين وعلوم الطب وشئون الإجتماع، غير انه قال لا أدعو لسن قوانين تحظر الختان، لانه موجود، لكنه لم يفلح، لذلك يرى الكاروري أن المطلوب هو المزيد من الوعي، مع إجراءات حازمة وأضاف لا ضير من وجود إجراءات زاجرة وحوافز ناصرة عليه.
بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على ختان الإناث، نظم المجلس القومي لرعاية الطفولة بالتعاون مع إتحاد الصحفيين السودانيين واليونسيف ورشة جاءت بعنوان «ختان الإناث عادة أم عبادة .. للعلماء والإعلام دور»، قدم فيها كل من اخصائي النساء والتوليد د. سعد الفاضل، والشيخ عبد الجليل النذير الكاروري، ود. سميرة امين احمد، واستاذة اميرة ازهري اوراقاً نالت حظاً وافراً من النقاش ولاقى الموضوع جدلاً واسعاً اختتمت بعده الورشة كما يبدو دون الخروج بتوصيات او الوصول الى نتيجة..
عاهات مستديمة
لفت أخصائى النساء والتوليد د. سعد الفاضل من خلال ورقته التي جاءت تحدث عن «الرؤية الطبية لختان الاناث» الى المضاعفات والأمراض التي تنتج من عملية الختان وكشف عن دراسة بهذا الصدد، اوضحت ان العدد الإجمالى للمريضات اللائى يترددن على العيادة بلغ «12,615» مريضة تراوح عدد المختونات حوالى «9006» مريضة بنسبة تصل الى «71%» وقال الفاضل أظهرت الممارسة مضاعفات على المدى القصير أخطرها نزيف دموي كثيف وكان عدد حالاته حوالي «18» حالة ، ويليها حبس البول الحاد والالتهاب الحاد بالجرح، والاصابة بمرض الناسور، بجانب المضاعفات على المدى البعيد والتي ستتسبب في حدوث مضاعفات في الكيس المهبلي الدهني الذي بلغت حالاته «338» وهذا النوع من المهددات لحياة المرأة بحسب د. سعد، بالإضافة الى فقدانها القدرة على مباشرة الحياة الزوجية، مع حدوث إلتهابات مزمنة وحالات عقم وهذه على حد قوله تؤدي الى عاهات مستديمة للمرأة.
وبرغم من الجهود المبذولة لمحاربة هذه الظاهر يرى د. سعد الفاضل أنها لازالت تمارس بنسب كبيرة في السودان، وقال ان الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في «6» دول من بينها السودان شملت «28,393» سيدة حضرن للوضوع ويحملن جنيناً واحداً فى الفترة من نوفمبر «2001»، مارس «2003»م، أوضحت أن المشاركات المختونات لديهن زيادة في نسبة الولادة القيصرية بنسبة وصلت إلى «30%» ونزيف ما بعد الولادة «70%»، بجانب زيادة حالات وفيات الأطفال أثناء وبعد الولادة وتبين من الدراسة أن ختان الإناث يتسبب في زيادة موت الأجنة والأطفال حديثي الولادة بنسبة «10 - 20» موت إضافي في كل «1000» حالة ولادة، واختتم د. سعد الفاضل حديثة بأن هذه العادة تؤذي المرأة وتتسبب في ضررها حاضراً ومستقبلاً.
عادة متجذرة
إعتبرت منسق البرامج القومي للقضاء على ختان الإناث أميرة ازهري عادة ختان الإناث من العادات السالبة والمتجذرة في الحياة الإجتماعية لغالبية الناس لإرتباطها بالدين والطهارة والزواج، وقالت بالرغم من ذلك تبذل العديد من المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني الكثير من الجهود لمنع ممارسة هذه العادة، ووضعت من أجلها الكثير من السياسات لمناهضتها من خلال الحملة الإعلامية للقضاء على ختان الإناث، مشيرة إلى أهمية رفع الوعي والإرتقاء بالحوار المجتمعي وإنفاذ الإستراتيجية القومية لتحقيق التحول الجماعي عن ممارسة هذه العادة، بالإضافة إلى دعم الحوار مع القادة الدينيين والأطباء بهدف وضوح الرؤية الشرعية والطبية ووضع نص يحرم هذه العادة.
وقالت اميرة إن تقديرات منظمة الصحة العالمية أوضحت ان هناك ما بين «100» و»140» مليون إمرأة وبنت في جميع أنحاء العالم تعرضن لشكل من أشكال ختان الإناث، إلا انه يمارس بنسب عالية في دول «القرن الأفريقي، السودان، مصر، شرق وغرب أفريقيا»، مع ظهور بعض الحالات في أجزاء من الشرق الأوسط. لافته الى ان الجهود التي بذلت في السودان من قبل الدولة والمنظمات والمجتمع المدني للقضاء على الختان، كان له الأثر في إنخفاض الممارسة حيث أظهرت بعض الإحصاءات أن نسبة الممارسة في السودان عام «1999» بلغت «90%»، بينما بلغت في «2006»م «69.4%». بالرغم من انخفاض الممارسة في هذه الإحصائيات، إلا ان المسح الصحي الأسري لنفس العام كشف أن «50%» من النساء لا ينوين التخلي عنها. وفي المسح الصحي الاسري الذي اجري في عام «2010»م، اوضحت اميرة ازهري أن ولاية نهر النيل من أكثر الولايات ممارسة حيث بلغت نسبتها «83.4%»، وتليها الشمالية «83.3%»، ثم كسلا «78,9%»، والبحر الاحمر «76,5%»، فالنيل الأبيض «71,7%»، وشمال كردفان «70,5%»، أما سنار «67,4%»، والجزيرة «66,6%»، تبعتها جنوب كردفان «66,1%»، والخرطوم «64,8%»، ثم جنوب دارفور «60,9%»، وشمال دارفور «60,5%»، والقضارف «50,4%»، والنيل الأزرق «48,7%»، بينما كانت أقل الولايات ممارسة ولاية غرب دارفور حيث بلغت نسبة ممارستها «46%».
فطرة الله
اشار عضو مجمع الفقه الإسلامي الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري الى ان القرآن لم يسكت في شأن الختان لأنه صريح في إعتماد الفطرة وبالتالى الدعوة لعدم تغيير الخلق، موضحاً ذلك في قوله تعالى «فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لايعلمون»، كما ان السنة تدعو لختن البنين وعفو البنات، وقال إن هذه النتيجة تم التوصل اليها بعد دراسة بشان الختان إستنادا لأصول الدين وعلوم الطب وشئون الإجتماع، غير انه قال لا أدعو لسن قوانين تحظر الختان، لانه موجود، لكنه لم يفلح، لذلك يرى الكاروري أن المطلوب هو المزيد من الوعي، مع إجراءات حازمة وأضاف لا ضير من وجود إجراءات زاجرة وحوافز ناصرة عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق