الأربعاء، 29 فبراير 2012

من ذكرى سيد شهداء الإنقاذ المشير/ الزبير محمد صالح

من ذكرى سيد شهداء الإنقاذ المشير/ الزبير محمد صالح

أرسل إلى صديقطباعةPDF
تقييم المستخدم: / 5
ضعيفجيد
zopeer

سنوات تمضي ويرن في أذني صدى السنين.. رجعت بي الذاكرة إلى أيام زاخرة بالوفاء.. جمع مخلص أمين من القادة والرفاق الأماجد سنين شاهدة على عصر الإخوة العظماء شادوا أعظم الذكرى وصاغوا بالمواقف كرامة الأمة بذلاً وتضحية وفداء.أذكرهم وأذكر أخي الشهيد الزبير محمد صالح سيد شهداء الإنقاذ ويساورني الأسى من فارق منهم الحياة بالبشرى وملائكة الرحمن تدخل عليهم من كل باب «سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» وإلى الذين ذهبوا في مواكب الشهداء وكانوا صياماً يوم عاشوراء وإلى شبابنا الدبابين والإعلاميين وإلى المرأة المسلمة التي قدَّمت روحها شهيدة في سبيل الله والوطن.
شهداء مضوا في سبيل الله.. نُخلِّد الذكرى وفاءً وعرفاناً ونسطر لأجيال قادمة عظمة الرجال إنها رفقة الأيام النُجب.. علَّمونا الحياء وملأوا قلوبنا بحب الأوطان.. إنها سلسلة من الحلقات المترابطة ذكرى وذكريات لا تطفئ نورها وبريقها رياح الزمن.. كنا نجلس سوياً لساعات طويلة نمشي في دروب الوطن.. كنا نعيد شريط الأيام الكوالح وما طوته الأيام والسنون في جوفها من عمر السودان، أخي الزبير كنت بيننا مخلصاً خلصت من إسار الهوى والجري وراء الشهرة والمحمدة.. كنت أهل صدق وإخلاص في طلب الحق، علَّمتنا أن السلطة عند الأقوياء الأتقياء ليست فخراً ولكنها مسؤولية وأمانة وأن للسلطة بريقًا.. ولكنها لا تخضع أصحاب النفوس التقية إنها قلوب طاهرة أمينة غرست فينا حب الجسارة.. وتمضي المسيرة القاصدة.. كما إخوة متحابين لله والوطن وكلما مرت سنوات البعاد أثمر الود قطوفًا يانعة أذكر ويذكر الشعب السوداني الثاني عشر من فبراير جاء الخبر الذي شق الدياجي.. الشمس طالعة توقد للضحى ويغطيها العجاج الأكدر.. السماء تُرعد وتمطر والناصر تنتظر قدوم ابنها بالشوق والحنين والوفاء، ولها ذكريات ندية مع الشهيد الزبير.. فهي الوفية لتلك الأيام التي عمل الشهيد، أسدل الستار، وأدار ظهره للحياة ونام نومته الأخيرة مع رفاقه الشهداء، وبفقده فقدت الأمة رجالاً من خيرة أبنائها ورباط العقيدة أشد رجال تذوقوا حلاوة الإيمان كانت محبَّة ونفرة في سبيل الله والوطن اجتمع الأحبة في رفقة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي جوف السوباط كان المنتهى.. إنها أنبل ميتة ومن كانت منيته بأرضٍ فلا يموت بأرضٍ سواها.. رحل فارس «القدار» أرض النيل والنخيل ولو كان بإمكاني إبراز محاسن الشهيد فهي كثر وإن سطرناها بمجلدات لأجيال قادمة ذكرى وتذكرة إنهم خيار من خيار وذكرى لا تزول عن الخاطر وتبقى ما دام في العمر بقاء فحياتهم كلها قيم..
لواء ركن «م» الصادق محمد سالم الخبير الوطني

التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق