الخميس، 9 فبراير 2012

«عامل السِّن» .. تَهافُت التَّهافُت ! الحب عند الأديب الروسي «إيفان تورجنيف» جملة خبرية، أو شراكة ذكية، قوامها النِديَّة العمرية، وهي وجهة نظر أشبعها تأكيداً في رسالة شهيرة بعث بها إلى عاشقة صغيرة ضيقت الخناق على رصانته الستينية بجمالها العشريني، خاطبها فيها قائلاً (إن من يناقض سنن الطبيعة «يهلك»، وإن اقتران الكهولة بالشباب لا ولم ولن يسعد أي حبيبين) ..! بإسقاط الفكرة على مؤسسة الزواج كشراكة اجتماعية، خيرية، اختيارية، غير ربحية .. هل تقبل واقعية الحياة الزوجية بكل ما فيها من إشكالات وعلل ومزالق ومهالك، ومواقف خائبة، وضربات استباقية، وجدل عقيم، وإحباط مركب – هل تقبل تلك المؤسسة المثقلة بالأدواء سلفاً - فكرة القسمة على طريقة «أكبر من» و»أصغر من» .. يا ترى ..؟! أجدني أختلف مع وجهة نظر الكهل المتمنع – صاحب الرسالة - لجملة أسباب موضوعية، وباجتهاد مبني على قدر معقول من الاطلاع على خصوصية ظرف الكاتب واستثنائية تركيبته النفسية التي جعلت منه عاشقاً طفلاً يفضل الحبيبة الأكبر سناً وبالتالي خبرة! .. ثم أن الكهل الذي لا يسعده حب امرأة شابة ليس مريضاً بطبيعة الحال لكنه قطع شك «ما طبيعي» لأنه بذلك يخالف فطرة الرجل ..! مجمل القول هو بطلان التعميم والتفرقة في أي شأن من شئون الحب الذي قال «بلزاك» إنه كالموت لا يعترف بالتصنيف ولا يشتغل بقوانين الأرشَفَة .. فالحديث عن انعدام فرص النجاح بناء على حسابات رياضية لفارق العمر نظرية ثبت تهافتها في أحوال كثيرة ..! نتيجة اختيارك لشريك يكبرك كثيراً أو يصغرك كثيراً في العمر هو أمر مرهون بحزمة من التفاصيل الشخصية والخاصة والحميمة التي لا يجوز معها التعميم، وأسباب الخوف من فارق السن بين الزوجين تنحصر في تفاوت الوعي والنضج الاجتماعي والحالة الصحية والمقدرات الجسدية، وهي – كما ترى – أحوال نسبية ما عادت مقياساً في عصر ثورة الانترنت وثورة العقاقير ..! إلى «عبير» الشابة اليافعة المتنورة صاحبة الرسالة الطريفة التي ضمنت – زاجل الأسافير - حيرتها بشأن الزواج من رجل قل أن يجود به الزمان «لكنه كهل»، مستشهدة برسالة تورجنيف، أقول إن مشاعر الحب لا تنمو وفقاً لمتوالية عددية، وإن القناعة والسعادة أحوال قلبية متفاوتة لا يجوز معها القياس ولا ينجح التعميم ..! فإذا جاوز نضج الشابة وعي الخمسينية «كما يتضح من رسالتك»، وإذا جارت قوة الكهل مظهر الشباب «كما ذكر فيها»!، ردمت الفجوة الجيلية، وتقوضت نظرية تورجنيف، وتهافت منطق الرسالة، وحسم الجدل، وتهافتَ التهافُت ..!


«عامل السِّن» .. تَهافُت التَّهافُت ! 
الحب عند الأديب الروسي «إيفان تورجنيف» جملة خبرية، أو شراكة ذكية، قوامها النِديَّة العمرية، وهي وجهة نظر أشبعها تأكيداً في رسالة شهيرة بعث بها إلى عاشقة صغيرة ضيقت الخناق على رصانته الستينية بجمالها العشريني، خاطبها فيها قائلاً (إن من يناقض سنن الطبيعة «يهلك»، وإن اقتران الكهولة بالشباب لا ولم ولن يسعد أي حبيبين) ..!
بإسقاط الفكرة على مؤسسة الزواج كشراكة اجتماعية، خيرية، اختيارية، غير ربحية .. هل تقبل واقعية الحياة الزوجية بكل ما فيها من إشكالات وعلل ومزالق ومهالك، ومواقف خائبة، وضربات استباقية، وجدل عقيم، وإحباط مركب – هل تقبل تلك المؤسسة المثقلة بالأدواء سلفاً - فكرة القسمة على طريقة «أكبر من» و»أصغر من» .. يا ترى ..؟!
أجدني أختلف مع وجهة نظر الكهل المتمنع – صاحب الرسالة - لجملة أسباب موضوعية، وباجتهاد مبني على قدر معقول من الاطلاع على خصوصية ظرف الكاتب واستثنائية تركيبته النفسية التي جعلت منه عاشقاً طفلاً يفضل الحبيبة الأكبر سناً وبالتالي خبرة! .. ثم أن الكهل الذي لا يسعده حب امرأة شابة ليس مريضاً بطبيعة الحال لكنه قطع شك «ما طبيعي» لأنه بذلك يخالف فطرة الرجل ..!
مجمل القول هو بطلان التعميم والتفرقة في أي شأن من شئون الحب الذي قال «بلزاك» إنه كالموت لا يعترف بالتصنيف ولا يشتغل بقوانين الأرشَفَة .. فالحديث عن انعدام فرص النجاح بناء على حسابات رياضية لفارق العمر نظرية ثبت تهافتها في أحوال كثيرة ..!
نتيجة اختيارك لشريك يكبرك كثيراً أو يصغرك كثيراً في العمر هو أمر مرهون بحزمة من التفاصيل الشخصية والخاصة والحميمة التي لا يجوز معها التعميم، وأسباب الخوف من فارق السن بين الزوجين تنحصر في تفاوت الوعي والنضج الاجتماعي والحالة الصحية والمقدرات الجسدية، وهي – كما ترى – أحوال نسبية ما عادت مقياساً في عصر ثورة الانترنت وثورة العقاقير ..!
إلى «عبير» الشابة اليافعة المتنورة صاحبة الرسالة الطريفة التي ضمنت – زاجل الأسافير - حيرتها بشأن الزواج من رجل قل أن يجود به الزمان «لكنه كهل»، مستشهدة برسالة تورجنيف، أقول إن مشاعر الحب لا تنمو وفقاً لمتوالية عددية، وإن القناعة والسعادة أحوال قلبية متفاوتة لا يجوز معها القياس ولا ينجح التعميم ..!
فإذا جاوز نضج الشابة وعي الخمسينية «كما يتضح من رسالتك»، وإذا جارت قوة الكهل مظهر الشباب «كما ذكر فيها»!، ردمت الفجوة الجيلية، وتقوضت نظرية تورجنيف، وتهافت منطق الرسالة، وحسم الجدل، وتهافتَ التهافُت ..! 


«عامل السِّن» .. تَهافُت التَّهافُت ! 
الحب عند الأديب الروسي «إيفان تورجنيف» جملة خبرية، أو شراكة ذكية، قوامها النِديَّة العمرية، وهي وجهة نظر أشبعها تأكيداً في رسالة شهيرة بعث بها إلى عاشقة صغيرة ضيقت الخناق على رصانته الستينية بجمالها العشريني، خاطبها فيها قائلاً (إن من يناقض سنن الطبيعة «يهلك»، وإن اقتران الكهولة بالشباب لا ولم ولن يسعد أي حبيبين) ..!
بإسقاط الفكرة على مؤسسة الزواج كشراكة اجتماعية، خيرية، اختيارية، غير ربحية .. هل تقبل واقعية الحياة الزوجية بكل ما فيها من إشكالات وعلل ومزالق ومهالك، ومواقف خائبة، وضربات استباقية، وجدل عقيم، وإحباط مركب – هل تقبل تلك المؤسسة المثقلة بالأدواء سلفاً - فكرة القسمة على طريقة «أكبر من» و»أصغر من» .. يا ترى ..؟!
أجدني أختلف مع وجهة نظر الكهل المتمنع – صاحب الرسالة - لجملة أسباب موضوعية، وباجتهاد مبني على قدر معقول من الاطلاع على خصوصية ظرف الكاتب واستثنائية تركيبته النفسية التي جعلت منه عاشقاً طفلاً يفضل الحبيبة الأكبر سناً وبالتالي خبرة! .. ثم أن الكهل الذي لا يسعده حب امرأة شابة ليس مريضاً بطبيعة الحال لكنه قطع شك «ما طبيعي» لأنه بذلك يخالف فطرة الرجل ..!
مجمل القول هو بطلان التعميم والتفرقة في أي شأن من شئون الحب الذي قال «بلزاك» إنه كالموت لا يعترف بالتصنيف ولا يشتغل بقوانين الأرشَفَة .. فالحديث عن انعدام فرص النجاح بناء على حسابات رياضية لفارق العمر نظرية ثبت تهافتها في أحوال كثيرة ..!
نتيجة اختيارك لشريك يكبرك كثيراً أو يصغرك كثيراً في العمر هو أمر مرهون بحزمة من التفاصيل الشخصية والخاصة والحميمة التي لا يجوز معها التعميم، وأسباب الخوف من فارق السن بين الزوجين تنحصر في تفاوت الوعي والنضج الاجتماعي والحالة الصحية والمقدرات الجسدية، وهي – كما ترى – أحوال نسبية ما عادت مقياساً في عصر ثورة الانترنت وثورة العقاقير ..!
إلى «عبير» الشابة اليافعة المتنورة صاحبة الرسالة الطريفة التي ضمنت – زاجل الأسافير - حيرتها بشأن الزواج من رجل قل أن يجود به الزمان «لكنه كهل»، مستشهدة برسالة تورجنيف، أقول إن مشاعر الحب لا تنمو وفقاً لمتوالية عددية، وإن القناعة والسعادة أحوال قلبية متفاوتة لا يجوز معها القياس ولا ينجح التعميم ..!
فإذا جاوز نضج الشابة وعي الخمسينية «كما يتضح من رسالتك»، وإذا جارت قوة الكهل مظهر الشباب «كما ذكر فيها»!، ردمت الفجوة الجيلية، وتقوضت نظرية تورجنيف، وتهافت منطق الرسالة، وحسم الجدل، وتهافتَ التهافُت ..! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق